الهند تطالب كندا بسحب 41 دبلوماسياً في تصعيد جديد للأزمة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الإثنين، إن الحكومة الهندية طلبت من كندا سحب 41 دبلوماسيا لدى نيودلهى، بحلول العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وفي البداية لم يكن هناك رد من وزارتي الخارجية الهندية والكندية على تقرير الصحيفة البريطانية، الذي يشير إلى معلومات من مصادر خاصة.
وتدهورت العلاقات بين البلدين، عقب اتهام رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحكومة الهندية بالقتل المستهدف لمواطن كندي، وهي اتهامات رفضتها الهند، ووصفتها بأنها "سخيفة"، وذات دوافع سياسية.
India tells Canada to withdraw dozens of diplomatic staff https://t.co/85dSyC5ffo
— Financial Times (@FT) October 3, 2023والمواطن الكندي الذي قُتل هو هارديب سينج نيجار، وهو ناشط بارز يدافع عن إقامة دولة مستقلة لأبناء طائفة السيخ الدينية على أراضي الهند. وقُتل نيجار بالرصاص في كندا في يونيو (حزيران) الماضي.
وكشفت نيودلهي، عن سعيها لخفض عدد الدبلوماسيين الكنديين، وعلقت مؤقتا خدمات تأشيرات الدخول، وسط تصاعد خلاف دبلوماسي بين البلدين، بعد مقتل انفصالي من السيخ.
وطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، اليوم الثلاثاء، الهند بأن تأخذ على محمل الجدّ قضية مقتل زعيم للسيخ في غرب كندا.
وبرزت التوترات، بعد الإعلان الكندي المفاجئ الذي ألمح إلى تورط نيودلهي في مقتل المواطن الكندي هارديب سينغ نيجار بإطلاق النار عليه في 18 يونيو (حزيران) في ضاحية ساري التابعة لفانكوفر، حيث يقطن عدد كبير من السيخ.
وكانت السلطات الهندية تبحث عن نيجار منذ فترة طويلة، بعدما اتهمته بالإرهاب.
ولدى كندا عدد من الدبلوماسيين في الهند يفوق بكثير عدد الدبلوماسيين الهنود لدى أوتاوا. ويوجد حالياً 62 دبلوماسياً كندياً يعملون في الهند، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز. وتعد كندا موطناً لأكبر شتات هندي، ويريد كثير من الهنود أن يدرسوا في كندا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كندا
إقرأ أيضاً:
5 تحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الكندي
أوتاوا – أعلن الحزب الليبرالي الكندي، مساء أمس الأحد، عن زعيمه الجديد مارك كارني بعد فوز كاسح في الجولة الأولى لانتخابات الحزب بنسبة 85.9% من الأصوات، ومن المقرر أن يتولى رئاسة الحكومة قريبا خلفا لرئيس الوزراء المستقيل جاستن ترودو.
لكن اختيار المصرفي السابق يأتي -حسب محللين- في وقت حرج تشهد فيه كندا صعوبات اقتصادية وتضخما في الأسعار وتهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية على صادراتها، إضافة إلى تراجع شعبية الحزب الحاكم، مما أدى إلى استقالة ترودو في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء إعلان فوز كارني في حفل للحزب بالعاصمة أوتاوا حضره كل من ترودو ورئيس الوزراء الأسبق جون كريتيان، وألقيا فيه كلمات عاطفية ركزت على الوحدة الوطنية وإنجازات الحزب عبر السنين الماضية، والجهود المبذولة لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضم البلاد لتكون الولاية الأميركية الـ51، وأكدا أن "الكنديين يواجهون تحديا وجوديا واقتصاديا من جانب جارتهم".
توظيف سياسيكما طالب زعيم الحزب الليبرالي الجديد، في خطاب النصر، الرئيس الأميركي باحترام كندا، محذرا من استمرار ما سماها السياسات الأميركية التي تهدد المصالح الكندية، ومؤكدا أن "الأميركيين يريدون بلدنا، ولا يمكننا أن نسمح لترامب بالانتصار".
إعلانوكان الحزب قد دأب خلال الشهرين الماضيين على توظيف تهديدات ترامب لحشد دعم المواطنين الكنديين والتركيز على خطاب الوحدة وصرف الأنظار عن الانتقادات التي لاحقت أداء حكومة ترودو في ملفات منها الهجرة والاقتصاد.
يرى المحلل السياسي عمر حسن روبلي أن الحزب الليبرالي استثمر تهديدات ترامب لصياغة خطاب سياسي يوحد الكنديين ويصرف أنظارهم عن أي انتقادات داخلية، مضيفا أنه نجح إلى حد كبير في تنظيم حملة مكثفة لهذا الغرض، وأن المتابع لجهود ترودو في الأيام الأخيرة وكذلك خطاب كارني الانتخابي يدرك وجود خطة للاستفادة من الحرب التجارية التي أطلقها ترامب، لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة.
ولا يستبعد روبلي أن تكون هذه الخطة وراء انتعاش شعبية الحزب الحاكم خلال فترة وجيزة ليكون في وضع مقارب لمنافسه حزب المحافظين في استطلاعات الرأي الأخيرة، بعد أن كان الليبرالي متأخرا بفارق 20% في نوايا التصويت في يناير/كانون الثاني الماضي.
صعوبات عدةوعن التحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي، يقول روبلي إن كارني يواجه صعوبات عدة يمكن إجمال أبرزها في النقاط الآتية:
المشكلات الاقتصادية وتضخم الأسعار وأزمة السكن. تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضمها لتكون الولاية الأميركية الـ51. تزايد شعبية حزب المحافظين خلال السنوات الأخيرة وحملتهم الموجهة نحو إضعاف الحزب الحاكم من خلال الضغط المستمر على نقاط ضعف حكومة الليبراليين خلال العقد الماضي، مع التركيز على أن زعيمم الجديد ليس سوى امتداد لفلسفة ترودو في الحكم. تراجع شعبية الحزب الحاكم في السنوات الأخيرة، مما دعا ترودو إلى الاستقالة، رغم الجهود المبذولة لاستعادة المكانة قبل خوض الانتخابات العامة. قلة الوقت المتاح لإجراء تغييرات من شأنها أن تسهم في كسب ثقة المواطنين الكنديين. إعلانوحسب المحلل روبلي، يتمتع كارني بسمعة اقتصادية طيبة نالها من مسيرته المهنية حاكما لمصرفي كندا وإنجلترا في فترات حرجة اقتصاديا.
واستدرك أن فوزه في الانتخابات المقبلة رئيسا لوزراء كندا مرهون بما سيحققه خلال هذه الفترة القصيرة ومدى نجاح برنامجه الانتخابي، ونجاعة خططه الاقتصادية لكسب ثقة المواطن الكندي وكذلك طريقة تعامله مع تهديدات ترامب. وأشار إلى أن كارني "سيخوض على الأرجح سباقا محموما مع المحافظين في الانتخابات المقبلة".
في السياق ذاته، يرى خبراء أن كندا مقبلة على حرب دبلوماسية وتجارية ما لم يتراجع ترامب عن تهديداته بفرض رسوم جمركية على صادرات الجارة الشمالية، ويسعى الحزب الليبرالي إلى تكريس فكرة مفادها أن الانتخابات المقبلة ستركز على اختيار الأكفأ لمواجهة الحرب التجارية بين أوتاوا وواشنطن، وتجاوز أي تبعات اقتصادية لها في حال تنفيذها بشكل نهائي في أبريل/نيسان المقبل.
الميلاد والمسيرةوُلد كارني، المصرفي السابق الذي يوصف بالمبتدئ سياسيا، عام 1965 في فورث سميث بالأقاليم الشمالية الغربية في كندا، ونشأ في مقاطعة ألبرتا غربي البلاد، وحصل على درجات علمية من جامعتي هارفارد وأكسفورد، وقضى أكثر من عقد في شركة الاستثمار غولدمان ساكس.
تولى منصب محافظ بنك كندا في خضم الأزمة المالية العالمية في 2008، ويُنسب إليه اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ساعدت في تجنيب كندا ركودا أكثر خطورة. كما تولى قيادة بنك إنجلترا عام 2013 واستمر في المنصب حتى 2020، وهو العام الذي غادرت فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميا.
وفي بريطانيا تم الاعتراف بقدرته على التقليل من آثار خروجها من الاتحاد، رغم أن تقييمه بأن الانفصال عن الكتلة الأوروبية يشكل خطرا على الاقتصاد البريطاني أثار غضب المحافظين الذين كانوا يؤيدون الخروج منها.
وعن شخصيته، تؤكد وزيرة البيئة السابقة الليبرالية كاثرين ماكينا أن كارني شخص "لطيف وذكي"، قائلة في تصريحات إعلامية إنه "رجل جاد ومرح في الوقت نفسه، يهتم كثيرا بكندا".
إعلان