حكاية صاحبة أغنية «رايحين شايلين في إيدنا سلاح».. تزوجت إسماعيل ياسين لفترة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
«شرفك يا بلدي وعزك كرامتك يا غالية ده حقك أمانة في رقبتي»، أبيات شعرية توضح مدى عمق وقوة كلمات الأغنية الوطنية الشهيرة «رايحين شايلين في إيدنا سلاح»، الأغنية ذات الكلمات الرنانة، التي تتردد كثيرا على مسامعنا في كل عام، في احتفالات ذكرى نصر أكتوبر المجيد، وتتردد هذه الأيام بالتزامن مع اقترابها والاحتفال باليوبيل الذهبي للنصر التاريخي.
«في صحوي حانادي وفي استشهادي حاسجل نشيدي فى تاريخك يا مصر»، جزء آخر من الكلمات توحي لمن يقرأها ويسمعها أن كاتبها جندي مقاتل على الجبهة، ولكن بالبحث حول كاتب هذه الكلمات المميزة القوية وجدنا أن من كتب هذه الكلمات التي علقت بالأذهان وارتبط بها المصريون وجدانيًا هي الشاعرة المصرية نبيلة قنديل.
الشاعرة اشتهرت بكتابة الأغاني الوطنية والدينيةنبيلة قنديل، شاعرة ومونولوجيست، اشتهرت بكتابة الأغاني الوطنية والدينية، ولها العديد من الأغاني الوطنية التي علقت بذاكرة المصريين وتسلموها جيلا بعد جيل كتراثا للفن، مثل «رايحين شايلين في إيدنا سلاح» و«أم البطل»، و«رايات النصر»، «حلاوة شمسنا».
وكان الناقد الفني أيمن الحكيم قد روى في لقاء تلفزيوني على شاشة «الحياة» قصة أغنية «أم البطل» قائلة إن الشاعرة نبيلة قنديل كتبت أغنية «أم البطل»، وهي أغنية تهز المشاعر وغنتها أم بطل حقيقية، فهذه الأغنية غنتها الفنانة شريفة فاضل بعد أن استشهد ابنها في حرب أكتوبر، وكانت الشاعرة نبيل صديقتها، وأثناء العزاء ورثاء الفنانة شريفة فاضل لابنها بكلمات «ابني حبيبي يا نور عيني»، وهنا أخذت الشاعرة نبيلة قنديل كلمات الرثاء وحولتها لأغنية كتبت كلماتها، وطلبت من زوجها الموسيقار علي إسماعيل تلحينها، وصمما على أن تغني الأغنية الفنانة شريفة فاضل.
الشاعرة لها أغاني شهيرة وناجحة بتراثنا الفني بخلاف الأغاني الوطنيةكما كتبت نبيلة قنديل أغاني شهيرة وناجحة في تراثنا الفني بخلاف الأغاني الوطنية، أشهرها أغنية فيلم «الأرض»، «الأرض لو عطشانة»، وهي صاحبة الأغنية التراثية المرتبطة بشهر رمضان «أهو جه يا ولاد» وأغنية «هاتوا الفوانيس يا ولاد»، وأغنية «افرحوا يا بنات».
نبيلة قنديل تزوجت من الفنان إسماعيل ياسين لفترة قصيرةالشاعرة الراحلة نبيلة قنديل بدأت مشوارها الفني مونولوجيست فترة الأربعينيات باسم سعاد وجدي، وقدمت عددًا من الأعمال الناجحة، وتزوجت من الفنان إسماعيل ياسين لفترة قصيرة ثم انفصلت عنه، وتركت العمل بمجال المونولوج، وغيرت اسمها ليصبح نبيلة قنديل واتجهت لكتابة الأشعار الغنائية، وتزوجت بعدها من الموسيقار الراحل علي إسماعيل، وانجبت منه أبنائها الثلاث، وشكل الزوجان ثنائية فنية عظيمة، فزوجها الراحل علي إسماعيل هو من لحن أغنية «رايحين شايلين فى ايدنا سلاح»، «أهو جه يا ولاد»، «افرحوا يا بنات.
نبيلة قنديل رحلت عن عالمنا في 14 يناير عام 1988ورحلت الشاعرة المصرية نبيلة قنديل عن عالمنا في 14 يناير عام 1988، بعد أن تركت ورائها تاريخا فنيا ثريا يتوارثه الأجيال ويتردد على الألسنة في أهم المناسبات الوطنية بتاريخ الوطن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر الأغاني الوطنية 6 أكتوبر نصر أكتوبر الأغانی الوطنیة
إقرأ أيضاً:
ساكو الأخير.. حكاية الذهب اليدوي في عنجر اللبنانية
بيروت- "الأرمن ذهب لبنان"، هكذا يختصر ساكو شانكيان، أحد آخر الحرفيين الأرمن، علاقته بحرفة صياغة الذهب اليدوي، التي تحتضر ببطء في لبنان، كما هي الحال في العالم أجمع.
هذه المهنة التي كانت ركيزة اقتصادية وثقافية لجالية أرمنية عريقة، تنزوي اليوم تحت وطأة آلات المصانع الحديثة، التي تنتج آلاف القطع في ساعات، لكنها تفتقر إلى "الروح"، على حدّ تعبيره.
من حلب إلى عنجروترتبط علاقة الأرمن بحرفة صياغة الذهب يدويا بتاريخ نزوحهم الكبير من تركيا إلى لبنان عام 1920. يومها، حملوا معهم أدواتهم ومهاراتهم وأسّسوا نواة لقطاع اقتصادي مهم في بيروت، بلغ ذروته في ستينيات القرن الماضي بسوق الذهب الملاصق لساحة الشهداء، الذي تحوّل إلى مقصد للسياح العرب والأجانب، حتى في أوج الحرب اللبنانية.
يستعيد ساكو ذكرياته قائلا إنّه تتلمذ على يد دانكستو هانكسيان وريج دارنبايان في أربعينات القرن الماضي، وكانا أول من أنشأ ورشا لصياغة الذهب يدويا في الأشرفية والدورة، قبل أن تنتقل لاحقا إلى برج حمود.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت: "توسّعت المهنة مع قدوم آل بوغوصيان من حلب، وازدهرت بسرعة في عنجر ضمن التجمعات الأرمنية".
إعلان بين التكنولوجيا والشغف.. الحرفة في مهبّ الريحلكن ذلك العصر الذهبي بات من الماضي. "لم يبقَ من الحرفيين اليدويين إلا قلة قليلة"، يقول ساكو بأسى. ويشرح أن السوق اللبناني بات يعجّ بذهب مستورد من تايوان والصين، في حين تنتج نحو 400 ورشة حديثة آلاف القطع يوميا، مما دفع بحرفته نحو التراجع الكبير: "كنت أُصنّع أو أرمم 20 كيلو سنويا، أما اليوم فلا أُنجز أكثر من كيلوين".
ويمتد الوجود الأرمني في لبنان لأكثر من 3 قرون، لكن الموجة الأكبر من النزوح كانت بين عامي 1916 و1939. واليوم، يتراوح عدد الأرمن اللبنانيين بين 150 و160 ألفا، يشغل بعضهم مناصب سياسية، ويتمسكون بلغتهم وهويتهم وحرفهم، وعلى رأسها صياغة الذهب. فهل هناك جيل جديد يحمل الشعلة؟
يؤكّد ميكيل شانكيان (نجل ساكو) أنّه يتعلّم أسرار المهنة من والده، ويعمل على تطوير مهاراته لإحياء هذا التراث: "أؤمن بوجود زبائن يقدّرون الخاتم أو العقد المصنوع يدويا، لأنه يحمل فنا راقيا وجودة عالية، ويُكمل شخصية من يرتديه".
رغم اعترافه بصعوبة مواجهة التكنولوجيا الحديثة، يشير شانكيان إلى أنّ ارتفاع سعر كيلو الذهب إلى 100 ألف دولار يمثل عائقا كبيرا، يُضاف إلى اكتساح المعامل الكبرى للسوق. لكنه يصرّ على الاستمرار: "أنا مُصر على المواجهة كي أرضي ضميري، وأحافظ على ريادة أهالي عنجر في هذا المجال".
ماذا يقول خبراء السوق؟يشير هادي جبارة، خبير تصنيع الذهب وتقييم الألماس، إلى أن العثور على حرفيين يدويين أصبح أمرا نادرا: "نواجه صعوبة في تلبية طلبات بعض الزبائن، خاصة المغتربين وهواة القطع الفريدة".
ويضيف للجزيرة نت "نحن في زمن التكنولوجيا الحديثة، يجب أن نكون واقعيين. السوق اللبناني يعتمد كليا تقريبا على إنتاج المعامل الحديثة، التي يديرها محترفون معظمهم من الأرمن".
إعلانويلفت جبارة إلى أن القطاع يشهد نموا كبيرا داخليا، بسبب لجوء اللبنانيين إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمة الاقتصادية، ويضيف: "لامس حجم التصدير إلى الخارج 90% من الكميات المصنعة محليا أو المعاد تصديرها".
لكن رغم هذا النمو، فإن جبارة يعترف بأن المنتج الآلي لا يضاهي في قيمته الفنية القطع المصنوعة يدويا: "الآلات تنتج ألف خاتم مرصع بالألماس خلال ساعات، لكن السوق لا ينتظر أحدا".
ويبقى السؤال مطروحا: هل تُنقذ الدولة اللبنانية، أو حتى مؤسسات المجتمع الأرمني، هذه الحرفة قبل أن تندثر؟ وهل يجد الجيل الجديد ما يكفي من الشغف والدعم ليواصل طريق ساكو، آخر الحرفيين في عنجر؟