رهان الاخوان المسلمين على الحرب خاسر !!
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بعد نصف العام من شن فلول النظام البائد الحرب على قوات الدعم السريع، وبعد أن أدرج اسم مهندس العمليات العسكرية والعرّاب السياسي للفلول تحت قائمة الحظر الأمريكية، ومع استياء الوسطاء والمسهّلين الدوليين والإقليميين للعملية التفاوضية بمنبر جدة، خسرت الأقلية الإخوانية الحالمة بإرجاع عقارب الساعة للوراء، للإمساك بمقاليد الحكم الزائل مثل زوال نعيم الدنيا، وكعادة الفكر الاخواني الذي لا يؤمن بغير العنف طريقاً إلى تحقيق المكاسب السياسية، منذ أن كان رموزه الحاليين طلاباً بالجامعات، فقد أخفق هذا الفكر هذه المرة إخفاقاً عظيماً في جعل ميدان المعركة العسكرية يميل لصالحه، لقد خسر الموالون للرئيس المعزول المعارك السياسية والدبلوماسية، فضلاً عن الخسران المبين في الجانب العسكري، لم يستفد قائد الجيش الذي اختطفه منسوبو حكومة الدكتاتور المعزول، من الفرص التي اتيحت له وهو يقود حربه الحمقاء ضد مكوّن أصيل من مكونات المؤسسة العسكرية، لقد خاب سعيه وهو يجوب بلدان العرب والعجم، إذ لم يستطع أن يحصل على مباركة لدعواه الباطلة بتصنيف قوات الدعم السريع كمليشيات متمردة، فحيثما ولّى وجهه قوبل بالرد الحكيم من الرؤساء والملوك والأمراء، بأن اذهب واجلس على طاولة التفاوض حيث المكان المحدد لوضع حد للحرب، هكذا طاف القائد المهزوم الدنيا ولم يعثر على عقال بعير، فالعالمين البعيد والقريب يعرفان السودان وطبيعة مشكلاته السياسية المتراكمة، ويعون طرائق علاجها المؤكدة والتي تشير إلى ضرورة التحول والانتقال للحكم المدني.
الخطأ الاستراتيجي الذي وقع في فخه منسوبو النظام البائد – حزب المؤتمر الوطني المحلول – الاخوان المسلمين، هو تقويضهم للحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، بارتكابهم لخطيئة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر من العام 2021 ميلادي، فبذلك حصلوا على أعلى نسبة رفض شعبي ولفظ جماهيري يعصف بحكومة من الحكومات التي مرت على تاريخ الدولة السودانية، وبناءً على العقلية المتطرفة التي يتمتع بها القادة السياسيون التابعون للحزب والنظام البائدين، لم يتخذوا من التدافع المدني والصراع السياسي طريقاً للحل، فأخذتهم العزة بإثم الحرب الجهادية التي خاضوها ضد إخوة الأمس بالجنوب الحبيب، واغتروا واعلنوا حتمية حسم معركتهم مع شقيقهم في غضون سويعات، ذات الغرور الفرعوني الذي أهلك فرعون موسى وأغرقه في اليم، فلو كانت هذه الجماعة الاخوانية الإرهابية تعلم أيلولة الحرب وإرهاصاتها الآنية، لعضّت بالنواجذ على اتفاق الإطار الذي خلقت منه بعبعاً وشيطاناً رجيماً، لكنه الطغيان والتيبس والتعفن على كرسي الملك الذي جعل الغشاوة سادّة بصائرهم، لقد أصاب الهذيان رموز الحكم البائد وهم يلوذون بالفرار الى منفاهم الاختياري والمؤقت ميناء السودان، على الرغم من تواصل اجتماعاتهم الماكرة الليل بالنهار عملاً خبيثاً، من أجل كسب المعركة التي أخرجتهم من مقر قيادة الجيش، وأبعدتهم عن قصر السلطة السيادية، فنتائج الحروب التي تندلع بين مكونات ذات الجيش المنقسم لجيشين، تحسمها متانة العقيدة القتالية التي يتمتع بها أحد هذين الجيشين.
الموقف الشعبي من الجماهير تجاه الحرب هو الآخر يعتبر عاملاً حاسماً، لرفع راية النصر فوق سيارات الدفع الرباعي لقوات الدعم السريع، فمع انطلاقة أول رصاصة من كتائب الظل الاخوانية على معسكر المدينة الرياضية الذي يتبع لقوات الدعم السريع، استوعب المواطنون حقيقة الصراع، وكما هو حالهم المبغض لمن ساموهم سوء العذاب أربعة وثلاثون عاماً، فقد غضوا الطرف عن حرب الشقيقين، ومن لا يعلم فطنة الإنسان السوداني صاحب الخبرة والتجربة الطويلة مع الحروب المندلعة في عمقه الحضاري، حيث أن حرب ابريل لم تكن أول حرب، وإنّما كانت هنالك صدامات كثيرة بين الجيوش السودانية قد اندلعت داخل العاصمة، وكان الناس لا يميلون لطرف من أجل خاطر عيون الطرف الآخر، بل يتركونهما يتعاركان إلى أن يقضي القوي منهما على الضعيف، وقد حدث ذلك في العامين 1976 و2008 ميلادي، واليوم يعيد التاريخ نفسه ولكن بإحداثيات مختلفة، حيث ابتدر الجيش الذي يقوده فلول الرئيس المعزول العدوان على قوات الدعم السريع، وكان السبب في ترجيح كفة التقدم العسكري لقوات الدعم السريع، على كفة الجيش الذي يقوده متطرفون قذف بهم الشعب على قارعة الطريق بأمواج ثورة شعبية أدهشت الدنيا، والخطل الذي اتبعه أفشل مخطط لهذه الحرب هو شن حرب المدن على قوات تملك قصب السبق في حروب المدن والتسلح والتموضع والمناورة، فجاءت النتيجة مخيبة لآمال المعتدين، فاليوم ليس هنالك ما هو أشد مضاضة على المعتدين من فقدان مركز سيادة الدولة وقرارها الحكومي.
إسماعيل عبدالله
3اكتوبر2023
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان
الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
- "انتهاك للقانون الانساني" -
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
Your browser does not support the video tag.