من هو أحمد هارون أخطر قيادي إخواني في السودان؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تشهد السودان منذ أبريل الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، ليأتي إعلان المساعد السابق للرئيس المعزول عمر البشير، أحمد هارون المحتجز في سجن كوبر القومي في الخرطوم، خروجه من السجن برفقة عدد من رموز النظام السابق، فهو من أخطر رجال الرئيس المعزول.
وكان أحمد هارون واحد من أربعة مسؤولين في نظام البشير أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر توقيف بحقهم، بينهم البشير نفسه ووزير دفاعه الفريق عبد الرحيم محمد حسين، وعلي كوشيب أحد قادة ميليشيا الجنجويد، ووجهت لهم المحكمة تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور ما بين عامي 2003 و2007.
نشأته
ولد أحمد هارون في مدينة الأبيض، عام 1965، وينتمي لقبيلة عربية من شمال كردفان، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في السودان، وفي أثناء دراسته الثانوية التحق بتنظيم الاتجاه الإسلامي، واستمر في العمل التنظيمي عند التحاقه بالدراسة الجامعية، حيث درس القانون في جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1987.
ثم عاد هارون إلى السودان وعمل قاضيًا لفترة قصيرة قبل أن يتم تعيينه وزيرًا للشؤون الاجتماعية في ولاية جنوب كردفان.
وكان أحد أبرز العناصر في الحركة الإسلامية السودانية، التي دبرت وساعدت عمر البشير في الانقلاب العسكري عام 1989 الذي جاء بالبشير رئيسًا للبلاد.
وتم تعيين أحمد هارون في منصب منسق عام للشرطة الشعبية، وهي قوة شبه عسكرية تتبع وزارة الداخلية، واستعان بها نظام البشير في قمع المظاهرات والحركات السياسية.
وفي عام 2003، عين هارون وزير دولة في وزارة الداخلية، ومسؤولا عن مكتب دارفور الأمني بعد تصاعد الأحداث في إقليم دارفور.
وخلال الفترة التي تولى فيها هارون هذه المهام شهدت دارفور كوارث إنسانية وصفت بأنه لم يحدث مثلها من قبل، وبسبب هذه الفترة وجهت له اتهامات المحكمة الجنائية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور، من خلال تجنيد وتسليح مسلحي الجنجويد وارتكاب انتهاكات واسعة في الإقليم المنكوب الذي شهد مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون من ديارهم، وبشكل محدد وجهت له المحكمة 42 تهمة تشمل القتل والاغتصاب والتعذيب والاضطهاد والنهب.
وبعد توقيع اتفاق سلام نيفاشا الذي أنهى أطول حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان عام 2005، اُعفي هارون من منصبه كوزير دولة في الداخلية.
وفي سبتمر 2005، تم تعينه وزير الدولة في وزارة الشؤون الإنسانية، ضمن الحكومة التي شُكلت بموجب اتفاق السلام الشامل.
وفي مايو 2007، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرًا بالقبض على أحمد هارون مع أحد قادة ميليشيا الجنجويد في السودان علي كوشيب، الذي سلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى ويحاكم حاليا في لاهاي، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي 27 ابريل، كان هارون يعالج في الأردن، وفور علمه بالمذكرة التي قدم الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية ويطالب فيها قضاة محكمة لاهاي لاستصدار مذكرة اعتقال دولية للقبض عليه بتهمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أسرع هارون إلى مطار علياء الدولي في الأردن وغادر المملكة إلى السودان.
سجنه
ونتيجه قربه من البشير ومساعدته في قمع المظاهرات والاحتجاجات أثناء تصاعد المظاهرات الرافضة لنظام البشير، اختاره البشير في عام 2019، في منصب مساعد للرئيس ونائبا له في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وكان أحد القادة الذين تم القبض عليهم بعد الإطاحة بنظام البشير، وتم إيداعه في سجن كوبر.
وأعلنت الحكومة الانتقالية وقتها فتح النيابة العامة تحقيقا في جرائم المسؤولين في نظام البشير ضمن مسار تفاوضي لإحلال السلام في دارفور، إلا أن هارون أكد أنه بالنسبة له المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية أفضل من المثول أمام محكمة محلية.
وفي يونيو 2021، أصدر من محبسه بيانا أكد فيه أن سلطة بهذا الأداء القانوني البائس لن تكون قادرة أو راغبة في إقامة العدل، ففي ظل أجواء الفصل والتشريد للقضاة والمستشارين بشكل مستمر والتلويح المستمر بأن هناك كشفا آخر قيد الصدور لا يمكن أن تتحقق معها عدالة، لهذه الأسباب ولأسباب أخرى فأعلن وبكل ثقة أن من الأفضل لي أن تقدم قضيتي، إن كان هناك ثمة قضية تستحق التقديم، لمحكمة الجنايات الدولية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد هارون السودان البشير الجنائیة الدولیة المحکمة الجنائیة أحمد هارون
إقرأ أيضاً:
الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان .. لعمامرة يبحث في بورتسودان توحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام
تشهد العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال ووقف الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وتوحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام، ووصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، إلى المدينة لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السودانيين، وفي الوقت نفسه اجتمع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات.
لعمامرة الذي تمتد زيارته إلى يومين ينتظر أن يلتقي خلالها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، وتختتم بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وتأتي الزيارة عقب الاجتماع التشاوري الذي عُقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأربعاء الماضي، وشارك فيه ممثلون عن الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجيبوتي (الرئيس الحالي للهيئة الحكومية المعنية بالتنمية «إيغاد»)، والأمم المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والبحرين والولايات المتحدة الأميركية.
وتُعد زيارة لعمامرة إلى بورتسودان الثانية له لبورتسودان منذ اتخاذها عاصمة مؤقتة للحكومة السودانية، ويُنتظر أن تتناول مباحثاته هناك تطور الأوضاع واستمرار الحرب والحركات الدولية الهادفة لوقفها، وذلك عقب اجتماع نواكشوط التشاوري بشأن السودان، تحت اسم «المنظمات متعددة الأطراف الراعية لمبادرات السلام في السودان»، وهدفه توحيد مبادرات السلام الإقليمية والدولية.
ويُنتظر أن يبحث لعمامرة مجدداً محاولة «إحياء» استئناف المفاوضات المباشرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، على أن يقودها «شخصياً»، والوصول في الحد الأدنى لاتفاق لحماية المدنيين، ما يفتح الباب أمام مباحثات لوقف الأعمال العدائية، وإنهاء الحرب سلمياً.
حرص سعودي على السودان
وفي السياق ذاته، قال إعلام مجلس السيادة الانتقالي إن البرهان التقى ببورتسودان، السبت، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي الذي وصل البلاد في زيارة قصيرة، لبحث العلاقات السودانية - السعودية وتعزيزها وترقيتها، والتعاون المشترك بين البلدين. ونقل الإعلام السيادي عن الخريجي قوله إن المملكة العربية السعودية حريصة على استتباب الأمن والاستقرار في السودان.
ولم تكشف بورتسودان عما دار في الاجتماع، بيد أن المسؤول السعودي كان قد ذكر إبان مشاركته في اجتماع نواكشوط التشاوري الأسبوع الماضي، وفقاً لما نقلته «الشرق الأوسط»، أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لحل الأزمة السودانية، مشيراً إلى «مباحثات جدة 1» التي تمخضت عن «إعلان جدة الإنساني» و«مباحثات جدة 2» التي استهدفت إيجاد حل سياسي مستدام، يضمن أمن واستقرار السودان وتماسك الدولة ومؤسساتها، ومواصلة التنسيق بين الدول العربية والإسلامية والصديقة من أجل وقف القتال في السودان، ورفع المعاناة عن شعب السودان.الخريجي: وقف القتال أولوية
وأكد الخريجي أن حل الأزمة السودانية يبدأ بوقف القتال وتعزيز الاستجابة الإنسانية، والتمهيد لمستقبل سياسي يضمن أمن واستقرار البلاد ووحدتها وسيادتها ووقف التدخلات الخارجية.
وكان اجتماع نواكشوط قد دعا للتنسيق الإقليمي والدولي، وعقد اجتماعات تشاورية، تتناول الأوضاع في السودان والجهود والمساعي والمبادرات من أجل وضع حد للاقتتال في السودان، وفي الوقت نفسه كانت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان»، المعروفة اختصاراً بـ«ALPS» في سويسرا، منتصف الشهر الحالي، قد أجرت مشاورات مع فاعلين في المجتمع المدني والنساء والشباب لبحث تصوراتها بشأن خطط من أجل استئناف المباحثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع».
وتأتي الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث غوتيريش في بورتسودان، في ظل تصاعد العمليات القتالية بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بما في ذلك الخرطوم والجزيرة ودارفور.
ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد الضحايا المدنيين بسبب الحرب التي توشك على إكمال عامها الثاني، وتقدرها منظمات دولية بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بينما يقدر عدد النازحين داخل البلاد بأكثر من 11 مليوناً، وعدد الذين لجأوا لبلدان الجوار بنحو 3 ملايين، من جملة سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليوناً، ويعاني نحو 25 مليوناً منهم كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ حسب الأمم المتحدة.
كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس