نجح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بتجاوز أزمة المرحلة التي تلت إنتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون، اذ ان كل التوقعات كانت تشير الى ان "التيار" سيتعرض لانتكاسة سياسية تكاد تضعه على هامش الحياة العامة بعد خروج عون من قصر بعبدا، لكن هذا الأمر لم يحصل، واستطاع باسيل، لاسباب كثيرة، معظمها خارج عن ارادته،الاحتفاظ بدور جدي لا يمكن تجاوزه، وهذا ما يحاول البناء عليه.
منذ العام ٢٠٠٦ بدأت خسائر التيار الشعبية، بعضها كان مرتبطاً برفض فئة شعبية من جمهور عون السير بالتحالف مع "حزب الله"، والبعض الآخر مرتبط بالاداء الحزبي لباسيل وبالدور الذي لعبه "التيار" عموما داخل المؤسسات الدستورية والذي لم يترقِ الى مستوى الشعارات الكبرى التي رفعت وارتبطت بمكافحة الفساد والمحسوبيات والمحاسبة العامة، لكن الضربة القاضية جاءت في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩.
تراجع حضور "التيار" شعبيا بشكل كبير بعد الثورة وانفجار المرفأ والانهيار الاقتصادي الذي اصاب لبنان خلال عهد عون، ووصل تأييده داخل الشارع المسيحي الى ادنى مستوى له، لذلك وفور الخروج من السلطة قرر باسيل الاستفادة من الوقت الضائع الذي قد يطول، في ظل الفراغ، من أجل اعادة تحسين واقعه الشعبي، خصوصا انه بات خارج السلطة وقدرته على إقناع الناس بأنه غير مسؤول باتت أسهل..
وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يقوم بنوع من اعادة تصحيح الاداء الحزبي من خلال مصالحة الحزبيين الذين ابتعدوا عن "التيار" في السنوات الاخيرة ولم يذهبوا الى تأييد أحزاب اخرى، وتساعده في ذلك قدرته على تعيين مسؤولين محليين في المناطق تابعين له بشكل كامل، حيث يتم التواصل مع عدد كبير من الحزبيين والمؤيدين الذين باتوا غير ناشطين، ويتم الأخذ بملاحظاتهم الحزبية، وتخفيف حدة التوترات والاشكالات التي سيطرت على علاقة بعض القيادات ببعضهم البعض.
وترى المصادر أن الخطاب اليميني، او الأصح الخطاب المتمايز عن "حزب الله" الذي يرفعه باسيل مؤخرا، يعيد شد العصب العوني وتحديدا الفئات التي ترفض تاريخيا اي تقارب مع حارة حريك، في الوقت الذي لا يؤدي هذا الخطاب الى إزعاج المتعايشين مع تفاهم مار مخايل في البيئة المسيحية على اعتبار أن التحالف السياسي لا يزال قائما وستعود الامور الى سابق عهدها. هذا التوجه الجديد يرعاه الرئيس السابق ميشال عون بشكل كامل من خلال جولاته المناطقية مانحاً شرعية حزبية وسياسية لباسيل.
هكذا يحاول باسيل اعادة تنظيم وتحسين الواقع الشعبي لحزبه بالتوازي مع سيطرته على حالة الاعتراض النيابية التي كادت تفجر تكتل "لبنان القوي" قبل أشهر، ولعل نجاح رئيس "التيار" في مهمته سيؤدي الى تكريسه زعيما جدياً للعونيين، أما فشله فيها فسيعني أن الحالة العونية ستستمر في الإنحسار السريع شعبيا ونيابيا في ظل تعاظم قوة بعض خصومها المسيحيين...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رفض التيار والقوات لعون سيقابل بزيادة الضغط
من الواضح ان "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل لا يريد ابدا دعم قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، في المقابل لا تبدو "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع متحمسة لوصول عون الى قصر بعبدا.
وبحسب مصادر مطلعة فإن هذا الرفض المسيحي لعون في حال استمر سيعرقل وصوله الى الرئاسة ما سيعيد خلط الأوراق الرئاسية وهذا ما يراهن عليه أكثر من مرشح رئاسي.
وترى المصادر ان الايام المقبلة ستكون حاسمة بهذا الشأن، اذ ان شخصيات كثيرة تراهن على فشل محاولات ايصال عون لكي تعود حظوظها مجددا للارتفاع.
في المقابل تؤكد مصادر معنية ان الضغط الداخلي والخارجي سيزداد على القوى الرافضة لترشيح عون ما سيضعها في حال احراج وسيجبرها على تغيير موقفها منعا لاضاعة فرصة انهاء الشغور الرئاسي.
المصدر: لبنان 24