DW عربية:
2025-03-17@06:25:18 GMT

مفوض شؤون شرق ألمانيا لـ DW: الوحدة اكتملت لكنها غير مثالية

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

تشير الحكومة الألمانية إلى تحقيق الكثير من الإنجازات بعد ثلاثة وثلاثين عاما من الوحدة الألمانية

باتت ألمانيا كيانا سياسيا موحدا بعد أكثر من ثلاثة عقود على سقوط جدار برلين فيليلة التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1989، بيد أنه ورغم هذا الإنجاز السياسي، إلا أن خطوط الصدع مازالت قائمة، وفقا لما ذكره مفوض الحكومة الألمانية لشؤون شرق ألمانيا، كارستن شنايدر، في مقابلة مع DW.

وقال شنايدر إن "إعادة توحيد شطري ألمانيا قد اكتملت، لكنها ليست مثالية"، مضيفا أنه من الضروري أن يترسخ مفهوم الوحدة بالكامل في أذهان سكان البلاد.

تزامن حديث شنايدر مع صدور تقرير سنوي يسلط الضوء على الوحدة الألمانية قبل احتفاء البلاد بمرور 33 عاما على الوحدة الألمانية في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول.

مختارات سائق عربي لمترو برليني يروي مشاهد مثيرة من ليلة سقوط الجدار شخصيات صنعت الوحدة الألمانية محطات الوصول إلى الوحدة الالمانية

فجوة في الثروة بين شطري ألمانيا؟

وشدد شنايدر على أنه جرى إدخال تعديلات على منظومة المعاشات التقاعدية لتكون على قدم المساواة في جميع أنحاء ألمانيا بحلول نهاية العام الجاري، مضيفا أن الأمر يعد أحد أبرز النجاحات.

الجدير بالذكر أن التفاوت في معاشات التقاعد ظل بمثابة نقطة تذمر بين الكثيرين منسكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة التي كانت خاضعة للنظام الشيوعي.

وأقر شنايدر بأنه في الوقت الذي صبت فيه زيادة الحد الأدنى الفيدرالي للأجور في صالح موظفي الولايات الألمانية التي كانت تشكل ألمانيا الشرقية، إلا أن "الفجوة بين الرواتب والثروات ما زالت قائمة". يشار إلى أنه في عام 2022، كان متوسط الراتب السنوي في ولايات غربي البلاد أعلى بأكثر من 12 ألف يورو (12670 دولارًا) مقارنة بالرواتب السنوية في الولايات في شرقي ألمانيا، وتظهر معدلات الادخار هذا التفاوت بشكل جلي.

وخلال عام 2021، تفوق المتوسط الادخاري في غرب ألمانيا بأكثر من ثلاثة أضعاف (127.900 يورو) مثيله في شرقي البلاد، وفقا لبيانات البنك الفيدرالي الألماني، أي البنك المركزي.

كارستن شنايدر يرى أن الإجراءات السياسية ليست كافية لوحدها لتجاوز كافة الفوارق بين شرقي ألمانيا وغربها

التحول الاقتصادي

وقال شنايدر إنه يتوقع نموا اقتصاديا كبيرا في أنحاء شرق ألمانيا التي يعتبرها مركزا للاستثمارات في مجال أشباه الموصلات، حيث أن شركة الرقائق الأمريكية العملاقة "انتل" تخطط لإنشاء مصنع للرقائق بقيمة 30 مليار يورو في مدينة ماغديبورغ، عاصمة ولاية ساكسونيا أنهالت، في واحدة من أكبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تاريخ ألمانيا.

وأضاف "سوف تتخذ ولايات شرق ألمانيا خطوات متسارعة لكي تلحق بركب الصناعة والوظائف خلال العقود المقبلة، لا يمكن أن ينجح التحول في الطاقة في ألمانيا إلا من خلال شرق البلاد بفضل موقعها الإنتاجي الرئيسي للطاقة المتجددة".

ومع ذلك، قال مكتب الإحصاء الفيدرالي إنه من المتوقع أن يتراجع عدد الأشخاص في سن العمل في شرقي ألمانيا بشكل واضح في العقود المقبلة.

وقالت المكتب إنه في نهاية عام 2022، كان هناك حوالي 51,4 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما في جميع أنحاء ألمانيا، منهم 7,2 مليون يعيشون في ولايات شرق ألمانيا باستثناء برلين. وسيشهد العقدان القادمان انخفاضا في عدد هذه الفئة العمرية في شرقي البلاد بما يتراوح ما بين 560 ألف و1,2 مليون في حين سيبلغ هذا الرقم 2,1 مليون بحلول عام 2070.

وفيما يتعلق بغرب ألمانيا، كان من المتوقع أن تشهد الولايات في غربي البلاد انخفاضا مماثلا، إلا أن ارتفاع معدلات الهجرة، قلل من تداعيات ذلك بشكل لافت وجعل القضية أقل أهمية مقارنة بالولايات الشرقية.

يوم الوحدة الألمانية: 32 عاماً على إعادة توحيد شطري ألمانيا

التعددية وتزايد دعم اليمين الشعبوي!

وفي إجابته على سؤال عن أسباب الدعم المتزايد لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بين سكان شرق ألمانيا، أكد شنايدر على أن هناك تفوقا دائما للأحزاب الديمقراطية في جميع الانتخابات في شرقي البلاد. ورغم اعترافه بخطر تزايد شعبية الأحزاب اليمينية، إلا أنه قال: من المهم عدم اختزال سكان شرق ألمانيا في دعم فئة منهم لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.

الجدير بالذكر أن دراسة حديثة أجرتها جامعة لايبزيغ كشفت عن أن حوالي ثلث سكان شرق ألمانيا يعتقدون أن هناك حاجة إلى "زعيم قوي" لحكم البلاد فيما يعتقد 60 بالمائة منهم أن عدد الأجانب في البلاد مرتفع للغاية.

من جانبه، أشار شنايدر إلى زيادة معدلات الشمولية والتنوع في شرق ألمانيا، قائلا إن نسبة الألمان المولودين خارج ألمانيا ويعيشون في مدينة إرفورت، مسقط رأسه، قد ارتفعت من 2 بالمائة قبل 10 سنوات إلى 18بالمائة في الوقت الراهن. وقال إن "التعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة سوف يساعد على زيادة الوعي ما يمهد الطريق أمام اختفاء الأحكام المسبقة بسرعة كبيرة".

مدى نجاح الوحدة؟

وكشف التقرير السنوي الذي يسلط الضوء الوحدة الألمانية عن أنه في الولايات التي كانت تشكل "جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة"، يتمتع "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بحضور في المناطق الريفية، التي تعاني في كثير من الأحيان من تقلص في عدد السكان وانخفاض مستويات الخدمات العامة.

من جانبه، قال شنايدر إن الاختلافات بين المناطق الحضرية والريفية في جميع أنحاء ألمانيا أكثر وضوحا في شرقي البلاد، معترفا بأن وجود تباين في الأراء بين سكان شرقي البلاد وغربها حيال نتائج الوحدة خاصة وأن استطلاعا حديثا كشف عن أن 57 بالمائة من الألمان يعتقدون أن شطري البلاد لم "ينموا معا".

وفي ذلك، شدد شنايدر على أن الإجراءات السياسية ليست كفيلة لوحدها لتجاوز كافة الفوارق، مضيفا أنه "يجب أن ينبع ذلك من المجتمع نفسه وان يُظهر الاهتمام به. أعتقد أن العديد من سكان شرقي البلاد يشعرون في كثير من الأحيان بالخداع إلى حد ما ومعاملتهم باستعلاء، رغم غياب أي سبب لهذا الاعتقاد. لذا أرغب في تعزيز التبادل والمعرفة بين سكان شرقي البلاد وغربها".

فيرينك جال /  م. ع

 

تاريخ 03.10.2023 مواضيع إعادة توحيد ألمانيا, دويتشه فيله , الانتخابات البرلمانية الألمانية 2021 كلمات مفتاحية الوحدة الألمانية, مفوض الحكومة الألمانية لشؤون شرق ألمانيا, كارستن شنايدر, توحيد شطري ألمانيا, ذكرى الوحدة الألمانية, فجوة الثروة بين شطري ألمانيا, جمهورية ألمانيا الاتحادية, دويشته فيله, DW عربية, تنامي الشعبوية, شرق ألمانيا, أخبار ألمانيا تعليقك على الموضوع: إلى المحرر طباعة طباعة هذه الصفحة الرابط https://p.dw.com/p/4X0wA مواضيع ذات صلة في صور..ألمانيا تحتفل بـ33 عاماً على الوحدة 03.10.2023

قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. ملف الصور التالي يسلط الضوء على حقبة حاسمة.

ما هي الأسلحة التي أرسلتها ألمانيا إلى أوكرانيا؟ 02.10.2023

تدعم ألمانيا أوكرانيا بذخيرة وأسلحة متنوعة خفيفة وثقيلة كالمدرعات والمدافع، لكن لماذا لم توافق على تزويدها بصواريخ تاوروس حتى الآن؟ في هذا التقرير نلقي نظرة على أهم الأسلحة التي تم تقديمها إلى أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

كيف تخطط الدول الأوروبية لإيقاف توافد طالبي اللجوء؟ 02.10.2023

زيادة ملفتة في أعداد طالبي اللجوء المتوافدين على ألمانيا. وهو ما يزيد الضغوط على السلطات بشأن توفير الرعاية لهم. المواقف بشأن سياسة الهجرة بدأت تتغير. والدنمارك باتت في سياسة الهجرة واللجوء نموذجا للعديد من الدول.

تاريخ 03.10.2023 مواضيع إعادة توحيد ألمانيا, دويتشه فيله , الانتخابات البرلمانية الألمانية 2021 كلمات مفتاحية الوحدة الألمانية, مفوض الحكومة الألمانية لشؤون شرق ألمانيا, كارستن شنايدر, توحيد شطري ألمانيا, ذكرى الوحدة الألمانية, فجوة الثروة بين شطري ألمانيا, جمهورية ألمانيا الاتحادية, دويشته فيله, DW عربية, تنامي الشعبوية, شرق ألمانيا, أخبار ألمانيا إلى المحرر طباعة طباعة هذه الصفحة الرابط https://p.dw.com/p/4X0wA الرئيسية أخبار سياسة واقتصاد ثقافة ومجتمع علوم وتكنولوجيا بيئة ومناخ صحة رياضة تعرف على ألمانيا منوعات   المواضيع من الألف إلى الياء صوت وصورة بث مباشر جميع المحتويات أحدث البرامج تعلُّم الألمانية دروس الألمانية الألمانية للمتقدمين Community D علّم الألمانية تلفزيون جدول البرامج برامج التلفزيون اكتشف DW رسائل إخبارية خدمات التنزيل DW موبايل استقبال البث شروط الاستخدام

© 2023 Deutsche Welle | حماية البيانات | توضيح إمكانية الوصول | من نحن | اتصل بنا | نسسخة المحمول

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الوحدة الألمانية جمهورية ألمانيا الاتحادية شرق ألمانيا أخبار ألمانيا الوحدة الألمانية جمهورية ألمانيا الاتحادية شرق ألمانيا أخبار ألمانيا الحکومة الألمانیة جمهوریة ألمانیا فی شرقی البلاد إعادة توحید شرق ألمانیا سکان شرق فی جمیع فی شرق إلا أن

إقرأ أيضاً:

تقلبات الأسعار تكبد الأسر الألمانية تكاليف إضافية بالمليارات

ألمانيا – أدت التقلبات الشديدة في أسعار السلع اليومية الأساسية إلى تكاليف إضافية كبيرة للمستهلكين الألمان عاما بعد عام.

ووفقا لحسابات مصرف “باركليز”، بلغ إجمالي هذه التكلفة الإضافية العام الماضي 73.2 مليار يورو، أي 1754 يورو لكل أسرة.

وعلى الرغم من أن هذا أقل بكثير من عام 2022 (5 آلاف يورو تكاليف إضافية لكل أسرة) وعام 2023 (2268 يورو)، فإن التكلفة الإضافية الناجمة عن تقلبات الأسعار في 2024 كانت أيضا أعلى من متوسط الأعوام من 2015 إلى 2021 والبالغ 1443 يورو.

ويستند التحليل إلى بيانات من مكتب الإحصاء الاتحادي تتعلق بحوالي 700 منتج وخدمة تشكل مؤشر أسعار المستهلك. وعبر التقلبات الشهرية في أسعار المنتجات والإنفاق الاستهلاكي الفعلي يحدد “باركليز” التكاليف التي يتحملها المستهلكون كل عام بسبب تقلبات الأسعار.

ويضطر المستهلكون إلى تقبل ارتفاع أسعار العديد من المنتجات، مثل المواد الغذائية والطاقة والنقل، وذلك نظرا لمحدودية قدرتهم على تحديد وقت شراء مثل هذه السلع والخدمات الرئيسية.

في المقابل، يختلف الوضع بالنسبة للسلع الاستهلاكية، حيث أظهر التحليل أن أسعار الملابس والأزياء في الشهر الذي شهد أدنى أسعار لتلك المنتجات في ألمانيا العام الماضي تراجعت بنسبة 9.5% مقارنة بالشهر الذي شهد أعلى سعر لتلك المنتجات في عام 2024.

وبالنسبة للسلع الكهربائية كان الفارق 5%، وبالنسبة للسلع المنزلية وأدوات الحدائق كان الفارق 4.9%. وشهدت أسعار السيارات وإكسسواراتها تقلبات بنسبة 3.6%.

المصدر: د ب أ

Previous المغرب: استثمارات الطاقات المتجددة تبلغ ملياري دولار Related Posts المغرب: استثمارات الطاقات المتجددة تبلغ ملياري دولار إقتصاد 15 مارس، 2025 إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران الثلاثاء إقتصاد 15 مارس، 2025 أحدث المقالات تقلبات الأسعار تكبد الأسر الألمانية تكاليف إضافية بالمليارات المغرب: استثمارات الطاقات المتجددة تبلغ ملياري دولار إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران الثلاثاء استئناف رحلات بحرية بين موانئ بالمغرب وإسبانيا جميعة تركية تقيم مأدبة إفطار لـ1500 صائم في المسجد الأقصى

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • العقلية الألمانية.. وثقافة الفوز
  • منظمة العفو: الفرصة كانت متاحة لإيطاليا لمحاكمة قادة المليشيات لكنها اختارت إطلاق انجيم
  • فعاليات "قمرة" الرمضانية.. وجهة مثالية للعائلات في الحدود الشمالية
  • الذايدي: الهلال قدم مباراة مثالية أمام التعاون
  • تقلبات الأسعار تكبد الأسر الألمانية تكاليف إضافية بالمليارات
  • مطبخ رمضان| مناقيش الجبن الشهية وصفة مثالية لسحور رمضاني خفيف ولذيذ.. شاهد
  • غزة تموت جوعًا لكنها لا ولن تركع.. التجويع في رمضان
  • القيادات الجديدة لمفوضية الاتحاد الأفريقي تتولى مهام عملها رسميا
  • ارتفاع حاد في حالات إفلاس الشركات الألمانية وسط الركود
  • مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة "كبح الديون" في البلاد