صراحة نيوز:
2024-07-07@02:39:32 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

صراحة نيوز – ‏حسين الرواشدة‏تصوّر أن في بلدنا “حملة وطنية ضد مطعوم الحصبة” ، انضم اليها آلاف المواطنين ، تصور ،أيضا ، أن رئيس لجنة الصحة النيابية أكد أنه لن يعطي أطفاله المطعوم ، فحظي بالتصفيق ، تصور ثالثا، أن شريطا مسجلا باسم رئيس جمعية المهندسين الوراثيين ، يُحذر من خطر استخدام المطعوم، بذريعة أنه يحول الأطفال إلى “مثليين “، انتشر كالنيران بالهشيم ، السؤال :لماذا يُصدّق اغلبية الأردنيين هذه الدعوات، ولماذا يتصورون أن دولتهم ،وليس حكومتهم فقط ، تُضمر لهم الأذى والشرور؟‏لكي أفرد الموضوع بهدوء، سأتجاوز مسألتين مهمتين، الأولى :المناكفات السياسية التي طفت على السطح بين النخب السياسية ، هذه التي وظّفت المطعوم ،كما سبق ووظفت غيره ، لتصفية حساباتها ، و إضافة ما يمكن من رصيد لها لدى الشارع ، هذا الصراع كان واضحا في الجلسة التي عقدتها لجنة الصحة النيابية مؤخرا، ثم ما تلاها من تصريحات على وسائل الإعلام، أما المسألة الثانية فتتعلق بالصراعات التجارية بين أقطاب ” بزنس الدواء ” ، هذه التي تخوض حروبها لاقتناص عطاء ، أو حرمان شركة أخرى منه ، كل ذلك دون أي اعتبار لصحة الأردنيين ، وسلامة مجتمعهم .

‏لكي نفهم ما حدث ، بدأ برنامج التطعيم الوطني في بلدنا العام 1979 ، لم يعترض عليه أحد آنذاك، وقد سجلت نسبة المناعة الوطنية ضد مرض الحصبة تحديدا ، نحو 98% ، (تراجعت بعد كورونا إلى 80% ) ، وخلال الأعوام المنصرفة تم تسجيل 163 حالة ، مما استدعى إطلاق حملة التطعيم ، وبالتزامن معها انطلقت حملة التشكيك بالمطاعيم التي تقدمها الحكومة ، علما انها ( حملة التشكيك) برزت لأول مرة حين تم توزيع حبة “فيتامين “على طلبة المدارس لتحسين صحتهم الغذائي (2003 )، ثم تكررت بزخم أكبر مع جائحة كورونا (2020 )، حيث تبين أن نحو 40% ممن سجلوا على منصة التطعيم عزفوا عن أخذه.‏حالة التمنّع والتشكيك بالمطعوم ، تكشف عن حالة المجتمع أولا ، وعن علاقته مع إدارات الدولة ثانيا، كما تكشف عن الهوة بين التعليم والوعي ، وبين العلم والثقافة ، حين ندقق بحالة المجتمع نجد أن الرأي العام يتعرض لموجات من الزخم الإعلامي ، أورثته مزيدا من الاضطراب في المزاج ، و ولدت لديه ثقافة الخوف من المجهول ، حين ندقق بعلاقة المجتمع مع الادارات العامة ، نجد أن عنوان هذه العلاقة هو “افتقاد الثقة”، الأردنيون لا يثقون بما تقوله أو تفعله حكوماتهم، حتى لو كان ذلك يصب في مصلحتهم، أما حين ندقق بثقافة المجتمع، فسنجد أنها مرهونة لمنظومة من الأساطير والتخيلات التي رسخت فيه عقلية المؤامرة.‏كما غابت النخبة السياسية التي تمثل المجتمع عند الأزمات التي مر بها، غابت النخب الطبية التي تمثل أصوات الحكمة والعقلانيه عندما أثير الجدل حول المطعوم ، هذه مفارقة مفهومة ، لكن يكفي أن نتذكر أن انتصار حملة التشكيك سيحرم نحو 1.2 مليون مواطن من المناعة ضد الحصبة، وأن انتشار هذا الوباء -لا سمح الله- سيغرق المجتمع بمرض سريع الانتشار ، يكفي أن نتذكر ، ايضا، أن معظم ما قيل عن مصدر المطعوم ، وعدم مأمونيته واعتماده ، استند إلى معلومات غير صحيحة وناقصة، وأن ثمة معلومات أخرى صحيحة ،أكدتها جهات طبية محترمة ، ضاعت في الطريق ، يكفي أن نتذكر، ثالثا، أن مقولة “مؤامرة على أبنائنا” ، لا تستقيم مع المنطق ، أي منطق ، إذ لو أرادت الحكومة ،أي حكومة ، أن تفعل ذلك ، لوجدت ألف وسيلة ، واستهدفت ، مثلا ، مراجعي المراكز الحكومية( عددهم نحو 3,5 مليون مراجع)، وليس أطفال المدارس فقط .‏ نأخذ المطعوم أم لا ؟ هذا سؤال مخجل لا يجوز أن يتردد في نقاشاتنا العامة ، لأنه لا يخطر على بال عاقل أن يختلف الناس حول مواجهة وباء يمكن أن يهدد صحتهم وأعمارهم ، وهو مخجل ،أيضا ، لأن المسافة بين إدارات الدولة والمجتمع اتسعت كثيرا، لدرجة أن أغلبية الناس أصبحوا لا يتورعون عن اتهام المسؤولين عن إدارة شؤونهم بمحاولة إلحاق الضرر بهم، وربما الإجهاز عليهم ، وهو سؤال خطير ،أيضا ، لأنه لا يتعلق -فقط -بمطعوم ، وإنما قد يمتد إلى قضايا أكبر، ينقسم عليها المجتمع إلى فسطاطين: مشككين ومصدقين، انقسام المجتمع هو اسوأ وصفة لمواجهة الخطر ، اي خطر .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام

كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وداتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مجلسًا خاصًّا لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين؛ للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات.

وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ أكثر ما يميز المجتمع الماليزي تعدُّدُ الأعراق والأديان، محذرًا من خطورة استغلال بعض التَّيارات المتطرفة والمتشددة للتعددية، وتصويرها جهلًا على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات، مفنِّدًا زيف هذه الادِّعاءات؛ حيث استشهد فضيلته بتعاليم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين أنفسهم، الَّتي لخصها في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا، فذلك المسلمُ الذي له ذمَّة الله وذمة رسوله، فلا تَخفِرُوا الله في ذمته» أي: لا تخونوا.

وأوضح أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى وحدودها، وهي العلاقة المبنيَّة على الاحترام والتَّعايش المشترك، والتَّحلِّي بأخلاق الإسلام الذي لم يكتف بتحريم الاعتداء على الإنسان أيًّا كان دينه أو جنسه أو لونه، وإنَّما حرَّم الاعتداء على الحيوان والنبات والجماد، إلا فيما بيَّنَتْه الشريعة مما لا يعد اعتداء كذبح الحيوان لغرض الأكل وسد الجوع وبمقدار محدَّد، وأنَّ الإسلام وضع قواعد لحماية البيئة والمناخ، بما لا يسمح له من الاستجابة لشهواته ورغباته المادية، بما يؤثِّر سلبًا على البيئة، وأنَّه إذا كان الإسلام قد عُنِيَ بكل هذه الجوانب فكيف تكون عنايته بالإنسان حتى ولو كان غير مسلم!

وأكَّد أن مسؤولية إقرار وتعزيز التَّعايش السِّلمي بين أتباع الديانات المختلفة، تقع على عاتق كل فردٍ في المجتمع، ولا يمكن تحقيقُها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بشكل خاص والأديان بشكل عام، التي جاءت لإسعاد الإنسان وانتشاله من مخاطر تأليه المادة والسعي لإشباع الغرائز دون التنبه لما قد ينتج عن ذلك من حروب وصراعات، وأنَّ الدين هو السبيل الأوحد للتحكم في غرائز الإنسان وتوجيهها بما فيه مصلحته ومصلحة المجتمع.

وحذَّر شيخ الأزهر من بعض التيارات التي تحاول تغذية التعصُّب والكراهية بين المسلمين، وتزكية الصِّراعات المذهبية وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم لبعض القضايا التي تشغلهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم، وإعادة إحياء لصراعات وقضايا تؤرِّق المجتمع المسلم وتعمل على إضعافه وتشتته، وبث الفرقة والشقاق فيما بين أبنائه، مشددًا على أن الأولى في هذا الوقت الحرج أن تتجه الجهود لما فيه وحدة الأمَّة وتماسكها لتحقيق نهضتها المنشودة.

وحرص شيخ الأزهر على الاستماع لآراء بعض الشباب الماليزي ومناقشتهم فيها، والإجابة على تساؤلاتهم فيما يتعلق بالعلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي، وكيفية استثمار التعدديَّة لما فيه صالح الأمة، كما ناقش فضيلته بعض الفتيات عن حقوق المرأة في الإسلام، وكيف كفل الإسلام للمرأة حقَّها في التعليم والمشاركة الإيجابيَّة في الحياة الاجتماعية، وغير ذلك من الموضوعات التي كانت محل نقاش من الشباب الماليزي المشارك.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الماليزي، عن سعادته بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر في هذا اللقاء المهم، وتقديره لحرص فضيلته على مناقشة الشباب الماليزي في أفكارهم ومحاورتهم دون قيود، مؤكدًا أن بلاده ممتنة لفضيلة الإمام الأكبر ولفكر الأزهر الوسطي الذي صدَّرَ للعالم -ولا يزال- علوم الدين والدنيا، وأن ماليزيا حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأزهر الشريف، والاستفادة من برامج تدريب الأئمة التي تستضيفها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتمنياته بأن تكون زيارة شيخ الأزهر لماليزيا بداية لعدد غير محدود من المشروعات والمبادرة المشتركة مع الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • السياسات العامة والتحول الاجتماعي
  • ثقافة الطعام جوهر الهُوية
  • تفاصيل مثيرة بشأن اتهام البلوجر روكي أحمد ببث ونشر فيديوهات خادشة للحياء
  • طلب من ملك ماليزيا إلى شيخ الأزهر.. تفاصيل
  • ملك ماليزيا يوجه طلبا لشيخ الأزهر
  • «تراثنا الأصيل».. تعزز الوعي بالهوية الإماراتية
  • أبوظبي تطلق نموذج «مِديم» لأعراس النساء
  • ملك ماليزيا يطلب من شيخ الأزهر زيادة أعداد المبعوثين الأزهريين لهم
  • رئيس الوزراء الماليزي يحاوِر شيخ الأزهر حول وسطيَّة الإسلام
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام