ثمّة قناعة راسخة لدى كثيرين، في الداخل والخارج، ومنذ فترة غير قصيرة، بأنّ الاستحقاق الرئاسي لا يمكن أن يُنجَز في الظروف الحاليّة، إلا عبر الذهاب إلى "خيار ثالث"، بعيدًا عن المرشحين المعلنين، باعتبار أنّ أيًا من الأفرقاء لن يستطيع "فرض" مرشحه رئيسًا، طالما أن الفريق الآخر يمتلك "فيتو النصاب"، إن جاز التعبير، والذي تكرّس "وسيلة ديمقراطية مشروعة"، بشكل أو بآخر، رغم تحفظات البعض على مثل هذا "المنطق".


 
ولعلّ الحراك الدولي المرافق لتطورات الاستحقاق الرئاسي كرّس هذه القناعة في الأيام الأخيرة، بمعزَلٍ عمّا إذا كانت فرنسا لا تزال تمتلك "زمام المبادرة"، أم أنّ قطر استلمت "الراية" منها، إذ ثمّة "تقاطع" بين الجانبين عبّر عنه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان صراحةً حين دعا الأسبوع الماضي، إلى الذهاب إلى "خيار ثالث"، طاويًا بذلك، وبشكل رسميّ، صفحة "المقايضة" التي قامت عليها المبادرة الفرنسية في مرحلة سابقة.
 
لكن، هل يجد هذا "التقاطع" طريقه إلى أرض الواقع؟ هل باتت الأرضيّة لدى الفريقين المعنيّين جاهزة للانتقال إلى "الخيار الثالث"؟ هل يتخلّى "الثنائي الشيعي" عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ويتخلّى في المقابل معارضوه عن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في وجهه؟ وهل تتبلور بموجب ذلك آلية اعتماد "الخيار الثالث"؟ وهل صحيح أنّ هذا الخيار لن يكون سوى قائد الجيش العماد جوزيف عون؟!
 
الظروف لم تنضج؟!
يصطدم التوافق الضمني على وجوب الذهاب إلى "خيار ثالث" يشكّل ربما "نقطة الوسط" بين معسكري داعمي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وخصومه، بعقبات توحي بأنّ ظروف اعتماده لم تنضج بعد على أكثر من مستوى، أولها تمسّك "حزب الله" وحلفائه بترشيح فرنجية، بل طيّ صفحة "المرونة" التي أبدوها في مرحلة "الانفتاح" على حوار الأيام السبعة، الذي "أطاح" به معارضو الرجل، من دون أيّ سبب مقنع.
 
بالنسبة إلى هؤلاء، لا تزال كلّ الخيارات، الأول والثاني والثالث إلى آخره، "ثابتة" على ترشيح فرنجية، بوصفه المرشح الأكثر جدّية والذي يمتلك كل المؤهلات المطلوبة لقيادة البلد، وهو ما يفسّر عودة منطق "فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية" التي يطرحها هذا الفريق، الذي يذكّر بأنّ الحوار وحده هو الطريق إما لإقناع الطرف الآخر بالانضمام إليه في هذا الخيار، أو ليقنعه الطرف الآخر بمرشحه، أو ربما الاتفاق على "الخيار الثالث".
 
في المقابل، يقول المعارضون إنّ السؤال عن "الخيار الثالث" لا يفترض أن يُطرَح عليهم، بل ثمّة بينهم من يصنّف جهاد أزعور "خيارًا ثالثًا"، باعتبار أنّ الخيار الأول كان النائب ميشال معوض، وبالتالي فإنّ اسم وزير المال السابق طُرِح كـ"خيار ثالث"، ومن باب "التسوية". ومع ذلك، يؤكد هؤلاء انفتاحهم على البحث بخيارات "واقعية" أخرى، ولكن بعد "تنحّي" فرنجية، أو إعلان داعميه التخلّي عن ترشيحه في الدرجة الأولى.
 
من يكون "الخيار الثالث"؟!
هكذا، يبدو "الخيار الثالث" مرهونًا بالذهاب إلى الحوار، الذي لا تزال المعارضة ترفضه شكلاً ومضمونًا، أو باقتناع فرنجية أو الداعمين له بأنّ حظوظه انعدمت، وبالتالي انسحابه ذاتيًا من الصورة، وهو ما لم يحصل لغاية تاريخه، علمًا أنّ الداعمين لرئيس تيار "المردة" يؤكدون أنّهم لن يبحثوا بأيّ خيار آخر إن لم يعلن "البيك" انكفاءه طوعًا، ولو أنّ الرجل لا يتردّد في إبداء "انفتاحه" على هذا الخيار، في حال حصول توافق عريض، وهو ما لا يزال متعذّرًا أيضًا.
 
لكن، متى تحقّقت هذه "الشروط"، إن تحقّقت، ثمّة من يسأل عن طبيعة "الخيار الثالث"، في ظلّ غموض "بنّاء" يكتنف هويته، علمًا أنّ الاسم الأكثر ترجيحًا يبقى وفقًا للعارفين قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي يصنّفه كثيرون على أنّه المرشح غير المُعلَن للمجموعة الخماسية بشأن لبنان، ولو أنّ طريق الأخير إلى قصر بعبدا لا تزال مليئة بالألغام، من "فيتو" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، إلى التعديل الدستوري المفترض.
 
ورغم القناعة الراسخة بأنّ أسهم قائد الجيش هي الأعلى، يتحدّث العارفون عن مجموعة "خيارات" قد تُطرَح على الطاولة، بمجرد الاتفاق الصريح على الذهاب إلى "خيار ثالث"، علمًا أنّ هذا بالتحديد هو "جوهر" ما سُمّي بالحراك القطري، حراكٌ يقول العارفون إنّه يقوم على عدّة أسماء، خلافًا للظاهر، ولكنّ نجاحه في تحقيق أيّ خرق يبقى بعيد المنال، إن لم يقتنع كلّ الأطراف بوجوب البحث عن "خيار ثالث"، اليوم قبل الغد.
 
يتّفق الجميع على أنّ فكرة "الخيار الثالث" باتت مطروحة بقوة في الأوساط السياسية، وأنّها قد تكون عمليًا الحلّ الأكثر واقعية للخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية التي تقترب من مرور عام كامل على استحقاقها. لكن المشكلة تبقى في أنّ الاتفاق على الذهاب إلى "خيار ثالث" يجب أن يمرّ عبر حوار، لا يزال "عقدة العقد"، مع إصرار فريق من اللبنانيين على رفضه، وكأنّه "الخطيئة الكبرى"! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف يمكنك مزامنة متصفح غوغل كروم عبر جميع أجهزتك؟

يشتهر متصفح غوغل كروم بواجهة سهلة الاستخدام ومجموعة من الميزات المصممة لتحسين تجربة تصفحك للإنترنت. إحدى هذه الميزات هي القدرة على مزامنة بيانات التصفح عبر عدة أجهزة، مما يتيح لك المتابعة من حيث توقفت بسهولة. وهذه خطوات تفعيل ميزة مزامنة غوغل كروم عبر جميع أجهزتك.

مزامنة غوغل كروم على الحاسب الشخصي لتفعيل المزامنة على جهاز ماك من آبل أو حاسب شخصي بنظام ويندوز، يمكنك اتباع الخطوات التالية: افتح متصفح غوغل كروم على حاسوبك. اضغط على أيقونة الملف الشخصي في الزاوية العلوية اليمنى من الشاشة. اضغط على خيار "تفعيل المزامنة" (Turn on sync). سجل الدخول إلى حسابك في غوغل إذا طُلب منك ذلك. اتبع أي تعليمات إضافية تظهر على الشاشة للتحقق من هويتك. سيظهر مربع نصي أمامك بعنوان "تفعيل المزامنة"، اضغط على خيار "نعم، أنا موافق".

كما يمكنك التحكم في إعدادات مزامنة بياناتك في متصفح غوغل كروم على الحاسب الشخصي من خلال:

الضغط على أيقونة الملف الشخصي مرة أخرى في الزاوية العلوية اليمنى. الضغط على خيار "المزامنة مُفعلة" (Sync is on). ضمن قسم المزامنة، اضغط على "التحكم فيما تقوم بمزامنته" (Manage what you sync)، وهنا يمكنك الاختيار من بين "مزامنة كل شيء" أو "تخصيص المزامنة" لتحديد عناصر بعينها مثل علامات التبويب المفتوحة أو السجل أو الإضافات الخاصة بالمتصفح وغيرها. مزامنة غوغل كروم على الهاتف الذكي

بالنسبة لمستخدمي هواتف آيفون، يمكنك تفعيل المزامنة من خلال:

تشغيل تطبيق غوغل كروم على هاتف آيفون. الضغط على أيقونة الملف الشخصي في الزاوية العلوية اليمنى. من صفحة الإعدادات التي تظهر أمامك، اضغط على اسمك. ضمن قسم "في حسابك على غوغل"، ستظهر أمامك خيارات مثل السجل، وعلامات التبويب، وقائمة القراءة، والعناوين، وكلمات المرور، وطرق الدفع، والعروض، والإعدادات. اضغط على العناصر التي ترغب في مزامنتها. تختلف الخطوات قليلا في الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد، ويمكنك تفعيلها من خلال: تشغيل تطبيق غوغل كروم على هاتف أندرويد. الضغط على أيقونة الملف الشخصي في الزاوية العلوية اليمنى. اضغط على خيار "مزامنة" أسفل اسمك مباشرة. إن كنت ترغب في مزامنة كل شيء، اضغط على زر "مزامنة كل شيء". أما إذا لم ترغب في ذلك، فعليك بتبديل هذا الزر ثم تحديد عناصر بعينها لمزامنتها من خلال الضغط على المربعات بجوار كل خيار.

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون: نحتاج تغيير صياغة مقترح الصفقة لنملك خيار العودة للقتال
  • وصول ثالث بطارية نظام باترويت المضاد للطائرات إلى أوكرانيا من ألمانيا
  • دبلوماسي ألماني: وصول ثالث بطارية نظام باترويت المضاد للطائرات إلى أوكرانيا من ألمانيا
  • كيف يمكنك مزامنة متصفح غوغل كروم عبر جميع أجهزتك؟
  • 7 عادات خاطئة تجنبها قبل الذهاب إلى العمل.. «هتتعبك وتقلل إنتاجك»
  • الخيار الديمقراطي الذي نقلته عصابات الجنجويد من الخرطوم إلي سنجة والدندر
  • “وزيرة السعادة التونسية” أنس جابر تبلغ ثالث أدوار ويمبلدون
  • نعيم قاسم: لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس
  • تمارين منزلية تغنيك عن الذهاب إلى «الجيم».. تعرف عليها
  • بالفيديو.. إمام عاشور يوقع على ثالث أهداف الأهلي في شباك الداخلية