قصف متبادل في الخرطوم.. والأمم المتحدة تحذر من الثمن الباهظ لاستمرار الحرب
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بالتزامن مع دخول الحرب في البلاد شهرها السادس.
واستهدف الجيش السوداني صباح الثلاثاء بالمدفعية، مواقع وأهداف للدعم السريع في عدد من أحياء الخرطوم ومنطقة أم درمان القديمة، كما قصفت طائرات مسيرة تابعة للجيش موقعا للدعم السريع في شارع 60 شرقي العاصمة.
يأتي هذا بعد قصف عنيف متبادل بين طرفي النزاع أمس الاثنين استهدف مناطق شرق ووسط العاصمة ومحيط القيادة العامة للجيش التي تطوقها قوات الدعم السريع، بالإضافة لاستهداف مواقع هذه القوات في حي أركويت بالخرطوم عبر الطائرات المسيرة.
منطقة أركويت في الخرطوم محطة وشارع البلابل #السودان_جيش_تاريخي pic.twitter.com/fv4mSBzvHS — أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) October 2, 2023
وسبق أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على موقع للجيش السوداني في بلدة "ود عشانا" بولاية شمال كردفان.
ود عشانا في قبضة الاشاوس ، ولسه الجاي احلا ، حسين برشم جاهز ليك يا كيزان .#ود_عشانا_في_يد_الدعم_السريع#السودان#الكيزان_سبب_الحرب#ان_عادو_عدنا pic.twitter.com/FP9KjxhMse — سيد السنوسي (@Sayedsanosi) October 1, 2023
وفي ذات السياق قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، إن بعض السياسيين يمارسون "الكذب والتضليل دعما للميليشيا المتمردة لكن الجيش يقاتل باسم السودان بسند قوى من الشعب كله ولا وجود لأى تنظيمات وإنما الولاء للوطن وحده".
وأضاف خلال زيارة لمدنية "دنقلا"، أن الجيش يقاتل "مرتزقة" استعانت بهم مليشيا الدعم السريع وارتكبوا انتهاكات جسيمة، مؤكدا قدرة قواته على الانتصار في نهاية المعركة، وفق بيان لمجلس السيادة بالسودان.
من جهتها ذكرت مجموعة "محامو الطوارئ" الحقوقية، إن مستشفى مدينة تندلتي القريب من بلدة "ود عشانا" استقبل 16 مدنيا أصيبوا نتيجة الاشتباكات، محملة قوات الدعم السريع مسؤولية نقل المعارك لمناطق المدنيين والتسبب في تهجيرهم إضافة لأعمال النهب والحرق التي طالت الممتلكات.
تحذير أممي
وحذرت الأمم المتحدة من مغبة استمرار القتال في السودان، قائلة إن الثمن سيكون باهظا.
وذكرت كليمنتاين نكويتا سالامي نائبة الممثل الأممي الخاص ومنسقة الشؤون الإنسانية للسودان، أن الحرب الضارية المستمرة منذ أشهر كلفت السودانيين ثمنا باهظا.
وأوضحت في تغريدة على منصة "إكس" تويتر سابقا، أنها ستطلع الأربعاء الدول الأعضاء ووسائل الإعلام في جنيف على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، داعية المجتمع الدولي للوقوف مع الشعب السوداني وتكثيف الجهود لوقف نزيف الدم وإنهاء المعاناة هناك.
Tomorrow I will brief Member States & media in #Geneva on the deepening humanitarian crisis in #Sudan. 5 months of brutal war have exacted a heavy price on the country. I urge the world to stand with the people of Sudan; step up to prevent further loss of life & end the suffering pic.twitter.com/iysCuQ8l63 — Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) October 3, 2023
وفي منتصف نيسان/أبريل الماضي اندلعت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالسودان، لكنها تركزت في العاصمة الخرطوم.
ولم تنجح عدة وساطات ومباحثات بتثبيت سلسلة هدنات اتفق عليها الطرفان، ما خلف أكثر من 4 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصائيات أممية.
وبالتزامن مع احتدام المعارك تتفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان حيث سبب الصراع نقصا كبيرا في الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع أكثر من خمسة ملايين للفرار من ديارهم.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السوداني الدعم السريع الخرطوم قصف البرهان الأمم المتحدة الأمم المتحدة السودان قصف الخرطوم الدعم السريع سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدعم السریع السریع فی
إقرأ أيضاً:
كيف صمدت مقار الجيش السوداني أمام حصار 21 شهرا؟
الخرطوم- في الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023، فرضت قوات الدعم السريع طوقا حربيا على عدد من مقرات الجيش بالعاصمة الخرطوم، لا سيما المواقع الإستراتيجية التي تمثل رمزية خاصة للجيش وجنوده.
ومن بين تلك المقار التي حوصرت على مدى 21 شهرا، يبرز مقر قيادة الجيش وسط العاصمة، ومقر سلاح الإشارة بمدينة الخرطوم بحري، ومقر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، قبل أن يتمكن الجيش من كسر هذا الحصار قبل أسابيع قليلة.
وتضم القيادة العامة للجيش السوداني أركان القيادة البرية والبحرية والجوية، ومقرا للقائد العام للجيش، وآخر لهيئة الأركان يحيط بها -جنوبا- المطار الدولي، وجنوب شرق المطار الحربي، وشمالا مقر الفرقة السابعة، وغربا السوق العربي وجامعة الخرطوم.
وشهدت القيادة العامة شرارة الحرب الأولى حيث هاجمتها قوات الدعم السريع من كل الاتجاهات، لدرجة جعلت قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" يصرح لوسائل الإعلام بأن جنوده داخلها "يحاصرون قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المختبئ تحت الأرض".
ويقول مصدر عسكري للجزيرة نت إن الدعم السريع نجح -خلال الأيام الثلاثة الأولى للحرب- في التوغل داخل القيادة العامة والسيطرة الجزئية على مقرها البري ونشر قناصين بداخله، قبل أن يتمكن الجيش -وبضربات خاطفة- من إخراج هذه القوات وتكبيدها خسائر فادحة.
وكاد حصار الدعم السريع للقيادة العامة للجيش يكون من المسافة صفر، وكان ثمة انتشار للقناصة في أماكن لا تبعد أكثر من 500 متر عن محيطها خاصة من الناحية الجنوبية والشرقية. وظل هذا الوضع قائما على مدى 21 شهرا وأدى إلى قطع الإمداد بالسلاح والعتاد والعنصر البشري والمواد الغذائية بالطرق البرية، مما اضطر قيادة الجيش إلى استخدام الطيران لإسقاط المؤن والمواد الطبية للجنود والقادة المحاصرين.
وفي تصريح للجزيرة نت، يقول ضابط برتبة رفيعة في الجيش كان من المحاصرين داخل القيادة العامة إن "مليشيا الدعم السريع نفذت أكثر من 20 هجمة على القيادة العامة استخدمت فيها المدرعات والدبابات، وجميعها باءت بالفشل". وأضاف أن معظمها كانت من الاتجاه الشمالي الشرقي والجنوبي لعدم وجود موانع تحد من اقتحام قواتها للقيادة العامة.
إعلانووفق الضابط الذي كان يشرف على إحدى المواجهات بمقر القيادة العامة، فإن قوات الدعم السريع لم تهاجم عبر الاتجاه الغربي نظرا لوجود السور الخرساني الذي يحد من عمليات الاقتحام، ويُرجع "فشلها" في إسقاط القيادة إلى عدة أسباب من بينها:
تدخل المدفعية والطيران بفعالية كبيرة منذ لحظة تجمع قوات الدعم السريع ومباغتتها قبل الهجوم. الخطة الدفاعية الجيدة التي انتهجها الجيش في الدفاع عن قيادته العامة. تماسك القوات المدافعة وإصرارها على القتال لرمزية هذه القيادة.واستمر وضع الجيش مدافعا عن القيادة العامة 21 شهرا قبل أن يتمكن من كسر الحصار عبر عمليات برية مكثفة من محور مدينة الخرطوم بحري، وصولا للقيادة من الناحية الشمالية، ومن ثم إنهاء الحصار كليا.
سلاح المدرعاتيُعتبر سلاح المدرعات من أبرز أسلحة الجيش السوداني ويعتمد عليه بشكل كبير في جميع مواجهاته، ويوجد جنوبي الخرطوم وسط عدة أحياء من بينها أحياء الشجرة واللاماب وجبرة.
وتمكنت قوات الدعم السريع من حصار هذا السلاح وعزله عن حاميات الجيش في الخرطوم وقطع خطط إمداده ثم مهاجمته. وحسب مصادر متعددة تحدثت للجزيرة نت تمكنت القوات، في أغسطس/آب 2023، من التوغل إلى عمق سلاح المدرعات وكادت أن تسيطر عليه كليا قبل أن يتمكن الجيش -وبإسناد من الطيران الحربي- من إخراجها من أسواره.
ويقول مالك يحي البروف أحد المقاتلين في سلاح المدرعات -للجزيرة نت- إن "مليشيا الدعم السريع عملت على حصار هذا السلاح منذ الوهلة الأولى للحرب، وإنهم مع بداية الحصار طوروا أسلوب استنزافها من خلال قنص أفرادها وآلياتها عبر بنادق القنص الكبيرة مع إصابة الأهداف بدقة عالية، مما أفقدها المناورة في الطرق الرئيسية والتفوق بالكثافة النيرانية من المدافع المحمولة في العربات القتالية".
ووفقا له، وطيلة 21 شهرا، شن الدعم السريع 180 هجوما على سلاح المدرعات بغرض السيطرة عليه، إلا أن كل محاولاته انتهت بالفشل وتكبيدها خسائر كبيرة، وأضاف "قتلنا عددا من قيادتهم الميدانية وكسرنا قوتهم الصلبة، تعرضنا في المدرعات للقصف بالمدافع والراجمات والهاون، وكانت المليشيا تطلق في اليوم الواحد أكثر من 500 قذيفة داخل صندوقنا القتالي".
ومؤخرا، نجح سلاح المدرعات في كسر الحصار والتقدم إلى وسط الخرطوم والسيطرة على كل مواقع الدعم السريع التي كانت تحاصرهم فيها، لا سيما من شماله وشرقه، حيث واصلت قوات المدرعات تقدمها إلى محيط السوق العربي وسط الخرطوم وباتت على مقربة من الالتحام مع قوات الجيش بالقيادة العامة وسط الخرطوم.
يُعتبر سلاح الإشارة من أسلحة الجيش الفنية ومقره مدينة الخرطوم بحري، ويربط بينه وقيادة الجيش جسر حديدي بمسافة كيلومترين اثنين. وقد تعرض لحصار دام 21 شهرا وكان متنفسه الوحيد الناحية الجنوبية حيث قيادة الجيش التي كانت تعاني الحصار نفسه.
إعلانوكان قناصة الدعم السريع ينتشرون على بعد أمتار من معسكر سلاح الإشارة خاصة المجمع السكني لضباط الشرطة الذي كان يبعد 500 متر عن السلاح، واستخدمت القوات مكانا فيه للقنص.
ويقول عباس مصطفى وهو ضابط بسلاح الإشارة -للجزيرة نت- إن هذا السلاح تمكن من حماية دفاعاته طوال 21 شهرا رغم أن ما وصفهم بمليشيا الدعم السريع تمكنوا من الانتشار في 3 اتجاهات منه شرقا وغربا وجنوبا.
وأضاف أن السلاح صمد في وجه الحصار "بل تمكنا من هزيمة المليشيا المتمردة وكبدناها خسائر في الأرواح فضلا عن سيطرتنا على أسلحة منهم بينها سيارات قتالية وأخرى ثقيلة مثل المدافع والرشاشات التي ساهمت في تقوية دفاعات سلاح الإشارة".
وحسب مصطفى، فإن الدعم السريع وبعد هزيمته في المواجهات المباشرة، لجأ إلى خيار القصف المكثف على سلاح الإشارة حيث كان يطلق في اليوم الواحد بين 800 و900 قذيفة على مقره بكثافة غير معهودة، وأوضح أن معظم القصف كان من الناحية الشرقية والشمالية الشرقية لاسيما بمدافع الهاون.
وقال إن القصف ألحق خسائر بسلاح الإشارة عكس المواجهات المباشرة وإن هذا السلاح تعرض لـ37 هجمة منظمة بغرض إسقاطه والسيطرة عليه "ولكن جميعها باءت بالفشل كما أن وتيرة الهجمات تراجعت مؤخرا بفضل صمودهم".
ووفقا له، فإن الطيران المسيّر التابع للجيش لعب عاملا حاسما في "دك هجمات الدعم السريع وتشتيتها ". وأشار إلى أن قوات الأمن والمخابرات الوطنية لعبت دورا مهما في إسناد سلاح الإشارة لوجود مكاتب لها تتبع دفاعه، فضلا عن امتلاكها أسلحة في مخازن -خاصة بداية الحرب- ساهمت في إجهاض محاولات إسقاط سلاح الإشارة.
ومؤخرا نجح الجيش في فك الحصار عن سلاح الإشارة بالتزامن مع فك الحصار عن مقر قيادته بعد عملية برية انطلقت من أقصى مدينة الخرطوم بحري.