قطر.. مؤتمر جامعة جورجتاون يدعو للتكاتف ضد الإسلاموفوبيا
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
دعا مؤتمر دولي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة إلى ضرورة تكاتف الجهود لاستئصال ممارسات الإسلاموفوبيا التي تحض على الكراهية والتحيز والتمييز.
جاء ذلك في ختام مؤتمر "التاريخ والممارسات العالمية للإسلاموفوبيا"، الذي انعقد بين 30 سبتمبر/أيلول – 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في جامعة جورجتاون بالدوحة، وشارك فيه أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورجتاون بقطر وعدد من العلماء والمفكرين والصحفيين، إلى جانب ناشطين وفنانين.
وأكد المشاركون في المؤتمر "أهمية البحث والحوار والاستمرار في تكاتف الجهود والتآزر من أجل استئصال ممارسات الكراهية والتحيز والتمييز".
كما شددوا على ضرورة "التراجع عن الخطاب الإعلامي المعادي، ونشر أفضل الممارسات والإرشادات والمعايير الجديدة مع زيادة تمثيل المسلمين وحضورهم في وسائل الإعلام".
وبحث المؤتمر "مختلف العوامل المعقدة التي تحرك ظاهرة الإسلاموفوبيا، والقواسم المشتركة بينها وبين ظواهر التمييز والتعصب والعنصرية الأخرى".
تضافر الجهودافتُتح المؤتمر بكلمة السفير السابق لجنوب أفريقيا بالولايات المتحدة إبراهيم رسول، مُؤسِّس ومدير مُؤسَّسة "العالم للجميع"، الذي قال إنه "عندما نصف التطرف أو العداء بالفوبيا أو الرهاب أو الخوف، فإننا نلقي بالعبء على الضحية".
وأضاف "إننا نواجه عبئا مزدوجا: علينا أن ننجو من التمييز والعنصرية، ونثبت أنهم ليسوا مخيفين إلى هذا الحد".
المشاركون في المؤتمر ناقشوا العوامل العالمية والتاريخية والدينية والسياسية لظاهرة الإسلاموفوبيا (جامعة جورجتاون)وفي معرض حديثه عن الوضع المعاصر، قال رسول إن "الآخر المسلم يحظى في عالم اليوم بمعاملة خاصة، فهناك شريحة تعادل 10% من السكان في كل دولة غربية تتكون من الآخر".
وأكد أن "ما يحدث ليس ظاهرة أحادية الثقافة في الغرب؛ فتقريبا ربع المسلمين على مستوى العالم يجدون أنفسهم في وضع الأقلية".
وأضاف "لم تعد ظاهرة الإسلاموفوبيا قاصرة على العالم الغربي. فقد ترسخت تجاه الأقليات المسلمة في الهند والصين وميانمار وغيرها من الدول. وسواء في الغرب أو في الشرق، يواجه المسلمون كل نزعات الشعبوية والتعصب والتطرف واسع النطاق".
واستخلص السفير إبراهيم رسول الدروس من نضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، وتحدث عن الحاجة إلى التضامن في الكفاح ضد جميع أشكال التعصب، وهو التضامن الذي يتجاوز الدين والعرق والإثنية، بحسب ما ورد في موقع الجامعة.
وفي كلمته بختام المؤتمر، أشاد صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في الدوحة بدور قطر في تبني المبادرات العالمية "لمواجهة العنصرية العالمية بشتى صورها وأشكالها، ومنها كراهية المسلمين والإسلاموفوبيا".
كما أشاد المصري بالجهود القطرية "واسعة النطاق في العديد من المجالات مثل التعليم والتوعية والحوار العام ووضع السياسات وعقد اجتماعات الخبراء وصانعي السياسات لتضافر الجهود".
وتابع "يسهم مؤتمرنا في الجهود المبذولة للفت الانتباه إلى الإسلاموفوبيا والرد عليها، ومواجهة آثارها المدمرة، وتعزيز الجهود المؤثرة للنشطاء والقائمين على التعليم والمثقفين والمبدعين".
جذور الإسلاموفوبياووفق بيان المؤتمر، تطرق المشاركون إلى "العوامل العالمية والتاريخية والدينية والسياسية المختلفة التي أسهمت في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا عالميا، ضمن التداعيات الناجمة عن الحرب على الإرهاب التي كانت السمة الأبرز للقرن الحادي والعشرين، وتركت آثارا عميقة على المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم".
وحول الجذور الفكرية للإسلاموفوبيا، قال سلمان سيد، أستاذ البلاغة والفكر المناهض للاستعمار في جامعة ليدز، إنه "لا يوجد تفسير منطقي للإسلاموفوبيا، بل هي من أقدم أنواع العنصرية المرتبطة بموازين القوى، وغالبا ما تقوم على فكرة أنه لا يمكن إدماج المسلمين في المجتمعات".
وأشار سيد إلى أن "الإسلاموفوبيا نوع من الحكم العنصري الذي يستهدف العقيدة الإسلامية، رغم أنه ليس ضروريا أن يكون المرء مسلما ليكون عرضة للإسلاموفوبيا، يكفيه أن يكون قريبا من المسلمين أو يُنظر إليه على أنه من المسلمين".
واعتبر أن "دحض الإسلاموفوبيا لا يتطلب تحديد جذورها الفكرية فقط، بل يجب أيضا السماح بتطبيق شعائر الإسلام وإتاحتها لتصبح ممارسات طبيعية معتادة".
من جانبه، قال جون إسبوزيتو، أستاذ الأديان والشؤون الدولية والدراسات الإسلامية بجامعة جورجتاون، إن "قيمة هذا المؤتمر تكمن في أنه يسلط الضوء على مدى تفاقم الإسلاموفوبيا واتساعها على مستوى العالم".
إسبوزيتو الذي يشغل أيضا منصب المدير المؤسس لمركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي-المسيحي أشاد بالمؤتمر ووصفه بأنه "أفضل مؤتمر حضره على الإطلاق حول هذا الموضوع". وشدد على أهميته في حشد الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم لمواصلة مكافحة الإسلاموفوبيا أينما وجدت.
وأردف إسبوزيتو: "الإسلاموفوبيا ليست بالظاهرة التي ستزول قريبا، فحقيقة الأمر أنها تتفاقم وتزداد سوءا".
جون إسبوزيتو أستاذ جامعي في جامعة جورجتاون (الجزيرة) سياسات العداءوعلى مدى يومين، بحثت نقاشات المؤتمر "أثر التحامل ضد المسلمين على حياة المجتمعات المسلمة حول العالم، ودور التأجيج الإعلامي في بناء خطاب الإسلاموفوبيا، وتأثير ذلك الخطاب في تشكيل الرأي العام وصياغة السياسات التي تمس حياة الأفراد".
وفي جلسة بعنوان "قطر وكأس العالم والإسلاموفوبيا"، بحث إعلاميون وأكاديميون مرموقون "الأنماط السلبية للتغطية الإعلامية الغربية مع تفاقم المواقف المعادية للإسلام، قبل بطولة كأس العالم (2022) وخلالها".
واختتم المؤتمر بحلقة نقاشية بحثت "الحلول المحتملة ونقاط التلاقي بين البحث وصنع القرار بما يعزز التسامح والتفاهم لمكافحة الإسلاموفوبيا"، وفق البيان.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة جورجتاون في قطر تأسست عام 2005 بالشراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (غير ربحية) وجامعة جورجتاون التي تأسست في واشنطن عام 1789 وتعد واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ظاهرة الإسلاموفوبیا جامعة جورجتاون
إقرأ أيضاً:
مراسل «القاهرة الإخبارية»: عقد مؤتمر وطني في سوريا مطلع العام المقبل
أكد خليل هملو، مراسل «القاهرة الإخبارية» من سوريا، أن مصادر سياسية رفيعة المستوى في دمشق شددت على أن الحكومة الجديدة تعمل على عقد مؤتمر وطني شامل في مطلع العام المقبل، يحضره أكثر من 1200 شخصية من كافة أطياف الشعب السوري وممثليه والمدنيين والعسكريين.
لجنة دستورية لكتابة الدستوروشدد «هملو»، خلال رسالة له على الهواء عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، على أن هذا المؤتمر سينبثق عنه لجنة لكتابة الدستور، وأيضًا هيئة أخرى تأسيسية وهي بمثابة برلمان تعمل على التجهيز للانتخابات البرلمانية والرئاسية، والعمل على أن تكون هذه الانتخابات ديمقراطية، موضحًا أن هذه الخطوة يصفها الشارع السوري بأنها خطوة متقدمة.
وأوضح أن الـ3 أشهر التي حددتها الحكومة المؤقتة الحالية المتواجدة في دمشق تنتهي بالانتخابات أو تنتهي بتشكيل حكومة، وإنهاء صفحة الحكومة المؤقتة والفترة الماضية التي عاشتها سوريا على مدى أكثر من من خمسة عقود، متابعًا: «المصادر في دمشق تقول إنه بعد هذا المؤتمر سيتم تشكيل لجان متخصصة في كل مجال من المجالات التي يمكن أن يتم العمل عليها في المستقبل».
وعن الزيارات واللقاءات مع الحكومة المؤقتة في سوريا، أشار إلى أنه خلال الأيام الماضية زارت العديد من الوفود العربية والأوروبية دمشق، موضحًا أن جزء من هذه الزيارات لم يكن معلنًا، إلا أن زيارة الوفد الأمريكي ولقاءه بالحكومة الانتقالية في سوريا كان أمر له خصوصية نظرًا للملفات العالقة، ووجود القوات الأمريكية في مناطق شمال شرق الفرات، وأيضًا مباحثات بشأن التوغل الإسرائيلي بسوريا.