الدوحة– في ظل التطور التقني بات من الممكن تحويل الصحراء إلى أرض خضراء، باستخدام تقنيات زراعية وأساليب ري جديدة، كل تلك التقنيات والأساليب الحديثة يجمعها معرض "إكسبو للبستنة قطر 2023" تحت سقف واحد طوال 6 أشهر، في العاصمة القطرية الدوحة.

معرض إكسبو للبستنة قطر 2023 يعقد للمرة الأولى في بلد صحراوي، وبمشاركة نحو 80 دولة، ويهدف إلى تسليط الضوء على أنماط الزراعة المتطورة وأساليبها الحديثة، التي يمكن أن تُعتمد لتحويل الصحراء إلى بؤر خضراء تنتج الغذاء، وتحل أزمات كبيرة يواجهها العالم في الوقت الحالي، خاصة في ظل تأثر سلاسل إمداد الغذاء وغيرها.

ويجمع المعرض الذي يعقد تحت شعار "صحراء خضراء .. بيئة أفضل"، بين الممارسات الزراعية التقليدية والتقنيات الحديثة والبديلة؛ مثل: الزراعة المائية، والزراعة المستدامة، والزراعة الدودية، وكل ذلك بطريقة مستدامة، كما تلعب التقنيات التي تمكّن من زراعة الأشجار والمحاصيل بطرق مستدامة في الأراضي الجافة، دورا مهما في التصدي لمشكلات التصحر التي يواجهها العالم.

المعرض يجمع بين الممارسات الزراعية التقليدية والتقنيات الحديثة (الجزيرة) أساليب زراعية حديثة

الأمين العام للمعرض الدولي للبستنة إكسبو الدوحة 2023 محمد علي الخوري، أكد أن المعرض هو أحد أهم الأحداث المنتظرة على الساحة العالمية لتحقيق الاستدامة، وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع، والتركيز على أساليب الزراعة الحديثة، وعرض التقنيات المتطورة، ووقف زحف الصحراء، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسة.

وقال الخوري، فى تصريحات للجزيرة نت، إن اللجنة المنظمة عملت على جذب جميع التقنيات العالمية التي تحدّ من التصحر، وتسهم في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على الموارد اليسيرة من المياه الموجودة في الخليج، كما تشجع المستثمرين على الزراعة الحديثة، واستخدام التقنيات الجديدة التي تحافظ على المياه؛ مثل: الزراعة بتقنية الهيدروبونيك، والزراعة بالأنابيب العمودية، والزراعة بالتقنية المائية الفائقة.

وأوضح أن المعرض يستعرض عددا من التجارب لأنظمة زراعية حديثة أدخلتها المزارع القطرية، ولها مزايا عديدة في زيادة الرقعة الخضراء؛ مثل: أنظمة الأكوابونيك والهيدروبونيك، التي تشمل زيادة الإنتاج في وحدة المساحة، وقلة العمالة المطلوبة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة.

تقليل هدر المياه

وقال رجل الأعمال القطري أحمد الخلف، إنه يمثل إحدى الشركات القطرية التي تعمل في مجال تطوير الزراعة والإنتاج الزراعي، من خلال العديد من المزارع التي تستخدم أحدث التقنيات المتطورة في سبيل توفير المياه وتحقيق الاستدامة، والحصول على إنتاجية عالية من المحاصيل.

وأضاف الخلف للجزيرة نت، أنه يشارك في معرض إكسبو الدوحة للبستنة هذا العام من خلال جناح خاص يستعرض أحدث طرق الزراعة، التي تُطبّق بالفعل في المزارع الخاصة به، التي أحدثت تطورا كبيرا في الإنتاج وتقليل الهدر للموارد المائية، خاصة في دولة صحراوية مثل قطر تعاني من ندرة المياه.

وذكر أن هناك أنظمة زراعة حديثة قابلة للتطبيق في الدول الصحراوية بشكل خاص؛ مثل: الهيدروبونيك والأكوابونيك والزراعة بالإضاءة، وكثير من الأنظمة التي ستُعرض في المعرض.

وأوضح أن الزراعة بالإضاءة -على سبيل المثال- تعدّ إحدى الأنظمة المتطورة الحديثة التي تتم خلالها الزراعة في بيئة مغلقة بالكامل واستخدام إضاءة LED مما يسهم في إنتاج العديد من المحاصيل، دون ارتباط بدرجات الحرارة بالخارج، خاصة أن دولة قطر يسودها الطقس الحار في فترات طويلة على مدار العام، كما أنه يمكن زراعة المحاصيل بشكل رأسي، مما يزيد من الإنتاجية، خاصة في المحاصيل الورقية.

واستعرض الخلف نظام زراعة الأكوابونيك، حيث تُروى النباتات بمياه الاستزراع السمكي عند إعادة تدويره، ويسهم ذلك في حصول النباتات على الأسمدة الزراعية اللازمة لنموه، حيث تحتوي فضلات الأسماك على المغذيات العضوية التي تحتاجها النباتات للنمو؛ مثل: الأمونيا.

وأشار إلى نظام زراعة الآيربونيك، أو الزراعة على الهواء، حيث تُزرع الأحواض ويكون الري من خلال الرش فقط، موضحا أن جميع هذه الأنظمة تتركز في المقام الأول على تقليل استهلاك المياه.

تبادل الخبرات

المهندس محمد حسونة، مسؤول البستنة لحديقة القرآن النباتية التابعة لجامعة حمد بن خليفة، يؤكد أن المعرض فرصة سانحة لجميع الدول المشاركة لتبادل الخبرات، خاصة دول الخليج وشمال أفريقيا والدول الأفريقية من الساحل والصحراء، التي لديها مناخ صحراوي وتحديات كبيرة في الاستدامة الزراعية.

وأوضح حسونة في حديث للجزيرة نت، أن من أبرز التقنيات التي سيتم تبادل الآراء حولها، هي أنظمة الري الحديثة، خاصة الري بالتنقيط وما وصلت إليه التقنيات الحديثة في هذه الأنظمة، التي يمكن من خلالها توصيل المياه إلى جذور النباتات بكميات دقيقة تحدّ من الفاقد والتبخر.

ولفت إلى أن نظام الري بالتنقيط أصبح هو السائد في جميع دول العالم، حتى في الدول ذات المناخ المعتدل نظرا للإمكانات الهائلة له في تقليل نسب الهدر من المياة التي تصل للنباتات.

وأضاف المهندس حسونة أن المعرض سيكون فرصة لإلقاء الضوء على الزراعات المائية التي ازدهرت في قطر وبعض دول الخليج الأخرى، وهي زراعات غير تقليدية أو معهودة ويتم فيها زراعة النباتات في أنابيب مخصصة.

ولفت إلى وجود عشرات المزارع في قطر تستخدم هذه التقنية، التي يمكن من خلالها إنتاج الغذاء على مدار العام بغض الطرف عن درجات الحرارة الخارجية؛ لأن الزراعة تتم في غرف مغلقة تعتمد على محاكاة لضوء الشمس، ومحاكاة للتربة من خلال استخدام بيئات حاملة للجذور، وتكون بيئات خاملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

أسيل تضرب الزراعة وتُنعش التزلج... عاصفة بمكاسب وخسائر

ترقّب اللبنانيون بفارغ الصبر وصول العاصفة "أسيل"، التي حملت معها أول منخفض جوي لهذا الموسم، بعد أسابيع من الطقس المعتدل وتأخّر هطول الأمطار. ومع اشتداد الرياح وهطول الأمطار الغزيرة، شهدت المناطق اللبنانية مشاهد شتوية حقيقية افتقدها السكان في الأشهر الماضية، حيث غمرت السيول بعض الطرقات، وتساقطت الثلوج على المرتفعات. واليوم الجمعة، بدأت العاصفة بالانحسار تدريجياً، بعدما تركت بصمتها الواضحة في مختلف المناطق، خاصة في المناطق الجبلية. وعلى الرغم من أنها كانت منتظرة بفارغ الصبر لتعويض النقص في المتساقطات، إلا أنها كشفت عن أضرار، لا سيما في القطاع الزراعي، حيث تسببت الرياح والأمطار الغزيرة في تدمير البيوت البلاستيكية وإلحاق خسائر بالمزارعين، ما ينذر بتحديات جديدة في الأشهر المقبلة.


ولم تقتصر آثار العاصفة على التقلبات الجوية العامة فحسب، بل شنت ضربتها الوخيمة على القطاع الزراعي، خاصة في منطقة عكّار التي تُعدّ من أهم المراكز الزراعية في البلاد. فقد أدت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة إلى تدمير عدد كبير من البيوت البلاستيكية المخصصة لحماية المحاصيل، الأمر الذي تسبب في خسائر للمزارعين الذين يعتمدون على هذه المنشآت لتأمين محصولهم خلال فصل الشتاء. وفي هذا السياق، اشار أحد المزارعين لـ"لبنان24" إلى أنّ قوة العاصفة خلال ليل الأربعاء الخميس أدت إلى اقتلاع 6 بيوت بلاستيكية يمتلكها في البقاع، مشيرًا إلى أنّ المحاصيل الزراعية تعرّضت للتلف.

وأشار إلى أنّ هذه العاصفة تعتبر رحمة للمزارعين على الرغم من الخسائر الزراعية المحدودة، فمن جهة أولى، أنعشت أمطار "أسيل" مخزون الخزانات الجوفية، ودبّت الحياة في الأنهار والينابيع، كما ارتفع مستوى البرك الزراعية. ومن ناحية أخرى، فإنّ محدودية العاصفة، بمعنى أنّها لم تحمل الهواء القويّ، أو حبّات البرد القاسية رحمت المزارعين الذين اتخذوا إجراءات مسبقة، خاصة وأنّ العاصفة لم تؤدِ إلى نشكّل السيول الغزيرة التي جرت العادة أن تجتاح البيوت البلاستيكية والحقول الزراعية. وطالب المزارع بضرورة التعويض الفوري على المزارعين، مشيراً إلى أنّ عدم التعويض على أصحاب المحاصيل الشتوية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحاصيل والانتاجات الزراعية.
وعلى الرغم من وصول العاصفة، إلا أنّ المعنيين يحذرون من الأسوأ المقبل، والذي يتمثل بتحديات كبيرة قد يواجهها القطاع الزراعي مستقبلاً، إذ يتضح أن الأزمة التي فرضتها الطبيعة، والمتمثلة بتراجع معدل الامطار لم تعد مجرد أحداث جوية متفرقة، بل هي جزء من تحول مناخي أعمق يفرض على قطاع الزراعة إعادة تقييم أساليبه وتطوير آليات دعم فاعلة لمواجهة تحديات المستقبل. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري ليس فقط تقديم مساعدات فورية للمزارعين المتضررين، بل أيضاً وضع استراتيجيات طويلة الأمد تستند إلى الاستثمار في تقنيات الزراعة المستدامة وتحديث البنية التحتية، لضمان تحمل القطاع الزراعي لمثل هذه الكوارث الطبيعية المتكررة وتأمين مستقبل مستقر للأمن الغذائي في لبنان.

مراكز التزلج تنتعش
على صعيد آخر، أبدى أصحاب مراكز التزلج سعادتهم بوصول العاصفة، خاصةً وأن موسم التزلج كان يواجه مصيره لهذا العام خلال الأسابيع الماضية، مع تأخر تكلل القمم بالثلوج.

وأوضح صاحب أحد المراكز لـ"لبنان24" انّه خلال الـ4 أسابيع الماضية تكبّد موسم التزلج خسائر كبيرة جدًا مع تأخر انطلاق الموسم الذي كان من المفترض أن ينطلق منذ منتصف كانون الأول. وأشار إلى أنّه على الرغم من جود بعض الكميات من الثلوج إلا أنّ ذلك لا يعطينا الحق بالسماح للآلاف من عشاق التزلج بإعلان بدء الموسم، خاصة وأنّ الكميات التي كانت متواجدة قبل العاصفة كانت تتعرض للذوبان بشكل يومي بسبب فترة الجفاف القاسية، ما يشكّل خطرا حقيقيا على المتزلجين.

وأشار إلى أنّه كي لا نمنع عشاق هذه الرياضة من ممارستها، ارتأت بعض من مراكز التزلج فتح المسارات التي يبلغ ارتفاعها 2100 متر وما فوق، مع الابقاء على المسارات الأقل انخفاضا مغلقة، حفاظا على حياة ممارسي هذه الرياضة.

ولفت إلى أنّه على الرغم من تأخر العاصفة، إلا أنّ هذا الموسم من وجهة نظر العديد من أصحاب المراكز أفضل من المواسم السابقة، اذ اعتدنا على تأخر وصول العواصف بسبب التغير المناخي القاسي الذي تعرّض إليه لبنان، مشيرا إلى أنّ مراكز التزلج لم تغلق أبوابها، بل أغلقت مسارات معينة، واليوم مع وصول العاصفة من المتوقع أن ينتعش الموسم أكثر.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • أسيل تضرب الزراعة وتُنعش التزلج... عاصفة بمكاسب وخسائر
  • الزراعة: وقاية النباتات ينفذ برنامجًا لاستخدام أحدث التقنيات لحماية الحبوب
  • «التميز المصري لتحلية المياه» يحصل على اعتماد دولي لجودة المختبرات
  • زراعة أشجار وتطوير أحواض الزراعة بشوارع حي غرب أسيوط
  • أثر التقنيات الحديثة على الصحة النفسية وتأثيراتها الإيجابية
  • دورة تدريبية ‏حول مراقبة نوعية المياه لتعزيز قدرة مجتمعات الغوطة الشرقية في مواجهة ‏ندرة المياه
  • 63 جراحة لزراعة قوقعة فى إقليم القناة
  • لتوفير المياه.. مصر تقلص مساحة زراعة الأرز إلى 724 ألف فدان
  • توطين زراعة الكركم والزنجبيل في ظفار
  • جمل “معصوب العينين” يقدّم المياه للزوار في القيروان التونسية