ورقة عمل ثمرة الشراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور- لبنان
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
في إطار التعاون بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة "كونراد آديناور- لبنان"، في مسار جَمَعَ خبيرات وخبراء حول "لبنان وتحديَّات إصلاح السِّياسات: نحو رؤية متكامِلة"، صدرت ورقة عمل تحمل عنوان "القضيَّة اللُّبنانيَّة: التحدّيات والمخاطِر وديناميَّات الإنقاذ"، لتفتح النقاش في "مسائل إشكاليّة في بناء السِّياسات العامَّة الإصلاحيَّة في لبنان".
و"الدُّستوريَّة، فمنذ قِيام دولة لبنان الكبير (1920) أقرّ مهندِسُ هذا المسار الحضاريّ المثلَّث الرَّحمات البطريرك الياس الحويّك أنَّهُ ينشاُ على قاعِدة "الرَّابطة الوطنيَّة" وليس "الرَّابطة الطَّائفيَّة". وأَصرَّ الصائغ "على طابَعَ الفرادَة في تلاقي كُلِّ المكوِّنات الما قبل-لبنانيَّة موحَّدة"، ولذلك فإن القول بأن "تجرِبَة العيشِ معًا منذ 1920 تحت سقف الدُّستور فشِلَت، موقف مشبوهٌ"،
و"السِّياديَّة فمن غير المأمُولِ "نجاحُ هويَّة وطنٍ وتشكيلِ دَولة إن شاب الهويَّة والدَّولة إشراكٌ في السِّيادَة. الإشراكُ يعني ازدواجيَّة أو أكثر في امتِلاك قرار السِّلم والحَرب، كما في القُدرَة الوقِحَة على التمتُّع بحيِّز واسِع أو كُلِّ الحيِّز للتسلُّح واستِخدام القُوَّة خارجَ المؤسِّساتِ الشرعيَّة للدَّولة"، والإداريَّة يبدو "أن تسخيرُ إدارات الدَّولة في خِدمَة مواقِع نفوذٍ سياسيَّة ورؤى أيديولوجيَّة تتغطَّى بحالاتٍ طائفيَّة مذهبيَّة أنهى وظيفة الدَّولة النَّاظِمة للعقد الاجتِماعي الذي يَجمَعُ الشَّعبَ اللُّبناني، ودمَّر مكامِنَ الميزات التَّفَاضُليَّة التي كان يتمتَّعُ بها لُبنان".
والسياسيَّة إذ ظهر أن "من السِّياسة إلى السِّياسات" وهي مُعادلة أَطلَقَها "ملتقى التأثير المدني" (CIH) في العام 2012 تثبت "حقيقَةَ أنَّ مسالِك العمل السِّياسيّ في لُبنان خرجَت عن مبادئِها الأَخلاقيَّة، والدُّستوريَّة، والسِّياديَّة، والإداريَّة السَّليمَة". وبناء على ما تقدم، أكُد الصائغ على "ضرورة تصويب المفاهيم والمسارات" بالاستِناد إلى هذه الإشكاليَّات بغية "إنهاء الجدل أن كان ما حصل ناتج عن خَلَلٍ في الدُّستور اللُّبنانيّ، أو انحِرافٍ في سُلوك القِياداتِ السِّياسيَّة". ملمحا إلى ثلاثة طروحات غير متوازنة للمعالجة إن بـ "مؤتمرٍ تأسيسيّ جدِيد يُنتِجُ عقدًا اجتِماعيًا جديدًا يعدل في التَّوازُنات التي نشأت بعد اتَّفاق الطَّائف"، او القول ان فشل صيغة "العيش معًا" ويَجِبُ الانتِقالِ إلى "الفدراليَّة أو الكونفدراليَّة"، وثالثهما "قِيام مؤتمر دوليّ يُناقِش القضيَّة اللُّبنانيَّة، إذ إنَّ ديناميَّة الحِوار الدَّاخليَّة بين اللُّبنانييِّن أثبتَت إخفاقَها".
ولذلك دعا الصائغ في مقابل هذه الطروحات إلى "استكمال تطبيق اتّفاق الطّائف". مؤكدا على الحاجة إلى "إنتِخاب رئيسٍ/ة جمهوريّة إنقاذيّ/ة وتشكيل حكومةٍ" تكون "مهمّتها الأولى والفوريّة إستكمال تطبيق البنود الإصلاحيَّة في اتِّفاق الطّائف"، والتي منعت تطبيقها عن سابِقَ تصوُّرٍ وتصميم منذ العام 1990 "قوى السُّلْطَة المتعاقبة التي رعتها وصاية غير لبنانيَّة سابقًا وتتحكَّم بها الآن قبضة حديديّة غير لبنانيَّة". كما دعا إلى "تطبيق قرارات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة، ما "يُعيدُ لبنان إلى الشّرعيتين الدوليّة والعربيّة". ويؤمِّن "استعادة المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة الشّرعيّة الدستوريّة لسيادة الدولة على كامل أراضيها والحدود ووقف تدخُّل أيٍّ كان في الصّراعات الإقليميّة". إذ بدون ذلك "يستحيل إستعادة الثِّقَة وإحياء العجلة الاقتصاديّة". فبدون "استعادة الثّقة لا تعافي للاقتصاد ولا عدالة اجتماعيّة". وشدّد الصائغ على "ضرورة تحقيق الحياد من باب دولة المواطنة"، ذلك أن "القوى الإقليميّة والدّوليّة معنيّة باستشعار أهميّة أنَّ لبنان سيّد، وتعدُّديّ، وحياديّ تستَقيمُ فيه دولة القانون". وأن "تعافي لبنان يَصُبُّ في مصلحة السَّلام والأمن الإقليمي والدَّولي". من هُنا أيضًا "أهميَّة وَضعِ سياسة عامَّة مُتوازِنة لتأمين عَودَةٍ آمِنة للاَّجِئين السُّورييّن، وحلّ عادل للَّاجِئين الفلسطِينييّن قائِم على القرار 194 القاضي بحق العودة، وتجنيبًا للبنان من مخاطر كيانيَّة ووجوديّة بَلَغَت حدّ تهديد هويّته". وتحدث الصائغ عما سماه "ديناميّات الإنقاذ"، فاعتبر أنَّ "مُعَالجة المَعضُلَلات الآنفة الذكر يَفتَحُ الأُفق لتَنفيذ إصلاحات بنيويَّة وقطاعيَّة إقتِصاديَّة وماليَّة بالتَّعاون مع المؤسَّسات العربيَّة والدّوليّة، ما يضَع حدًّا للمأساة الاجتِماعيّة التي جرَّتها الأزمات المعقَّدة". مراهنا على "الإرادَةُ الوطنيَّة لإنقاذِ لبنان في ديناميَّة القِوى السِّياديَّة الإصلاحيَّة التغييريَّة، والقِوى المجتمعيَّة الحيَّة، والاغتِراب". شرط"تنسيق الجُهود"، لفرض "أولويَّة إطلاق مسارِ تشكيلِ مَروحَةٍ واسِعَةٍ من التَّحالُفات بالاستِناد إلى رؤيَةٍ واضِحة للقضيَّة اللُّبنانيَّة في ما تواجِهُه من مخاطِر وجوديَّة، وتحدّيات دستوريَّة وسياديَّة واقتِصاديَّة واجتِماعيَّة وإداريَّة، وديبلوماسيَّة، كي لا تستحيلَ كُلّ هذه التحدّيات إنقِضاضًا على هويَّة لُبنان الحضاريَّة في اختِبارِها التَّاريخيّ". وختم الصائغ بالقول أنّ "المعركة الأساس" تتمثَّل في "مستقبل الجمهوريَّة اللُّبنانيَّة بأمنها القوميّ وأمان شعبها الإنسانيّ على مدى المئة عامًا المُقبِلَة من خلال بناء دولة المواطنة" ،وبذلك "تُمسِي الأزمة فُرصَة، والرُّقعة الجغرافيَّة بتعدُّديَّتِها مساحَةً نموذجيَّة للعيشِ معًا، بعيدًا عن الشُّمولييّن والتفتيتييّن ذات الحِلفِ الموضوعيّ".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ملتقى التأثیر المدنی د الصائغ ة والد ل بنان
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي.. نجاح جديد للعلاقات ووصولها لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة
وصلت العلاقات المصرية الأوروبية لمستوى غير مسبوق، حيث تم ترفيع العلاقات بين الجانبين لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وشهد عام 2024 نشاطاً موسعاً للخارجية المصرية مع دول الاتحاد الأوروبى ومسئولى المفوضية الأوروبية، وشمل ذلك نقاشات ومباحثات ثنائية فى جميع القضايا الإقليمية، ومشاورات من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، كما يأتى ذلك انطلاقاً من إدراك الاتحاد لأهمية دور مصر وثقلها السياسى والاقتصادى وموقعها الاستراتيجى ومستقبلها الواعد والطفرة التنموية التى حققتها فى الجمهورية الجديدة.
مباحثات ثنائية في جميع القضايا الإقليمية انطلاقاً من ثقل مصر السياسي والاقتصاديوشاركت «الخارجية» فى الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى، الذى انعقد برئاسة وزير الخارجية وجوزيب بوريل، نائب رئيس المفوضية الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، ومشاركة عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى، وعقد وزير الخارجية سلسلة من اللقاءات الثنائية مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى، والمفوضين الأوروبيين المعنيين بسياسات الجوار، والاقتصاد، والطاقة، والهجرة، والمناخ، والشئون الإنسانية وإدارة الأزمات وغيرهم، والتقى مع رئيسة البرلمان الأوروبى، وسكرتير عام حلف شمال الأطلنطى ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية بلغاريا ماريا جابرييل.
وشاركت «الخارجية» فى الدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن، والتقى وزير الخارجية مع وزير أوروبا والشئون الخارجية الفرنسى ستيفان سيجورنيه. وفى فبراير الماضى زار وزير الخارجية السابق سامح شكرى العاصمة القبرصية نيقوسيا، فى إطار حرص مصر على دعم علاقتها الثنائية مع قبرص، وتعزيز أواصر التعاون فى شتى المجالات، والتقى خلال زيارته بالرئيس القبرصى «نيكوس خريستودوليدس»، كما أجرى مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس لبحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية، والتشاور حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وزار وزير الخارجية العاصمة السلوفينية لوبليانا، وعقد مباحثات مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشئون الخارجية والأوروبية بسلوفينيا تانيا فايون، وشهد أعمال الجولة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى بين مصر وسلوفينيا على مستوى وزيرى الخارجية، كما عقد عدة لقاءات ثنائية شملت كلاً من رئيسة جمهورية سلوفينيا ناتاشا بيرك موزار، ورئيس الوزراء السلوفينى، روبرت جولوب، بالإضافة إلى ماتجا هان وزير الاقتصاد والسياحة والشباب.
وفى مارس استقبل وزير الخارجية بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية، أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، حيث عقد الوزيران مباحثات موسعة، تناولت فى الشق الأكبر منها الأوضاع فى قطاع غزة وجهود وقف الحرب الدائرة، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل أولوية الجانبين، فضلاً عن سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائى بين البلدين. كتب - أحمد حامد دياب:
حافظت الدبلوماسية المصرية على علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الدولة الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، لدفع العلاقات الثنائية مع تلك البلدان لأفق أوسع، والتشاور لحل أزمات المنطقة وعلى رأسها «سوريا ولبنان وغزة». وأجرى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، عشرات الاتصالات الهاتفية مع نظيره الأمريكى أنتونى بلينكن، الذى زار مصر 6 مرات خلال عام، ما يؤكد الدور المحورى لمصر فى حل أزمات الشرق الأوسط.
واستقبل «عبدالعاطى»، ومن قبله سامح شكرى، عشرات الاتصالات الهاتفية من وزير الخارجية الأمريكى، وانخرطت مصر مع واشنطن والشركاء الإقليميين فى محاولات لم تتوقف من أجل وقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات للشعب الفلسطينى، وشهدت العلاقات المصرية مع روسيا والصين نمواً ملحوظاً خلال عام 2024 خاصة فى ظل الانضمام الرسمى لتجمع دول البريكس، وحظيت العلاقات بين مصر وروسيا والصين بزخم ملحوظ خلال العام المنقضى، شملت اتصالات هاتفية، ولقاءات ثنائية لوزير الخارجية مع نظرائه فى روسيا والصين، شملت مباحثات مكثفة عن أزمات المنطقة والعلاقات الثنائية. وسافر «عبدالعاطى» إلى الصين، حيث شهد عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجى بين مصر والصين برئاسة وزيرى الخارجية، كما التقى خلال زيارته مع كبار المسئولين الصينيين، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف جوانبها، وتبادل الرؤى والتقييمات إزاء أهم التطورات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى لقائه مع رؤساء كبرى الشركات الصينية العاملة فى مصر، ورموز الجالية المصرية فى الصين.
كما سافر «عبدالعاطى» إلى روسيا وعقد اجتماعات مع كبار المسئولين الروس لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائى وتبادل الآراء بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتقى مع نظيره الروسى فى موسكو لبحث الصراع «الفلسطينى - الإسرائيلى»، والعلاقات الثنائية، كما أجرى لقاء مع عدد من رموز الجالية المصرية فى روسيا، بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية المتبادلة بشكل شبه أسبوعى من أجل التباحث وتوحيد الرؤى حول القضايا الإقليمية وأزمات المنطقة. والتقى وزير الخارجية السابق بنظيره الروسى على هامش مشاركتهما فى فعاليات اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، التى عُقدت بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية والتقى معه مرة أخرى على هامش مشاركته فى اجتماعات وزراء خارجية تجمع البريكس فى يونيو الماضى. وكانت الخارجية المصرية حاضرة فى كل الأحداث العالمية، انطلاقاً من المكانة التاريخية لمصر، والدور المحورى والاستراتيجى فى المنطقة، والعلاقات المتوازنة والراسخة. وشارك وزير الخارجية بشكل منتظم فى اجتماع وزراء خارجية دول تجمع البريكس، وبحث خلال هذه الاجتماعات سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شاركت «الخارجية» بانتظام فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ومؤتمر نزع السلاح وأعمال الشق رفيع المستوى للدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. وزير الخارجية عقد لقاءات مكثفة مع قادة الاتحاد الأوروبىوزير الخارجية خلال اجتماعه مع وزيرى الخارجية السعودى والأمريكى