اجتماعية الشارقة تنظم ملتقى خدمات كبار السن
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
الشارقة في 3 أكتوبر/وام/ نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة ، "ملتقى خدمات كبار السن" في نسخته 12 أمس بمقر الجامعة القاسمية تزامنا مع اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من شهر أكتوبر من كل عام.
شهد الملتقى مشاركة نخبة من الخبراء على مستوى الدولة والعالم، حيث تم تقديم جلستين تناولت أهمية الممارسات الصديقة للعمر وأثرها على صحة كبار السن، كما تمحورت المناقشات حول كيفية دمج التقنية في رعاية كبار السن وتكييف النماذج الناجحة مع سياقات مجتمع الشارقة لتحسين جودة حياتهم.
و تم تقديم أمثلة حية عن البرامج الناجحة في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والمكسيك، وسويسرا، والمملكة العربية السعودية، حيث تم استعراض السياسات الحكومية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين رعاية كبار السن وضمان جودة حياتهم.
وتحدث سعادة أحمد الميل، مدير دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، في كلمته الافتتاحية عن الجهود التي قامت بها الدائرة لخدمة كبار المواطنين منذ إنشائها في عام 1995م، مشيراً إلى أن الدائرة تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في توجيهاته الحكيمة بالحرص على تقديم أحدث الخدمات الاجتماعية باستخدام أحدث الممارسات في مجال الخدمة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع.
وأكد سعادته أن الرؤية الشاملة لإمارة الشارقة ساهمت في إطلاق العديد من المبادرات الرائدة التي تستهدف خدمة ورعاية كبار المواطنين، وعلى رأسها خدمة الرعاية المنزلية التي تم تنفيذها منذ العام 2003م، حيث أنها وصلت لتغطي كافة منازل كبار المواطنين في إمارة الشارقة، عبر أطباء واختصاصيين وممرضين ذوي خبرة وكفاءة، مما يساهم في توفير الرعاية الطبية المناسبة والشاملة في بيئة منزلهم.
وأوضح إلى أن إمارة الشارقة كانت مهيأة قبل انضمامها للشبكة في العام 2016م، ولا زالت تستفيد من خبرات الآخرين، مؤكداً أن الدائرة تستمر في العمل على تحسين البنية التحتية والخدماتية لضمان توفير بيئة إيجابية ومستدامة لكبار المواطنين.
وأثنى سعادته على المجتمع الإماراتي الذي يقدر ويحترم كبير السن، وأشاد بالجهود المستمرة التي تبذلها إمارة الشارقة لتوفير بيئة متكاملة وإيجابية لكبار المواطنين، مما يمكنهم من المشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعية.
كما تخلل الملتقى إطلاق مبادرة بعنوان "بركتنا" يتم تنفيذها بالتعاون بين دائرة الخدمات الاجتماعية وجمعية الشارقة الخيرية، وتهدف إلى دعم كبار السن في استدامة مشاريعهم الخيرية الحالية أو إطلاق مشاريع جديدة تعود بالنفع على المجتمع.
وخلال كلمته، أعرب المستشار عبد الله بن خادم، المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، عن فخره بإطلاق هذا المشروع النبيل، الذي يعكس التزام الجمعية ودائرة الخدمات الاجتماعية بخدمة المجتمع وتحقيق الرفاهية لكبار السن فضلاً عن الاهتمام بأعمالهم الخيرية، مشيراً إلى أن هذه الإسهامات تجسد ثمرة من الثمرات العديدة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم المبادرات المجتمعية وتحفيزها، مُؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التفاني الكامل للإمارة في تحقيق التميز في المجال الاجتماعي.
وتناولت الجلسة الأولى من الملتقى موضوع "أهمية الممارسات الصديقة للعمر من أجل شيخوخة صحية"، قدمها ثياقو هيريك دي سا، المسؤول الفني للبيئات الصديقة لكبار السن والتغير الديموغرافي بالشبكة العالمية للمدن والمجتمعات الصديقة للمسنين ، مشيرا إلى أن المجتمعات الحالية تشهد زيادة في متوسط العمر والتسارع في عمليات الشيخوخة، وهناك تحديات صحية تواجه الأفراد الذين يعيشون لفترة أطول، تلك التحديات تتعلق بكيفية تصميم البيئة الاجتماعية والبنية التحتية لتكون صديقة لكبار السن وتلبي احتياجاتهم.
وأوضح أن بيئة ملائمة لكبار السن تعزز من صحتهم ورفاهيتهم عن طريق إزالة الحواجز المادية والاجتماعية وزيادة الشمولية بين مختلف الأعمار في المجتمع كما أنها تساهم في تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات والمرافق لكبار السن أينما كانوا، وتعالج قضايا عدم المساواة بين الجنسين في هذا السياق، كما تمثل إنشاء بيئات صديقة لكبار السن جزءاً هاماً من جهود الأمم المتحدة لتحسين صحة ورفاهية الأفراد الذين يتقدمون في العمر، ويتوافق ذلك مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لافتاً إلى أن هذا التوجه العالمي يهدف إلى تحسين جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية وضمان وجود بيئات تدعم الصحة والعافية للجميع.
وتحدثت أسماء الخضري، مدير الشارقة مراعية للسن، عن مبادرة "مؤسسات مراعية للسن" التي تستهدف الجهات الحكومية وغير الحكومية في إمارة الشارقة، والمؤسسات الأهلية، ومؤسسات القطاع الخاص، بهدف حصر المؤسسات والمرافق المراعية للسن لتتويجها بلقب "مؤسسة مراعية للسن"، مما تساهم هذه المبادرة في صنع بيئة متجانسة تلبي احتياجات كبار السن في الإمارة، ورفع جاهزية البيئة الهندسية والخدماتية للمؤسسات المشاركة في المبادرة بما يتوافق مع احتياجات كبار السن، وتوعية المجتمع بأفضل الممارسات والبرامج المقدمة لكبار السن في الإمارة، وإبراز دور الجهات المشاركة في المبادرة بخدماتها المراعية للسن كما أنه يشترط على المؤسسات المشاركة في المبادرة أن تستوفي ثلاثة معايير أساسية وهي التصميم الإنشائي للمبنى وحيويته، والتسهيلات والخدمات المميزة التي تقدمها المؤسسة للمسنين، والتمكين والدمج والمشاركة، وأشارت إلى المبادرة لا تصعب على الجهات المتطلبات، ويتم إفادتهم بحلول مرنة.
كما ناقشت ، إيونها سوه، منسق برنامج المساعدة الفنية بمركز الابتكار الصديق للعمر في كولومبوس التابعة لولاية أوهايو الأمريكية، واستهلت بقصة نجاح لإحدى كبيرات السن والتي تمكنت من الاستفادة من التكنولوجيا ومحيطها المجتمعي في أن تمارس حياتها بشكل طبيعي.
وأشارت إلى أن مركز الابتكار الصديق للعمر في كولومبوس، يقوم بتعزيز العديد من المبادرات المعنية بخدمة كبار السن، حيث يقدم خدمات عديدة ومن أبرزها الخدمات البحثية لصالح جامعة أوهايو، كما تم عقد شراكة مع الجامعة نفسها في إصدار العديد من الأبحاث المعنية بحياة كبار السن، بالإضافة إلى إطلاق برامج تعليمية وورش توعوية افتراضية تمكن المشارك من الحصول على مهارات في التعامل مع كبار السن، كما تم إطلاق منح دراسية لبرنامج دراسة العلوم المعنية بخدمة كبار السن، وهذه المنح استفاد منها العديد من الطلبة، مما ينعكس ذلك في المستقبل القريب إيجابًا على خدمة كبار السن، مع توفر العديد من المتخصصين.
وناقشت مينا ماتسوماري من منظمة الصحة العالمية الجهود التي تبذلها اليابان لمواجهة التحولات الديموغرافية وتوفير بيئة صحية واجتماعية تعزز من رفاهية كبار السن، وكما سلطت الضوء على البرنامج "مي بو" الذي يعد جزءاً من هذه الجهود، حيث يُستخدم لقياس حالة صحة كبار السن وحالتهم العقلية، كما يساعد هذا البرنامج في تحديد الحلول المناسبة لتلبية احتياجات كبار السن، وذلك باستخدام التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوجيه السياسات الصحية.
و في الجلسة الثانية والأخيرة لملتقى خدمات كبار السن 12 تم استعراض تجربة المملكة العربية السعودية في رعاية والاهتمام بكبار السن من خلال وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وجاءت بعنوان "التجربة السعودية في رعاية كبار السن والدور الفاعل للقطاع غير الربحي" شارك في تقديمها كل من ابتسام الحميزي مدير رعاية كبار السن في الوزارة وبطحي سليمان مدير جمعية واحة الوفاء لكبار السن.
وتناولت الجلسة محاور استراتيجية ونظام حقوق باقات الخدمات والتكامل مع القطاع غير الربحي ،حيث أشارت ابتسام الحميزي بأن البيانات والدراسات تبين أنه خلال 30 سنة قادمة سيتضاعف عدد كبار السن 3 أضعاف ما يحتم علينا جميعا العمل بجودة وعمل مؤسسي لتقديم خدمات أفضل لهذه الشريحة ، مشيرة بأن الوزارة حرصت على إجراء مقارنة معيارية مع التجارب الأجنبية بهدف تطوير الخدمات لديها واختيار المناسب لها ، وحاليا تقدم العديد من الخدمات منها مركز المعيشة للمسن والذي يوفر اقامات متنوعة مؤقتة ودائمة، توفير بيئة تحفظ وتصون كبار السن برامج توعوية بحقوقهم، تمكين المراكز الاجتماعية بالاهتمام بهم لهم، كما منحهم بطاقة امتياز دعم لمعيلي كبار السن والتطوع في خدمتهم وتمكين الجمعيات المختصة.
أما المشاركة الثانية فكانت من ولاية كرياتل في المكسيك، و تحدث فيها صاحب فكرة مبادرة "بيدك من أجل سلامتهم" ادريانو بويانو، حيث تعد هذه الولاية من الأعضاء المنضمين الى الشبكة العالمية لكبار السن في منظمة الصحة العالمية، والمبادرة هي إسوارة توضع في يد المسن وفي حال ضاع عن منزله يتم التعرف على مكان وجوده من خلال رقم أو كود متصل بالشرطة وبمجرد ذكر الرقم يستطيع الشرطي تحديد مكانه.
عماد العلي
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الخدمات الاجتماعیة رعایة کبار السن کبار المواطنین إمارة الشارقة کبار السن فی لکبار السن العدید من کما تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
علاقة الضغوطات المالية وآلام الظهر عند كبار السن.. تفاصيل
بحثت دراسة جديدة في العلاقة بين المشاكل المالية وارتفاع خطر المعاناة من آلام الظهر المزمنة لدى كبار السن.
شملت الدراسة أكثر من 5000 شخص فوق سن الـ65 في إنجلترا. وكان جميع المشاركين يعانون من آلام الظهر عند بدء الدراسة، إلا أن الباحثين وجدوا أنه بعد عامين، كانت نسبة الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مالية أكبر "أكثر عرضة للإبلاغ عن آلام شديدة".
واكتشف الباحثون من جامعتي أكسفورد وإكستر أن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن وضعهم المالي، يتضاعف لديهم احتمال الإصابة بألم طويل الأمد مقارنة بمن يتمتعون بدخل أعلى.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية يكونون أقل احتمالا لطلب العلاج الطبي أو ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وهي من الوسائل الفعّالة للتخفيف من آلام الظهر.
وخلصت الدراسة إلى أن نحو 4 من كل 5 مشاركين ظلوا يعانون من الألم في نهاية الدراسة، بغض النظر عن وضعهم المالي. ومن بين هؤلاء، أشار ثلثهم إلى أن الألم كان "مزعجا إلى حد ما"، في حين ذكر أكثر من 1 من كل 10 أنهم يعانون من آلام شديدة تؤثر على قدرتهم على أداء المهام اليومية.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يتبنون موقفا سلبيا تجاه التمارين الرياضية في مراحل لاحقة من حياتهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر المستمرة.
وفي تعليقها على الدراسة، قالت الدكتورة إستر ويليامسون، الخبيرة في آلام الظهر بجامعة أكسفورد وأحد أعضاء فريق البحث: "يتحمل الناس آلام الظهر معتقدين أنها جزء طبيعي من الشيخوخة، لكن هذا ليس صحيحا. نحن نعلم أن الأشخاص من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الأقل يعانون من آلام الظهر ويواجهون صعوبة أكبر في الوصول إلى العلاج. كما أنهم أقل احتمالا للمشاركة في فصول التمارين الرياضية التي تساعد في إدارة الألم. المفتاح هو جعل العلاجات في متناول الجميع".