الملكة رانيا في قمة عالم شاب واحد: لا يمكن تحقيق السلام بضربة قلم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
دعت الملكة رانيا العبدالله، خلال مشاركتها في قمة "عالم شاب واحد" بإيرلندا الشمالية، إلى بذل الجهود والانضمام لجلالة الملك عبدالله الثاني في مساعيه لتحقيق سلام دائم
اقرأ ايضاًالملكة رانيا تتصدر قائمة "هاربر بازار" للشخصيات النسائية الأبرز في الشرق الأوسط وشمال إفريقياواستذكرت جلالة الملكة رانيا العبدالله جهود المغفور له جلالة الملك الحسين من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وما تبع ذلك من التزام وخطوات من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكدت أن تحقيق السلام مَهمة لمدى الحياة وتتطلب تكريس كل ذرة من وقتنا وإمكانياتنا.
جاء ذلك خلال كلمة لجلالتها اليوم في المملكة المتحدة، ضمن مشاركتها في تجمع لأكثر من ألفي ناشط وقائد شاب في قمة "عالم شاب واحد" في مدينة بلفاست بإيرلندا الشمالية، في الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق الجمعة العظيمة الذي وُقع بين حكومتي بريطانيا وايرلندا في بلفاست.
وأشارت جلالتها إلى أن توقيع اتفاق الجمعة العظيمة في عام 1998 عزز تفاؤل جلالة المغفور له الملك الحسين بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وسلطت الضوء على دور الملك الحسين في مفاوضات واي ريفر في ذات العام حيث كان يحارب السرطان ويخضع للعلاج الكيماوي آنذاك.
وأشارت إلى أنه بالرغم من سوء حالته الصحية إلا أنه أصر على السفر إلى الولايات المتحدة للمساعدة في دعم مفاوضات السلام. وقالت جلالتها "أَدرك أن وقتنا على هذه الأرض محدود، خاطف ويجب ألا نستخف به أبداً". وأعادت إلى الأذهان كلمات المغفور له جلالة الملك الحسين خلال توقيع اتفاقية واي ريفر حين قال "إن لم أمتلك إلا ذرة واحدة من القوة، كنت سأبذل كل ما في وسعي لأكون هنا، وأساعد قدر استطاعتي".
وأضافت جلالتها "المغفور له اختار أن يعيش حياته بملئها مستغلاً كل لحظة ممكنة لتحقيق السلام للأجيال القادمة".
الملكة رانيا والقضية الفلسطينيةوأشارت إلى أنه بعد خمسة وعشرين عاماً من توقيع اتفاقية "واي ريفر"، "يبدو وكأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح للكثيرين أمراً مُجرداً. استعارة لكراهية مستعصية – مكان يُفضل العالم نسيانه".
وقالت جلالتها "عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في هذا العام على أيدي إسرائيليين فاق أي من السنوات الخمس عشرة الماضية. وفي كل ثانية... من كل دقيقة، من كل يوم... تُسلب حرية ملايين الفلسطينيين... تُسلب حقوقهم وهويتهم" وأضافت "أسر فلسطينية تُهجّر من أراضيها. مصلون في الأقصى يتعرضون للهجوم والوحشية. عائلات تدفن تحت أنقاض المنازل، في الوقت الذي يُسجن فيه أطفال في سن الثانية عشرة لمجرد رمي الحجارة".
وقالت "بالرغم من الرياح المعاكسة القوية، يواصل جلالة الملك عبدالله السير في طريق السلام الصعب، وفي أغلب الأحيان الموحش". منوهة إلى أنه "حان الوقت ليعج ذلك المسار بالآخرين". حان الوقت "أن يخرج القادة في كل مكان من تقاعسهم وينهمكوا بالعمل اللازم لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وحول العالم".
وأشارت "المعجزات لا تحدث بين ليلة وضحاها. المشاكل المعقدة تستعصي على الحلول المتسرعة". وأضافت "لا يمكنك تحقيق السلام بضربة قلم، تماماً كما لا يمكنك شفاء جرح رصاصة بضمادة. والحقيقة هي: علينا أن نأخذ وقتنا حتى نحسن استغلاله".
وقالت "في وقت نتحدث فيه عن تطورات تكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، من المعيب أن العديدين لا زالوا يتمسكون بالتفكير البدائي أن لون البشرة يحدد قيمة الإنسان. ومن العجيب أن المساواة الجندرية ما زالت هدفاً وليست واقعاً".
وأضافت جلالتها "ومن المفارقات أن أولئك الأكثر تضرراً من الصراعات – النساء والشباب الذين يعانون من ويلاتها بشكل يومي، غُيبوا تاريخياً عن محادثات السلام، على الرغم من امتلاكهم الحافز الأكبر لإيجاد تسويات مبتكرة يتطلبها السلام الحقيقي".
اقرأ ايضاًبعد 30 عامًا.. 7 اختلافات بين زفاف الملك عبدالله وابنه الأمير الحسينويذكر أن "عالم شاب واحد" هي منصة عالمية تشجع القادة الشباب من أنحاء العالم، وتستضيف قمة سنوية تُعقد في مدينة مختلفة كل عام. ويشارك في القمة قيادات شبابية من 190 دولة وأكثر من 250 منظمة.
وكان من بين المشاركين في السنوات السابقة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو والناشط في مجال حقوق الإنسان كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو.
المصدر: مكتب الملكة رانيا
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الملكة رانيا القضية الفلسطينية اتفاق السلام الأردن إيرلندا الشمالية قمة عالم شاب واحد الذكاء الاصطناعي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الملک عبدالله الملکة رانیا الشرق الأوسط الملک الحسین جلالة الملک المغفور له إلى أن
إقرأ أيضاً:
وجوب التسامح لنيل السلام.. رسالةٌ لإخوتنا في الداخل وَالخارج
علي عبدالرحمن الموشكي
رسالة التسامح لنيل السلام الدائم وذلك من خلال أن نستشعر المرحلة العظيمة والمهمة والحساسة، ونقولها ونكرّرها مرارًا وتكرارًا لا يوجد لدينا ما نختلف عليه سوى سوء الفهم واعتماد قوى الشرك والضلال على زرع الخلافات والتناقضات بمختلف مجالاتها الدينية والسياسية والاجتماعية؛ لأَنَّهم كانوا يخافون مما كانوا متوقعين له وهو الذي يحصل اليوم، العالم بأسره يرى أبناء اليمن وموقف أبناء اليمن محل فخر ونموذجًا للعزة والكرامة لموقفنا المبدئي وَالإنساني والأخلاقي.
وانتصار الحق على الباطل لا يعني أن يستمر الظلم والطغيان يعمي بصائرنا ويحجب عنا أفق الإخاء والتسامح وكظم الغيظ، والسعي الجاد لتطهير الضمائر والقلوب وتوطينها على تقبل الحق من أية جهة ومن أي طرف، وهذا يعتبر أرقى مراتب الإيمَـان التي على ضوئها يرتقي أبناء الأُمَّــة الإسلامية.
والعالم بأسره يرى أن المشروع القرآني النموذج الصحيح والأرقى في مواجهة قوى الشرك والضلال؛ لأَنَّه موقف الحق وقدم نموذجًا راقيًا للعالم ورفع رأس الإسلام وعبر عن يمن الإيمَـان والحكمة وتصحيح الهدف والغاية وإعادة ضبط بوصلة العداء، ليس خزياً أَو ذلة، وكلنا كنا جميعًا ضحية ثقافات مغلوطة تلاشت واضمحلت وذابت أمام قضايا الأُمَّــة، ولو كابرنا وغضضنا بصائرنا وتصنعنا العمى أمام ما يحدث فنحن سنجد أنفسنا نقف مع أمرنا الله بمواجهتهم ومعاداتهم وهذه هي قمة الخسارة.
ولكن الوقوف إلى جانب الحق هو ما سيريح ضمائرنا وسنحظى برعاية الله وتوفيقه وتأييده، عندما نرى الحق حقًا ونؤيده ونكون من أعوانه ونرضي الله وليس كسرًا لكبرياء أنفسنا، بل إنه عزة وشرف ورفعة وكرامة، ونرى الباطل ظلماً وننبذه ونتبرأ ممن يسعى لفرض حالة من الطغيان؛ فنحن أهل الحق، ولنثبت للعالم أننا يمن واحد موحد، أنصار لله ولرسوله ولأوليائه.
ومن يفرق ويشتت ويحتقر ويغتر ولا يتواضع ويذعن، ولا يحب أن يعم الخير ويوحد الصف يعبر عن نقص في نفسه وغيه، وليس من أهل الإسلام ومتجرد من أخلاق الدين الإسلامي العظيمة، وسيجد نفسه في هاوية الشرك والضلال.
لكل إنسان مقامه وقدره ومكانته، والمسيرة القرآنية جميع المنتمين إليها لديهم نفسيات راقية وتعلمنا منهم الكثير في تعزيز مواقفنا وقضايا الأُمَّــة العربية ورسالة التسامح والسلام، وستجدون نماذج يفترشون الأرض كي تطأ عليها كُـلّ قدم تقبل على الانتماء والتحَرّك صفًا واحدًا في مواجهة أعداء، ويتقاسمون رغيف الخبز ويقدمون أنفسهم فداءً لكل إنسان أقبل على دين الله ونبذ قوى الشرك والضلال، وسيحظى باحترام الجميع، وَمن أعماق قلوبنا نوصل رسالة السلام التي تعبر عن أفق واسع للأقبال على دين الله وإمْكَانية تغيير وجهات النظر وتغيير واقتلاع جذر الكبرياء من أعماق النفس، وأقولها وبكل صراحة والله إن المسيرة القرآنية أرحم بكل يمني وعربي من أية قوة في العالم تنفذ أجندتها وسياساتها في الأمة.
كلنا شعب واحد ونؤكّـد على أن اليمن واحد موحد وَاليمن يتسع للجميع في التوجّـه والتحَرّك وتوحيد الصفوف، ونعلم أن هنالك من لديه عادات من الجاهلية ولا يدركها ويعتبر كُـلّ ما حصل ويحصل ثأراً لا بُـدَّ من أن يستمر حتى لو لم يبقَ واحد، وهو لا يعلم أنه يقاتل بدون مبادئ إلهية وقرآنية ولا يحب أن يسمع وأن يتنازل ويتسامح ويصفح ويكظم غيظة ويحسن؛ لأَنَّه تعزز لديه واستفحل مرض الكبرياء والغرور والعظمة، وندعو أبناء اليمن في كُـلّ المحافظات المحتلّة لتوحيد الصفوف والتسليم لله ولرسوله ولعلم الهدى ونبذ الفرقة وتقديم التنازلات، التي تحفظ الكرامة وتعزز من توحيد صفوف الأُمَّــة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الشرك والضلال، وبقية التفاصيل التي تصرفنا عن الهدف والغاية العالمية هي منافذ وأبواب الشيطان الرجيم والعياذ بالله.