لو استمر الاحتلال الأميركي لكان العراق أفضل حالا
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
آخر تحديث: 3 أكتوبر 2023 - 10:56 صبقلم: فاروق يوسف لا أعرف بدقة معنى الربط الكهربائي الذي أعلن العراق أنه قد أتمه مع الأردن. هل لدى الأردن طاقة كهربائية فائضة يبيعها إلى العراق؟ ولكن قبل أن يجيب أحد ما على ذلك السؤال وليس أنا أذكر بأن العراق ملزم بتمويل الخزانة الإيرانية بمليارات الدولارات لقاء استيراده الغازَ الذي يستعمله في إدارة محطاته الكهربائية بالرغم من أنه ينتج الغاز من غير أن يجد طريقة لإيقاف هدره.
أعرف أن في إمكان العراق أن يشتري الكهرباء مقابل النفط. والأردن كان ولا يزال وسيبقى في حاجة إلى النفط العراقي الذي كان يُباع له بأسعار مخفضة عن السعر الرسمي. لكن استيراد الكهرباء من دولة ليست ثرية ينطوي على إعلان ضمني بالفشل النهائي. ليس هناك معنى آخر. دولة ثرية تستورد كهربائها من دولة غير ثرية بعد أن عجزت حكوماتها المتلاحقة منذ أكثر من عشرين سنة عن بناء محطات وطنية لتوليد الطاقة بما يغطي حاجة سكانها. العراق وفق ذلك المنظور يمثل حالة سلبية استثنائية لا أعتقد أن هناك دولة شبيهة له إلا إذا وضعنا نصب أعيننا لبنان وهو دولة ليست ثرية قاوم زمنا طويلا لكي لا يبدو فقيرا غير أن فساد طبقته السياسية جعله يقف أمام العالم عاريا لا يملك ما يستر به حقيقة فشله. العراق شيء آخر. كل الإحصاءات تؤكد أن الدولة المجازية فيه لا تضع في برامجها مصير مواطنيه الذين صاروا يتوزعون ما بين الجهل بسبب انهيار النظام التعليمي وما بين المرض بسبب إفلاس القطاع الصحي، إذ تخلو المستشفيات حتى من أدوية التخدير اللازمة لإجراء العمليات الجراحية. كل ذلك يجري في ظل انخفاض المستوى المعيشي إلى ما تحت خط الفقر لأكثر من 30 في المئة من سكانه وارتفاع مستوى البطالة إلى أكثر من 40 في المئة من شبابه. وإذا عرفنا أن موازنة العراق لعام 2023 بلغت 154 مليار دولار فيما بلغت موازنة الأردن 11.4 مليار دولار فإن الأردن وقد استطاع أن ينقذ دولة جارة من الظلام هو دولة ناجحة استطاعت رغم فقر موازنتها أن تنتج كهرباء فائضة يمكنها أن تصدرها إلى دولة يُقال إنها أنفقت أكثر من أربعين مليار دولار على مشاريع إنشاء محطات التوليد الكهربائي من غير أن ترى تلك المحطات النور لأنها لم تُقم أصلا ولأن الأربعين مليار دولار كانت قد نهبت من قبل شبكات وزارة الكهرباء التي يشرف عليها الوزراء بأنفسهم والمتعاقدون الذين يمثلون شركات عربية وعالمية وهمية وهم في حقيقة أمرهم مجرد نصابين ومحترفي احتيال. في أرشيف وزارة الكهرباء العراقية آلاف الملفات التي تضم خططا لإنشاء الكهرباء قدمتها شركات لا وجود لها على أرض الواقع، فهي إما من اختراع الطبقة السياسية العراقية وإما من اختراع نصابين عابرين للحدود تقاسموا غنيمتهم مع مسؤولين كبار في الحكومات العراقية. منذ سنوات لم يعد هناك حديث عن الاكتفاء الذاتي في الكهرباء بعد أن اتضحت كذبة وزير النفط الأسبق حسين الشهرستاني حين قال عام 2012 إن العراق سينتج من الطاقة الكهربائية ما يكفيه ويصدر ما يتبقى إلى الدول المجاورة. اختفى الشهرستاني وهو من أصول إيرانية كما يشير اسمه ونُسي تصريحه كما نُسيت سرقة أيهم السامرائي وزير الكهرباء الأسبق لملايين، أو مليارات، الدولارات. كان السامرائي قد أودع السجن بسبب تقارير هيئة النزاهة غير أن القوات الأميركية أخرجته من السجن وهو الآن في الولايات المتحدة ينعم بأمواله مواطنا أميركيا لم تُطالب الحكومة العراقية باسترداده. قبل أن أهنئ الأردنيين بنجاحهم وتفوقهم علي أن أعزي العراقيين بفشلهم وتدني قيمتهم بين الأمم. معادلة تؤكد أن المال ليس كل شيء. فإذا غابت الإرادة والكرامة الوطنية لن تتمكن دولة من اجتياز مسافة سنتمتر واحد في اتجاه سيادتها، وهو ما عليه العراق الذي أهدر أموالا طائلة من أجل الربط السككي مع إيران. لا لشيء إلا من أجل تسهيل وصول الإيرانيين إلى المراقد والأضرحة المقدسة بالنسبة إليهم في كربلاء وبعدها يتسللون إلى المدن العراقية لينالوا وثائق مدنية عراقية ليحق لهم الحصول على رواتب تقاعدية، كونهم من المجاهدين. ما من حكومة في العالم تُذل معنى المواطنة مثلما تفعل حكومة محمد شياع السوداني التي يمكن اعتبارها خلاصة لبذاءة وابتذال ما يُسمى بالحكم الوطني، فلو كان العراق تحت الاحتلال لما كان أسوأ حالا مما هو عليه الآن.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: ملیار دولار غیر أن
إقرأ أيضاً:
الجزء الثالث : بالاسرار – حظر(جماعة الاخوان ) في الأردن أربكت العراق ودول اخرى !
بقلم : د. سمير عبيد ..
عاشرا :-رغم اتضاح المخطط الدولي لاجتثاث تنظيمات الاخوان المسلمين والحركات السنية الأخرى في منطقة الشرق الاوسط استعدادا للشرق الأوسط الجديد واستعدادا لولادة العالم الجديد .. وعلى التوازي مع مخطط اجتثاث تنظيمات الإسلام السياسي الشيعي في منطقة الشرق الأوسط ولنفس الاستعدادات . والمشروع الاول يستهدف نفوذ دولتي قطر وتركيا لأنهما الدولتان الراعيتان لتنظيمات الاخوان المسلمين والحركات السنية الأخرى في المنطقة والعالم . والمشروع الثاني يستهدف نفوذ ايران لانها الدولة الراعية لتنظيمات الاسلام السياسي الشيعي في الشرق الأوسط والعالم و بجميع فروعها .من هذا المنطلق انطلقت دولة قطر وتركيا بسرعة لقطع الطريق على هذا المخطط خصوصا عندما عززا نفوذهما في سوريا اخيرا. ولكن جاءت لهما الضربة القاصمة من الأردن من خلال حظر جماعة الاخوان المسلمين في الاردن فأربكت الاردن مخططات قطر وتركيا وتنظيم الاخوان الدولي ،وكذلك اربكت ايران التي تنسق من تحت الطاولة مع تنظيمات الاخوان المسلمين وفتح منافذ سرية وتنظيمية لها في العراق اخيرا !
حادي عشر : وربما يسأل سائل :هل لهذه الدرجة تُشكّل جماعات وتنظيمات الاخوان المسلمين خطرا على الدول والشعوب والمنطقة ؟ الجواب : نعم .وهنا نعطي مثالا (
فلو عدنا لحكم الاخوان المسلمين الذي دام عاما واحدا في مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك برئاسة محمد مرسي الذي هو عبارة عن(ماشة نار)ليس إلا .حيث وضعته دولة قطر وحيتان وديناصورات الاخوان المسلمين في مصر بالواجهة امثال الماكر خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وعصام العريان وجماعتهم ليمارسوا بإسمه وتوقيعه صفقات خطيرة) .ومنها على سبيل المثال(الاعتراف بدولة الخلافة الإسلامية في سيناء مقابل ٧ مليار دولار تعطى لنظام مرسي والاخوان)وهذا ما ذكرته وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها ، والتي قالت ايضا فيه “كنّا نسعى ونتحرك على دول العالم وحصلنا على 102 دولة كانت جاهزة للاعتراف بدولة الخلافة في سيناء ولكننا تفاجئنا بتحرك الجيش المصري الذي اسقط نظام محمد مرسي”).لذا فتنظيم جماعة الاخوان المسلمين سرطان يفتك بالدول والمجتمعات الإسلامية والعربية واينما حلّوا لان غايتهم السلطة والمال والهيمنة وتبرير المحظورات وجعلها حلال زلالا !. وبالمناسبه لم تسلم حتى الدول الاوربية من جماعات الاخوان المسلمين وتنظيماتهم لانها أصرت وتصر على السلوك الانعزالي لتنظيم جماعات الاخوان المسلمين في داخل اوربا . فمثلا تشكل جماعة “الإخوان المسلمين” في أوروبا والعواصم الغربية المختلفة حالة انعزالية تهدد المجتمع الأوروبي الذي يعطي الأولوية للحقوق المدنية للأفراد ضمن الأعراف والقيم المواطنية الحديثة. لكن الجماعات الإسلاموية تواصل فرض الأولوية للانتماء الديني المتشدد على حساب الجوامع المشتركة والإنسانية والتي تجعل كافة البشر أمام الدولة من دون تمييز، بل لهم الحقوق والواجبات نفسها على قاعدة مساواة تامة قانونية يؤطرها الدستور وتحميها المؤسسات المختلفة. ومن هنا، يسعى قادة التنظيمات إلى العمل بتكتيكات مختلفة لتشكيل مصائد لتعبئة وتجنيد الأفراد وربما تسفيرهم إلى مناطق التوتر والصراع الإقليمي كما حدث في سوريا والعراق، فضلاً عن تنفيذ هجمات في أوروبا.وبالتالي هم ضرر وخطر اينما تواجدوا !
ثاني عشر :-وبالعودة لصلب الموضوع فالأردن دولة فاصلة بين دول المشرق العربي ودول المغرب العربي ان صح التعبير .وهي الدول التي تحرك فيها مخطط اجتثاث جماعات وتنظيمات الاخوان المسلمين . والتحرك بنفس الاتجاه لإجتثاث التنظيمات السلامية الشيعية..والأردن داخلها تنظيمات إسلامية قوية وبمقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الذين لديهم احلام الهيمنة على الحكم في الأردن. ولأجل تحقيق ذلك نسجوا علاقات قوية جدا مع دولة قطر وتركيا وهما الدولتان الراعيتان لتنظيمات الاخوان المسلمين في المنطقة والعالم. ولهذا جاء الدور على المنطقة الفاصلة او الرمادية بين المشرقين المغربي والمشرقي وهي الأردن لتتم المباشرة باجتثاث الإسلام السياسي وبمقدمته جماعة الأخوان المسلمين . وبهذا جاءت الخطوة الأردنية الشجاعة بعد خطوة أمير الكويت لايقاف اخوان الكويت من الهيمنة السلطة في الكويت. لذا فالقيادة الكويتية وبعدها القيادة الاردنية كانتا لهما بالمرصاد اي لمخططات دولة قطر وتركيا حيث سارعت القيادة في الأردن للقبض على الخلايا التي كانت تُحضّر للفوضى في الأردن والمنطقة وبنفس الوقت قامت بحظر تنظيم جماعة الاخوان المسلمين ومصادرة مقراتها وأرشيفها وكل شيء تابع لها .فكانت ضربة موجعة للمشروع القطري التركي المتضامن سرا مع ايران والذي تمدد ليشمل سوريا التي اصبحت في جيبي اردوغان وتميم واللذان نجحا وللأسف الشديد من الهيمنة على قرارات رئيس الحكومة العراقية (محمد شياع السوداني) وهذا بحد ذاته عجل بالكويت والأردن لأخذ زمام المبادرة بتوجيه الضربتين القاصمتين لمشروع الاخوان المسلمين في الكويت والأردن وبذلك كانت ضربة مزدوجة لأحلام دولة قطر وتركيا في المنطقة بشكل عام وفي الأردن والكويت بشكل خاص!
ثالث عشر:-
أ:-لذا فمخطط دولة قطر وتركيا كان معقد ومتشابك للغاية خصوصا عندما نجح النظامين في أنقرة والدوحة من الهيمنة على قرار الحكومة العراقية بفترة محمد السوداني ومباشرة بعد ضعف الهيمنة الإيرانية التي استمرت لأكثر من عشرين عاما على النظام السياسي في العراق .فقررت كل من قطر وتركيا ملأ الفراغ الإيراني في العراق وطبعا برضا إيراني .فشرعت كل من دولة قطر وتركيا بتنفيذ مخططهما في الأردن والكويت ويكون العراق منطلقا لوجستيا غير متوقع في دعم ذلك و( بعلم او بدون علم الحكومة العراقية ورئيسها السوداني .. الله أعلم )
ب:-وكان الهدف الاستراتيجي لتركيا وقطر تطويق السعودية من جهة الأردن والكويت وقطر والعراق ومن ثم عزلها عن مصر ودول الخليج الأخرى وخصوصا الإمارات والبحرين . وبنفس الوقت تطويق مصر من جهة الأردن والبحر الأحمر والصومال التي وضعها اردوغان في جيبه اخيرا.وهنا سيضمحل الدور الإيراني وستؤخذ القضية الفلسطينية من ايران بعد نجاحها بالاستحواذ عليها بعد احداث السابع من اكتوبر في غزة من جهة ،وسوف يُعوّم الدور المصري في القضية الفلسطينية والقضايا العربية وعزل مصر عن منطقة الخليج من جهة اخرى وبذلك تصبح القضية الفلسطينية بحوزة تركيا وقطر وتنظيم الاخوان الدولي .
ج:-وطبعا هنا العراق” النظام في العراق” مثل الأطرش بالزفة وسط ما يتحرك عليه النظامين القطري والتركي. وكل هذا بسبب انعدام الانسجام بين الخطوط الحاكمة في العراق ، وبسبب السباق على الاستقواء بالخارج من قبل البعض على البعض الاخر في العراق . بحيث ذهب اخيرا كل من اردوغان والشيخ تميم بإجبار رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني على الجلوس والمصالحة والتحالف مع الرئيس السوري الجديد احمد الشرع حاليا والجولاني المصنف ارهابيا من قبل و( الذي فرضته قطر وتركيا رئيسا في سوريا ) ودون ان ينسق السوداني مع حلفائه. وهي دلاله ان السوداني بات قراره بيد اردوغان وتميم وهذه كارثة جديدة تضاف لكوارث العراق بظل احزاب الإسلام السياسي وهيمنة حلفاء ايران على السلطة !
إلى اللقاء في الجزء الرابع !
سمير عبيد
٢٦ نيسان ٢٠٢٥