أثناء رحلته الثانية إلى المحيط الهندي على رأس الأسطول الرابع، أمر فاسكو دا غاما -الأميرال البرتغالي الذي لا يرحم- بارتكاب مذبحة تعد واحدة من أحلك صفحات تعرّف البرتغال على الهند، وذلك عندما أشعل النار في سفينة للحجاج العائدين من مكة مع نسائهم وأطفالهم، وذهب ضحيتها مئات من الضحايا.

وفي مثل هذا اليوم -كما تقول مجلة لوبوان الفرنسية- اقترب أسطول فاسكو دا غاما المكون من 15 سفينة من وجهته؛ مدينة كاليكوت على ساحل مالابار، حيث أُبعد من قبل زامورين "حاكم البحر"، ثم وعد بالعودة للانتقام، بصورة أكثر فظاعة من إبادة طاقم مواطنه بيدرو ألفاريس كابرال.

فاسكو دا غاما (غيتي) يجب أن تحترق

رأى مراقبو سفينة فاسكو دا غاما سفينة الميري التي يملكها الفنقي (أحد أغنى تجار كاليكوت)، فاتخذوها هدفا وطاردوها فكانت فريسة سهلة، لأنها تقل 400 حاج عائدين من مكة، بينهم نحو 50 امرأة وطفلا، وكان مالكها يفضل دفع فدية بدلا من خوض معركة خاسرة، غير أن فاسكو دا غاما خلافا للعادات في ذلك الوقت رفض الفدية، وأمر طاقمه بإشعال النار في سفينة الحجاج، ضد نصيحة مساعديه؛ فكتب تومي لوبيز -أحد مؤرخي الرحلة الاستكشافية- "إنه يوم سأتذكره طوال حياتي".

طلب قبطان السفينة ميري أن يستقبله الأميرال البرتغالي، وقال له "سيدي، لن تحصل على أي فائدة من إصدار الأمر بقتلنا. ضعونا في الأغلال وخذونا إلى كاليكوت، وإذا لم يملؤوا سفنكم بالفلفل والبهارات، فيمكنكم إصدار الأمر بحرقنا"، فكان رد البرتغاليين "يجب حرقك حيا لأنك نصحت ملك كاليكوت بقتل ونهب العميل البرتغالي ورفاقه، وبما أنك أصبحت قويا جدا في كاليكوت لدرجة أنك قادر على ملء سفني مجانا، فإني في المقابل لن أحرم نفسي من قتل 100 شخص لك، ما دام بإمكاني ذلك".

وكأنهم يكلمون رجلا لا يسمع، إذ حاول مساعدو الأدميرال البرتغالي إعادته للرشد، موضحين أنه سيكون من الغباء عدم الاستفادة من الفدية الرائعة التي يمكن الحصول عليها من سجنائهم، ولكن غاما شرح لرجاله أن أخذ المال بدلا من معاقبة سجنائه سيجعل المسلمين يعتقدون أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون في المستقبل.

تمثال نصفي لفاسكو دا غاما في حديقة سان بيدرو دي الكانتارا (شترستوك) معركة يائسة

عندما أدرك المسلمون أنهم محكوم عليهم بالإعدام نهائيا، حاولوا ما في وسعهم واستعملوا الأسلحة التي لا تزال على متن سفينتهم، وتمكنوا من قتل العديد من البحارة البرتغاليين وهم على وشك قطع الكبلات التي تربط سفينتهم بسفينة الأدميرال لولا التفوق العددي للبرتغاليين الذين لاحقوا بحارة الميري وأبادوهم بالرماح وأسقطوهم في الماء، وأغلقوا عنبر السفينة على الباقين، ولم تشفع توسلات النساء بأطفالهن؛ فأمر القائد بإشعال النار في السفينة ثم أمر بإغراقها بالمدفع، في مشهد فظيع استمر عدة أيام.

ويزعم بعض المؤرخين البرتغاليين -من دون أن يتم التحقق من ذلك- أن فاسكو دا غاما أنقذ نحو 20 طفلا لتعميدهم، ولكنه اكتسب بارتكاب هذا العمل البغيض سمعة رجل قاس أورثت الشعب البرتغالي كله الكراهية فترة طويلة في هذا الجزء من العالم.

وبعد هذه الجريمة، فشل البحار في الاستيلاء على كاليكوت بالقوة، ورضي بتبادل بضائعه، وعند عودته إلى لشبونة استقبله الملك مانويل ببرود، وألقى عليه اللوم في فشله العسكري وعدم العثور على مملكة القس جون، ولكنه لم يعاتبه على مذبحته البشعة، ليعهد إليه بعد 20 عاما من ذلك بقيادة الرحلة الاستكشافية الثالثة والأخيرة إلى الهند.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لقاء توعوي لحجاج الجمعيات بـ «القليوبية» حول مناسك الحج

عقدت المؤسسة القومية لتسير الحج بوزارة التضامن الاجتماعي، بمحافظة القليوبية، اليوم لقاء تثقيفي وتوعية للحجاج بيت الله الحرام لكافة المستويات الأول، والثاني، والثالث، وذلك لتوعية الحجاج وتثقيفهم سلوكيا، ورفع كفاءة استعدادهم لرحلة الحج.

وذلك بحضور كلا من الشيخ إسماعيل مدير إدارة الدعوة بأوقاف القليوبية، والمهندس مسعد جمعه، والحاج أحمد العروسي، والحاج سلامه عودة من أعضاء جمعية الحج بالقليوبية، والحاج محمد عبد الستار مشرف المؤسسه القومية لتيسير الحج، وعدد كبير من الحجاج.

وتناول اللقاء المراحل المتعددة لرحلة الحجاج بالمحافظة، بحضور مشرفي المستويات الثلاث المهندس مصطفي عبد الجواد والدكتور ياسر شديد، ومشرفى المستوي الثاني المستشار مصطفي عبد الحميد، والمهندس شريف عواد، وشريف جمال ومشرفى المستوي الثالث، محمد أحمد العروسي، وحسام العجوز، ورامي الصياد، والدكتور محمد يحي، والدكتور إبراهيم سعود، والدكتور مصطفي حجاج.

وقال الدكتور مصطفى حجاج أن الهدف من الندوة التعارف، والتوعية الإدارية، والدينية والصحية والسلوكية والروحانية، مشيرا أن الندوة سادت بالتآلف والتعاون بين جميع المشرفين وحجاج بيت الله الحرام، وشرح طبيعة المناسك وتأهيل الحجاج ليكون موسماً ناجحاً موفقاً بإشراف المؤسسة القومية لتسير الحج بوزارة التضامن الاجتماعي.

وأكد الدكتور” حجاج ” أن تأهيل وإعداد الحجيج هو واجب وطني وديني، يهدف إلى تمكين الحاج من أداء الفريضة بأمان وروحانية، والاستمتاع الكامل بتجربته الإيمانية.

موضحاً أن هذا اللقاء يعد بداية لسلسلة من الفعاليات التثقيفية التي تعتزم المؤسسة تنظيمها في مختلف المحافظات، لضمان موسم حج منظم وناجح بإذن الله.

جاء ذلك بناءً على تعليمات، وتوجيهات المؤسسة القومية لتيسير الحج برئاسة وزيرة التضامن الإجتماعي الدكتورة مايا مرسي، ومجلس أمناء المؤسسة، وبتوجيهات الدكتور أيمن عبد الموجود مساعد الوزيرة لقطاع مؤسسات العمل الأهلي، والمدير التنفيذى للمؤسسة القومية لتيسير الحج، وبتوجيهات أميمة رفعت وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالقليوبية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. انقلاب سفينة محمّلة بالأغنام في اليمن
  • ريهام حجاج تحذّر من تيك توك: الأمومة مسؤولية صعبة
  • صحيفة: وفد من حماس في القاهرة اليوم للاطلاع على مستجدات مقترح وقف إطلاق النار
  • سلطان: جمعت وثائق الاحتلال البرتغالي طوال 15 عاماً
  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • نشروا إعلانات حج وهمية.. ضبط عدد من مرتكبي عمليات نصب واحتيال
  • لقاء توعوي لحجاج الجمعيات بـ «القليوبية» حول مناسك الحج
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 26 قتيلا