مؤتمر العدالة والتنمية القادم: إشارات للمتابعة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
ينظم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم السبت المقبل، السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مؤتمره الاستثنائي الرابع تحت شعار "التجديد دائماً، التقدم دائماً".
يستقي المؤتمر أهميته من عدة عوامل في مقدمتها توسطه بين استحقاقين انتخابيين، فهو المؤتمر الأول للحزب بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أيار/ مايو الفائت، ويأتي قبل أشهر قليلة من الانتخابات المحلية في آذار/ مارس المقبل.
يتخلل المؤتمر العام عقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس الحزب وهيئاته القيادية، وهي التي يدخلها أردوغان مرشحاً وحيداً لإعادة انتخابه رئيساً كما هو متوقع. كما من الممكن توقع المحاور الرئيسة التي سيتضمنها خطابه في المؤتمر، حيث سيكون الهجوم الإرهابي الأخير في أنقرة متضمناً فيه مع التاكيد على سير تركيا بحزم في مسار مكافحة الإرهاب.
أحد أهم الملفات على جدول أعمال المؤتمر هو عملية مراجعة نتائج الانتخابات الأخيرة والتي تراجع فيها الحزب بشكل ملحوظ رغم تقدمه على باقي الأحزاب وفوز تحالفه بأغلبية البرلمان، وهو تقييم ستتبعه محاسبة من نوع ما وستترتب عليها تغييرات في الهيئات القيادية للحزب
ومن المنتظر أن يركز أردوغان -مجدداً- على حاجة تركيا لصياغة دستور جديد ومدني للبلاد ليحل مكان "الدستور العسكري" المطبق فيها منذ 1982. وسيمر أردوغان على إنجازات حزبه من جهة والتحديات التي يواجهها من جهة أخرى، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي وإعادة إعمار مناطق الزلزال وغير ذلك. إضافة لذلك، سيكون من المنطقي أن يركز الرئيس التركي في كلمته على فكرة التجديد في الحزب استجابة لرسائل الصندوق، وعلى أهمية تحالف الجمهور في الحياة السياسية الحالية في تركيا. كما أن الانتخابات المحلية المقبلة، ولا سيما في إسطنبول، ستكون محوراً رئيساً في المؤتمر وكلمة أردوغان، بل يرى الكثيرون بأن المؤتمر يعد بمثابة إعلان بداية الحملة الانتخابية للحزب.
أحد أهم الملفات على جدول أعمال المؤتمر هو عملية مراجعة نتائج الانتخابات الأخيرة والتي تراجع فيها الحزب بشكل ملحوظ رغم تقدمه على باقي الأحزاب وفوز تحالفه بأغلبية البرلمان، وهو تقييم ستتبعه محاسبة من نوع ما وستترتب عليها تغييرات في الهيئات القيادية للحزب.
وإذا كان التغيير أحد ميزات مؤتمرات العدالة والتنمية الملازمة له دائماً، فإنه في المؤتمر القادم ألزم، ولذلك ستتجه الأنظار بشكل أساسي لنسبة التغيير والتجديد في المؤسسة التنفيذية وهي اللجنة التنفيذية للحزب أي مساعدو الرئيس وفي المؤسسة الشورية وهي لجنة إدارة القرار المركزية. كما سيكون ثمة اهتمام خاص، كما العادة، بنسبة كل من الشباب والنساء في المؤسسات القيادية للحزب.
بيد أنه ثمة ما هو أهم للمتابعة في المؤتمر القادم للعدالة والتنمية؛ الأول هو موقع ودور عدد كبير من الشخصيات القيادية في الحزب والحكومة ولا سيما الوزراء السابقين، وفي مقدمتهم وزير الداخلية السابق سليمان صويلو، وستكون تلك إشارة مهمة على وزن كل من التيارات المتنافسة داخل الحزب.
قد تكون القرارات التي ستخرج من مؤتمر العدالة والتنمية القادم متوقعة في معظمها، حتى نسبة التغيير والتجديد في المؤسسات القيادية قد لا تكون مفاجئة. الأهم، برأينا، هو دور الشخصيات الوازنة في الحزب والحكومة في التركيبة الجديدة ومدى نفوذها، بما سيقدم مؤشرات مهمة بخصوص التنافس/ الغلبة بين التيارات داخل الحزب من جهة ومسألة خلافة أردوغان من جهة ثانية
كما ستتركز الأنظار بشكل كبير على وزير الخارجية، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، الذي تنتشر قناعة لدى الكثيرين بأن أردوغان يجهزه ليكون خليفته في المستقبل. ولذلك، سيكون منح الرجل مركزاً قيادياً مرموقاً داخل الحزب، وهو الذي بقي خارجه كل السنوات الفائتة بحكم عمله السابق، مؤشراً إضافياً يدعم هذه الفرضية، والعكس صحيح.
في المقابل، سيكون من اللافت للانتباه أن يكون لصهر الرئيس سلجوق بيرقدار مركز ما داخل الحزب بعد أن ذاع اسمه وصيته مؤخراً إثر نجاحاته في مجال الصناعات الدفاعية، لدرجة أن البعض يرى بأن أردوغان يريده خليفةً له في الحزب والدولة. وعليه، بالمثل، سيكون مدى حضوره في الهيئات القيادية في الحزب من عدمه مؤشراً على مدى مصداقية هذه الفرضية التي لا نرجحها.
في المحصلة، قد تكون القرارات التي ستخرج من مؤتمر العدالة والتنمية القادم متوقعة في معظمها، حتى نسبة التغيير والتجديد في المؤسسات القيادية قد لا تكون مفاجئة. الأهم، برأينا، هو دور الشخصيات الوازنة في الحزب والحكومة في التركيبة الجديدة ومدى نفوذها، بما سيقدم مؤشرات مهمة بخصوص التنافس/ الغلبة بين التيارات داخل الحزب من جهة ومسألة خلافة أردوغان من جهة ثانية؛ من حيث مدى حضورها في ذهن الأخير وكذلك على صعيد الشخصيات المرشحة لذلك.
twitter.com/saidelhaj
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية تركيا أردوغان الأحزاب مؤتمرات تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب مؤتمرات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة والتنمیة فی المؤتمر داخل الحزب فی الحزب من جهة
إقرأ أيضاً:
عاهل المغرب يهنئ بنكيران بإعادة انتخابه أمينا عاما للعدالة والتنمية
بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى عبد الإله بنكيران، بمناسبة إعادة انتخابه أمينًا عامًا لحزب العدالة والتنمية، خلال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي انعقد مؤخراً في ظل تحديات سياسية داخلية وخارجية.
وأعرب ملك المغرب في برقيته عن تهانيه لبنكيران على تجديد الثقة فيه، متمنيًا له التوفيق في مهامه، وداعيًا إلى مواصلة العمل بروح المسؤولية لتعزيز دور الحزب في تأطير المواطنين وخدمة الصالح العام، ضمن مسيرة التنمية الشاملة التي تعرفها المملكة.
وأكد أهمية تمسك الحزب بثوابت الأمة المغربية ومقدساتها، مشيدًا بمواقف الحزب والتزامه المستمر بخدمة المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار حزبي أو فئوي.
العدالة والتنمية: تحديات داخلية وتغيرات عميقة
يأتي تجديد الثقة في بنكيران في وقت يمر فيه حزب العدالة والتنمية، الذي يُعد أحد أبرز الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في المغرب، بمرحلة دقيقة. فبعد قيادته للحكومة بين عامي 2011 و2021، شهد الحزب تراجعًا حادًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما أثار خلافات داخلية حول تقييم المرحلة السابقة وخيارات القيادة المستقبلية.
وانقسمت آراء قادة الحزب بين داعمين للعودة إلى خطابه التقليدي المرتكز على الهوية الإصلاحية، وبين منادين بتحديث أساليب العمل والانفتاح على تحالفات سياسية أوسع. وقد برزت هذه التوترات خلال التحضير للمؤتمر الوطني التاسع، حيث طرح أكثر من تيار داخلي تصورات متباينة لمستقبل الحزب.
يُعتبر عبد الإله بنكيران من الشخصيات السياسية المؤثرة في المغرب خلال العقدين الأخيرين. قاد الحزب إلى الفوز التاريخي في انتخابات 2011، ثم ترأس الحكومة حتى عام 2017، وعزز حضور الحزب في انتخابات 2016، حيث لعب دورًا محوريًا في تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
ومعروف عن بنكيران أسلوبه الخطابي المباشر وشعبيته الواسعة بين قواعد الحزب، إلا أن مسيرته لم تخل من الجدل، خاصةً بعد تعثر مشاوراته لتشكيل الحكومة سنة 2016، مما أدى إلى إعفائه من قبل العاهل المغربي وتكليف شخصية أخرى من الحزب بمواصلة المشاورات.
وتعزز عودته إلى القيادة طموحات جزء من أعضاء الحزب الذين يرون فيه رمزًا لقدرة الحزب على استعادة مكانته، فيما يعتبر آخرون أن تحديات المرحلة تفرض تجديدًا أوسع في الخطاب والممارسة السياسية.
تعكس برقية التهنئة من العاهل المغربي دعم المؤسسة الملكية لنهج التعددية الحزبية، وتؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار المشهد السياسي، خاصة في ظل الظرفية الإقليمية والدولية المعقدة، التي تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين السياسيين لتعزيز مسار التنمية والإصلاحات في البلاد.