"قوله" المهجرة.. احتُلت وتحررت بليلة ونصبت "تذكارًا" لقتلى الاحتلال
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
الرملة - خاص صفا
بالرغم من أن روايات بعض الكتاب جاء فيها بأن قرية "قوله" الفلسطينية بالرملة، قد احتُلت بسهولة، نظرًا لعدم تواجد أهلها، إلا أن شاهدًا من الاحتلال الإسرائيلي، أكد أنها "شهدت معارك طاحنة".
"قوله" وهي من قرى الرملة المهجرة، تقف فيها مباني الفرنجة والخان والمسجد والبيوت إلى اليوم، كآثار لأحداث جليلة، جعلتها تُحتل وتُحرر 3 مرات في يوم واحد.
وتقع القرية تقع شمال شرق مدينة الرملة، باعدة عنها نحو 15 كم، على مساحة تزيد عن 4 آلاف دونم، وقد عُرفت معظمها عبارة عن بساتين، نظرًا لخصوبة أرضها.
احتلال وتحرير
ويقول المؤرخ والمرشد السياحي بالداخل الفلسطيني فوزي حنا، "إن القرية تلقفتها أيدي الفلسطينيين والغزاة، في معارك حامية، بالرغم من أن أبرز الكتاب العرب-دون ذكر اسمه- قال إنها وقعت بيد الاحتلال بسهولة، ضمن اتفاقية لتسليمها".
ويؤكد المؤرخ حنا لوكالة "صفا"، أن روايات الاحتلال الإسرائيلي وكتابه، أثبتت بأن القرية، من شدة ما شهدته من مقاومة ومعارك، احتلت وحررت ثلاث مرات في ليلة.
ويوضح "تنقلت قولة بين أيدي المتقاتلين أربع مرات قبل أن تستقر في يد قوات الاحتلال، فقد احتلها لواء ألكسندروني، واللواء المدرع في الجيش الإسرائيلي، بعد معركة حامية في 10 تموز/يوليو".
وفي يوم تلك المعركة، كتب مراسل "نيويورك تايمز" أن "قوله تقع عند تقاطع طرق معهم، شمالي اللد، على خط الإمداد العربي الممتد بين رام الله ونابلس، وقد استُردت القرية لاحقاً لمدة قصيرة، في 16 تموز/يوليو، على يد رتل مدرع، ووحدة مشاة من الجيش العربي".
وقال عنها المؤرخ الفلسطيني عارف العارف، "إن ثلاثة من وحدة المشاة في الجيش العربي، قضوا في ذلك التاريخ".
وحسب حنا، فإنه وقبل غروب شمس 16 يوليو، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا مضادًا، واحتل القرية على يد اللواء المدرع الإسرائيلي وفصيلتان من المشاة، وهو ما لم يسكت عليه الفلسطينيون.
ويكمل "حرروها في اليوم التالي، ثم وقعت مرة أخرى في قبضة وحدات من لواء ألكسندروني، لكن وفي هذه المرة قتل العرب والفلسطينيين فيها ما يزيد عن 18 عنصرًا من قوات الاحتلال".
أبرز قادتها
وتعرضت القرية في العهد البريطاني الانتدابي، الذي سبق الاحتلال الإسرائيلي، لهجوم بريطاني، قتل فيه الجيش إمرأة، وهدم 4 منازل، كما أعدم عشرات الأبقار والماشية.
ويشير حنا، إلى أن من أبرز من قادوا معارك الدفاع عن "قوله" ابنها القائد حسن سلامه "أبو علي"، الذي قاد مجموعة من المقاومين في الثورة الفلسطينية الكبرى وفي حرب فلسطين عام 1948.
ويضيف "في المعركة الأولى بالقرية أصيب سلامة، وتعافى من الإصابة عام 1938، وفي الثانية أصيب برصاصة يوم 29 أيار عام النكبة، واستشهد بعد إصابته بيومين".
نصب للقتلى وشواهد بالقرية
وعقب انتهاء المعارك في القرية، وبسبب خسائره الكبيرة، أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "چڤعات ك. ح."، أي تلة الـ 28، على إحدى مستوطناته، كما أقام نصبًا تذكاريًا قرب الموقع، وفق حنا.
ونظرًا لما شهدته "قوله" من معارك، فقد وردت ضمن القرى الأربعة عشر، التي صنفها رئيس حكومة الاحتلال الأسبق دافيد بن-غوريون، بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 1948، في قائمة "التدمير الجزئي".
وبالرغم من تشريد سكان القرية، إلا أن آثارًا لها ما تزال باقية، منها الخان والمسجد والبيوت.
كما يظهر في واجهة "قوله" اليوم، مبنى كبير للفرنجة، أقاموه من أجل تخزين المزروعات فيه، عام 1181، بطول 38 مترًا وعرض 11 مترًا، وسمك جدار مترين، فيما تبلغ مساحة برج الحراسة 8 أمتار.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الاحتلال نصب تذكاري الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي فوجئ بتقارير أمريكية بشأن الاتفاق مع لبنان
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فوجئ بنشر وسائل إعلام أمريكية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يؤجل الاتفاق مع لبنان حتى استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه.
ووفقا للصحيفة، فإن بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان حتى يناير المقبل معناه الغوص في الوحل الشتوي اللبناني.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، مساء أمس السبت، إن حزب الله يدفع ثمناً باهظاً، وإن إسرائيل ستواصل الحرب وشن غارات في العمق اللبناني.
وقالت القناة 14 العبرية، إن القوات الإسرائيلية وضعت بطاريات مدفعية في جنوب لبنان لزيادة مدى النيران في عمق المنطقة، مضيفة أن المنظومة الأمنية داخل دولة الاحتلال قررت زيادة عدد الغارات في لبنان لدفع حزب الله إلى التسوية.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن جيش الاحتلال أقر سياسة هجومية تقضي بشن غارة كل ساعتين في لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر، صعدت إسرائيل قصفها لأهداف في لبنان، وأرسلت لاحقاً قوات برية بعد عام تقريباً من تبادل إطلاق النار المحدود عبر الحدود الذي بدأه مقاتلو حزب الله بسبب حرب غزة.