بذكراها الرابعة.. هل نجح السوداني بمنع الاحتكاك بين الأمن وتشرين؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
رصد المحلل السياسي مجاشع التميمي، اليوم الثلاثاء (3 تشرين الأول 2023)، ثلاث نقاط وصفها بـ"المهمة" في احتجاجات تشرين الاول 2023، فيما أشار إلى ان هناك احتمالية بعودة التظاهرات.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان" تظاهرات تشرين خفّت قوتها وبالتالي لم تكن حدة الاحتكاكات بإحياء ذكراها في 2023 قوية مثلما حصل بين عامي 2019-2020 رغم ان اسباب التظاهرات لاتزال قائمة لغاية الآن لكن يمكن القول بانها خفّت مع الاشارة الى ان الكثير لايزال يعول على حكومة السوداني".
واضاف، ان" الاحتجاجات في ذكرى تشرين لم تكن قوية لذا لايمكن القول بان حكومة السوداني نجحت في منع الاحتكاكات لكن مع التاكيد من ان بقاء الفساد وسوء الادارة سيشهد الشارع عودة التظاهرات مرة اخرى ونكون امام مأزق آخر".
يشار إلى أن القوات الأمنية، فرقت في الأول من الشهر الجاري في ساحة التحرير، بالعاصمة بغداد، تظاهرة دعا لها ناشطون عراقيون وقوى سياسية، لإحياء الذكرى الرابعة لمظاهرات تشرين (أكتوبر/تشرين الأول) التي اندلعت في بغداد و9 محافظات أخرى في مثل هذا اليوم عام 2019.
وردد المتظاهرون شعارات رافضة لما وصفوه بالفساد وقمع الحريات، ورفعوا شعارات تطالب بإصلاحات شاملة في البلاد، كما رفع المتظاهرون أيضا صورا للضحايا الذين سقطوا خلال فترة اندلاع الاحتجاجات في عام 2019.
ونقلت وسائل إعلام محليّة عن متظاهرين قولهم إنهم خرجوا لتجديد موقفهم الثابت في المطالبة بعملية سياسية حقيقية وانتخابات نزيهة وفق قانون يحمي حقوق الجميع ومحاربة الفساد وإحالة المتورطين في قمع مظاهرات تشرين (أكتوبر/تشرين الأول) وقتل المتظاهرين إلى القضاء العراقي.
وأكد هؤلاء المتظاهرون أن شعارات مظاهرات أكتوبر لازالت خالدة لأنها تمثل الضمير العراقي وتعكس مطالبهم المشروعة في بناء دولة حديثة متطورة مؤطرة بأنظمة وقوانين تحترم حقوق الإنسان وتؤمن لهم حياة كريمة حسب قولهم.
وكانت بغداد و9 محافظات عراقية في وسط وجنوب البلاد قد شهدت في الأول أكتوبر/تشرين الأول 2019 مظاهرات شعبية هي الأعنف في تاريخ العراق في حراك مدني غير مسبوق راح ضحيتها أكثر من 600 متظاهر وإصابة نحو 25 ألف متظاهر بجروح بعد أن استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والقنابل المطاطية والمسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
المصدر: بغداد اليوم + الجزيرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
التضامن مع أبناء فلسطين.. صوت الشعوب لا يمكن إسكاته
يمانيون/ كتابات/ ماجد الكحلاني
في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف، وفي ظل معاناة شعب فلسطيني صامد يقاوم الظلم، يبرز صوت الشعوب الحرة كأحد أقوى أدوات التضامن. مشهد التظاهرات العالمية الرافضة للعدوان الإسرائيلي والمطالبة بالعدالة للفلسطينيين، يعكس ضميرًا عالميًا ينبض بالحق، حتى وإن كانت الأنظمة الحاكمة صامتة أو متواطئة.
من باكستان إلى المغرب، ومن موريتانيا إلى تركيا، تتوالى التظاهرات الشعبية المناصرة لفلسطين، في باكستان، امتلأت الشوارع بحشود غاضبة تهتف باسم الحرية لفلسطين. في المغرب، شهدت المدن فعاليات متتالية تعبر عن تضامن الشعب المغربي مع أشقائه الفلسطينيين. في موريتانيا، جابت مسيرة ضخمة العاصمة نواكشوط، حيث حمل الآلاف أعلام فلسطين ونددوا بالاحتلال.
أما في تركيا، فقد تجمع المتظاهرون أمام قنصلية الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أصواتهم ضد العدوان. في الأردن، تلاحمت حشود كبيرة، ليس فقط لدعم فلسطين، ولكن للتعبير عن تضامنها مع الشعوب المضطهدة، مؤكدين وحدة المصير والقضية.
هذه المشاهد لم تقتصر على الدول الإسلامية فقط، بل امتدت إلى العواصم الغربية. بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، السويد، وحتى الولايات المتحدة وكندا، شهدت مظاهرات كبيرة على الرغم من القمع والمضايقات.
رغم هذا الحراك الشعبي الكبير، تتعامل الأنظمة الغربية مع هذه الأصوات بتجاهل صارخ. فبدلاً من الإصغاء لصوت الضمير الإنساني الذي يطالب بالعدالة، تواصل هذه الحكومات دعم الاحتلال الإسرائيلي، سواء عبر المساعدات المالية أو التحالفات السياسية.
الازدواجية هنا واضحة ومؤلمة. تدّعي هذه الدول أنها حامية حقوق الإنسان والديمقراطية، لكنها تغض الطرف عن جرائم الاحتلال، متجاهلة أصوات شعوبها التي تطالب بإنهاء هذا الظلم. في قلب هذا المشهد، تظهر الولايات المتحدة كشريك رئيسي في استمرار العدوان، من خلال دعمها العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل.
في العالم الإسلامي، تتعالى أصوات الشعوب بالتضامن مع فلسطين، بينما تقف بعض الأنظمة العربية موقف المتفرج، بل والمطبع مع الاحتلال. بدلًا من استثمار قوة الشعوب وموارد الدول لنصرة فلسطين، تلجأ هذه الأنظمة إلى الصمت، أو في بعض الأحيان إلى محاولات تشويه المقاومة الفلسطينية واتهامها بالإرهاب.
هذا التخاذل لا يمثل فقط خيانة للقضية الفلسطينية، ولكنه يعكس انفصالًا بين الأنظمة وشعوبها. شعوب تصرخ مطالبة بالعدل، وأنظمة تصم آذانها، متجاهلة معاناة الفلسطينيين وحقهم في الحرية.
رغم كل التحديات، تبقى التظاهرات الشعبية أداة فعالة ومؤثرة. إنها ليست مجرد تجمعات، بل رسائل قوية تؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان العالم. هذه التظاهرات تُبقي مأساة الشعب الفلسطيني في دائرة الضوء، وتجبر الإعلام والسياسة على التفاعل معها، حتى لو حاولت الأنظمة إخفاء الحقيقة.
التظاهرات العالمية تعبّر عن وعي جماعي يتجاوز الحدود، حيث يجتمع أناس من مختلف الجنسيات والأديان لدعم قضية عادلة. إنها تذكير بأن الظلم، مهما طال، لا يمكن أن يُقبل، وأن الأصوات الحرة ستبقى صرخة حق في وجه الظلم.
رسالة إلى العالم: الصمت ليس خيارًا
القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شعب يُحاصر ويُقتل، إنها اختبار للإنسانية كلها. التظاهرات التي تجتاح العالم هي شهادة حية على أن هناك قلوبًا نابضة بالعدالة، وضمائر لا تزال تؤمن بالحق.
إلى الأنظمة الصامتة والمتواطئة، نقول إن الشعوب لن تنسى، وإن التاريخ لن يغفر. الفلسطينيون اليوم يدفعون ثمن صمودهم، لكنهم يعلمون أن قضيتهم عادلة، وأن الحق لا يُهزم مهما كانت آلة الظلم. إلى الشعوب الحرة، نقول: استمروا في رفع أصواتكم. أصواتكم هي السلاح الذي لا يُقهر، وهي الضوء الذي يُبقي الأمل حيًا.
التضامن مع الشعب الفلسطيني هو أقل ما يمكن أن تقدمه الشعوب الحرة. هو ليس مجرد فعل تضامني، بل واجب إنساني وأخلاقي. في وجه الاحتلال والقمع، وفي ظل صمت الأنظمة، تبقى إرادة الشعوب هي الأمل الأكبر. هذه الإرادة التي لا تُهزم، وهذا الصوت الذي لا يسكت، هما ما يجعل القضية الفلسطينية حية ومستمرة. وفي النهاية، لن يصح إلا الحق، وسيبقى صوت الشعوب أقوى من أي قوة صلفة غاشمة.