قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا رسول الله ﷺ كنز مخفي من أراد باب الله فليلتمسه، ومن أراد عز الدنيا فليتبعه، ومن أراد الجنة فمفتاحها مع سيدنا رسول الله ﷺ.

ومن أجل ذلك جعل الله ذِكْرَ رسول الله ﷺ من ذكره سبحانه وتعالى، وجعل ذلك في الأمة الإسلامية مفتاحَ خير كثير في قربة العمل، ومن هنا ما جاء عن أبي بن كعب قال: كَانَ رَسُولُ الله إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله.

اذْكُرُوا الله. جَاءَتْ الرَاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ). قَالَ أُبَيٌّ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي- يعني من مجلس ذكري ودعائي-؟ فقَالَ (مَا شِئْتَ). قال: قُلْت الرُّبُعَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ. فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ). قُلْتُ فَالنِّصْفَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ). قال: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ)، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا؟ قَالَ: (إِذَا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) [الترمذي].

ومن هنا فَهِمَتِ الأمة عن رسول الله ﷺ وعن ربها - جل جلاله - ما أراده، وكان عندنا الشيخ الشوني قد أنشأ مجالس الصلاة على النبي ﷺ في الأزهر الشريف، وبقيت السنين الطوال، وأدركناها وجلسنا فيها نذكر ربنا بالصلاة على النبي المصطفى، والحبيب المجتبى ﷺ ، حتى أدركت البدعة الناس، فنسوا رسول الله مما نسوه من الدين؛ ونسوا كثرة الصلاة عليه ﷺ ، وهو الذي يقول لأبى: (إِذَا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

وهكذا فعل المتقي الهندي وألف كتابًا أسماه" هداية ربى عند فقد المربي"، تكلم عن نحو العصر النكد الذي نعيش فيه؛ حيث يقل أولياء الله الصالحون، ونفتقد المرشد الذي يدلنا على الله - جل جلاله -، ويرشدنا إلى الله - جل جلاله -، وينور قلوبنا بذكر الله - جل جلاله -، فما العمل في تلك الطامة؟! أجمع أهل الله على أنه لا مخرج من ذلك إلا الصلاة على النبي ﷺ ، وأنه يجب على المسلم أن يلهج بها ليل نهار، في ما لا يقل أبدًا عن ألف مرة كل يوم، اللهم صَلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد.

وتسأله الصحابة الكرام: قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) وجعلها ﷺ ، في آخر صلاتنا؛ ليكون علينا أن نصلى عليه في اليوم والليلة خمس مرات على الأقل؛ فرضًا. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة على النبي فضل الصلاة على النبي رسول الله ﷺ من أراد ع ل ى آل

إقرأ أيضاً:

تطبيق إسرائيلي مخفي داخل هواتف سامسونغ في منطقتنا.. ماذا يجمع عنك؟

نشرت "سمكس" (SMEX) وهي منصة متخصصة بدعم السلامة الرقمية في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا -ويقع مقرها في بيروت- معلومات عن تطبيق مثير للقلق يدعى "أب كلاود" (AppCloud) وهو مثبت بشكل افتراضي على هواتف "غلاكسي" من "سامسونغ" وتحديدا إصدارات "إيه" (A) و "إم" (M).

ويأتي "أب كلاود" كتطبيق افتراضي غير قابل للإزالة في تلك الفئة من الهواتف، كما أن سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق غير متوفرة على الإنترنت وخيار إيقاف التطبيق غير موجود أيضا.

ورغم أن وجود تطبيق كهذا على الهاتف يُعد أمرا مقلقا، ولكن الخوف الحقيقي يكمن في الجهة المالكة، حيث وجد فريق "سمكس" أن التطبيق مرتبط بشركة "أيرون سورس" (ironSource) الإسرائيلية التي باتت اليوم تابعة لشركة "يونتي" (Unity) الأميركية، وتشتهر الشركة بسجل مثير للجدل يتعلق بآليات جمع البيانات دون موافقة المستخدمين.

ورغم أن "سمكس" سلطت الضوء على التطبيق منذ فبراير/شباط الماضي، ولكنه لاقى رواجا واسعا بعد تغريدة من حساب "إنترناشونال سايبر ديغست" (International Cyber Digest) على "إكس" تتحدث عن برنامج تجسس إسرائيلي غير قابل للإزالة على أجهزة سامسونغ والتي حصدت أكثر من 7.4 ملايين مشاهدة.

ويشكّل تطبيق "أب كلاود" تهديدا كبيرا لمستخدمي هواتف سامسونغ في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، فالمخاوف لا تقتصر على جمعه للبيانات الشخصية للمستخدمين بشكل خفي، بل تمتد أيضا إلى الجوانب القانونية والأخلاقية بسبب ارتباطه بشركة إسرائيلية، في ظل حظر عمل الشركات الإسرائيلية في العديد من دول المنطقة.

وعلى الرغم من ذلك، تستمر سامسونغ في تثبيت التطبيق بشكل تلقائي على أجهزتها، دون تقديم أي توضيح للمستخدمين حول كيفية إزالته أو نوعية البيانات التي يقوم بجمعها.

ما تطبيق "أب كلاود" وكيف وصل لهواتف سامسونغ؟

"أب كلاود" تطبيق افتراضي بحجم 30 ميغابايت يحاول تثبيت تطبيقات أخرى على الهاتف، فهو يجمع معلومات حول التطبيقات التي تستخدمها والفئات التي تهمك، ثم يقترح تطبيقات وألعابا جديدة وفقا لذلك.

إعلان

ولكن الباحثين في مجال الخصوصية كشفوا أنه يعمل كنظام شامل لجمع البيانات ومراقبة سلوك المستخدم، فهو يجمع معلومات الجهاز وبيانات الموقع الجغرافي والبصمة البيومترية، وقد وصل التطبيق إلى هواتف سامسونغ من فئات "إيه" و "إم" بمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا نتيجة لتوسيع الشراكة بين "سامسونغ" و"أيرون سورس" عام 2022.

والمشكلة الحقيقية في التطبيق تكمن في أن المستخدمين لا يحصلون على فرصة عادلة للإلغاء قبل محاولة تثبيت تطبيقات أخرى على أجهزتهم، إذ يضع "أب كلاود" أولوية على تثبيت التطبيقات التي تحقق أرباحا مالية بدلا من تحسين تجربة المستخدم، ولهذا يُنظر إليه على أنه برمجية زائدة وليست خدمة مفيدة.

ولسوء الحظ لا يمكن مسح التطبيق بالطريقة التقليدية، بل يتطلب كسر حماية الجهاز والوصول إلى صلاحيات الجذر لحذف حزمة التطبيق، وهذا الأمر بحاجة إلى متخصص لأن خطأ بسيط قد يتسبب بكارثة للجهاز.

وحتى هذه اللحظة لم ترد "سامسونغ" على الانتقادات الواسعة، وهذه ليست المرة الأولى. ففي منشور على منصة "ريديت" (Reddit) منذ سنتين، نشر أحد المستخدمين عن مشكلة تنزيل تطبيقات دون إذن، وزعم أنه تواصل مع "غوغل" و"سامسونغ" دون أي رد، ليكتشف أن المشكلة كانت في تطبيق "أب كلاود".

مقالات مشابهة

  • تطبيق إسرائيلي مخفي داخل هواتف سامسونغ في منطقتنا.. ماذا يجمع عنك؟
  • أذكار المساء الصحيحة.. 13 دعوة تجمع لك خير الدنيا والآخرة
  • علي جمعة: الابتلاء والفتنة سنة لا تقتصر على الظالمين والمفسدين وإنما تشمل الصالحين والأبرار
  • ما جزاء من يعفو ويتسامح فى الدنيا والآخرة؟.. الإفتاء تجيب
  • أراد الإماراتية تشتري 80% من مشروع ثايمسايد ويست ‬في لندن
  • علي جمعة: الإنجاز بلا أخلاق خطر يهدد الإنسان والحضارة
  • علي جمعة: الذكر والتفكّر أساس بلوغ مرتبة الإحسان
  • الغنيمة الباردة.. علي جمعة فضل هذه العبادة في فصل الشتاء
  • 4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه.. تعرف عليهم وجاهدهم
  • علي جمعة يكشف عن سبب شيوع الفساد والفتن بين الناس