#المناصب بين ا#لتكنوقراط ومراهقي #السياسة وأصحاب #الواسطات… !
2023/10/3

د. #مفضي_المومني.
ليس صعباً أن تعرف أسباب الفشل لأي بلد… إذا عرفت أن أصحاب المناصب وفي الغالب…غير مختصين في أمور مناصبهم… وليسوا من ذوي الخبرة وفوق هذا وذاك عقيمين إداريا تعوزهم الإدارة والحكمة والخبرة والمعرفة…! لأنهم إما من هواة التوزير أو من اصحاب الواسطات الثقيلة والخفيفة أو بالوراثة…!.


أقول هذا… فوق ما نرى من إسناد الوزارات والمناصب وحتى اللجان لغير المختصين الاكفاء…! شنف أذني وجعاً في جلسة منذ أيام أحدهم… بأن منصب متقدم في التعليم المهني والتقني سيسند لأحدهم… وهو غير مختص وحديث الخبرة ونزل ببرشوت الواسطة على أحد المناصب سابقا… وبصراحة حزنت… وقلت في ذاتي… ما قلت..!، حادثة أخرى؛ حدثني أحدهم أنه كان ضمن لجنة من المختصين… وضعوا إطارا عاما لتخصص مهني… وبعد حين عرض العمل على ثلاثة تخصصاتهم بعيده جدا عن الموضوع… فافتوا بغير علم… فشكلت لجنة لتضع إطاراً جديداً وليس بينهم من هو متخصص…! وهنالك هيئات متخصصة… يقودها من هم من غير أهل الإختصاص..! ونسأل بعدها لماذا نفشل ونراوح مكاننا ولا نتقدم… ونشبع الكون تصريحات ونسوق للنجاح… والفشل ينتاب مسيرتنا… وتستمر الحكاية…ويستمر التراجع بخطوات ثابتة للوراء !.
الدول نهضت بإدارات عينت بنهج التكنوقراط… وليس بمناصب البرشوتات والواسطات والإرضاءات وتبادل المصالح… وبلادنا تعج بالمختصين والأكفاء.
أما مصطلح تكنوقراط أو التكنوقراطية (بالإنجليزية: Technocracy)‏ هي نظامٌ مقترحٌ للحكم يتمَُ فيه اختيار صناع القرار على أساس خبرتهم في مجالٍ معينٍ خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة العلمية أو التقنية، ويتناقض هذا النظام بشكلٍ واضحٍ مع فكرة أن الممثلين المُنتَخبين يجب أن يكونوا صُنَّاع القرار الرئيسيين في الحكومة(ويكيبيديا). و( التقنقراطية) كلمة اصلها يوناني من كلمتين هما تِكني τέχνη “فني أوتقني” وكراتُس κράτος “سلطة أوحكم” وتعتبر شكلا من أشكال الحكم، وتوصف الحكومات المشكلة من متخصصين وفنيين بحكومات التكنوقراط أو حكومات التقنية او التخصص الفني، أوالكفاءآت، وعليه فإن الحكومة التكنوقراطية تتشكل من الطبقة العلمية الفنية المثقفة، وهي بالضرورة حكومة إختصاص في الاقتصاد والصناعة والتجارة، وغيرها… وهي بالغالب لا تتبع انتماءات سياسية او حزبية أو ايديولوجية وليس لديها اهتمامات سياسية بل تهتم بالعمل والأداء والإنتاج للسلع والخدمات، وهذا اكثر ما تحتاجه دول العالم الثالث لكي تتطور، بدل ترك التوزير والإدارات للمراهقين السياسين أو غير المختصين الذين يرثون المناصب أو تأتي بهم المصالح أو مؤسسات الفساد والإفساد والواسطات والتنفيعات، فنحن قد لا نحتاج لوزراء سياسيين ونحن بلدان غير مؤثرة في الفعل العالمي، إذ أن العقل يوجب أن نتوجه نحو تنمية الأوطان وازدهارها، لتصبح مؤثرة . وأنقل قصص من تاريخ الأمم، اعجبتني تحكي دور وأهمية التكنوقراط في إزدهار الأوطان:

عندما قامت الثورة البلشفية في روسيا كان حال الكهرباء فيها بائسآ، كانت كل كهرباء موسكو توجه الي المسرح الكبير (بلشوي تياتر) حين تقام فية مسرحية أو باليه..!! ومعروف عشق الروس لهذه الفنون،كان لينين يحلم بكهربة روسيا ولكنه كان يحتاج لهذا الغرض من يعرف الكهرباء، لم يكلف أحدآ من أهل الثقة بهذا الأمر المصيري، بل طلب أن يجدوا له مهندسا من أميز مهندسي الكهرباء في روسيا وسماه بالاسم، هذا المهندس لم يكن من البلشفيك، بل كان على النقيض من معارضي النظام، ترك عمله خوفآ من البطش وعمل سائقآ للترام، لكي يخفي نفسه، ولكن التشي كا – جهاز المخابرات (الكي جي بي لاحقآ) عرفته فأوقفوا الترام في الشارع العام وأخذوا الرجل عنوة…! ظن الرجل انها النهاية فمن يعتقل في ذلك الزمن لا يعلم مصيره الا الله، تعجب الرجل عندما وصل الي قصر الكرملين وليس معسكرات الأعتقال كما جرت العادة، فكان وجهآ لوجه أمام لينين…!!! دخل لينين مع الرجل في حوار علمي وبادره بالقول ليس لي نية في أن تكون شيوعيآ، كن ما شئت ان ما يهمني هو الكهرباء التي في عقلك، روسيا تحتاج الكهرباء لتحيا وانت من يساعدها…! ذهل الرجل الذي كان ينتظر الموت، ورغم معارضته للنظام، الا انه لم يرفض لأن في ذلك خدمة لروسيا بأكثر مما هي خدمة لنظام الحكم الذي يعارضه، فكان أن شيد أكبر محطة هيدروليكية لتوليد الكهرباا بالماء، وهذه المحطة ما زالت تعمل للآن، ومنذ ما يقرب المائة عام، ذهب الاتحاد السوفييتي وبقيت الكهرباء التي خطط لها ونفذها التكنوقراط…! قصة اخرى، كان ستالين في زيارة لمدينة لينينجراد، وكان من ضمن البرنامج زيارة لأحد مصانع النسيج، الرهبة والخوف من ستالين جعلت من كبار المسئولين بالمصنع الدفع بمهندس صغير ليقوم بعملية الشرح للرئيس ستالين، وكان رغم صغر سنه جريئآ وتوج هذه الجرأة بالمعرفة بعلوم النسيج، فكان أن قدم شرحآ وافيا اذهل ستالين وكبار مسئولي المصنع ومهندسيه، وعاد ستالين الي موسكو وكان أول قرار يصدره هو تعيين ذلك المهندس الشاب وزيرآ لصناعة النسيج، ذلك المهندس كان اليكسي كوسيڤين، اشهر رئيس وزراء عرفه الاتحاد السوفيتي والعالم…!!! قصة اخرى، بعد الحرب العالمية الثانية والدمار الشامل الذي حدث في اليابان توقفت الصناعة تماما، لم تنشئ اليابان لجنة للتخلص من المرافق العامة، بل اعلنت اعلانآ غاية في الجرأة، بيع كل المصانع التابعة للدولة بسعر دولار واحد لكل مصنع، شريطة ألا يشرد عمال تلك المصانع وشرط آخر ينص على ان ينتج المصنع في فترة زمنية محددة، وهنا نفر الجميع لإعادة بناء مصانعهم، وقد خطط اليابانيون أنه خلال عشرين عامآ يجب أن تعود اليابان دولة صناعية كبري، وبالفعل في عام 1960 (أي بعد خمسة عشر عامآ من انتهاء الحرب العالمية الثانية) غزت اليابان اسواق العالم بمنتجاتها…!!! وأيضا، من قصص نجاح التكنوقراط، استدعى هتلر أحد كبار مهندسيه الذين اعتمد عليهم في الحرب وطلب منه إعداد قائمة من أميز المهندسين والمتخصصين، في شتى المجالات والتخصصات، قام الرجل باعداد قائمة طويلة وقدمها لهتلر، الذي طلب منه جمع كل هؤلاء والذهاب بهم الي جهة حددها له، وقال له خذ الجميع الي هناك فالمكان آمن لن تصله الحرب، احتج مستشارو هتلر وقالوا اننا الآن في امس الحاجة اليهم، وكان رد هتلر بأن المانيا ستخسر الحرب وتُدمر، وهؤلاء من سيعيد بناءها من جديد، وتحقق توقعه، فأول مستشار بعد هتلر ، السيد اديناور استعان بهؤلاء التكنوقراط لتعود المانيا أقوى اقتصاد عرفته أوروبا والعالم وفي أقل من عشرين عامآ عادت المانيا دولة يشار لها بالبنان، كما اليابان…!!!
أمثلة من تاريخ نهضة الشعوب بالتكنوقراط، ففي بلاد العالم الثالث الفاشلة يكثر السياسيون ولا نرى سياسة… ! وتكثر المناصب ويشغلها التنابل ومتواضعي التحصيل والخبرة والأداء، وأصحاب وأبناء النفوذ والسلطة، بالواسطة والمحسوبية والتنفيع… .وغيره، جربو كثيرا، وجلسوا على صدور الشعوب دون أن نرضى بهم، دمروا كل جميل، ومن بلدان نامية إلى بلدان نائمة… .! ولتاريخه لم نتعلم… ! ما زلنا نجتر الفشل ونعيد تنظيمه ونقولبه ليصبح حمال وجوه بائسة حيناً وكاذبة أحياناً أخرى، فهل يجرب عقل الدول في التشكيلات الوزارية والمناصب وصفة التكنو قراط؟ لعل وعسى أن تحقق بلدانهم حلما طال… .وتنجح وتخرج من وحل الفشل والنكوص والمراهقة الإدارية والسياسية وسنوات عجاف ثقال من الخيبات…!، وفي السياق بلدنا يستحق الأفضل، وفيه طاقات كبيرة كامنة، يحجبها ويبعدها عن الإدارة والفعل الناجح، من وصلها بغير كفاءة أو أستحقاق، وبظهرهم متعهدي الواسطات والإرضاءات، ليظهروا عمالقة بين الضعاف… !وسلامتكم….حمى الله الأردن. مقالات ذات صلة مطعوم الحصبة: الأثر الصحي الاقتصادي 2023/10/02

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السياسة مفضي المومني

إقرأ أيضاً:

الحظ يقود "سباكاً" للعثور على كنز ذهب

قاد "الحظ السعيد" سباكاً في مدينة فيينا بالنمسا، إلى العثور على كنز ثمين خلال عمله في إحدى الفيلات القديمة.

وعثر "السباك" على صندوق مدفون في قبو يحتوي على عملات ذهبية تُقدر بملايين الدولارات، وبدأت القصة عند ملاحظة الرجل حبلاً غريباً يبرز من الطابق السفلي لفيلا قيد التجديد في منطقة بينزينغ في فيينا، فاستخدم مجرفة لحفر الخرسانة المحيطة به. 

30 كيلو ذهب 

ووجد الرجل صندوقاً معدنياً صدئاً، وعندما تمكن من فتحه، وجد حوالي "30 كيلوغراماً" من العملات الذهبية بالداخل، وكانت العملات مزينة بصور موزارت، الملحن النمساوي الأسطوري.

وفي النمسا، يتم تقسيم الكنوز من هذا النوع بالتساوي بين من يجدها ومالك العقار، وهذا يعني أن السباك قد يحصل على مبلغ مذهل قدره 1.3 مليون دولار.
ويعتقد الخبراء أن العملات المعدنية دُفنت أثناء الحرب العالمية الثانية، في ذلك الوقت، إذ أخفى العديد من الأوروبيين الأثرياء ممتلكاتهم الثمينة، لحمايتها من السرقة أو الضياع أثناء الفوضى.
ويذكر أنه في اليوم السابق، كان عامل بناء آخر يعمل في القبو ولاحظ الحبل لكنه تجاهله، كما تجاهله الكثير من العمال الآخرين الذين لم يحالفهم الحظ للعثور على هذا الكنز.

مقالات مشابهة

  • الحظ يقود "سباكاً" للعثور على كنز ذهب
  • لجنة المعلمين السودانيين ترفض السياسة «الفاشلة» لوزارة المالية بخصوص الرواتب
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • عاجل | “السياسة النقدية” تقرر تثبيت الفائدة عند 27.25%.. قرار مفاجئ من البنك المركزي
  • منى المراكبى : الحكومه المصرية ساعدت على تمكين المرأه لشغل المناصب الإقتصادية
  • المنتخب الألماني يعيد ضبط البوصلة ويركز على كرة القدم عوضا عن السياسة
  • عاجل - هل يخفض البنك المركزي سعر الفائدة؟.. توقعات اجتماع السياسة النقدية المقبل
  • عاجل - موعد اجتماع البنك المركزي القادم وتوقعات بتغييرات جذرية في السياسة النقدية
  • باستيف حزب أسسه شباب وقلب موازين السياسة في السنغال
  • لماذا باعت اليابان والصين سندات خزانة أميركية كثيرة قبل فوز ترمب؟