كرة نارية ضخمة تضيء سماء أكسفورد وتثير هلع السكان.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
حوّلت كرة نارية ضخمة في سماء مدينة أكسفورد ، جنوب شرق إنجلترا، عتمة ليلة أمس إلى نهار وأثارت حالة من الهلع والخوف لدى السكان المحليين.
وسارع أهالي المدينة البريطانية إلى توثيق المشهد المرعب عبر كاميرات التصوير ومشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حين رصدوا كرة نارية ضخمة في سماء مدينتهم حوّلتها إلى اللون الأحمر، متسائلين عن السر وراء انفجارها.
ورصد مقطع فيديو متداول لقطات للكرة النارية في سماء المدينة، لترافقها سلسلة من الأقاويل والتفسيرات التي لم تستند إلى معلومات دقيقة.
Explosion North-West of Oxford. pic.twitter.com/d7ypIdvs2m
— Knocker (@Knocker) October 2, 2023وأظهرت مقاطع الفيديو كرة نارية أضاءت سماء الليل، حتى شوهدت ألسنة اللهب المشتعلة من على بُعد أميال من المدينة.
كما صوّر القرويون في المناطق المحيطة بأكسفورد عمود النيران المتصاعد فوق الموقع من مسافة آمنة، وقال أحدهم إنه قرر تسجيل المشاهد الدرامية بعد أن شعر "بهتز الأرض تلاها انقطاع في التيار الكهربائي".
وقال أحد السكان عبر حسابه الرسمي في منصة “إكس”: "انفجار صاخب أضاء السماء التي من المفترض أن تكون مظلمة".
Lightning strike near Oxford (A34). Struck something that burst in to flames. pic.twitter.com/mrZ4qxtbBd
— Stuart Reid (@Brand_Stu_Dad) October 2, 2023 انفجار ضخم يهز أكسفوردهرعت خدمات الطوارئ في مدينة أكسفورد بعد دقائق إلى مكان الانفجار، ولم تعلن عن سقوط ضحايا، فيما قالت شرطة المدينة أن الحريق ناجم عن برق ضرب حاويات الغاز في محطة سيفيرن ترينت جرين للطاقة في يارنتون خلال سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المدينة ليل الاثنين – الثلاثاء.
كما تم استدعاء خدمة الإطفاء والإنقاذ في أكسفوردشاير إلى موقع الحادث، فيما استمرت عمليات الإطفاء والإنقاذ لساعات متأخرة من الليل.
وحثت الشرطة المحلية سكان المدينة على البقاء في منازلهم وتم إغلاق الطريق السريع A40 حيث أضاءت كرة نارية سماء الليل، وشوهدت ألسنة اللهب مشتعلة من على بعد أميال.
محطة سيفيرن ترينت جرين للطاقة في يارنتون
قال متحدث باسم محطة سيفيرن ترينت جرين للطاقة في يارنتون: "يمكن لشركة Severn Trent Green Power أن تؤكد أنه في حوالي الساعة 19:20 هذا المساء، أصيب خزان في منشأة Cassington AD بالقرب من يارنتون، أوكسفوردشاير، بصاعقة مما أدى إلى اشتعال الغاز الحيوي داخل ذلك الخزان”.
وتابع: "نحن نعمل مع خدمات الطوارئ لتأمين الموقع وسنقدم المزيد من التعليقات في الوقت المناسب”.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ أكسفورد انفجار کرة ناریة
إقرأ أيضاً:
في سماء تايتانيك
بقلم : د. مظهر محمد صالح ..
لم يسيطر عليّ شيء من الفزع الكالح، وكأنني وُلدتُ لأحلق
أراقب مياه المحيط وهي تنكمش تحت قدمي والغيوم تفتح لي ذراعيها،
وكأن السماء تعرفني،
وتهمس لي: لا تخف، فهنا موطنك .وانا على متن تلك الطائرة المتجهة الى ساحل اميركا الشمالي الشرقي خيل لي ان ومضة داكنة من اللاشعور قد انقضت بمنكبيها على متاهات عقلي، لتجعل الخوف كحشرة طائرة تتسلق جبال مخيلتي لتغرقها في مياه الاطلسي بعد ان ثملت بدفء الجو ولذته في تلك الارتفاعات الشاهقة في سماء المحيط . فالقلق والاحساس بالنكد جعل من رحلتي مغامرة فقدت ظلها، لتختلط فيها مسارات اليأس بالخوف، وقد قلّب الفزع ثناياها بأشواط واسعة ،وغامت الوانها تحت طيف من القلق واليأس وانا مازلت اتصفح المجلة التي وضعت امامي، وكان موضوعها الرئيس قد تناول الذكرى ما قبل المئوية لغرق السفينة تايتانيك، وان خلاصي من اليأس قد امسى مستحيلاً مالم تتوافر بين انفاسي قوة انقاذ خيالية خارقة.
تصفحت المجلة حقا وانا ارتجف والقلق البالغ قد اندس بين طيات احاسيسي الخاوية. كما ان صفحات الرواية التي تصدت لغرق السفينة المنكوبة تايتانيك ظلت ترتجف تلقائياً بين أنامل يدي وان عبارة: ارتطمت السفينة بواحدة من جزائر الجليد الطافية قبالة السواحل الكندية وراح ضحيتها 2222 راكبا مضافا اليها راكبا آخرا غرق في اللحظات الاخيرة من انقاذها، زادتني هي الاخرى خوفا ورعباً.
تزامنت رحلتي الى اميركا في اليوم الخامس عشر من نيسان 2011 وهي الذكرى التاسعة والتسعين لغرق السفينة تايتانيك في العام 1912 . تناولت المجلة كرة اُخرى متحدياً مخاوفي، وانا اتطلع باضطراب على تفاصيل ذلك الحادث البحري المروع وامواج الرواية مازالت توشي لنا نحن راكبو الطائرات ، محلقين فوق الغيوم، نبحث عن الأفق البعيد، نهرب من الأرض قليلًا، و نلامس السماء بقلوب معلقة بين الحنين والمجهول… وان ارتياد الجو هو اكثر امناً من ارتياد البحر حتى وان كانت السفينة الطافية امام انظارنا في المحيط هي ليست التايتانيك الغارقة نفسها . ظلت مخاوفي في تلك الدقائق تداعب مجالا نفسيا قلقا ربما التحم مع المجال الجوي بقوةٍ مولداً اضطراباً انفعاليا كان اقرب الى ما تتناوله مدارس علم النفس السلوكية والمسمى (بالاقتران الشرطي).
اعتقدت حينها ان طائرتنا ستسقط وتترك فضاءها ليلتحم حطامها عمودياً مع حطام التايتانيك في قاع المحيط الاطلسي وبجنسين مختلفين من حطام المعادن ولكن ضحاياها هم من جنس بشري واحد. يقول رائدو هذا المجال من العلوم النفسية ان ارتباطا مثيرا بمثير آخر، يحدث معه في اللحظة نفسها، لابد من ان يؤدي الى انتقال الاثر من احدهما الى الاخر،إذ يجري على الثاني الامر نفسه الذي يجري على الاول.وإزاء هذا الالتباس النفسي فقد تولاني الذعر ولم استطع حينها ان اخبر صاحبي الذي جلس الى جانبي وانا اردد في نفسي عبارة: يادافع البلاء ارحمنا. وهكذا انسكب سم الخوف في نفسي وتوهمت ان انظار القدر اخذت تلاحقني وان الموت يربض في تلك الظهيرة مجمدا كل حركة ومسكتا كل صوت. وبدهشة وسخرية فقد صحوت على وقع مخاوفي لكي اُهدئ نفسي بنفسي وانا ابحث عن تلك القوى السامية غير المنظورة لتأخذني من مجال حيرتي بلطف وتمنحني الطمأنينة الكافية لكي اسدل الستار عن اوهامي وشكوكي في واقعة وهمية لا اساس لها .
استعرضت في اساريري متسائلاً: من في بلاد مابين النهرين يعرف ما حل بالسفينة تايتانيك يوم نكبتها وهي في رحلتها الاولى عبر الاطلسي؟ هنا استفقت من خوفي متذكرا ان في العراق كان هناك رمزاً وطنياً ومفكراً عملاق هو العلامة الراحل محمد رضا الشبيبي من بين رجالات بلادي ممن رثى الانسانية من ضحايا تايتانيك قائلا في ابياته الشعرية التي من بينها: ابكيت اهلك لاجزائر وحدها…..فالعالمون جميعهم اهلوك.
ختاما،استيقظت من خوفي ومحوت فكرة الاقتران الشرطي بعد ان دخلت الطائرة المجال الجوي للساحل الشرقي للولايات المتحدة، ولكن ظل الاقتران الشرطي يلاحق جيمس هورنر، ملحن موسيقى فيلم التايتانيك، الذي تحطمت طائرته في 22 حزيران 2015 قبالة الساحل الغربي الاميركي ، ليؤكد لنا الحادث المؤسف ان سماء التايتانيك ومجالها الجوي لايختلف عن مجالها البحري عند تحقق الاقتران الشرطي .
د.مظهر محمد صالح