ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لنصر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، نصر العزة واسترداد الأرض والكرامة المصرية والعربية، لا ينبغي أن نغفل عن المجرمين الخونة أعداء هذا الوطن المتسترين خلف شعارات دينية زائفة، الذين دأبوا على الإساءة لجيش مصر العظيم والتهكم عليه، بل يسعون بكل طريقة ويسلكون كل طريق للنيل منه، ويتوهمون ويزينون لهم شياطينهم وأهواؤهم أنهم قادرون على إضعاف قوته أو شق صفه وزعزعة استقراره بغضا لهذا الوطن الذي لفظهم وتطهر منهم إلا قليلا ما زالوا بيننا يكتمون حقدهم وينشرون أفكارهم الخبيثة كلما سنحت لهم الفرصة سرا أو جهرا، أو من خلف كاميرات مواقع التواصل التي ابتلينا بها، بل ابتلى بها العالم وجنى وسيظل يجنى شرورها وويلاتها.
أما قياداتهم والصفوف الأولى وربما الثانية أيضا من هؤلاء الخونة أعداء هذا الوطن، فقد فروا منه مشردين إلى بلاد أخرى تؤويهم أو تعطيهم ثمن خيانتهم وأجر ما قاموا ويقومون به من بث الافتراءات والأكاذيب والتشكيك وإهالة التراب على كل منجزات الدولة المصرية، وإظهار حقدهم وشديد بغضهم لزعيم مصر وقائدها الذي كشف زيفهم وتصدى لغدرهم وحمى البلاد والعباد من شرورهم.
هذه الحفنة الضالة المضلة التي تجهل صحيح الدين، وتعادى أوطانها بلا سند أو دليل، نجدهم ينكرون ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأن مصر وشعبها وجيشها، لأنهم لا يعرفون شيئا عن الوطنية وإنما يرون الأمور بمنظار المصلحة الذاتية للجماعات التي ينتمون إليها أكثر من انتمائهم لدين الله.
وقد فند علماء الأزهر الشريف أكاذيب هؤلاء الخونة، فيقول الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن المشككين في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الجيش المصري يستندون إلى مناهج ساذجة وهي المناهج الألبانية، فلم تكن تلك المناهج تتبع السلف الصالح والإمام البخاري والإمام مسلم، بل إن هؤلاء المدعين نصبوا أنفسهم علماء وباحثين وصاروا يروجون هذه الأكاذيب والافتراءات عن صحة الأحاديث عن الجيش المصري وفقا لإملاءات خارجية.
وأوضح الدكتور على جمعة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب الجيش المصري دون باقي جيوش العالم، وذكره في حديثه عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: "حدثني عمر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم يقول:" إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جند كثيفا، فأولئك الجند خير أجناد الأرض "فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال:" لأنهم في رباط إلى يوم القيامة "، فقد أصبح الجيش المصري كثيفا مترابطا قاتلوا في سبيل الله وصدوا العدوان في الداخل والخارج، دون أن تلوث أيديهم بدماء حرام، ومن يتأمل بطولات الجيش المصري في الحرب والسلم يجده الآن يحمل شعارا:" يد تبني ويد تحمل السلاح ".
ويقول الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: كما حظيت مصر وجيشها بالتشريف ونالت من أحاديث النبي الكثير، إلا أن هناك حملات ممنهجة للتشكيك في صحة هذه الأحاديث وتفسير الآيات، وقد نال المشككون من صحتها، ولهذا نقول: إن الأحاديث المذكورة عن مصر وجيشها صحيحة المعاني عن النبي صلى الله عليه وآلة وسلم، ولا مطعم على مضامينها بوجه من الوجوه، لأن الأئمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، واتفق المحدثون على أن أحاديث الفضائل يكتفى فيها بأقل شروط القبول في الرواية وتكون عندهم مقبولة حسنة.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها وكل مؤسساتها، ونصرها على كل أعدائها، وحفظ عليها أمنها وأمانها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نصر أكتوبر انتصارات أكتوبر الأزهر الشريف القوات المسلحة مقالات 6 أكتوبر الجيش المصري صلى الله علیه الجیش المصری رسول الله
إقرأ أيضاً:
حكم زيارة القبور والأضرحة في الإسلام.. أمين الفتوى يجيب
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن زيارة القبور أمر مستحب شرعًا؛ فعن بُرَيْدَةَ الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن في زيارتها تذكرة».
وأضاف أمين الفتوى، في منشور له عن حكم زيارة القبور والأضرحة، أن أَوْلى القبور بالزيارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبور آل البيت الطاهرين، وفـي زيـارتهم ومودتهم برٌّ وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23].
وأشار إلى أن الصلة لا تنقطع بالموت، بل إنَّ زيارة قبورهم هي جزء من الصلة التي رغب فيها الشرع الشريف.
واستشهد بحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا»، معناه: أي السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان.
وأوضح أن زيارة آل البيت والصالحين والدعاء عند أضرحتهم أَرْجَى للاستجابة والقبول عند الله، فهي مواضع بركة ورحمة وروضة من رياض الجنة، والقول بأَنَّ زيارة أضرحة وقبور الصالحين بدعة وشرك قول باطل لا دليل عليه، فإن فعل الصحابة والسلف وعلماء الأمة يدل على جواز زيارة أضرحة وقبور الصالحين والدعاء عندها.
التبرك بآل البيتوأكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التبرك بآل البيت وزيارة أضرحتهم أمرٌ محبب في الثقافة الإسلامية والمصرية، وهو مظهر من مظاهر المودة لآل البيت التي أمر بها الله تعالى في قوله: "قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح: "رمضان يحب الزيارة، يحب أن يزور الناس بعضهم بعضًا، وأولى الناس بالزيارة، كما علمنا سيدنا أبو بكر الصديق أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه، هم آل بيت رسول الله ﷺ، مصداقًا لقول الله تعالى: "قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ".
وتابع: "نجد أن زيارة آل البيت أصبحت من شخصية الإنسان المصري، حتى إنه يكاد لا يمكن أن يمر رمضان دون أن يكون قد زار آل البيت أو بعضهم، فيذهب إلى سيدنا الحسين، وستنا زينب، وستنا نفيسة، وبعد الزيارة ربما يخرج ليفسح العيال أو يأكل معهم شيئًا وهكذا، فهذه أصبحت مظهرًا من مظاهر رمضان عندنا هنا في مصر".