صراحة نيوز:
2024-12-28@06:32:15 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

‏نأخذ المطعوم أم لا؟ سؤال مُخجل وخطير

صراحة نيوز – ‏حسين الرواشدة‏تصوّر أن في بلدنا “حملة وطنية ضد مطعوم الحصبة” ، انضم اليها آلاف المواطنين ، تصور ،أيضا ، أن رئيس لجنة الصحة النيابية أكد أنه لن يعطي أطفاله المطعوم ، فحظي بالتصفيق ، تصور ثالثا، أن شريطا مسجلا باسم رئيس جمعية المهندسين الوراثيين ، يُحذر من خطر استخدام المطعوم، بذريعة أنه يحول الأطفال إلى “مثليين “، انتشر كالنيران بالهشيم ، السؤال :لماذا يُصدّق اغلبية الأردنيين هذه الدعوات، ولماذا يتصورون أن دولتهم ،وليس حكومتهم فقط ، تُضمر لهم الأذى والشرور؟‏لكي أفرد الموضوع بهدوء، سأتجاوز مسألتين مهمتين، الأولى :المناكفات السياسية التي طفت على السطح بين النخب السياسية ، هذه التي وظّفت المطعوم ،كما سبق ووظفت غيره ، لتصفية حساباتها ، و إضافة ما يمكن من رصيد لها لدى الشارع ، هذا الصراع كان واضحا في الجلسة التي عقدتها لجنة الصحة النيابية مؤخرا، ثم ما تلاها من تصريحات على وسائل الإعلام، أما المسألة الثانية فتتعلق بالصراعات التجارية بين أقطاب ” بزنس الدواء ” ، هذه التي تخوض حروبها لاقتناص عطاء ، أو حرمان شركة أخرى منه ، كل ذلك دون أي اعتبار لصحة الأردنيين ، وسلامة مجتمعهم .

‏لكي نفهم ما حدث ، بدأ برنامج التطعيم الوطني في بلدنا العام 1979 ، لم يعترض عليه أحد آنذاك، وقد سجلت نسبة المناعة الوطنية ضد مرض الحصبة تحديدا ، نحو 98% ، (تراجعت بعد كورونا إلى 80% ) ، وخلال الأعوام المنصرفة تم تسجيل 163 حالة ، مما استدعى إطلاق حملة التطعيم ، وبالتزامن معها انطلقت حملة التشكيك بالمطاعيم التي تقدمها الحكومة ، علما انها ( حملة التشكيك) برزت لأول مرة حين تم توزيع حبة “فيتامين “على طلبة المدارس لتحسين صحتهم الغذائي (2003 )، ثم تكررت بزخم أكبر مع جائحة كورونا (2020 )، حيث تبين أن نحو 40% ممن سجلوا على منصة التطعيم عزفوا عن أخذه.‏حالة التمنّع والتشكيك بالمطعوم ، تكشف عن حالة المجتمع أولا ، وعن علاقته مع إدارات الدولة ثانيا، كما تكشف عن الهوة بين التعليم والوعي ، وبين العلم والثقافة ، حين ندقق بحالة المجتمع نجد أن الرأي العام يتعرض لموجات من الزخم الإعلامي ، أورثته مزيدا من الاضطراب في المزاج ، و ولدت لديه ثقافة الخوف من المجهول ، حين ندقق بعلاقة المجتمع مع الادارات العامة ، نجد أن عنوان هذه العلاقة هو “افتقاد الثقة”، الأردنيون لا يثقون بما تقوله أو تفعله حكوماتهم، حتى لو كان ذلك يصب في مصلحتهم، أما حين ندقق بثقافة المجتمع، فسنجد أنها مرهونة لمنظومة من الأساطير والتخيلات التي رسخت فيه عقلية المؤامرة.‏كما غابت النخبة السياسية التي تمثل المجتمع عند الأزمات التي مر بها، غابت النخب الطبية التي تمثل أصوات الحكمة والعقلانيه عندما أثير الجدل حول المطعوم ، هذه مفارقة مفهومة ، لكن يكفي أن نتذكر أن انتصار حملة التشكيك سيحرم نحو 1.2 مليون مواطن من المناعة ضد الحصبة، وأن انتشار هذا الوباء -لا سمح الله- سيغرق المجتمع بمرض سريع الانتشار ، يكفي أن نتذكر ، ايضا، أن معظم ما قيل عن مصدر المطعوم ، وعدم مأمونيته واعتماده ، استند إلى معلومات غير صحيحة وناقصة، وأن ثمة معلومات أخرى صحيحة ،أكدتها جهات طبية محترمة ، ضاعت في الطريق ، يكفي أن نتذكر، ثالثا، أن مقولة “مؤامرة على أبنائنا” ، لا تستقيم مع المنطق ، أي منطق ، إذ لو أرادت الحكومة ،أي حكومة ، أن تفعل ذلك ، لوجدت ألف وسيلة ، واستهدفت ، مثلا ، مراجعي المراكز الحكومية( عددهم نحو 3,5 مليون مراجع)، وليس أطفال المدارس فقط .‏ نأخذ المطعوم أم لا ؟ هذا سؤال مخجل لا يجوز أن يتردد في نقاشاتنا العامة ، لأنه لا يخطر على بال عاقل أن يختلف الناس حول مواجهة وباء يمكن أن يهدد صحتهم وأعمارهم ، وهو مخجل ،أيضا ، لأن المسافة بين إدارات الدولة والمجتمع اتسعت كثيرا، لدرجة أن أغلبية الناس أصبحوا لا يتورعون عن اتهام المسؤولين عن إدارة شؤونهم بمحاولة إلحاق الضرر بهم، وربما الإجهاز عليهم ، وهو سؤال خطير ،أيضا ، لأنه لا يتعلق -فقط -بمطعوم ، وإنما قد يمتد إلى قضايا أكبر، ينقسم عليها المجتمع إلى فسطاطين: مشككين ومصدقين، انقسام المجتمع هو اسوأ وصفة لمواجهة الخطر ، اي خطر .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

سؤال برلماني للحكومة حول أسباب ارتفاع أسعار الأسمدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقدمت النائبة سحر العشري، عضو مجلس النواب، بسؤال إلى المستشار حنفي جبالي رئيس البرلمان، لتوجيه إلى كلًا من رئيس الوزراء، ووزير الزراعة، بشأن وجود أزمة حالية في المنظومة الزراعية، قد تسبب ارتفاع أسعار في المنتجات الزراعية بالسوق المحلي.

وأوضحت عضو مجلس النواب،  أن الكثير من المزارعين اشتكوا من صعوبة تحمل تكاليف الأسمدة التي تؤثر على تكاليف الإنتاج الزراعي، مما قد يؤثر على الأسعار النهائية للمنتجات الزراعية.

وأضافت سحر العشري، رغم عدم تحرك أسعار الأسمدة المدعمة والتى يبلغ سعر الطن منها حوالى 4800 جنيهًا، إلا أنه يصل سعر الطن بالأسواق الحرة حوالى 21 ألف جنيهًا. 
وتابعت: هنا أطرح سؤالا، ما سبب أزمة رفع سعر السماد هل نقصه من السوق، أم التجار ؟ خاصةّ أن الإقبال على شراء الأسمدة في الشتاء أقل من الصيف، فما سبب الأزمة إذن ؟ وهل حلّت الحكومة مشكلة إمدادات الغاز التي أثرت على صناعة الأسمدة ؟.

وبناءّ عليه، طالبت عضو مجلس النواب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة، بتوضيح الأمر حتى لا تتفاقم الأزمة وتظهر سوق سوداء ومشكلة ارتفاع أسعار المنتجات والسماح المستغلين بالربح على حساب المواطن ما يزيد من أعبائه.

مقالات مشابهة

  • مؤسس حملة تطهير المجتمع: أغاني حمو بيكا تستوجب مساءلته جنائيا
  • إبداعات|| شمس الروح.. سامي أبو الفتوح - قنا
  • في خرق جديد وخطير..العدو يشن 3 غارات على قوسايا في البقاع اللبناني
  • سؤال برلماني للحكومة حول أسباب ارتفاع أسعار الأسمدة
  • كلية العلاج الطبيعي بجامعة القناة تطلق حملة توعوية عن أضرار البلاستيك وإعادة تدويره
  • «سلامة الطفل» تبدأ حملة «سلامتهم أولاً» بأكثر من 20 فعالية
  • «اتحقق قبل ما تصدق».. حملة للتوعية بمخاطر الشائعات بمجمع إعلام بنها
  • إعلام الداخلة بالوادي الجديد يفتتح حملة اتحقق قبل ما تصدق للتوعية بمخاطر الشائعات
  • جمعية أصدقاء مرضى الكلى تواصل حملة “بالماء تزهر الحياة”
  • “سلامة الطفل” تبدأ حملة “سلامتهم أولاً” بأكثر من 20 فعالية شاملة لحماية الأطفال وتعزيز ثقافة الوقاية في فصل الشتاء