عالمان يفوزان بجائزة نوبل للطب بفضل لقاحات mRNA المضادة لكورونا
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مُنِحت جائزة "نوبل" في علم وظائف الأعضاء أو الطب لهذا العام إلى كاتالين كاريكو ودرو وايزمان لعملهما على لقاحات "mRNA" التي شكّلت أداةً حاسمة في الحدّ من انتشار فيروس كورونا.
وأعلنت لجنة جائزة "نوبل" عن هذا التكريم المرموق، والذي يُعَد ذروة الإنجاز العلمي، في السويد الإثنين.
وأشادت اللجنة بـ"النتائج الرائدة" التي توصل إليها العلماء، مشيرةً إلى أنّها "غيرت فهمنا لكيفية تفاعل mRNA مع نظام المناعة لدينا بشكلٍ أساسي".
وأفادت اللجنة أنّ كاريكو ووايزمان نشرا نتائجهما بورقة بحثية في عام 2005، ولم تحظ باهتمامٍ كبير آنذاك، لكنها وضعت لاحقًا الأساس لتطوّرات بالغة الأهمية خدمت البشرية خلال جائحة فيروس كورونا.
وأضافت اللجنة في بيان لها أنّ "الفائزين ساهما في تطور اللقاحات بمعدل غير مسبوق في خضم واحدة من أكبر التهديدات لصحة الإنسان في العصر الحديث".
ويعمل كلا من كاريكو، وهي عالمة أمريكية مجرية في مجال الكيمياء الحيوية، ووايزمان، وهو طبيب أمريكي، كأستاذين في جامعة "بنسلفانيا".
وأصبحا يعملان بشكل أساسي لشركة "فايزر" وشريكتها "بيو إن تك"، بالإضافة إلى "مودرنا"، لاستخدام نهجٍ جديد لإنتاج لقاحات تستخدم الحمض النووي الريبي المرسال، أو "mRNA".
وفتحت هذه التكنولوجيا الثورية فصلاً جديدًا في مجال الطب.
ومن الممكن تسخيرها لتطوير لقاحات ضد أمراض أخرى مثل الملاريا، والفيروس المخلوي التنفسي، وفيروس نقص المناعة البشرية.
كما أنّها تقدّم نهجًا جديدًا في التعامل مع أمراض مثل السرطان، مع إمكانية التوصّل إلى لقاحات مخصصة.
الحمض النووي الريبي المرسال يمكن أيضًا استخدام التكنولوجيا المطوّرة من قِبَل الباحثين لعلاج أمراض أخرى. Credit: Courtesy Penn Medicineوغالبًا ما يقارِن الباحثون الحمض النووي بكتاب وصفات ضخم يحتوي على جميع تعليمات الحياة.
والحمض النووي الريبي المرسال عبارة عن شريط فردي مؤقت من الشفرة الوراثية التي يمكن للخلايا "قراءتها" واستخدامها لصنع بروتين معيّن.
وفي حالة لقاحات "mRNA"، تُستخدم الشفرة الوراثية المؤقتة لإخبار الخلايا بصنع ما يشبه قطعة من الفيروس، وبالتالي يُنتج الجسم أجسامًا مضادة وخلايا نظام مناعي خاصة استجابةً لذلك.
وعلى عكس اللقاحات الأخرى، لا يُحقن المتلقي بفيروسٍ حي، أو مُضعّف، وليس هناك حاجة لذلك في أي وقت.
والتسلسل الجيني هو الأمر الوحيد المطلوب، ولا يحتاج صنّاع اللقاحات حتّى إلى الفيروس ذاته.
وأفادت لجنة "نوبل" أنّ "المرونة والسرعة المذهلة التي يمكن بها تطوير لقاحات mRNA تمهد الطريق لاستخدام المنصة الجديدة أيضًا من أجل لقاحات ضد الأمراض المعدية الأخرى"، ومن ثم أشارت إلى إمكانية استخدام التكنولوجيا أيضًا "لتوصيل البروتينات العلاجية لعلاج بعض أنواع السرطان".
وأشاد نائب الرئيس التنفيذي لكلية الطب بجامعة "بنسلفانيا"، جي لاري جيمسون، بعمل العلماء، مشيرًا إلى أنّه "غيّر العالم".
الطريق إلى "نوبل"وبدأت كاريكو، البالغة من العمر 68 عامًا، حياتها المهنية بالمجر في السبعينيات، عندما كانت أبحاث "mRNA" لا تزال جديدة.
وغادرت البلاد مع وزوجها وابنتها الصغيرة متجهةً إلى الولايات المتحدة بعد أن تلقت دعوة من جامعة "تمبل" في مدينة فيلادلفيا الأمريكية.
وقالت كاريكو لصحيفة "ذا غارديان" إنّها وزوجها باعا سيارتهما، ووضعا المال، أي ما يعادل حوالي 1،200 دولار، في دمية دب ابنتهما للمحافظة عليه.
وواصلت العالمة أبحاثها في جامعة "تمبل" قبل الالتحاق بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا.
ولكن بحلول ذلك الوقت، بدأت الإثارة الأولية التي أحاطت بأبحاث "mRNA" بالتلاشي.
وتحول الأمل إلى شك، إذ اعتُبرت فكرة كاريكو، بشأن إمكانية استخدام "mRNA" لمكافحة المرض، متطرفة للغاية، وكانت فكرة تمويلها تُعد مخاطرة مالية.
وتقدمت كاريكو بطلبٍ للحصول على منحة تلو الأخرى، ولكن أدّت سلسلة من حالات الرفض إلى خفض رتبتها من منصبها في جامعة "بنسلفانيا" خلال عام 1995، كما شُخِّصت العالمة بالسرطان في الوقت ذاته.
وقالت كاريكو لـCNN، في ديسمبر/كانون الأول من عام 2020: "كان الأمر صعبًا لعدم تصديق الأشخاص أنّ الحمض النووي الريبي المرسال، يمكن أن يكون علاجاً".
ولكنها تمسكت بالفكرة.
وبالتعاون مع زميلها، درو وايزمان، في جامعة "بنسلفانيا"، طوّرت العالمة طريقة تنطوي على تغيير مكوِّن واحد في الحمض النووي الريبي (RNA) للتقليل من خاصيته المناعية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمراض العلوم تقنية وتكنولوجيا جائزة نوبل فيروس كورونا كورونا نوبل فی جامعة
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن لغز طول عمر "الفئران الخالدة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بها العلماء الروس والأمريكيين عن لغز طول عمر خلايا ما يسمى بـ"الفئران الخالدة"، وأن هذه الخلايا تقوم بقمع عمل الحمض النووي غير المرغوب فيه وفقا لما نشرته مجلة PNAS العلمية.
وقال الباحثون إن ما يسمى بالنواقل الرجعية وهي أجزاء شبيهة بالفيروسات من الحمض النووي "غير المرغوب فيه" وتشغل ما يقرب من نصف طول جينوم الثدييات بالكامل، وأن تلك النواقل لا تزال في حالة سبات على مدى ملايين السنين، والأمر الذي يشير إلى وجود صلة بين نشاط مناطق الحمض النووي المتنقلة هذه وطول العمر ومقاومة السرطان.
وتوصل إلى هذا الاستنتاج فريق من الباحثين بقيادة أندريه غودكوف النائب الأول لرئيس مركز روزويل بارك لأبحاث السرطان عند دراسة بنية الجينوم لدى "الفئران الخالدة" وكذلك فئران المختبر والجرذان والقوارض الأخرى التي انفصلت أسلافها عن بعضها البعض منذ ملايين السنين.
وأراد العلماء معرفة كيف تؤثر عملية تطور هذه الحيوانات على النواقل الرجعية الخاصة بها وكيف تنتشر النسخ الجديدة من أشكال مختلفة للحمض النووي غير المرغوب فيه في جميع أنحاء الجينوم الخاص بها.
ومن أجل دراسة العواقب التطورية والبيولوجية لانتشارها طور العلماء خوارزمية PPG Finder التي تسمح لهم بتتبع ودراسة ما يسمى بالجينات الكاذبة والنواقل الرجعية السابقة التي فقدت القدرة على التكاثر. وباستخدام هذا البرنامج، قارن العلماء كيفية تغير نشاط النواقل الرجعية في جينومات لدى"الفئران الخالدة" العارية والقوارض الأخرى على مدى ملايين السنين الماضية.
وأظهر تحليلهم أن جميع الجينات الكاذبة الموجودة في جينوم "الفئران الخالدة" العارية تحتوي على عدد كبير من الطفرات، ما يميزها ليس عن الفئران والجرذان، فحسب بل عن جميع الثدييات الأخرى بما في ذلك البشر وهذا يعني أنه في الحمض النووي لهذه القوارض يقترب مستوى نشاط النواقل الرجعية وتكرار ظهور نسخ جديدة منها من الصفر على مدار عدة ملايين من السنين من وجود هذا النوع.
فمن المحتمل أن يفسر ذلك سبب عيش "الفئران الخالدة" العارية لفترة أطول بكثير من القوارض الأخرى ذات الحجم المماثل كما إنها لا تعاني إلا نادرا من السرطان نظرا لأن كل من عملية الشيخوخة وتكوين الأورام الخبيثة غالبا ما تكون مصحوبة بانتشار متسارع للناقلات الرجعية داخل خلايا الجينوم.
يذكر الباحثون أن "الفئران الخالدة" العارية هي قوارض ملساء دون شعر تعيش تحت الأرض وتزن 30-50 غراما ومنذ نصف قرن لاحظ علماء الأحياء أن هذه المخلوقات تعيش أطول بعشرات المرات من الحيوانات المثيلة ولا تصاب أبدا بالسرطان.