“منذ فترة كنت متقطعة فى الصلاة ولكنى التزمت وأصبحت أصلى الصلوات فى أوقاتها فماذا أكفر عن الصلوات التى فاتتني؟”، سؤال أجاب عنه الدكتور خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك خلال فتوى مسجلة له.
وأجاب الجندي قائلًا: "نحن جميعًا عشمانين فى رحمة الله، حتى المنتظم فى صلاته عشمان فى رحمة الله، ولم نعتمد على أعمالنا من صلاة وصوم وزكاة وأعمال البر والخير ولا يأسين بسبب ذنوبنا، ولكن نأمل أن يغفر الله لك".
وتابع: “أكثرى من النوافل أو صلى مع كل فرض فرض آخر مما عليكي كما يقول الفقهاء إلى أن يكرمكِ الله ويغلب على ظنكِ أنكِ أديتِ ما عليكي من صلوات، والله تعالى يغفر جميع الذنوب فهو الغفور الرحيم، لقوله تعالى فى كتابه الكريم { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له”.
كيف تكون توبة تارك الصلاة؟قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية،إن ترك الصلاة والصيام عمدًا بدون عذر شرعي من كبائر الذنوب، مشيرة إلى أن هناك أربع خطوات تكفر هذه الذنوب.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «ما كيفية تكفير الذنب لتارك الصلاة والصيام عمدا ودون سبب شرعي؟»، أن ترك الصلاة والصيام عمدًا من غير عذر شرعي من كبائر الذنوب، منوهة بأن هناك أربع خطوات تكفر هذه الذنوب، هي « الإكثار من الاستغفار، التوبة، العمل الصالح، والقضاء قدر المستطاع».
وأضافت أنه يجب على تارك الصلاة والصيام عمدًا، أن يتوب من ذلك، منبهًا إلى أن التوبة المطلوبة لها شروطها المعتبرة من الندم على ما فات والاقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة مرة أخرى، كما أن عليه بالإكثار من الاستغفار والعمل الصالح.
وتابعت: “وإذا كان الإنسان يعلم عدد الصلوات التى تركها وعدد أيام الصيام التى لم يصمها فإنه يلزمه قضاؤها عند جميع الفقهاء، وإذا لم يعلم عددها فليتحرى حسابها ما أمكن، وإلا فالواجب عليه أن يصلى ويصوم حتى يغلب على ظنه أنه قد أدى ما عليه”.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة
الدعاء بالصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إنه لا يوجد لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل كوالديه أو غيرهم، بالدعاء لهم في الصلاة مع ذِكْر اسم الشخص عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة.
مذاهب الفقهاء في حكم الدعاء في الصلاة بغير الواردومن المقرر شرعًا بالكتاب والسُّنَّة استحباب الدعاء، فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقوله سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110].
ويدل عليه من السُّنَّة ما أخرجه أصحاب السنن والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾ [غافر: 60].
وما أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ».
وعلى ذلك اتفاق جمهور الأمة من العلماء والفقهاء والمحدثين.
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 395، ط. دار الفكر): [اعلم أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدِّثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف: أن الدعاء مستحبٌّ] اهـ.
حكم الدعاء في الصلاة
والدعاء في الصلاة مشروعٌ، إلَّا أن فقهاء الحنفية قيدوا ذلك بكون ألفاظ الدعاء موجودة في القرآن الكريم.
وذهب المالكية والشافعية إلى مشروعية الدعاء بكلِّ ما هو خير للعبد في الدين والدنيا والآخرة، وإن كان الدعاء بالوارد وما هو للآخرة أولى.
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 265، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب الدعاء بعد ذلك، وله أن يدعو بما شاء من أمر الدنيا والآخرة، وأمور الآخرة أفضل... والصواب الذي عليه الجماهير جواز الجميع. لكن ما ورد في الأخبار أحب من غيره] اهـ.