الجنرال أحمد ادريس….. هل تسخر من نفسك ام من الشعب السوداني ؟؟؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
في كلمتك المسجلة في يوم الجمعة خاتمة اكتوبر 2023 قلت ان النميري هو آخر رئيس محترم !! جعفر ود أمنة ابعد انسان عن الاحترام . فلننس كل المصائب التي ادخل فيها السودان ، فهذه قد قال اغلب الشعب رأيه فيها وقدم النفس والنفيس لقتلع النميري ويكتسح مايو . جنابك الشعب يدين نميري ويطالب مصر باعادته لمحاكمته. وانت تطبل وتهلل لنميري وتصنع منه بطلا محترما وقائدا عظيما .
ها هذه تصرفات انسان محترم ؟؟
1 ـــ المربي الكبير ورائد التعليم العم محمد توم التجاني لزم فراش المستشفى لفترة ليست بالقصيرة ، لأن البطل الهمام والرجل المحترم حسب فهمك قد اعتدى عليه بالضرب وهو شيخ .
العم محمد توم التجاني كان خفيف الظل رجل عذب روحه لطيفة ، يضفي على المجالس انسا وحبا . نقلوا لنميري قوالة والنميري لانه انسان فارغ الذهن بلا اطلاع يذكر او معرفة بالبروتوكول وتصرف القادة . كان يحب القوالات ويحتفي بمن يأتيه بها . النميري كان تختة فارغة يكتب عليها الكثيرون ما يريدون . قالوا له ان المربي الذي كان يحب الدعابة قد قال بعد اجتماعه مع نميري لمن سألوه عن الاجتماع ..... اداني فارغة واديتو مقدودة .ربما كان المربي يتفادى اطلاع الشمشارين بما حدث في الاجتماع !! هل هذا يسمح لنميري بالاعتداء على مربي بهذه الطريقة السوقية ؟؟؟
2 ــــ ابلغ الشمشاريون ان البروفسر عبد الله الطيب قد وصفه بالكذاب . أنا هنا اشهد بأن لجعفر كثير من الصفات السيئة الا ان الكذب ليس منها . استدعي نميري بالبروفسر والذي يجلس الملك الحسن ملك المغرب بين التلاميذ ليستمع الى عبد الله الطيب .
قالوا لنميري ان نميري عندما تكلم عن الشعر مع عبد الله الطيب أن عبد الله الطيب قد قال له ..... ياريس انت لو قلت شعرا فستقول اعذب الشعر . انتفخ النميري كعادته. قال الشمشارون لنميري أن عبد الله الطيب يقصد ان نميري كذاب لانهم يقولون ،،، أعذب الشعر اكذبه ،، تصور. قال نمير يا بروفسير عبد الله الطيب.... انت بتسيئني بالبارد ؟؟ اخذه عبد الله الطيب في رحلة من الشرح وادخله في متاهات الشعر واللغة العربية . ضاع نميري واكتفى بالقول ....امشي ....لكن يمكن اناديك تاني !!
ذهب بعض السودانيين من طلاب بلغاريا الي الكويت للعمل في فترة الاجازة ، كانوا قد سمعوا عن المليونير خليل عثمان الذي كان الاجنبي الذي يسكن وسط الكويتيين . اذكر منهم الاخ عصام دقنة . ترددوا على مكتب خليل عثمان الذي لم يكن موجودا وبينما هم يشتكون في الاستقبال اقترب منهم رجل لم يعرفوه وكان هو خليل عثمان . استفسر عن رغبتهم وقال لهم . اهلكم رسلوكم اورب علشان تقرو ، ما تشتغلوا اعطى كل منهم مبلغا يعتبر في شرق اوربا خرافيا وقتها البعثة للطالب كانت تساوي 6 جنيهات سودانية سكن لبس مواصلات واكل . ودعهم وقال لهم ارجعوا كملوا دراستكم علشان تساعدوا اهلكم والبلد .
خليل عثمان كان يمكن أن يستثمر امواله في اوربا ويريح باله عاد الى موطنه الدويم قدم الكثير للدويم اخذ اولاد الدويم للعمل في اسطول الصيد وبعضهم الى غرب افريقيا منهم بدر الدين احمد الاحاج ادريس الذي كان يراسلني من السنقال . قام بشراء مصنع النسيج الذي كان يوظف الآلاف اشترى مصنع الدواء من اولاد تمام وسعه وطوره ووظف فيه الدكتور عبد الحليم محمد ولفترة اللواء البطل عوض عبد الرحمن صغير وهو من وقف في صف الشعب مع زميلة حمد النيل ضيف الله في اكتوبر وانتهت الدكتاتورية العسكرية . نادي الخليج الذي يتبع لشركة خليل عثمان كان يعتبر منتجعا للكثير من افراد الشعب السوداني .
اوصلوا وشاية الى الرجل المحترم والقائد الذي وضع رسمه على العملة الوطنية .... ان خليل عثمان قد قال في مأتم عندما استفسر الجميع ... اين الجيش وهذا عندما اتت طائرة ضربت امدرمان وذهبت لحالها 1982. الغريبة ان الطيارة ما كانت طافية نورها وكان يمكن استخدام الدفاع بالنظركما قال العبيط الآخر . زعموا لنميري ان من كرمته مايو واعطوه وسام ابن السودان البار قد قال .... هو الجيش فاضي من بيع الصلصة . وقتها في زمن ،، الكارب قاشو ،، ابو عاج أخوي ......كان الجيش يبيع كل شئ حتى ،، الفرك ،، .
اعتقل الدكتور خليل عثمان جرد من الوسام ووضع معتقلا في استراحة الزوار الاداريين بالقرب من رئاسة الجيش . وبعد فترة الحق به الشاب ،، مصباح ،، الذي واجه النميري في الجامع واراد مخاطبته والحديث عن الفساد وتردي الحال الذي يحدث في البلد .طلب النميري اعتقال الشاب وقال له وقتها يعني انت عاوز تعمل بطل على حسابي .
قال خليل عثمان للشاب ..... شوف يل ولدي ما دام جابوك هنا النميري وهو ماشي لي بيتو في المساء حيجيك وحيشتمك ويسمعك اسوأ كلام ارجوك ما ترد عليه . بس علشان خاطري انا راجل كبير ومرضان . انا لمن جا وشتمني وضربني انا رديت عليه . طلع وجوني ناس الامن شهوني دقو . ارجوك يا ابني اعمل زيي ، ما ترد عليه ..... لم يرد ،، مصباح ،، فقال له النمير...... كلمك ال .... ده .
لقد كتب منصور خالد ما معناه .....ان النميري كان لا يجرد سيفه والا الساحة خالية و....... الخ .
قام نميري بالاعتداء بالضرب على وزير ماليته بدر الدين سليمان امام اكثر من شخص . هل هذا تصرف شخص محترم او يعرف الاحترام . ان للدولة هيبتها واحترامها ، تصرفات نميري كانت سوقية . ولانه مسنود بالامن والجيش لهذا كان يتصرف كصعلوك . نحن نعرف فتوات امدرمان وقد عجمنا عودهم . جعفر ود آمنة لم يكن من فرسان امدرمان . اصطدم جعفر بفتوة مدني في ايام الدراسة في حنتوب . ولا يزال نميري يحمل على وجهه آثار ذلك الصدام . تصافيا بعد تلك المعركة . كان البعض يقول لعوض حلاوة لماذا ساعدت نميري وانتما تعبران النيل سبحاحة بعد ان اصيب بشد عضلي .
اوصل البعض لنميري ان عوض حلاوة قد صرح بانه نادم على تلك المساعدة . ذهب الامن وانتقم من عوض حلاوة . عوض حلاوة تمت استضافته من بعض فتوات امدرمان في شهر يونيو 1964احدهم اخي الملاكم عبد الرحمن كيكس طيب الله ثراه . اذكر ان عوض كان يرتدي كسكتة في الليل في الكازينو المجاور لسينما امدرمان . كنا نتضايق منها ، لانه كان يرتديها عمال الصحة في الليل حتى لا تظهر ملامحهم التي يريدون اخفاءها. عوض كان شخصا طيب القلب و لطيفا خاصة مع من يعرفهم . بالرغم من قوته الظاهرة الا انه خسر معركة في مولد مدني عندما اصطدم بالعربجي عباس ابو مدينة . تألمت جدا عندما سمعت باعتداء امن نميري على عوض حلاوة .
عندما حضر نميري في آخر ايامه الى بون عاصمة المانيا للعلاج على حساب الشعب السوداني بعد أن سمح له الكيزان بالرجوع الى السودان بعد أن كان مطرودا ومطلوب القبض عليه بقائمة طويلة من الجرئم التي ارتكبها في حق الوطن . كان يجلس في الصالون على يمين المدخل الرئيسي في منزل منزل السفير. لم يقدر نميري على رفع ساقه على المقعد الذي امامه . قام احد من طاقم السفارة برفع رجله . وبكل صفاقة قال نميري ..... تعرف الرجل الرفعتها دي امانة ما شلتت رجال . هل هذا تصرف رجل محترم ؟؟؟ الم يكن من الاجدر ان يقول هذه الرجل قد سعت لرفعة السودان ومساعدة المحتاج تفقد الفقراء او لانهاء ازمة ،مجاعة او لرد الفيضانات والسيول الخ .
لقد اقتبست بريطانيا بعض التجارب الناجحة في معهد بخت الرضا وطبقتها حتى في بريطانيا والمستعمرات . زعماء اليمن الجنوبي وحضرموت درسوا حسب المقررات التي وضعته ابخت الرضا . كان يسمح لعشرة من طلاب حضرموت بدراسة الثانوية في السودان ارتفع العد لعشرين ثم ازداد كثيرا واخيرا تم استيعابهم في جامعة الخرطوم . نفس الشي حدث مع الصوماليين الارتريين وآخرين . الطلبة من جنوب اليمن كانوا يمازحونا بتذكر مقررات بخت الرضا مثا كتب المطالعة .... قام ساف تاه . هو ورد وهى وردت فلما نظر اليها تعجب منها ، طه القرشي في المستشفى ، الحمار الشاطر وكريت ابت الرجوع الى البيت الخ
القدال الكبير كان من اكبر رجال التعليم في حضرموت ، كان يستشار حتى في الشؤون الخارجية للدولة . تم منحه رتبة ولقب الباشا . دول الجوار والخليج كانت ترسل طلابها للدراسة في كلية الشرطة الاطفاءية الصحة السجون الخ . المخابرات المصرية عن طريق عميلها محيي الدين صابر قررت تغيير المناهج السودانية التي صممت لتناسب طوف السودان . الكتب الكراسات ومعدات التعليم كان تطبع تصنع في مصر وترسل الى السودان على حساب الشعب المسكين . المخازن والمهمات التي كانت تنتج كل هذه المعينات وتو ظف حتى المكفوفين توقفت لأن تلك الوظائف ذهبت الى مصر .
لقد ضحك الناس على العنبج البرهان لانه أخد شبال في القاهرة وبسرعة اتي في خيان اكتوبر وقرأ خطبة السيسي التي تكتبها له المخابرات المصرية . وكالببغاء رد العنبج خطبة السيسي فقرة بعد فقرة وكلمة بعد كلمة وقام بجريمته . جعفر ود آمنة لاكثير من عقد كان يردد ما تكتبه له المخابرات المصرية والتي يصيغها وزير المعارف او التعليم محيي الدين صابر.
عند قراءة احد الخطب قال محيي الدين صابر للوزراء ورجال الدولة ... استمعوا لهذه الروعة انها درر ... درر . قال له ،، الزينكو ،، او زين العابادين محمد احمد عبد القادر ود نفيسة بصوت مسموع .....اسكت يامع..... ما انت الكاتب الخطبة . النميري لم يكن يقرا خطبه قبل ان يتقيأها على الشعب . في احد المرات توقف وهوو يقرا احد الخطب التي امليت عليه كالعادة ، وقال محتجا .... الكلام ده انا ما موافق عليه . في احد المرات قرأ . ونشكر المواطن علي حسن سلوكه . وهذا يعني ان المواطن هو حسن ووالده هو علي وجده هو سلوكة . والسلوكة ،الجراية الواسوق من ادوات الزراعة في السودان . والقصد كان شكر المواطن على سلوكه الحسن .هذا الكلام سمعه كل السودان والعالم الخارجي ...... تصور .
مكن الاشسياء التي رسخت في ذاكرتي في بداية الثمانينا انني كنت فرزيارة لشركة كردفان التي ورثت بعض الشركات السودانية العريقة التي نهبت تحت لواء التأميم . الاخعبد الحليم الرجل الجنتلمان عندما اتت مكالكة عاجلة من نميري مباشرة وكل المكالمة كانت ...... انت ليه ما عاوز تتعامل مع شركة ود نميري التي كان لها صرح ضخم غرب امدرمان ويديرها ويمتلكها مصطفى شقيق جعفرنميري .
القصة هى أن الشلركة قبضت عرابين او دفع مقدم من مئة مشتري لشاحنات بدفورد او ،، سفنجات ،، . وصلت فقط 70 شاحنة فقط وسبب هذا حرجا للشركة . اتى مندوب من ود نميري مطالبا بسفنجتين . تم الاعتذتار له بادن ومعقولية . لانهم قامون بعمل نوع من اليانصيب . وعاى من لم يفز هذه المرة ان ينتظر الشحنة القادمة. اقتنع الناس وتفهموا الامر . بعد المكالمة اتى وكيا ود نميري وقال لعبد الحليم كما عرفت منه .... جينا نستلم السفنجات ،، حقتنا ،، !!
اين الاحترام هنال يا ،، جنابك ،، احمد ادريس ؟ هنالك الكثير ولكن لا نريد ان نمرض الشعب المسكين . الفيه مكفيه . واعك تاني تجيب سيرة جعفر ود آمنة !!!!
شوقي
shawgibadri@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی الذی کان قد قال لم یکن قال له
إقرأ أيضاً:
مقاربة بين "ذات الرداء الأبيض" والوضع السوداني الراهن
أحمد عمران
في عالم الأدب الإنجليزي، تُعد رواية "ذات الرداء الأبيض" للكاتب ويليام ويلكي كولينز واحدة من الأعمال المبدعة التي تروي قصة فتاة تُدعى ألين، التي تجد نفسها ضحية لمؤامرة مُعقدة تهدف إلى الاستيلاء على ثروتها. تُخفي هويتها الحقيقية، وتدمَّر حياتها، ويعتقد الجميع أنها فقدت ذاكرتها. ومع توالي التحقيقات، تكشف الحقائق عن أنَّ ألين كانت ضحية تلاعبات سياسية واقتصادية قذرة، حيث يكشف السعي الحثيث للسيطرة على ثروتها عن الأطراف المتآمرة خلف هذه المؤامرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تُعكس رواية "ذات الرداء الأبيض" في نسختها المعاصرة الوضع السوداني الراهن؟ هل يُظهر تدمير السودان على يد مؤامرات مدبرة، مختبئة تحت "الكدمول" في السياسة السودانية، والذي ارتداه كثيرٌ من المتآمرين في محاولة يائسة لتمويه هوية الأمة السودانية؟
الكدمول هو رداء قاتم مُغطى بالظلام فرضته قوى محلية وإقليمية بغية طمس حقيقة السودان الغنيّة بالتاريخ والثقافة والموارد. لقد تمَّ تدمير هذه الأرض التي تزخر بالكنوز من أجل مصالح شخصية وفئوية ضيقة، وأصبح هذا الكدمول قناعاً يُخفي وراءه أطماعاً أكبر، تماماً كما كانت "ذات الرداء الأبيض" تظهر في الرواية كشخصية ضائعة أو فاقدة الذاكرة، يُحاول أصحاب الكدمول اتلاف الإرث السوداني وسجلاته ومكتباته ومُقتنياته ضمن مؤامرة كبيرة تم التخطيط لها بعناية. هذا الرداء الكئيب يرمز إلى التمويه على الهوية السودانية الأصيلة، ويحولها إلى صورة مشوهة، بعيدة كل البُعد عن قيمها الثقافية والتاريخية. للأسف، أصبح حتى الساسة في السودان يرتدون هذا الكدمول لتنفيذ مؤامرة كبرى، ليُصبح بذلك رمزاً لاحتلال الهوية السودانية وتغييرها إلى ما لا يتناسب مع حقيقتها، بعد أن أضحى السودان ضحية لمؤامرات إقليمية ودولية تهدف إلى نهب ثرواته وتدمير مكتسباته.
كان أبناء السودان يحدوهم الأمل في مُستقبل المشرق، يترنمون بأغنية الخليل "عزة" للتأكيد على حب الوطن والذود عنه "عزة في هواك عزة نحن الجبال وبنخوض صفاك نحن النبال"، وكان هذا الشعار الوطني الذي يرفعه أبناء الوطن "عزة السودان" يمثل الأمل في غدٍ أفضل، حيث كانت الآمال معقودة على نهضة الوطن. أما اليوم، فقد تحول ذلك الشعار إلى ذكرى مُؤلمة لسقوطه في قبضة قوى خارجية، تماماً كما سقطت ألين ضحية لتدخلات مُعقدة شوهت حياتها، وسلبت منها قدرتها على التفاعل مع العالم. إنَّ حالة السودان اليوم، مثل ألين في الرواية، أصبحت تشهد على تآمرات خفية، تحاول طمس هويته وتحويله إلى مجرد صورة مشوهة عما كان عليه.
في مُقاربة الثوب الأبيض والانتقال إلى الكدمول، نجد في الرواية أن "آن كاثريك"، كانت ترتدي ثوب البراءة الذي لا يُعكر صفوه شيء. وفي المقابل، ارتدى السودانيون جلابيتهم البيضاء منذ القدم كرمز للنقاء والصفاء الثقافي والهوية الوطنية المُميزة. لكن، مثلما أُجبرت "آن" على خلع ثوبها الأبيض النقي لتلبس عباءة داكنة، اضطر كثير من السودانيين اليوم إلى استبدال جلابيتهم البيضاء بكدمول قاتم، يخفون خلفه جراحاً مثقلة بالخيانة. هذا التغيير في الثياب لا يعكس فقط التغيير في المظهر، بل يعكس الخيانة والمكائد التي أصبحت جزءاً من واقع الحياة السياسية في السودان.
كما كانت "آن" ضحية لسرّ لم تفهمه بالكامل، يعيش الشعب السوداني اليوم في ظل مؤامرات سياسية خفية مُعقدة، تشوبها الألغاز والأسرار التي لا يراها الجميع. وأما آن، فقد كانت غير مدركة أن السير "بيرسيفال" كان يخبئ أسراراً مظلمة وراء مظهره البريء، كما أنَّ السودانيين اليوم يشعرون بوجود قوى خفية تسحب الخيوط وتدير المشهد السياسي في الظلام، بينما تظل الحقيقة بعيدة عنهم. ولكن كما أن "والتر"، شخصية الرواية الفذّة، كشف الستار عن خيانة "بيرسيفال" وأسراره المظلمة، يظل الأمل قائماً في أن يكشف الشعب السوداني في يوم من الأيام حقيقة ما يُحيط به من مؤامرات خفية، وأن يعود الحق إلى نصابه.
على الرغم من كافة التلاعبات والمؤامرات، كانت "آن" تحتفظ في أعماقها بنقاء روحها، رغم ما جرى من حولها. وبالمثل، لطالما كان الشعب السوداني بريئاً في سعيه نحو الحرية والعدالة، رغم أنَّ القوى الخفية قد قادته إلى هاوية الخيانة. ولكن كما تمسكت "آن" بحقيقتها ورفضت الزيف المحيط بها، يظل الشعب السوداني متمسكاً بأمل استعادة هويته وكرامته في مواجهة الفساد والانحراف. وفي النهاية، ستظل الحقيقة سيدة الموقف، مهما كانت التحديات، وسينتصر الحق، كما انتصرت الحقيقة في الرواية.