ضرب مبرح وتصفيات وحبس بين الجثث.. معتقلون سابقون يروون معاناتهم في مستشفى عسكري سوري
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
يسرد تقرير اعتمد على مقابلات مع 32 شخصاً بينهم معتقلون سابقون وعناصر أمن وأفراد من الكادر الطبي ووثائق مسربة، مسار التعامل مع جثث المعتقلين و"التخلص منها"، من خلال إرسالها إلى المقابر الجماعية.
في مستشفى تشرين العسكري في سوريا، أُجبر معتقلون مرضى على نقل جثث، وتُرك آخرون دون علاج حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وتعرّض كثر لضرب مبرح، وفق تقرير حقوقي وشهادات معتقلين سابقين.
في تقرير بعنوان "دفنوهم بصمت" صدر هذا الثلاثاء تعرض رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا وقائع من مستشفى تشرين العسكري في دمشق، الذي ينقل إليه بشكل رئيسي المرضى من المعتقلين، وجثث موتى قضوا تحت التعذيب أو من جرّاءِ الأوضاع السيئة في مراكز الاعتقال، وعلى رأسها سجن صيدنايا الذائع الصيت.
"يخشون الذهاب إلى المستشفى"ويروي المعتقل السابق في صيدنايا أبو حمزة، وهو اسم مستعار، صاحب الـ 43 عاماً، الذي دخل مستشفى تشرين ثلاث مرات خلال فترة اعتقال دامت سبع سنوات، "كان السجناء يخشون الذهاب إلى المستشفى، لأن كثرا لم يعودوا منه".
الأسد يصل إلى الصين في أول زيارة له إلى بكين منذ عام 2004ويضيف "إن كان الواحد منا قادرا على السير يعود إلى السجن، أما المريض جداً فلا يعود، ويُترك للموت في نظارة المستشفى".
ويسرد التقرير، الذي اعتمد على مقابلات مع 32 شخصاً بينهم معتقلون سابقون وعناصر أمن وأفراد من الكادر الطبي ووثائق مسربة، مسار التعامل مع جثث المعتقلين و"التخلص منها"، من نقلها وتجميعها وتوثيقها وتصويرها وصولاً إلى إرسالها للمقابر الجماعية.
وسبق أن تطرقت تقارير حقوقية لهذه الممارسات. فقد التقط المصوّر السابق في دائرة التوثيق التابعة للشرطة العسكرية السورية والذي يعرف باسم "قيصر"، صورا لجثث معتقلين بمستشفيات عسكرية سورية، على غرار مستشفى تشرين، أظهرت التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون.
و"قيصر" هو الاسم المستعار للمصور الذي انشقّ وخاطر بحياته لتهريب 53275 صورة لجثث معتقلين سوريين بينهم امرأة، في مراكز احتجاز سورية. إلى خارج البلاد منذ العام 2013. واقتُبس اسمه لما عرف فيما بعد باسم "قانون قيصر" في الولايات المتحدة والذي نصّ على عقوبات اقتصادية ضد سوريا.
المحطة الأولى للمعتقلينويشير تقرير "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" إلى أن مفرزة الشرطة العسكرية، التابعة للمستشفى هي "المحطة الأولى للمعتقل (...) وهي أيضاً مكان تجميع جثث المعتقلين قبل تحميلها ثم نقلها إلى مقابر جماعية" في نجها (جنوب) والقطيفة وجسر بغداد (قرب دمشق).
ويتذكّر أبو حمزة "في إحدى المرات، كان موقوف يئن وكأنه ينازع داخل زنزانة المفرزة، لم يعرضوه على طبيب، بل وضعوه بين الجثث. تركوه يموت".
الولايات المتحدة: الأسد أقام محرقة للجثث قرب سجن صيدناياالعفو الرئاسي في سوريا.. بين مشهد مروع لأهالي المعتقلين ومحاولات تلميع صورة الأسدويُجبر المعتقلون على نقل جثث من السجن باتجاه المستشفى، و"أحياناً يكون بين الجثث مرضى ينازعون بين الحياة والموت، فيقوم المساعد في النظارة بتصفيتهم"، بحسب التقرير.
لساعات طويلة، نقل أبو حمزة حافي القدمين وفي البرد القارس، كما يروي، جثث معتقلين من سجن صيدنايا نحو عربة نقل، ولاحقاً إلى أماكن تجميع الجثث قرب المستشفى حيث تتم كتابة أرقام عليها أو على ورقة بيضاء تُوضع عليها، قبل أن يأتي مصوّر لالتقاط صور لها.
وتصدر شهادات الوفاة لاحقاً من المستشفى وغالباً ما تكتب أسباب الوفاة على أنها توقّف القلب أو فشل كلوي أو جلطة دماغية، وفق التقرير الذي يشير إلى أن الأطباء الشرعيين لا يقومون فعلياً بفحص جثث المعتقلين الذين قضوا فعلا بمعظمهم تحت التعذيب أو جراء ظروف اعتقال سيئة.
عمليات تعذيب وحشيةويوثّق تقرير رابطة معتقلين صيدنايا أيضاً "عمليات تعذيب وحشية بحق المعتقلين المرضى" يقوم بها بمعظمها عناصر المفرزة الأمنية التابعة للمشفى.
وتعرّض بعض المعتقلين المرضى لإهانات من "الكادر الطبي" وضرب شديد على أيدي معتقلين آخرين، على مرأى من عناصر أمن لم يحركوا ساكناً، وفق التقرير وشهادات ناجين.
ويقول أبو حمزة الذي رأى مرة واحدة طبيبا لم يقترب منه، "في إحدى المرات، دخل حرس مفرزة المستشفى علينا، طلبوا منا الانبطاح أرضاً وأبرحونا ضرباً لربع ساعة ثم خرجوا".
"مليون سنة من الانتظار".. أهالي مفقودين ومخفيين من أربع دول عربية يُذكّرون بمصير أحبائهموأفاد التقرير الحقوقي أن عناصر المفرزة كانوا أحياناً يتخلصون من المعتقلين المرضى بخنقهم عبر لفّ منشفة أو خرقة حول أعناقهم.
ويقول الشريك المؤسس في الرابطة دياب سرية لفرانس برس "يؤدي تشرين دوراً مركزياً في عمليات الإخفاء القسري والتستّر على عمليات تعذيب وتزييف أسباب الوفاة، فضلاً عن المعاملة السيئة داخل المستشفى وتصفية معتقلين، وذلك كله يُعد جرائم ضد الإنسانية".
ويضيف "ما يحصل في مستشفى تشرين ومستشفيات عسكرية أخرى يعد بمثابة سياسة ممنهجة".
على مرّ سنوات النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011، اتهمت منظمات حقوقية عدة أجهزة أمنية سورية بتعذيب المعتقلين وتنفيذ أحكام إعدام من دون محاكمات داخل السجون. وتستهدف دعاوى قضائية عدة في أوروبا اليوم النظام السوري بتهم تعذيب معتقلين.
جرائم ضد الإنسانيةفي فرانكفورت الألمانية، يخضع طبيب سابق في سجن حمص العسكري لمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لضلوعه في تعذيب معتقلين.
اعتقل محمود الذي يبلغ من العمر 25 ربيعاً في العام 2014 حين كان عمره 16 عاماً لمدة سنتين. ويروي معاناته في مستشفى تشرين. "وضعوني أرضاً وداسوا علي وأغلقوا فمي بأيديهم حتى لم أعد أشعر بشيء. غبت تماماً عن الوعي، صحوت بعد وقت قصير لأجد نفسي بين جثث في زاوية الزنزانة".
ويروي كيف سقطت جثتان كانتا فوقه أرضاً، فما كان منه إلا أن صاح بأعلى صوته. ويتابع "كنت مرتدياً سروالي الداخلي فقط، وقد تبوّلت وتبرّزت لا إرادياً".
وغادر محمود المستشفى حينها إلى السجن من دون عرضه على طبيب. ومنذ ذلك الحين، ساءت حياته في السجن أكثر ولم يعد يجرؤ على الذهاب إلى المستشفى حتى في أقصى فترات معاناته من مرض السلّ داخل زنزانة صيدنايا.
ويقول "وصلت إلى درجة لا أستطيع فيها حتى أن أمضغ الأكل، لكني لم أبلغ أحداً حتى لا يأخذوني إلى مستشفى تشرين مرة أخرى".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قبل حكم محكمة النقض في باريس.. المحطات الرئيسية لقضية شركة لافارج في سوريا 25 قتيلاً في اشتباكات بين موالين للنظام وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور (المرصد) الإعلان عن "شراكة استراتيجية" بين الصين وسوريا اعتقال سوريا معارضة تعذيب سجون حقوق الإنسانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: اعتقال سوريا معارضة تعذيب سجون حقوق الإنسان فرنسا تغير المناخ نزاع مسلح مصر سياسة أسلحة النيجر أوكرانيا تاريخ الشرق الأوسط انتخابات حماية البيئة فرنسا تغير المناخ نزاع مسلح مصر سياسة أسلحة النيجر یعرض الآن Next فی مستشفى أبو حمزة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: 270 مريضاً غادروا مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس بأوامر إسرائيلية
جنيف-سانا
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 270 مريضاً فلسطينياً غادروا مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بأوامر إخلاء إسرائيلية.
ونقلت وكالة وفا عن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن قوله في مؤتمر صحفي اليوم بمقر الأمم المتحدة في جنيف: إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة أثرت على العمليات في مستشفى غزة الأوروبي، حيث غادر 270 مريضاً إلى جانب الطواقم الطبية المستشفى، مبيناً أنه لم يبق في المستشفى سوى 3 مرضى، و3 في المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشدد بيبركورن على أن انعدام الأمن قرب أي مستشفى وعدم إمكانية وصول المرضى والعاملين الصحيين والعاملين الإنسانيين إلى إمدادات الوقود والإمدادات الطبية والمياه والغذاء، يمكن أن يجعل المستشفيات غير قادرة على العمل بسرعة كبيرة.
وكان الاحتلال وفي انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية، أجبر خلال عدوانه المتواصل على القطاع لليوم الـ 270 آلاف الجرحى والمرضى والطواقم الطبية على إخلاء عدد من المستشفيات، بعد حصارها وقصفها بشكل مباشر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات، الأمر الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.