أول جهاز لعلاج السرطان.. هل يلبي احتياجات المرضى شمالي سوريا؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
شمال سوريا- فرحة بالغة غمرت حسن الدريبي (60 عاما) لحظة تلقيه خبر دخول أول جهاز لعلاج الأورام السرطانية إلى مدينة عفرين بريف حلب شمالي سوريا.
يعاني الدريبي سرطان الحنجرة، ويتلقى العلاج الدوري في المشافي التركية عبر معبر باب الهوى، لكنه واجه مؤخرا إغلاق المعبر، مما أسهم في تفاقم مرضه.
ويقول -في حديث للجزيرة نت- إن دخول هذا الجهاز يسهم في وقف تحكم المشافي بحياة المرضى، وكذلك التخلص من المصاريف الباهظة التي يحتاجها المريض لحظة دخوله من معبر باب الهوى باتجاه تركيا.
وأضاف المريض السوري أن الجهاز يلبي احتياجات معظم المرضى، ويوجد في منطقة تُعتبر في المنتصف جغرافيا للمرضى الذين يعيشون في ريفَي حلب وإدلب، لذلك فإنه سيوفر كثيرا من تكاليف المواصلات.
والسبت الماضي، أدخلت منظمة الأمين للمساندة الإنسانية، بالتعاون مع منظمة الصحة التركية، جهازا إشعاعيا لمعالجة الأورام السرطانية إلى المشفى العسكري في مدينة عفرين الواقعة بريف حلب.
وحسب المنظمة، فإن الهدف من إدخال هذا الجهاز هو تخفيف المعاناة عن مرضى السرطان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
في هذا السياق، قال المنسق الطبي للمنظمة الإنسانية طراف الطراف إنه تم تسليم الجهاز إلى مشفى عفرين العسكري بالتنسيق مع وزارة الصحة التركية، ومن المقرر بدء العمل به بعد 3 أشهر، عند اكتمال البناء، ومن المتوقع أن يتم استقبال المرضى مطلع العام المقبل 2024.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الطراف أنه سيتم استقبال المرضى من جميع مناطق شمال غرب سوريا، ويمكن أن تقدَّم لهم خدمات طبية وعلاجية عن طريق هذا الجهاز، وذلك ضمن المركز المخصص لعلاج الأورام السرطانية.
وتوقع أن يوفر هذا الجهاز على المرضى عناء الذهاب إلى المشافي التركية وتقديم العلاج لهم بتقنيات حديثة، حيث يتم توفير كوادر متدربين وفق أحدث المعايير، وكادر طبي تقني مدرب بأحدث المعايير لتقديم العلاج اللازم.
ويُعد هذا الجهاز أول جهاز إشعاعي لعلاج الأورام السرطانية يتم إدخاله إلى الشمال السوري، بعد حملة شعبية واسعة للتضامن مع مرضى السرطان، إثر إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
ويبلغ عدد مرضى السرطان الموثقين شمال غربي سوريا 3100 مريض، منهم نحو 600 شخص وثقت إصابتهم بالسرطان بعد الزلزال الذي ضرب شمال سوريا فبراير/شباط الماضي.
وفي هذا الإطار، يشرح مدير الصحة في إدلب زهير قراط خصائص الجهاز الطبي، قائلا إن "الجهاز يُدعى المسرع الخطيّ، ويستعمل لعلاج بعض الأنواع السرطانية التي تحتاج تدخلا شعاعيا مع الكيميائي، وكذلك تم إدخال جهاز البتسكان وهو جهاز لأخذ صور شعاعية لكامل الجسم، للتحري والكشف المبكر لكامل السرطانات".
وأشار قراط -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الجهاز لا يلبي احتياجات جميع مرضى السرطان، ولكنه يلبي 70% منها، وهناك بعض أنواع العلاج الكيميائي والمناعي غير متوفرة، وتحتاج للعلاج في المشافي التركية.
وأضاف "نحن في المستقبل بحاجة إلى جهاز آخر في مناطق إدلب، أما بالنسبة للكلفة التشغيلية فهي ليست عالية، ويمكن تأمينها، ولكنه يحتاج لصيانة دورية، لأنه حسّاس جدا".
وكان نشطاء سوريون يعملون في المجال الطبي والإنساني والإعلامي والإغاثي قد أطلقوا حملة يوليو/تموز الماضي بعنوان "أنقذوا مرضى السرطان"، وذلك لحثّ السلطات التركية على السماح لمرضى السرطان في مناطق شمال غربي سوريا بالدخول إلى تركيا لتلقي العلاج.
وتداول عدد من الإعلاميين السوريين تسجيلات مصورة يحلقون فيها رؤوسهم تضامنا مع الأطفال المصابين بالمرض، الذين أبدى بعضهم الخجل والرهاب من المجتمع عقب تساقط شعرهم.
وأكد الناشط السوري محمد الفيصل الذي شارك في الحملة، للجزيرة نت، أن دخول هذا الجهاز يُعتبر ضمن سلسلة من الإنجازات في ملف مرضى السرطان شمالي سوريا، وذلك بعد الحملة الإعلامية التي تكللت بالنجاح، وتمكنت من إعادة إدخال المرضى للمشافي التركية.
وأضاف الفيصل أنه تم جمع مبلغ قدره 500 ألف دولار عبر حملة على مواقع التواصل، من أجل مصاريف إعالة المرضى الذين يذهبون للعلاج في المشافي التركية، إذ يتم تسليم كل مريض مبلغا قدره 4 آلاف ليرة تركية قبل الذهاب للعلاج، وكذلك ثمن شراء جرعات دواء للمرضى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأورام السرطانیة مرضى السرطان للجزیرة نت هذا الجهاز
إقرأ أيضاً:
تنمية مستدامة .. عرض مشروعات جهاز مستقبل مصر أمام رئيس الوزراء
استمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوزراء والمسئولون المرافقون له اليوم، خلال زيارتهم لمشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إلى عرض تقديمي حول مشروعات ومجالات التنمية للجهاز في جميع أنحاء الجمهورية.
وأوضح الدكتور بهاء الدين الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الفلسفة الاقتصادية لجهاز مستقبل مصر التي تقوم على تعمير الصحراء، وزيادة الرقعة الزراعية، وتحويل الخام إلى منتج صناعي، وزيادة الإنتاج المحلي، بالإضافة إلى خلق مجتمعات عمرانية على أسس التنمية، وتحويل الاقتصاد الزراعي لقاطرة تنمية اقتصادية، فضلا عن جذب الاستثمارات الأجنبية، ودعم موارد الدولة من المكون الأجنبي.
وأكد الرائد أحمد الشحات، من جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، خلال العرض التقديمي، أن الجهاز يعمل ضمن خطط تنموية للدولة؛ بهدف زيادة الرقعة الزراعية للدولة المصرية، عن طريق استهداف مساحة 4,5 مليون فدان بحلول عام 2027 بمشروعات تنموية في جميع أنحاء الجمهورية في كل من: (الدلتا الجديدة، والسادات، والمنيا، وبنى سويف، والصوب الزراعية بالدلتا الجديدة، واللاهون، وأسوان، والداخلة والعوينات، وشرق العوينات، وسيناء، موضحا أيضا أن مشروعات التنمية الزراعية في سيناء لها أهمية كبيرة للدولة؛ حيث تسهم في التشغيل والمساهمة المجتمعية.
وأضاف: يعمل الجهاز على تحقيق أقصى استفادة وتحقيق مبدأ القيمة المضافة من المحاصيل الزراعية؛ من خلال عمليات التصنيع الزراعي بإنشاء عدة مصانع كمرحلة أولى بالمنطقة الصناعية بالدلتا الجديدة، وهي: مصنع المركزات، ومصنع الأعلاف، ومصنع البصل والثوم والمجفف، ومصنع البطاطس نصف المقلية، ومصنع سكر، بالإضافة إلى الخضراوات المجمدة.
وأوضح الرائد أحمد الشحات أنه استكمالا للرؤية التنموية للقيادة السياسية، قام الجهاز بإنشاء سوق جملة لوجيستية بالدلتا الجديدة على مساحة 500 فدان، وتحتوي السوق على (أسواق الخضراوات والفواكه والبقوليات والسمك وثلاجات الموز - فواكه موسمية - مخازن تبريد - بورصة الحاصلات الزراعية - محطة تصدير)، بالإضافة إلى عدة مبان إدارية وخدمية، حيث تستهدف السوق تداول المنتجات والحاصلات الزراعية المنتجة من الدلتا الجديدة، كما تحقق سهولة الوصول شمالاً إلى الدلتا القديمة وجنوباً لمحافظات الصعيد.
وتطرق الشحات إلى مشروعات الثروة الحيوانية، التي يصل إجمالي طاقتها الإنتاجية إلى 180 ألف رأس سنوياً، بالشراكة مع القطاع الخاص في جميع أنحاء الجمهورية، علاوة على مزارع ومجازر الإنتاج الداجني بطاقات استيعابية وحجم تداول يبلغ حوالي 6 ملايين طائر سنوياً.
وأشار إلى أن جهاز مستقبل مصر يقوم على إدارة وتشغيل بحيرات: ناصر، والبردويل، والمنزلة، كما يعمل على تطويرها ورفع كفاءتها، وإنشاء مصانع للثلج، وأرصفة استقبال للأسماك؛ وذلك لزيادة القدرة الإنتاجية من الثروة السمكية.
واستعرض المشروعات والأنشطة التنموية الأخرى التي يقوم بها جهاز مستقبل مصر مثل: (التعدين متعدد الأغراض - التجارة الداخلية والخارجية - التحول الرقمي في إدارة شئون الجهاز - إدارة المرافق والأصول ـ العديد من الأنشطة والمجالات الاقتصادية).
واستمع رئيس مجلس الوزراء والمرافقون إلى شرح تفصيليّ حول مشروعات الجهاز بالدلتا الجديدة من الدكتور ياسر مصطفى، استشاري المشروع، والذي تم خلاله استعراض نسب التنفيذ والمخطط الزمنى لإنهاء أعمال البنية التحتية.