تقرير: صدمة الكونغرس تدوي في أوروبا وتثير ذعر أوكرانيا
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تقدّم الولايات المتحدة دعماً سخياً، جعل صمود كييف أطول، وعزز قدراتها على دحر روسيا من بعض المناطق.
لكن وفي ظل ضغوط الجمهوريين في الكونغرس لوقف تمويل أوكرانيا، أصبحت الأخيرة وحلفاؤها الأوروبيون في مواجهة معضلة أملوا طويلاً في تجنبها، حتى باتوا أمام السؤال الأهم "هل يمكننا سد الفجوة بدون أمريكا؟".
قتال حتى النهاية
ويخيم السؤال على جميع حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، وأصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بعد القرار الذي اتخذته واشنطن نهاية الأسبوع الماضي بتفادي الإغلاق الجزئي للحكومة، من خلال إقرار إجراء تمويلي، يستثني المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
صدى القرار الأمريكي المدوي سُمع في أرجاء المحيط الأطلسي، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهد، رغم مخاوفه من توقف التمويل الأمريكي، بمواصلة القتال حتى النهاية، وتحقيق النصر، في الحرب التي لا تاريخ لنهايتها، حسب تعبيره، الأحد الماضي، إلا بدحر روسيا من الأراضي التي تسيطر عليها.
مجلس النواب الأمريكي يتجنب الإغلاق الحكومي https://t.co/SdDk8QpcQu
— 24.ae (@20fourMedia) September 30, 2023 مخاوف أوروبيةمخاوف الأوروبيين الذين يواجهون تهديداً وجودياً بدت هي الأخرى واضحة، وترجمتها تصريحات منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي وصف القرار بأنه مؤسف بشدة، ولمس أثرها أيضاً في مسارعة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع نادر في كييف، بحضور زيلينسكي، في محاولة لإظهار تضامنهم مع كييف، وتطمينها على استمرار دعمهم ووقوفهم إلى جانبها في حال توقف الدعم الأمريكي.
لكن وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، الحاضر في الاجتماع، أكد أن بلاده ستعمل مع كلا الحزبين في الكونغرس الأمريكي لضمان عدم تكرار "الحادث"، الذي وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لاستمرار الدعم الأمريكي المركزي، قائلاً أمس الإثنين، "لا نشعر أن الدعم الأمريكي قد انتهى".
حتى الآن، بلغ حجم الدعم الأمريكي لكييف 74 مليار دولار، جزء كبير منها خصص للأسلحة، وجزء آخر للمساعدات الإنسانية، ودعم ميزانية أوكرانيا من خلال آليات البنك الدولي.
في حين بلغ الدعم الأوروبي لأوكرانيا 80 مليار دولار، بحسب أرقام معهد "كييل"، للاقتصاد العالمي، وهو مركز أبحاث ألماني. وتأتي بريطانيا في المرتبة الثالثة لأكبر الداعمين بـ11.7 مليار دولار.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن أوروبا تحملت جزءاً كبيراً من المساعدات الغربية لأوكرانيا، لكن قدرتها على زيادة الدعم العسكري والاقتصادي للتعويض عن انخفاض المساعدات الأمريكية محدودة للغاية.
وقالت رئيسة مكتب بلغاريا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية فيسيلا تشيرنيفا، "الوحدة الأوروبية بشأن أوكرانيا كانت قوية للغاية حتى الآن، ولكن إذا أصبحت أوروبا في يوم ما وحيدة إلى جانب كييف، فسيكون ذلك مكلفاً للغاية، وقد يصبح مشكلة كبيرة".
شقوق وخلافاتوباتت الشقوق في صف الاتحاد الأوروبي واضحة، فعدد لا بأس به من أعضائه يولي اهتماماً كبيراً بعلاقاته مع موسكو، ويدعو في السر والعلن لتخفيف العقوبات، وعدد آخر بات عداؤه مع كييف ظاهراً للعلن.وتضيف الصحيفة، بينما كان الكونغرس يقر مشروع قانون التمويل قصير الأجل، أرسل الناخبون في سلوفاكيا إشارة بشأن الحدود السياسية لدعم أوكرانيا من خلال دعم رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو، الذي شن حملة ضد العقوبات المفروضة على روسيا وتعهد بعدم إرسال سلاح واحد إلى كييف. وقد تكون الانتخابات في سلوفاكيا هي الأولى التي تجريها دولة في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب لإعادة توجيه سياسة الحكومة في التعامل مع أوكرانيا.
وتوترت العلاقات بين أوكرانيا وبولندا، أحد أقوى حلفاء كييف في السنة الأولى من الحرب، والتي أثارها خلاف بشأن حظر واردات الحبوب الأوكرانية انتهى بتهديد وراسو بوقف إرسال أسلحة إلى حليفتها قبل أن تتراجع عن تهديداتها في وقت لاحق.
أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان فيواصل الاستهزاء بالمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ويدعو إلى مفاوضات سلام سريعة وإنهاء العقوبات على روسيا.
لا شك أن استمرار الدعم الأوروبي لكييف مرهون باختبارات كثيرة، ويعترف بعض المسؤولين بأن المنطقة تواجه اختباراً سياسياً للحفاظ على دعم أوكرانيا، وسط الركود الاقتصادي، وارتفاع التضخم وقيود الميزانية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الأسبوع الماضي: "إننا نواجه نفس التحديات في أوروبا".
وتابع "من المهم للغاية بالنسبة لنا في أوروبا أن نتأكد من أننا نحظى بدعم الرأي العام لدينا، ومن مواطنينا."
وتؤكد الصحيفة، ربما يكون ضعف صناعات أوروبا الدفاعية عائق آخر أمام قدرتها على الوقوف إلى جانب أوكرانيا، بدلاً من الولايات المتحدة.وانخفض إنتاج الأسلحة بشكل ملحوظ في الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الباردة، بسبب سنوات طويلة من انخفاض الإنفاق من قبل الحكومات على الدفاع والتسلح. كما أن تصنيع الأسلحة الرئيسية، مثل الدبابات والطائرات والغواصات، يستغرق وقتاً طويلاً، ودفع ذلك بعض الجيوش الأوروبية إلى البحث في مكان آخر لشراء الأسلحة.
يقول القائد السابق لفريق الطيران والدفاع في شركة "ماكينزي" جون داودي، إن أوروبا لديها مخزون من طائرات (F-16) المقاتلة ودبابات ليوبارد، التي يمكن أن تساعد أوكرانيا، لكن مخزونها من الذخائر التي تعتبر ضرورية لأوكرانيا "تقلص إلى حد كبير" في العقود الأخيرة.
أما في الولايات المتحدة، فتضيق الخيارات يومياً أمام الرئيس جو بايدن الذي يصر مسؤولو إدارته على مواصلة مساعدة كييف، طالما دعت الحاجة، لكن المعارضة الجمهورية المتنامية لمساعدات أوكرانيا، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، تعيق قدرة الإدارة على تمرير حزم المساعدات الاقتصادية والعسكرية عبر الكونغرس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أوكرانيا أمريكا الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی الدعم الأمریکی
إقرأ أيضاً:
سلوفاكيا تبتز أوكرانيا بورقة اللاجئين
عبر رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، عن غضبه من وقف أوكرانيا مرور الغاز الروسي، مهدداً باتخاذ تدابير ضد اللاجئين الأوكرانيين في سلوفاكيا.
وقال فيكو في تصريح له يوم الخميس بالعاصمة براتيسلافا، إنه سيناقش مع تحالفه إمكانية تقليص الدعم المقدم للأوكرانيين في سلوفاكيا. ولم يحدد فيكو تفاصيل هذا الإجراء.
كما كرر فيكو تهديده بأن سلوفاكيا قد توقف إمدادات الكهرباء إلى أوكرانيا المجاورة.
وسمحت أوكرانيا، التي واجهت هجوماً من موسكو في فبراير (شباط) 2022، بانتهاء عقدها مع عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" بشأن عبور الغاز الروسي إلى الغرب في نهاية عام 2024. وتعد سلوفاكيا من الدول المتضررة، رغم أن معظم الدول الأوروبية الأخرى مستعدة لهذه الخطوة التي تم الإعلان عنها مسبقاً.
وقال فيكو في مقطع فيديو على فيس بوك، إن سلوفاكيا تتكبد خسارة سنوية تبلغ 500 مليون يورو (513 مليون دولار) من رسوم عبور الغاز بسبب التوقف. وأضاف أن بلاده تطالب بالتعويض. وحسب فيكو أن دول الاتحاد الأوروبي ستكون مضطرة لدفع 60 إلى 70 مليار يورو إضافية سنوياً دون الغاز الروسي، في شكل زيادات في أسعار الغاز والكهرباء.
واتهم رئيس وزراء سلوفاكيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتخريب.
وقال فيكو: "روسيا ليست متأثرة تقريباً بهذا. الفائدة الوحيدة ستكون للولايات المتحدة من قرار الرئيس زيلينسكي بسبب زيادة صادرات الغاز إلى أوروبا".وأضاف أن سلوفاكيا ستبحث أولاً الحلول في بروكسل، ثم داخلياً داخل الائتلاف والحكومة.
Imagine being happy to shake hands with a war criminal. You don’t have to imagine: here is Slovak Prime Minister (also known as a ???????????????????????????????????????? of russia) Robert Fico meeting Putin and shaking hands with this war criminal. pic.twitter.com/Z6oIRi5rc0
— Roman Sheremeta ???????????????? (@rshereme) December 22, 2024ويعرف فيكو، وهو زعيم يساري شعبوي، بانتقاده سياسات أوكرانيا الموالية للغرب. وكان قد أثار غضباً في أوكرانيا قبل "الكريسماس" عيد الميلاد عندما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.