يقطنون ويختفون.. العراق يخشى رسائل خطف الأجانب ويتخوّف من ممانعة المستثمرين
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
تتباين دوافع عمليات الاختطاف في العراق، التي كانت في البداية تتم لأسباب سياسية بحتة من قبل جماعات تسعى للضغط على الحكومات التي تشكلت بعد إسقاط عام 2003، وكانت غالباً ما تنتهي نهاية دموية، كما هو الحال مع كثير من الرهائن الغربيين والكثير من رجال الأعمال والمستثمرين.
وبتقادم السنوات نشأت دوافع جديدة للاختطاف عمادها الأساسي الابتزاز المالي، وضحاياها غالباً قليل من الرعايا الغربيين والعرب العاملين في العراق وكثير من رجال الأعمال.
ويعلق الخبير في الشأن الأمني أحمد الشريفي، اليوم الثلاثاء (3 تشرين الأول 2023)، على الانعكاسات السلبية" لعمليات خطف الأجانب في العاصمة العراقية بغداد.
ويرى الشريفي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "هناك انعكاسات سلبية كثيرة لعمليات خطف الأجانب في بغداد وباقي المدن العراقية، فهذا يعطي رسائل الى الدول بان الوضع داخل العراق الأمني مازال غير مستقر، وهذا يؤثر على قضية السياحة في العراق، رغم ان هذا القطاع شبه متوقف".
ويؤكد، ان "هذا الامر يعطي رسائل خطيرة الى المستثمرين، وهذا يدفع الكثير من الشركات العالمية الى عدم العمل في العراق خشية من عمليات الاختطاف، ولهذا يجب ان يكون هناك اهتمام كبير في حماية وتأمين الأجانب والسياح، في بغداد وكل المدن العراقية، من أجل إيصال رسائل بان العراق مستقر امنيا ويمكن العمل به بمختلف القطاعات".
وكشفت صحيفة ذا تايمز اوف إسرائيل يوم الأربعاء(5 تموز 2023)، عن رفض السلطات الإسرائيلية الكشف عن أسباب "تكتمها" على خبر اختطاف مواطنتها في العراق بعد سؤالها من قبل الصحفيين.
وقالت الصحيفة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان "مسؤولا في الحكومة الإسرائيلية لم يكشف عن هويته، رفض الكشف عن أسباب تكتم السلطات الإسرائيلية على اختطاف المواطنة في العراق منذ أربعة اشهر، مشيرة الى وجود ما قالت انها "شائعات" تتحدث عن كونها متورطة بالعمل مع الموساد الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أيضا نقلا عن المسؤول، ان المواطنة الإسرائيلية اليزابيث تسوركوف، قامت بــ "زيارات متكررة الى العراق" في فترات سابقة، دون الكشف عن أسباب الزيارات او مواعيدها.
وأشارت الصحيفة أيضا الى وجود "خرق قانوني" في دخول المواطنة الإسرائيلية الى العراق، مؤكدة "ان العراق ما يزال رسميا في حالة حرب مع إسرائيل منذ ستينات القرن الماضي، ولا يسمح القانون العراقي بدخول الأجانب ممن يحملون جنسية دول معادية الى دخول أراضيه".
وفي وقت سابق، اصدر بنيامين نتنياهو رئيس الكيان الاسرائيلي بيانا، معلنا عن اختطاف المواطنة الاسرائيلية الروسية اليزابيث تسوركوف، من قبل ماوصفهم بـ"الميلشيات الشيعية"، فيما حمل الحكومة العراقية مسؤولية سلامتها.
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم فی العراق
إقرأ أيضاً:
قمة بغداد: دبلوماسية أم استعراض سياسي؟
أبريل 30, 2025آخر تحديث: أبريل 30, 2025
المستقلة/- بينما تُسابق الحكومة العراقية الزمن لاستكمال التحضيرات اللوجستية والفنية لاستضافة القمة العربية في بغداد يوم 17 أيار المقبل، يتصاعد الجدل في الشارع العراقي حول جدوى هذه القمة في ظل تحديات داخلية مستمرة وأزمات إقليمية متراكمة. فهل ستكون هذه القمة محطة مفصلية تعيد العراق إلى عمقه العربي، أم مجرد استعراض سياسي لالتقاط الصور وسط واقع مأزوم؟
الحكومة تؤكد أن الاستعدادات بلغت مراحلها النهائية، وسط تنسيق أمني وإعلامي عالي المستوى، وإطلاق مشاريع خدمية في مطار بغداد الدولي، ولكن هل تُخفي هذه التحضيرات رغبة سياسية في تلميع صورة النظام أمام العالم أكثر من حرصها الحقيقي على نتائج ملموسة من القمة؟
بين الانفتاح الإقليمي وغياب الداخليرى مراقبون أن العراق يسعى من خلال هذه القمة إلى تعزيز موقعه السياسي الإقليمي، لكنه لا يزال عاجزًا عن معالجة الأزمات المزمنة التي تمس المواطن بشكل مباشر، مثل تدهور الخدمات، واستشراء الفساد، والتوترات السياسية التي تهدد الاستقرار الحكومي. فهل يُعقل أن يُفتح باب العراق أمام الزعماء العرب في وقت لا تزال فيه أبواب المستشفيات والمدارس والخدمات مغلقة أمام أبناء الشعب؟
ماذا بعد القمة؟السؤال الأبرز الذي يطرحه الشارع العراقي: ما الذي ستحققه القمة للعراق؟ هل ستُثمر عن اتفاقيات استراتيجية حقيقية، أم ستكون مجرد مناسبة بروتوكولية تنتهي بانتهاء نشرات الأخبار؟ خاصة أن معظم القمم العربية السابقة لم تُحدث فارقاً يُذكر في واقع الشعوب، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى تظاهرات خطابية بلا مضمون.
هل السياسة الخارجية تُخفي هشاشة الداخل؟في ظل تركيز الحكومة على التحضير لهذا الحدث الكبير، يتساءل البعض إن كان الانشغال بالقمة محاولة لصرف الأنظار عن فشل الطبقة السياسية في إدارة شؤون البلاد داخلياً. وهل يُعقل أن تُستثمر ملايين الدولارات في مراسم الاستقبال والتجميل، بينما لا تزال مناطق عراقية عديدة تعاني من الإهمال والتهميش؟
ختاماًقمة بغداد القادمة قد تحمل الكثير من الرمزية السياسية والدبلوماسية، لكنها في نظر كثير من العراقيين لن تكون ذات جدوى ما لم تُترجم إلى نتائج ملموسة في السياسة، والاقتصاد، والأمن. فالعراق لا يحتاج فقط إلى قمة عربية… بل إلى قمة وطنية تضع مصلحة المواطن قبل البروتوكولات.