سام برس:
2025-03-10@08:42:58 GMT

العلاقة الثنائية مع إسرائيل

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

العلاقة الثنائية مع إسرائيل

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
غيَّر الرئيسُ المصري الراحل، أنور السادات، مفهومَ التعامل مع الصراع مع إسرائيل في مفاوضات كامب ديفيد. السلام الساداتي تمحورَ حول المصالح الوطنية مقابلَ السلام. ولم ينفِ الساداتُ ذلك، أوضحَ أنَّه لم يعد لمصرَ أن تفرضَ حلاً بالنّيابة عن الشعب الفلسطيني، خصوصاً أنَّ قيامَ منظمة التحرير الفلسطينية جاءَ على حسابِ مصر والأردن، اللذين ورثا الوضعَ عن بريطانيا.

تاريخياً، كان قطاعُ غزةَ يخضع للإدارة المصرية، والضفة الغربية للأردن، وبعد الاعتراف بمنظمةِ التحريرِ ممثلاً شرعياً وحيداً تمَّ فكُّ الارتباط وأصبح القرارُ فلسطينياً.

أيضاً ما دفع مصرَ ثم البقية لاحقاً لتبني القراراتِ الأحادية في التفاوض، كان نتيجة فشل جبهة «الممانعة»، وقبل ذلك كانت تسمي نفسها «الصمود والتصدي».

على مدى أربعة عقود، لم تفلح في تحقيقِ أي وعدٍ قطعته للشعب الفلسطيني؛ لم تسترجع شبراً من الأرض المحتلة، ولم تمكّن من عودةِ فلسطيني واحدٍ من ملايين اللاجئين داخلياً وخارجياً، وسخَّرت القضية لخدمةِ سياسات قوى إقليمية، مثل صدام العراق، وإيران ولي الفقيه. فقد كان أبو نضال عبر تنظيمه، «المجلس الثوري»، يخدم سياساتِ الأسد وصدام بالتناوب، ثم جاءت «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد» لتخدمَ اليوم إيران. وكانت السياسةُ العربيةُ الجماعية العاجزة، تحت قبةِ الجامعة العربية، عن غير قصدٍ، تخدم غاياتِ إسرائيلَ التي لم تكن قط متحمسةً لسلام يمكّن من قيامِ دولة فلسطينية.

بخلافِ مبادراتِ التفاوض الجماعية العربية مع إسرائيل، أثبتت مشاريعُ السلام الثنائية أنَّ معظمَها فعال، وقادر على الاستمرار. مصرُ، خلال الفترة الاضطراب القصيرة وتولّي جماعةِ الإخوان الحكمَ، برئاسة محمد مرسي، أكَّدت احترامها للاتفاق، وفوق هذا ذهبَ مرسي إلى درجة التوسط بين «حماس» وإسرائيل، عندما اندلع اشتباكٌ بين الطرفين.

خلال الأشهر التالية، وربَّما ما وراء ذلك، ستتَّضح إمكانيةُ طرحِ حلول للقضية الفلسطينية ضمن المسعى السعودي الهادئ الذي بدأ يختبر حدودَ التفاوض.

هناك احتمالاتٌ عديدة؛ تفعيلُ الحلول السابقة المعطلة في مراحل اتفاق أوسلو، أو العمل على مشروع جديد يعيد تعريفَ الحكم الفلسطيني. وهناك قضايا حيوية يعانِي منها الأهالي تتطلَّب تسهيلَ السفر الجوي، وفكّ أزمةِ التنقل البري المذلةِ والمرهقة. وبإمكان الجانبِ السعودي مراجعة النشاطات الناجحة، مثل المبادلات التجارية التركية، ومثل الخطوط الجوية التركية، والتعاون التقني الإماراتي. وكذلك البحث عن سبل لتعزيز القطاع التجاري الخاص الفلسطيني؛ بفتح الأسواق له. فالجمودُ السياسي والضائقة الاقتصادية التي أتعبت سكانَ الضفة الغربية، وطال أمدُها، وراءَ شعبية «حماس» فيها على حساب السلطة، ووراء التطرف السياسي. إنَّ أقلَّ ما يمكن فعلُه هو إنقاذ الوضع الإنساني في الضفة وغزة. ومن المتوقع أن تقدّم حكومة نتنياهو، التي تظهر حماساً لفكرة العلاقة مع السعودية منذ سنوات، خطواتٍ لبناء الثقة، بوقف الاستيطان وتعدي المتطرفين الإسرائيليين على الأماكن الإسلامية المقدسة.

السعي وراءَ حلّ شامل للنزاع، من خلال مشروع واحد مهمَّة صعبة، إن لم تكن مستحيلةً في الظروف الإقليمية الحالية.

الجانب السعودي مشحونٌ بالمستقبل يريد أن يستعدَّ له، ويريد أن يسخّرَ مباحثاتِه مع الجانب الأميركي في قضايا إقليمية، من بينها دعم الحل الفلسطيني.

السعودية، بغضّ النظر إن كانت هناك علاقةٌ مع إسرائيل ومفاوضات فلسطينية أم لا، تبحث مع الولايات المتحدة عن مصالحها العليا في تأمين اتفاقات عسكرية حيوية لأمنها، والانخراط في مشاريعَ عابرة للقارات مهمة لاقتصادها مع الهند والصين، وكذلك خلق مناخ إقليمي يخفض التوترَ، بالتفاهم مع دول مثل إيران. لن يكون سهلاً على الدبلوماسية السعودية إنجاز تفاهمات مع أطراف متناقضة، مثل الصين والولايات المتحدة والهند وإيران وإسرائيل.

علينا ألا نرفعَ سقفَ التوقعاتِ في الموضوعين؛ الاتفاقيات السعودية الأميركية، لأنَّها متعددة وطموحة أكثر من أي زمن مضى، والعلاقة مع إسرائيل، لأنَّها معقدة بطبيعتها. وأمام الشريك الرئيسي، الرئيس جو بايدن، عامٌ للوفاء بوعوده. وليس مستبعداً أن تفشلَ مساعي العلاقة مع إسرائيل في حال فشلت محاولات الجانب الأميركي، ممَّا يعزّز احتمالية أن يربطَ الرئيس بايدن حزمةَ الوعود الأميركية للسعودية مع الوعود لإسرائيل، ليضمن التصويت عليها في الكونغرس.

ماذا عن إيران، في معمعة التبدلات المحتملة؟ أنحن باتجاه نقطة الانفجار أم المزيد من التوازن؟

سيكون للحديث بقية.

منقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

إينجبريجتسن.. «الثنائية الثالثة»

 
آبلدورن (أ ف ب)

أخبار ذات صلة ريتشارد كيلتي يعتزل «أم الألعاب» «ألعاب القوى» يعتمد مشاركة 7 لاعبين في معسكر تركيا


حافظ النروجي جايكوب إينجبريجتسن على لقبه في بطولة أوروبا لألعاب القوى لسباق 3000 متر داخل قاعة، محققا الثنائية الذهبية في ثلاث نسخ متتالية من البطولة القارية.
وبلغ توقيت النرويجي الذي سبق أن فاز بسباق 1500 متر، 7 دقائق و48:37 ثانية، محققاً لقبه السابع عشر على المستوى القاري في جميع الفئات والبطولات.
عادل إينجبريجتسن الذي لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، الرقم القياسي لعدد الميداليات الذهبية في بطولة أوروبا داخل قاعة التي فاز بها رياضي، حيث بلغ رصيده سبع ذهبيات.
وانفرد سابقاً السوفياتي-الأوكراني فاليري بورزوف بالرقم القياسي، بعد فوزه بفئتي الـ50 و60 متر خلال السبعينيات عندما كانت البطولة تقام سنوياً.
وحصل البريطاني جورج ميلز على الميدالية الفضية بزمن 7 دقائق و49:41 ثانية، بينما أكمل الفرنسي من أصل مغربي عزالدين هابز منصة التتويج، محققا ميداليته الثانية في هذه البطولة بعد فضية سباق 1500 متر.
من جهة أخرى، فاز الهولندي صامويل تشابل بسباق 800 متر على أرضه وبين جمهوره محققا زمناً قدره دقيقة و44:88 ثانية، متفوقاً على البلجيكي إليوت كريستان والأيرلندي مارك إنجليش.
وتوجت الأوكرانية ياروسلافا ماهوشيخ البطلة الأولمبية والعالمية والأوروبية داخل قاعة بلقبها القاري الثالث في الوثب العالي بتسجيلها 1.99متر.
وفازت البولندية آنا فيلجوش بسباق 800 م للسيدات بزمن 2:02:09 دقيقة متقدمة على الفرنسية كلارا ليبرمان والسلوفينية أنيتا هورفات.
كما قادت فيمكي بول هولندا المضيفة للفوز بالميدالية الذهبية في سباق التتابع 4 في 400 متر للسيدات.
وحققت الأيرلندية سارا هيلي فوزا مثيرا في سباق 3000 متر للسيدات متفوقة على البريطانية ميليسيا كورتني-براينت بزمن 8:52:86 دقيقة، لتحرز الأيرلندية باكورة ألقابها في بطولة أوروبا داخل قاعة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ونظيره البوسني يستعرضان العلاقات الثنائية
  • إينجبريجتسن.. «الثنائية الثالثة»
  • الرئيس الغاني: المخابرات الأميركية وراء الإطاحة بالرئيس نكروما
  • ما وراء سماح إسرائيل بالصلاة في المسجد الأقصى في رمضان
  • ما وراء إعادة تفعيل السعودية للمفاوضات مع الحوثيين؟
  • معبر رفح البري يستقبل 37 جريحًا و57 مرافقًا من أهالي قطاع غزة
  • معبر رفح البري يستقبل 38 جريحا و57 مرافقا من أهالي قطاع غزة
  • على هامش حادثة إيذاء طفل مدرسة الرصيفة بالحرق
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة