الشاب "مسعف" يحول حقل الجوافة إلى مشروع ريادي
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
رام الله - خاص صفا
منذ ثلاث سنوات أخذ الشاب معن صايل مسعف (26 عاما) بزراعة جزء من أرضه بأشتال الجوافة، كتجربة أولى لتوجهه في استغلال الأرض.
والشاب مسعف من قرية مزارع النوباني شمال رام الله والذي يعمل في مجال كهرباء المنازل، بدأ خطوته لإعمار أرضه بأشتال الجوافة، فسارع لإصلاحها وتسييجها ومد خطوط المياه في حينه.
ويقول مسعف في حديث لـ"صفا" إن "أشجار الجوافة بحاجة لحرارة ورطوبة عالية وماء وفير كي تنجح وتعطي محصولًا جيدًا ولذيذًا".
ويوضح مسعف أن حرارة قريته معتدلة كونها منطقة جبلية، وذات رطوبة ليست بالعالية، مثل المناطق الساحلية أو القريبة من الساحل كمدينة قلقيلية التي تشتهر بإنتاج الجوافة في فلسطين.
ويلفت المزارع الشاب إلى أنه استفاد من الينابيع وعيون الماء المنتشرة في قريته، الأمر الذي ساعده على نمو الأشجار والتي أخذت بالإنتاج في العام الثاني.
ويتطرق إلى وفرة الإنتاج هذا الموسم، وبدء تسويق الثمار في قريته، ما شجعه للبدء بتوسعة الحقل وزراعة المزيد من الأشتال.
ويقول: "تحتاج أشجار الجوافة لكميات ماء كبيرة، وقمت بمد خطوط من عيون الماء، الأمر الذي ساعد على حمل الأشجار بكثافة مقارنة بالعام الماضي، وبدأت بتسويق الجوافة في القرية".
ويتحدث مسعف بغرابة "كان ثمر الجوافة لذيذ جدًا، استدعى إقبال الكثير من الناس على شرائه، وزاد الطلب عليه".
ويكمل "سأعمد إلى توسعة الأرض وإصلاح المزيد منها والمباشرة بزراعة أشتال جديدة، لعمل مشروع متكامل لتصدير الجوافة للقرى المجاورة وجميع محافظة رام الله".
ويبين مسعف أنه يبيع كيلو الجوافة بـ 10 شواقل، مضيفًا أنه يحقق ربحًا مقبولًا، وما يساعده في ذلك وفرة المياه من الينابيع دون الحاجة لشرائها، والشروع بتشتيل البذور، دون شراء أشتال من مناطق أخرى، إذ يصل سعر الشتلة أكثر من 100 شيقل.
ويؤكد مسعف نجاح زراعة الجوافة كخطوة أولى، للبدء بتوسيع مزرعته، كمشروع دائم يحقق مردود مادي من خلال استغلال الأرض والمياه.
وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بالجوافة في الضفة الغربية وقطاع غزة ٤ آلاف دونمًا، إذ تحتل محافظة قلقيلية المرتبة الأولى بأكثر من نصف الإنتاج.
وتتميز الجوافة بارتفاع أسعارها طوال الموسم، خصوصًا في محافظات الضفة، وتشهد ارتفاعًا كبيرًا بداية الموسم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الجوافة مشروع ريادي رام الله
إقرأ أيضاً:
الصرخة مشروع تحرر وجهاد
إن أولى خطوات التحرر الحقيقي تبدأ بكسر حاجز الصمت والخوف، وتبني الموقف الذي يرفض الهيمنة والتسلط من أي جهة كانت، وكان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) أول من أدرك هذه الحقيقة بوعيٍ فذ. فإطلاقه لشعار “الصرخة” كان أكثر من مجرد كلمات تقال، بل كان إعلانًا عمليًا لموقف جهادي شجاع، يعبّر عن البراءة من أعداء الله، ويعيد للأمة هويتها القرآنية التي حاول الاستكبار العالمي أن يطمس معالمها.
ففي مواجهة الظلم الذي يطال الأمة الإسلامية من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، كانت الصرخة بمثابة تجسيد لروح الثورة والرفض. لم تكن مجرد كلمات تردد في لحظات عاطفية، بل كانت دعوة صادقة ونداء مدوٍ في مواجهة الظلم والعدوان. ومع مرور الأيام، أثبتت الصرخة قدرتها على أن تكون أداة تحررية فعالة، تساهم في إعادة بناء الوعي الجمعي للأمة، وتبعث في نفوسها روح العزة والكرامة.
وفي فكره الثوري، لم يكن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ينظر إلى الصرخة ككلمات وحسب، بل كانت بالنسبة له مشروعًا جهاديًا حقيقيًا يساهم في تحفيز الأمة للتصدي للأعداء. ففي تلك اللحظات الصعبة التي كان يعصف فيها الخوف والجمود بالأمة، كان يطرح هذا السؤال الجوهري: “هل نحن مستعدون للعمل؟” ويقدم الجواب القاطع: “انطلقوا بالصرخة!” ليبث في قلوب الأمة قوة وعزيمة.
وتتجلى أهمية الصرخة في كونها ليست مجرد شعار سياسي أو إعلامي، بل هي إعلان للموقف الجهادي، وكسر للجمود الفكري الذي حاول الأعداء أن يغرسوه في الأمة. إن إطلاق هذه الصرخة على مرأى ومسمع من العالم كان بمثابة تحدٍ هائل لقوى الاستكبار، وأداة قوية في معركة الوعي والهوية. الصرخة كانت مصدرًا لإشعار الأمة بضرورة التحرك الجاد، وترك كل أشكال التحلل والتراخي.
ورغم بساطة الكلمات التي تضمنها الشعار، إلا أن له تأثيرًا عميقًا في نفوس الأعداء، حيث كان يعكس التحدي والرفض لكل محاولات التسلط. ولعل من أعظم مفاهيم هذه الصرخة هو أنها تأتي في وقت كان فيه الإعلام الغربي يحاول تزوير الحقائق وفرض رواياته المشوهة عن الإسلام والمسلمين. في مواجهة هذا، كانت الصرخة بمثابة جرس إنذار، يفضح ما يدور خلف الستار من مؤامرات، ويكشف الوجه الحقيقي للعدو.
وأكد الشهيد القائد أن الصرخة ليست مجرد إعلان لحالة رفض، بل هي جزء من جهادٍ فكري وأيديولوجي طويل. ففي معركة الأفكار، كان هدفه أن يثبت في أذهان الأمة أن أمريكا هي عدوها الأول، وأن إسرائيل هي المصدر الأساسي للشر والفساد في الأرض. هذه المفاهيم، التي حاول الإعلام الأمريكي أن يروجها، كانت بحاجة إلى مواجهة جادة. ولذلك كانت الصرخة الأداة التي تنبه الأمة لما يحاك ضدها، وتنبه أعداءها إلى أن الأمة الإسلامية لن تبقى صامتة إزاء الجرائم التي ترتكب بحقها.
ومن خلال تكرار هذه الصرخة في مختلف الأوساط، كان الشهيد القائد (رضوان الله عليه) يدعو الأمة إلى أن تكون هي المبادرة في نشر هذه الرسالة، وتوسيع تأثيرها إلى أبعد مدى. فكلما زادت الأصوات التي تردد هذا الشعار، كلما زادت قوة التأثير النفسي على الأعداء، وأصبح من الصعب على القوى الاستكبارية أن تتجاهل هذه الرسالة الجهادية العميقة. وعندما تردد الأمة هذا الشعار في كل مكان، فإنها تؤكد على رفضها لكل أشكال الاستعباد والهيمنة، وتعلن رفضها للمشاركة في المؤامرات التي تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية.
ويستمر الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في التأكيد على أن الصرخة لا تقتصر على كونها جهادًا معنويًا فقط، بل هي جزء من جهاد شامل يشمل كل المجالات. فعندما يتبنى المسلمون هذا الشعار في حياتهم اليومية، فهم يرسخون في أنفسهم مواقفهم الثابتة تجاه قضايا الأمة. وهذه الصرخة تُعد جهادًا اقتصاديًا ونفسيًا، يؤثر على القوى الاستكبارية بشكل يفوق القوة العسكرية في بعض الأحيان.
وقد أكد الشهيد القائد (رضوان الله عليه) أن المقاطعة الاقتصادية جزء من هذا الجهاد الشامل في سبيل الله، وأنها أداة قوية تكشف حجم التبعية التي فرضها الاستكبار على الأمة، وتُظهر قدرتها على التأثير على أعدائها من خلال قطع تدفق الأموال التي يستخدمها هؤلاء الأعداء في تنفيذ مؤامراتهم. وبالتالي، فإن المقاطعة الاقتصادية تندرج ضمن مفهوم الجهاد الحقيقي في وقتنا الحاضر، حيث تُعتبر سلاحًا اقتصاديًا ونضاليًا لا يقل أهمية عن الجهاد العسكري.
وكان الشهيد القائد يؤمن أن هذه الصرخة ليست مجرد كلمات تردد بلا معنى، بل هي أداة تحررية تسهم في كسر العزلة التي فرضتها قوى الاستكبار على الأمة، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة من الصمود والمقاومة. فكلما علت الصرخة في سماء الأمة، كلما قربت لحظة النصر على الأعداء، وأصبح المستقبل أكثر إشراقًا.
وفي الختام، يمكن القول إن الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) هي أكثر من مجرد شعار يردد في مناسبات معينة، بل هي مشروع تحرري شامل، يدعو الأمة إلى الاستيقاظ من سباتها، وتبني الموقف الجهادي بكل أبعاده. هي صرخة عز وفخر، ومفتاح لتحرير الأمة من قيود الهيمنة الاستكبارية، ودعوة للعمل الجاد في مواجهة أعداء الله، لنكون أمة حية، ترفض الظلم والعدوان، وتؤمن بأن النصر لا يأتي إلا بالتحرك الفعّال، والعمل الجاد، والتمسك بالهوية القرآنية التي أراد لها الله أن تكون منبع عزتنا وقوتنا.