أعلن رئيس "جمهورية آرتساخ"، المعلنة من جانب واحد صمويل شارهرامانيان، أنه حلّ كل مؤسسات منطقة ناغورني قره باغ، فيما فر معظم أرمن هذه المنطقة من الإقليم الذي يعاد دمجه بأذربيجان.

تسعى واشنطن وبروكسل إلى ملء الفراغ الروسي



وتتساءل صحيفة "غارديان" البريطانية عن الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الخاتمة المأسوية لثلاثة عقود من النزاع الانفصالي في أوروبا.


أعادت صور الطوابير الطويلة من السيارات المتقاطرة من ناغورني قره باغ الجبلية إلى أرمينيا المجاورة، إلى الأذهان، ذكريات مظلمة عن التطهير العرقي الذي اعتقدت أوروبا أنه بات من الماضي. وفيما أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا بحماقاته ودماره الوحشي، أوروبا إلى الأيام المرعبة للحروب العالمية، فإن هروب الأرمن يحيي ذكريات بلقان التسعينات –أو حتى ما هو أبعد كثيراً، نهاية الامبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.

 

Nagorno-Karabakh’s tragedy has echoes of Europe’s dark past. But a remedy lies in Europe too, my latest @TheGuardian https://t.co/FAXC0S7acK

— Nathalie Tocci (@NathalieTocci) October 2, 2023


لا شك في أن ناغورني قره باغ يقع ضمن الحدود الرسمية المعترف بها لأذربيجان. ولم تتساءل أوروبا والأسرة الدولية يوماً حول هذه المسألة. وقد سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء مجدداً على أهمية سيادة وسلامة الأراضي باعتبارهما محورين أساسيين للقانون الدولي.
وفي هذه الحال، لا أسباب قانونية سليمة لمعارضة إعادة دمج قره باغ بأذربيجان. ومن المهم التذكير بأن الرئيس الأذري إلهام علييف لم يأمر 120 ألفاً من السكان المحليين الأرمن بالرحيل، ناهيك عن توجيه البندقية إلى رؤوسهم. وعرضت باكو الهوية الأذرية على جميع أرمن قره باغ، الذين يلقون السلاح ويتخلون عن الكفاح السياسي للاستقلال.
ومع ذلك، وبعيداً عن الشكل، فإن هناك محتوى يشير بشكل جذري إلى حالة أخرى من التطهير العرقي في أوروبا. وقد يكون علييف راغباً في إعادة دمج أرمن قره باغ، لكن أذربيجان ليست ديمقراطية. وفي حال إعادة دمجهم في بلد لا يحمي حقوق الإنسان الفردية ولا الحريات الأساسية- ناهيك عن الحقوق الجماعية، التي من غير المرجح أن تمنح للأرمن، فإن اقتراح علييف لن يكون جذاباً على الإطلاق.
وإلى ذلك، هناك كراهية عميقة بين الأرمن والأذريين، وهي أعمق من تلك الموجودة بين الجورجيين والأبخازيين أو الأوسيتيين، أو المولدافيين وسكان إقليم ترانسنيستريا. وهذه الكراهية ترتبط عميقاً بالجروح التي أحاطت بالإبادة الجماعية للأرمن عام 1915، والتي لا تعترف بها تركيا، التي رحبت بالتحرك الأذري في قره باغ. وبينما لا تقارن المسألتان من حيث العنف والحجم، فإن هجرة أرمن قره باخ من أذربيجان "التركية" سوف تنتهي بربطها بقصة أكبر وأقدم للمظلومية الأرمينية، ولتجريدهم من ممتلكاتهم. وبدلاً من أن تلتئم، فإن جروح الأرمن تنزف مجدداً.

 

"It is also important to underline that Azerbaijan...has not ordered 120,000 local Armenians to leave, let alone pointed a gun at their heads. Baku has offered to extend citizenship to all...who lay down their weapons and the struggle for independence," https://t.co/Z0pt0c6WxP

— Nurlan Mustafayev (@nmustafayev) October 2, 2023


وتتذكر الكاتبة ناتالي توتشي رحلتها إلى قره باغ عام 2001، حيث لاحظت أن لا مجال لتسوية تفاوضية هناك. وحتى قبل طفرة النفط في أذربيجان، وتوظيف عائداته بكثافة في الصناعات الدفاعية، بدا واضحاً أن قره باخ لن يصبح دولة مستقلة في يوم من الأيام. لكن عوض مواجهة الواقع واستخدام الرافعة التي توافرت بعد عام 1994، لتأمين سلام المنتصر، افترض الأرمن أنهم سيتمتعون باليد العليا إلى الأبد. وعلى مدى عقود لم يتراجعوا عن مطالبتهم بالاستقلال، وها قد انتهى بهم الأمر بالتخلي عن ممتلكاتهم بشكل مأسوي.

بوتين تخلى عنهم


لقد تخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أرمن قره باغ، وتركهم لمصيرهم بسبب غزوه الفاشل لأوكرانيا، وبسبب الحقد على رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي يسعى إلى نقل بلاده إلى أوروبا والغرب.
وفي الوقت نفسه يدرك الأرمن أنه لولا التخلي الروسي عنهم لما كانت الأمور لتسير على هذا النحو. إن شعورهم بخيانة روسيا عميق جداً. وتسعى واشنطن وبروكسل إلى ملء الفراغ واظهار التضامن حيال الأرمن. ويستلزم الأمر أكثر من الكلمات والمال لتعزيز طريق أرمينيا نحو الديمقراطية. إنه يتطلب التزاماً دائماً على مدى سنوات، أولاً وقبل كل شيء من قبل الأوروبيين. ومع إعادة فتح الاتحاد الأوروبي ملف التوسيع عبر اتاحة المجال لضم أوكرانيا ومولدافيا وربما جورجيا- فليس هناك طريقة أفضل للقيام بهذه المهمة، من عرض احتمال عضوية الاتحاد الأوروبي على أرمينيا أيضاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ناغورنی قره باغ أرمن قره

إقرأ أيضاً:

محاكم دبي تصدر 9144 عقد زواج في 2023

دبي: محمد ياسين

كشفت محاكم دبي عن إجمالي عدد عقود الزواج الشرعي والمدني خلال العام الماضي 2023، حيث بلغ العدد الإجمالي 9144 عقداً، من بينها 8895 عقد زواج شرعي و249 عقداً مدنياً. تعكس هذه الأرقام النشاط القانوني والإجراءات التوثيقية التي تشرف عليها المحاكم لضمان التزام كافة العقود بالمعايير القانونية والدينية المعمول بها في الدولة.

وفي تقريرها السنوي لعام 2023، بينت محاكم دبي أنها وفرت 12162 مهمة ترجمة خلال العام الماضي؛ تشمل مهام ترجمة للسلطة القضائية والكادر الإداري، وتتضمن الترجمة الشفوية الفورية وترجمة المستندات والوثائق الكتابية وتهدف هذه الخدمات ضمان التواصل الفعال والفهم المتبادل بين الأطراف المعنية في العمل القضائي والإداري، من خلال مترجمين محترفين يتواجدون أثناء الجلسات.

تأتي هذه الإحصاءات في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها محاكم دبي لتطوير خدماتها وتبسيط الإجراءات القانونية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، من خلال تبنّي أحدث التقنيات وتطبيق أفضل الممارسات الدولية، تسعى محاكم دبي إلى تقديم خدمات عالية الجودة تسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الثقة في النظام القانوني.

ولا تقتصر جهود محاكم دبي على توثيق عقود الزواج فحسب، بل تشمل أيضاً توفير الاستشارات القانونية والإرشاد الأسري للأزواج، وتهدف هذه الخدمات إلى دعم الأسر وضمان حقوق الأفراد بما يتماشى مع القوانين المحلية والشريعة الإسلامية، وذلك ضمن إطار من الشفافية والعدالة.

ويعكس عدد عقود الزواج المدني الذي توفره محاكم دبي، حرص القيادة الرشيدة للتيسير على أفراد المقيمين مختلف الخلفيات الثقافية والدينية، حيث تتيح لتلك الفئة إبرام عقود زواج مدني تضمن حقوقهم وتوفر لهم إطاراً قانونياً معترفاً به. وهي خطوة تأتي في سياق الحرص على تعزيز التنوع والاندماج الاجتماعي.

وتعبّر الأرقام التي أعلنتها محاكم دبي في تقريرها السنوي لعام 2023، عن التزامها بتقديم خدمات قانونية متميزة تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي؛ من خلال مواصلة العمل على تحسين وتطوير خدماتها.

مقالات مشابهة

  • الهلال وسلمان الفرج.. نهاية رحلة استمرت 20 عاما
  • حكومة مصرية جديدة.. تحديات اقتصادية وإقليمية
  • كيف عمّقت هجمات الحوثي على التجارة الدولية مأساة اليمنيين؟
  • الناتو يستعد لحرب عالمية ثالثة … أوروبا تخزن الحبوب والسلاح
  • صراع الأفكار
  • الناتو يستعد لحرب عالمية ثالثة. أوروبا تخزن الحبوب والسلاح
  • صراع  ثمن نهائي أوروبا: إنجلترا تواجه سلوفاكيا وإسبانيا تصطدم بجورجيا
  • محاكم دبي تصدر 9144 عقد زواج في 2023
  • التربية تسمح لطلبة السادس الابتدائي والثالث متوسط الراسبين بـ3 دروس اداء الدور الثاني
  • صراع السلطة والحرب في السودان