منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تقدّم الولايات المتحدة دعماً سخياً، جعل صمود كييف أطول، وعزز قدراتها على دحر روسيا من بعض المناطق.

لكن وفي ظل ضغوط الجمهوريين في الكونغرس لوقف تمويل أوكرانيا، أصبحت الأخيرة وحلفاؤها الأوروبيون في مواجهة معضلة أملوا طويلاً في تجنبها، حتى باتوا أمام السؤال الأهم "هل يمكننا سد الفجوة بدون أمريكا؟".


قتال حتى النهاية

ويخيم السؤال على جميع حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، وأصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بعد القرار الذي اتخذته واشنطن نهاية الأسبوع الماضي بتفادي الإغلاق الجزئي للحكومة، من خلال إقرار إجراء تمويلي، يستثني المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال". 

صدى القرار الأمريكي المدوي سُمع في أرجاء المحيط الأطلسي، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهد، رغم مخاوفه من توقف التمويل الأمريكي، بمواصلة القتال حتى النهاية، وتحقيق النصر، في الحرب التي لا تاريخ لنهايتها، حسب تعبيره، الأحد الماضي، إلا بدحر روسيا من الأراضي التي تسيطر عليها. 

مجلس النواب الأمريكي يتجنب الإغلاق الحكومي https://t.co/SdDk8QpcQu

— 24.ae (@20fourMedia) September 30, 2023 مخاوف أوروبية 

مخاوف الأوروبيين الذين يواجهون تهديداً وجودياً بدت هي الأخرى واضحة، وترجمتها تصريحات منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي وصف القرار بأنه مؤسف بشدة، ولمس أثرها أيضاً في مسارعة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع نادر في كييف، بحضور زيلينسكي، في محاولة لإظهار تضامنهم مع كييف، وتطمينها على استمرار دعمهم ووقوفهم إلى جانبها في حال توقف الدعم الأمريكي.

لكن وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، الحاضر في الاجتماع، أكد أن بلاده  ستعمل مع كلا الحزبين في الكونغرس الأمريكي لضمان عدم تكرار "الحادث"، الذي وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لاستمرار الدعم الأمريكي المركزي، قائلاً أمس الإثنين، "لا نشعر أن الدعم الأمريكي قد انتهى".

حجم الدعم 

حتى الآن، بلغ حجم الدعم الأمريكي لكييف 74 مليار دولار، جزء كبير منها خصص للأسلحة،  وجزء آخر للمساعدات الإنسانية، ودعم ميزانية أوكرانيا من خلال آليات البنك الدولي.

في حين بلغ الدعم الأوروبي لأوكرانيا 80 مليار دولار، بحسب أرقام معهد "كييل"، للاقتصاد العالمي، وهو مركز أبحاث ألماني. وتأتي بريطانيا في المرتبة الثالثة لأكبر الداعمين بـ11.7 مليار دولار. 

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن أوروبا تحملت جزءاً كبيراً من المساعدات الغربية لأوكرانيا، لكن قدرتها على زيادة الدعم العسكري والاقتصادي للتعويض عن انخفاض المساعدات الأمريكية محدودة للغاية.

وقالت رئيسة مكتب بلغاريا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية فيسيلا تشيرنيفا، "الوحدة الأوروبية بشأن أوكرانيا كانت قوية للغاية حتى الآن، ولكن إذا أصبحت أوروبا في يوم ما وحيدة إلى جانب كييف، فسيكون ذلك مكلفاً للغاية، وقد يصبح مشكلة كبيرة".

شقوق وخلافات 

وباتت الشقوق في صف الاتحاد الأوروبي واضحة، فعدد لا بأس به من أعضائه يولي اهتماماً كبيراً بعلاقاته مع موسكو، ويدعو في السر والعلن لتخفيف العقوبات، وعدد آخر بات عداؤه مع كييف ظاهراً للعلن.وتضيف الصحيفة، بينما كان الكونغرس يقر مشروع قانون التمويل قصير الأجل، أرسل الناخبون في سلوفاكيا إشارة بشأن الحدود السياسية لدعم أوكرانيا من خلال دعم رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو، الذي شن حملة ضد العقوبات المفروضة على روسيا وتعهد بعدم إرسال سلاح واحد إلى كييف. وقد تكون الانتخابات في سلوفاكيا هي الأولى التي تجريها دولة في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب لإعادة توجيه سياسة الحكومة في التعامل مع أوكرانيا.
وتوترت العلاقات بين أوكرانيا وبولندا، أحد أقوى حلفاء كييف في السنة الأولى من الحرب، والتي أثارها خلاف بشأن حظر واردات الحبوب الأوكرانية انتهى بتهديد وراسو بوقف إرسال أسلحة إلى حليفتها قبل أن تتراجع عن تهديداتها في وقت لاحق.
أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان فيواصل الاستهزاء بالمساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ويدعو إلى مفاوضات سلام سريعة وإنهاء العقوبات على روسيا.

اختبارات كثيرة 

لا شك أن استمرار الدعم الأوروبي لكييف مرهون باختبارات كثيرة، ويعترف بعض المسؤولين بأن المنطقة تواجه اختباراً سياسياً للحفاظ على دعم أوكرانيا، وسط الركود الاقتصادي، وارتفاع التضخم وقيود الميزانية. 
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الأسبوع الماضي: "إننا نواجه نفس التحديات في أوروبا".
وتابع "من المهم للغاية بالنسبة لنا في أوروبا أن نتأكد من أننا نحظى بدعم الرأي العام لدينا، ومن مواطنينا."
وتؤكد الصحيفة، ربما يكون ضعف صناعات أوروبا الدفاعية عائق آخر أمام قدرتها على الوقوف إلى جانب أوكرانيا، بدلاً من الولايات المتحدة.وانخفض إنتاج الأسلحة بشكل ملحوظ في الاتحاد الأوروبي بعد الحرب الباردة، بسبب سنوات طويلة من انخفاض الإنفاق من قبل الحكومات على الدفاع والتسلح. كما أن تصنيع الأسلحة الرئيسية، مثل الدبابات والطائرات والغواصات، يستغرق وقتاً طويلاً، ودفع ذلك بعض الجيوش الأوروبية إلى البحث في مكان آخر لشراء الأسلحة.

يقول القائد السابق لفريق الطيران والدفاع في شركة "ماكينزي" جون داودي، إن أوروبا لديها مخزون من طائرات (F-16) المقاتلة ودبابات ليوبارد، التي يمكن أن تساعد أوكرانيا، لكن مخزونها من الذخائر التي تعتبر ضرورية لأوكرانيا "تقلص إلى حد كبير" في العقود الأخيرة.

أما في الولايات المتحدة، فتضيق الخيارات يومياً أمام الرئيس جو بايدن الذي يصر مسؤولو إدارته على مواصلة مساعدة كييف، طالما دعت الحاجة، لكن المعارضة الجمهورية المتنامية لمساعدات أوكرانيا، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، تعيق قدرة الإدارة على تمرير حزم المساعدات الاقتصادية والعسكرية عبر الكونغرس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أوكرانيا أمريكا الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی الدعم الأمریکی

إقرأ أيضاً:

سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى مصر: تعاون كبير مع الصحافة خلال الفترة المقبلة

أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي المعينة الجديدة لدى مصر أنجلينا أيخهوريست، أن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً كبيراً مع الصحافة، بعد تقديم أوراق اعتمادها رسميًا.

جاء ذلك خلال تنظيم سفيرة الاتحاد الأوروبي المعينة الجديدة لدى مصر أنجلينا أيخهوريست، اليوم الثلاثاء، حفل استقبال للصحفيين المصريين والمراسلين الأجانب في مصر.

ورحبت السفيرة أنجلينا أيخهوريست- في الكلمة التي ألقتها بهذه المناسبة- بالصحفيين. قائلة إنها حرصت على أن يكون أول حفل استقبال تنظمه في مقر إقامتها منذ وصولها إلى مصر لتولي مهام منصبها الجديد مخصصاً للصحفيين.

وأيخهوريست تتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط، وقد شغلت سابقًا منصب سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ورئيسة الشؤون السياسية والاقتصادية في بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا.

كما شغلت أيخهوريست منصب المدير العام لإدارة أوروبا في جهاز العمل الخارجي الأوروبي EEAS في بروكسل، في الفترة من عام 2020 إلى عام 2024، حيث كانت مسؤولة عن التواصل الاستراتيجي في جميع أنحاء أوروبا. قبلها كانت تشغل منصب المدير العام لشئون أوروبا وآسيا الوسطى منذ 2019 وحتى عام 2020.

وفي الفترة من العام 2015 إلى عام 2019، شغلت أيخهوريست منصب نائب المدير العام ومدير شئون أوروبا الغربية وغرب البلقان وتركيا، حيث لعبت دورًا محوريًا باعتبارها المفاوض الرئيسي في حوار بلغراد وبريشتينا الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي.

كما تشمل مسيرتها الدبلوماسية أيضًا عملها كسفيرة للاتحاد الأوروبي في لبنان 2011-2015وعملها كرئيس قسم الشؤون السياسية والاقتصادية في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا من عام 2008 إلى 2010، كما قادت عددا من مبادرات التنمية والتعاون الإقليمي من 2004 إلى 2008، ضمن عملها في بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن.

وشغلت كذلك عددا من المناصب الاستشارية في مجال السياسات بالإدارة العامة للتنمية التابعة للمفوضية الأوروبية، وكذلك بالإدارة العامة للعلاقات الخارجية المختصة بشئون التنمية البشرية والاجتماعية، والشراكة الأورومتوسطية.

كما تتمتع أيخهوريست بخبرة عملية كبيرة نظرا لعملها السابق مع الأمم المتحدة ومنظمة إنقاذ الطفولة، بالإضافة إلى إنجازاتها الأكاديمية في القانون الدولي ودراسات الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاًارتفاع أسهم السيارات الكهربائية الصينية مع اقتراب اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي

المشاط تستقبل وفدًا من الاتحاد الأوروبي لمناقشة تفعيل آلية ضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو

وزير الخارجية يلتقي مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي

مقالات مشابهة

  • سفيرة الاتحاد الأوروبي تؤكد حرصها على تعزيز التعاون مع مصر المرحلة المقبلة
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة لدى مصر: تعاون كبير مع الصحافة خلال الفترة المقبلة
  • نائب وزير الخارجية السعودي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى لسودان
  • أبوظبي تستعرض أحدث توجهات الرعاية الصحية باستضافة الكونغرس الأوروبي العربي الطبي
  • تقرير: روسيا تجند "الحوثيين" في حربها ضد أوكرانيا
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • تقرير يكشف إهدار أموال الاتحاد الأوروبي خلال أزمة كورونا
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • الاتحاد الأوروبي: مشروع الدعم المتكامل أسهم بخلق الفرص للشباب خلال 4 سنوات
  • الإتحاد الأوروبي يجدد التزامه بدعم أطفال اليمن