معركة باخموت.. "مفرمة اللحم" تعود مجدداً
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
بينما كانت فرقة من الجنود الأوكرانيين تزحف على طول خط الأشجار باتجاه المخبأ الروسي، دفعت نيران المدفعية أعداءهم إلى البحث عن غطاء. وكانت هذه هي الفرصة التي كانوا ينتظرونها وانطلق جندي يُلقب بـ"القناص" إلى الأمام وألقى قنبلة يدوية في الأنفاق التي كان الروس يحتمون بها، وأدى انفجارها إلى تصاعد الدخان وهرع الجنود الروس إلى الخارج وقصفتهم القوات الأوكرانية بقذائف الهاون.
أخبر الجنود الروس قادتهم أن بإمكانهم الصمود خوفاً من نقل أخبار سيئة لكن الهجوم الأوكراني كان مستميتاً
وذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الموجات السابقة من القوات الأوكرانية والعديد من الضربات بطائرات بدون طيار فشلت في طرد الروس من منعطف الطريق بالقرب من قرية أندرييفكا الصغيرة في شرق البلاد بالقرب من باخموت، وتكبد الجيش الأوكراني على إثرها خسائر فادحة.
“The only way to survive is to keep going.” Ukrainian soldiers give a ground-level view of a costly battle for a tiny village outside Bakhmut. https://t.co/TkSwaCIcI6
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 3, 2023 انتصارات وسيطرةمنحت الانتصارات مؤخراً القوات الأوكرانية السيطرة على الأراضي المرتفعة جنوب باخموت، التي استولت عليها روسيا في مايو (أيار) بعد أطول معركة وأكثرها دموية في الحرب، حيث اشتهرت بـ"مفرمة اللحم"، وجعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من استعادة المدينة، (المكسب الكبير الوحيد لروسيا في العام الماضي من القتال)، هدفاً عسكرياً رئيسياً لهذا العام.
مع التقدم البطيء الذي أحرزه الهجوم الأوكراني المضاد في الجنوب الشرقي، فإن الانتصار في باخموت من شأنه أن يعزز الروح المعنوية في الداخل، ويزود الحلفاء في الخارج بالدليل على أن أوكرانيا قادرة على استعادة الأراضي التي خسرتها.
وبحسب الصحيفة يشكك بعض المسؤولين والمحللين العسكريين الأمريكيين في الحكمة من إنفاق قوات ومعدات قيمة على مدينة ممزقة، ذات قيمة استراتيجية قليلة، ويقولون إن "أوكرانيا ستستفيد بشكل أفضل من خلال تركيز قواتها في الجنوب الشرقي، حيث يسعى جيشها إلى تحقيق تقدم".
في نفس الجانب العسكري تمضي أوكرانيا قدماً في معارك باخموت الضارية، بهدف إظهار التقدم العسكري للمشككين في الداخل وفي واشنطن، ويقول المدافعون عن هذا النهج إنه "يقيد القوات الروسية، حيث تكون دفاعاتها أضعف، رغم أنها هائلة وكبيرة في العدة والعتاد".
Andy Vermaut shares:Ukraine Retakes Village Near Bakhmut Front in Boost to Counteroffensive: The recapture of the village raises pressure on Russian troops in the occupied eastern city that was the site of the longest and bloodiest fighting of… Thank you! https://t.co/AKugzXX7J5 pic.twitter.com/N4RW7oaTVu
— Andy Vermaut (@AndyVermaut) September 15, 2023 تكلفة باهظةوقال الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي الذي يشغل منصب رئيس معهد دراسات الحرب جاك كين: "من خلال إجراء جهد ثانوي في باخموت، تمكن الأوكرانيون من إصلاح العديد من الفرق الروسية"، ويبقى السؤال بالنسبة لأوكرانيا هو "التكلفة"، نظراً لأن عدد سكان روسيا يفوق 3 أضعاف عدد سكان جارتها، وكل ضحية أوكرانية أكثر قيمة وتكلفة.
بدأت فرق المشاة في الجيش الأوكراني مع نهاية الصيف، التقدم نحو أندرييفكا، جنوب باخموت بالكاد، كان هناك جداراً لا يزال قائماً. لكن قيمته العسكرية جاءت من موقعه المطل على باخموت وكشفه لكامل الطريق عبر القرية إلى المدينة، ومحيط خط السكك الحديدي مع المحاولات الأوكرانية للوصول إلى أندريفكا على طول خط الأشجار.
ولكن الروس ردوا عليهم بالقذائف والرشاشات الثقيلة، ولم تستجب وزارة الدفاع الروسية لطلب التعليق على خسارة موسكو لقاعدة أندرييفكا، وشكك مسؤولون ووسائل إعلام حكومية روسية في البداية بخسارة القرية، وركزوا منذ ذلك الحين على الإشارة إلى حجم الخسائر الأوكرانية الكبيرة هناك، وعدد القتلى وصور الجثث.
وتذكر الصحيفة أنه كان هناك حوالي 40 جندياً روسياً يدافعون عن مسافة 100 ياردة فقط من الطريق المليء بالخنادق، وأدى القصف المدفعي إلى منع مرور المركبات على الطريق وأحدث القصف حفراً في الأرض على طول الطريق ودمر الأشجار، ولم يترك أي غطاء تقريباً لفرق المشاة العسكرية الأوكرانية.
PENTAGON SEES MONTHS LEFT IN SUPPLY OF WEAPONS FOR UKRAINE (WSJ)
The Pentagon has more than $5 billion remaining in its coffers to provide weaponry and other security assistance to Ukraine even after Congress declined to include more funding for the war in a weekend bill to keep… pic.twitter.com/endpDBdanc
ونقلت الصحيفة عن جنود في الجيش الأوكراني أن الهجوم استغرق أكثر من أسبوع، واندفع فيه القناصة من الجيش الأوكراني إلى الأنفاق الروسية لفتح طريق للقوات الأوكرانية إلى حافة أندرييفكا، ليحصلوا على موطئ قدم في القرية، وعمل فريق صغير آخر على الجانب الآخر، وقام الروس بالتشويش على أجهزة الراديو، وكانت الساعات القليلة التالية "مليئة بالفوضى".. العربات المدرعة الروسية تسير ذهاباً وإياباً عبر الطرف البعيد من القرية وأزيز الرصاص في كل الاتجاهات، وحاول فريق مدفعي أوكراني دخول القرية وتوفير غطاء، لكنهم أصيبوا قبل الوصول.
على إثر ذلك أخبر الجنود الروس قادتهم أن بإمكانهم الصمود، خوفاً من نقل "أخبار سيئة"، لكن الهجوم الأوكراني كان مستميتاً كما أخبر السجناء الروس الأوكرانيين لاحقًا ومع تقدم الأوكرانيين.
في هذه الأثناء لم يعرف القادة الروس ما كان يحدث على الأرض، أو إلى أين يرسلون التعزيزات العسكرية، وعلى الرغم من فشل موجات الهجوم الأوكراني الأولى والثانية وتكبدها خسائر فادحة، إلا أن الهجمات الأوكرانية اللاحقة حققت المطلوب وتم الاختراق.. قتلى من الجيش الروسي وأسرى آخرين، وهنا بدأ الجيش الأوكراني بالاستيلاء على منازل المدينة واحداً تلو الآخر من الجانب الشرقي، ومع محاولة الروس إرسال تعزيزات عسكرية قامت المدفعية الأوكرانية بقصفهم، وقطع خطوط الإمداد، حيث عادت أندرييفكا جنوب باخموت للسيادة الأوكرانية مجدداً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا الهجوم الأوکرانی الجیش الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف الأراضي السورية مجددا خلال 24 ساعة
سوريا – أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له عن استهداف الأراضي السورية للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة.
وجاء في البيان: “أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو وبتوجيه من هيئة الاستخبارات على مستودعات أسلحة تخص وحدة التسلح التابعة لحركة الفصائل اللبنانية في منطقة القصير في سوريا”.
وأضاف: “وحدة التسلح التابعة لحزب الله مسؤولة عن تخزين الوسائل القتالية في لبنان حيث وسعت نشاطها مؤخرا إلى سوريا داخل منطقة القصير بالقرب من الحدود السورية اللبنانية”.
وتابع: “هذا هو مثال آخر على قيام الفصائل اللبنانية بإنشاء بنية تحتية لوجستية لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان عبر المعابر الحدودية”.
وختم البيان: “الفصائل اللبنانية بدعم من النظام السوري تعرّض سلامة المدنيين للخطر من خلال إنشاء بنيته التحتية في المناطق المدنية”.
وفي وقت سابق، أفادت مراسلة “RT” في سوريا بأن عدوانا إسرائيليا استهدف المنطقة الصناعية في القصير بريف محافظة حمص.
وأشارت المراسلة إلى أن العدوان الإسرائيلي استهدف أيضا بعض الأبنية السكنية المحيطة بالمنطقة الصناعية في القصير.
المصدر: RT