يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأيام المقبلة عددا من قادة الدول التي دعاها للمشاركة بمنتدى "الحزام والطريق"، بمناسبة مرور 10 سنوات، على بدء مشروع يعتبره نموذج الصين الشامل للتنمية وبناء نظام عالمي جديد. عندما أطلق الرئيس شي مشروعه الإنمائي، في السابع من سبتمبر/أيلول 2013 بعاصمة كازاخستان، لم يتوقع أحد أن يتحول إلى رمز وطني لصعود الصين كقوة عالمية كبرى، عبر مبادرة تعاون اقتصادي بسيطة، تحيي طريق الحرير البري القديم، الذي يصل بين بكين ووسط آسيا والشرق الأوسط امتدادا لأوروبا.

أصبحت الفكرة أكثر وضوحا بعد شهر، في أثناء وجود شي في إندونيسيا، إذ ضم إليها طريق الحرير البحري الممتد جنوب الصين إلى أوربا فقناة السويس، ووصله بوسط أفريقيا، وحملت اسم "مبادرة الحزام والطريق" منذ عام 2015، لتصنع أكبر مشروع لتمويل وإنشاء بنية أساسية يربط بين 100 دولة ممتدة عبر 4 قارات.

استغل شي السيولة الهائلة المتراكمة على مدار 3 عقود، لإنشاء بنك التنمية الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، برأسمال قدره 100 مليار دولار، وتمويل استثمارات بقيمة تريليون دولار، خلال السنوات العشر الماضية. واستهدفت الصين بناء سوق كبير، لإحداث تكامل شامل بين الدول عام 2049 بمناسبة مرور 100 عام على وجود الحزب الشيوعي في السلطة.

غواية الحزام والطريق

عبر جولات مكوكية على مسار الحزام والطريق، حرص شي على إغراء الدول بالانضمام للمبادرة، مروجا لحلم الرخاء المشترك، ومساعدته 40 مليون نسمة على الخروج من الفقر، وإيجاد 420 ألف فرصة عمل. حمست الأموال المتدفقة على أوروبا انضمام دولها إلى المبادرة، حتى تعرضت اليونان لشبح الإفلاس عام 2016، فباعت حكومتها للصين 51% من أصول ميناء بيرايوس في أثينا، لتضع بكين يدها على أول ميناء بحري في أوروبا. وضع الحدث الصينيين في مواجهة مع الأميركيين عام 2017، فتحولت من حليف اقتصادي إلى منافس يثير وجوده مخاطر أمنية محتملة أينما حل.

من عادة الصينيين الاتجاه إلى "المشروعات الصغيرة والرشيقة، التي تولد فوائد سريعة تعطي المواطنين شعورا بالزهو والملكية"، وفقا لرؤية تشو ينغبياو رئيس مركز أبحاث مبادرة الحزام والطريق في بكين. فعملت حكومة الصين على خلق تحالفات ثنائية متعددة الأطراف، وحرصت على الوجود بمجموعة العشرين والاقتراب من مجموعة السبع الكبار، وتنمية الاستثمار بمشروعات "البنية التحتية الناعمة"، وتحويل بنك التنمية الآسيوي للاستثمار إلى بنك عالمي في البنية التحتية، ليقوم بدور منافس لمؤسسات التمويل الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد، الذي تتحكم به الولايات المتحدة والدول الغربية. حاولت الصين جذب الدول الخليجية والإسلامية الغنية إلى شراكات إستراتيجية لمساعدتها في تمويل المشروعات المدرجة بمسار الحزام والطريق، عندما واجهت مؤخرا صعوبات مالية.

ترامب والصين

وجهت المبادرة أنظار العالم إلى قوة الصين الشاملة، إذ أصبحت ثاني أكبر قوة اقتصادية، وارتفع ناتجها المحلي العالمي من 1% عام 1990، إلى 18% عام 2022، ليزيد عن ناتج المجموعة الأوربية مجتمعة، وبفارق ضئيل عن الولايات المتحدة، الذي تراجع ناتجها المحلي عالميا من 26% إلى 25% خلال الفترة الزمنية نفسها.

وتحولت الصين إلى ثاني أكبر منفق على القوات العسكرية بعد الولايات المتحدة، لتملك أكبر جيش من الناحية العددية، وألف صاروخ نووي عابر للقارات، و3 حاملات طائرات، وأكبر عدد من القطع البحرية. وكذلك تملك الصين ثاني أكبر عدد من الميداليات الذهبية بالألعاب الأولمبية، وأضخم احتياطي نقدي بالعملة الصعبة، يفوق 3 تريليونات دولار، ونظام تعليمي يولد 1.5 مليون مهندس من بين 10 ملايين خريج جامعي سنويا، من جميع التخصصات، مع نظام تعليم فني وما دون الجامعي ذي مستوى جيد، وقوى عاملة تقدر بنحو 400 مليون نسمة.

وبعد انضمام بكين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2003، وظفت أدوات العولمة في إحداث أسرع خطط تنموية عالميا، وإن ظلت معارضة لأي تحولات سياسية تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان. ولم يجد الغرب -بقيادة الولايات المتحدة- أي غضاضة لزيادة الاستثمارات المالية والصناعية والتكنولوجية بالصين إلى أن أشعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حربا تجارية واسعة عام 2017، مستهدفا الحد من تدفق المنتجات الصينية على الأسواق الأميركية.

شهادة غوتيريش

تقدمت الصين بالفضاء المادي؛ بتطور صناعي وإنتاجي هائل برًا، وتقدمت بحرًا بإنتاج الغواصات النووية وبناء قواعد عسكرية تحمي تجارتها والمناطق الاقتصادية والموانئ، التي أسستها على مسار الحزام والطريق، وأطلقت محطة فضائية بخبرات ذاتية وأقمارا صناعية قادرة على الوصول إلى مناطق على القمر لم تصل إليها الولايات المتحدة.

وعندما انطلقت الصين إلى منافسة واشنطن في الفضاء الإلكتروني، حولتها الولايات المتحدة من حليف اقتصادي إلى منافس، وسرعان ما تحولت إلى عدو محتمل.

التف شي -كعادة الصينيين- على موجات الغضب بالترويج الواسع لتكتل "بريكس" الذي ضم البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، ويسعي لتحويله إلى تحالف سياسي لدعم فكرة مكملة لمبادرة الحزام والطريق، بإيجاد نظام عالمي جديد يقوم على مبدأ تعدد الأقطاب.

يدفع شي إلى ضم عدد من الدول -بينها دول عربية وأفريقية- للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن، وتوظيف الدول الغاضبة من الولايات المتحدة بالتحول عن الدولار بمساعدتها في تبادل التجارة باليوان والعملات المحلية وقروض "يشوبها الفساد" لإقامة مشروعات بعيدة عن رقابة المؤسسات الغربية التي تعلقها بحماية حقوق الإنسان والديمقراطية.

لاقت محاولات شي دعما من فرنسا، وتحالفاته الصغيرة للمناداة بعالم متعدد الأقطاب دعمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطابه أمام الجمعية العامة عام 2019، بقوله إن "العالم ينقسم إلى قسمين، حيث يخلق أكبر اقتصادين عالميين مستقلين ومتنافسين، لكل منهما قواعده المهيمنة وقواعده التجارية والمالية، وقدراته بالإنترنت والذكاء الاصطناعي وإستراتيجيتهما السياسية، والعسكرية". وأضاف غوتيريش أن هذا الانقسام نتائجه صفرية، وأن هناك حالة من عدم اليقين أصبحت تحكم المستقبل.

حقبة الثورة الرقمية

لم تعد الصين قادرة على حسم فكرة عالم أحادي القطب فحسب، لقدرتها على تشكيل تحالفات إقليمية ودولية مناوئة للغرب، وتقبّل بعض الدول مبدأ ثنائية القطب والتقسيم السياسي طلبا للحماية، أو كوسيلة للهروب من ضغوط طرف باللجوء إلى الآخر، أسوة بفترة الحرب الباردة، بل لأن الصين أصبحت تمتلك الفضاء الإلكتروني الذي يمكنها من تحقيق "ثورة رقمية" هائلة.

يقول الخبير يان شوي تونغ، من مركز الصين والعولمة للدراسات في بكين، إن الثورة الرقمية جعلت الولايات المتحدة تعتبر الصين أكبر تحد لها لسنوات مقبلة، وتضغط بكل ما لديها من قوة كي تتخلف الصين عن الركب، وتضمن اتساع الفجوة بينهما، والدفع بشركائها وأصدقائها إلى تحالف اقتصادي وأمني لمواجهة بكين. ويذكر يان أن الولايات المتحدة أصبحت تتبنى مزيجا من التعاون مع الصين في مجالات الطاقة والمناخ، والمنافسة في مجالات التكنولوجيا والفضاء والشؤون العسكرية، والتمويل والاستثمار والتجارة، وتبني المواهب والمبدعين، مع تنامي المواجهة في مجالات حقوق الإنسان، وحماية الأقليات والحريات في شينجيانغ والتبت وهونغ كونغ وتايوان، وتبني تحالفات لتقويض دور الصين في إدارة شبكات الإنترنت وتطوير شبكات الاتصالات والذكاء الاصطناعي في أنحاء العالم.

حرب الجواسيس

تمتلك الصين أكبر وأسرع وأذكى أجهزة كمبيوتر صنعها البشر، وتصنع روبوتات أكثر مما تنتجه كل الدول، وتمد كوابل الإنترنت البحرية لربط القارات والدول، وشبكات اتصالات فضائية وأرضية متقدمة ووسائل تواصل اجتماعي، يتهافت عليها المجتمع الأميركي والغربي. وتملك الصين الوسائل التكنولوجية التي تمكن نظامها من وضع "حزام ناري" يمنع دخول أي وسائل اتصال غربية لأراضيها من دون إذن مسبق أو رقابة دائمة، مع وضع شعب تعداده 1.4 مليار نسمة تحت المراقبة الفورية على مدار الساعة.

وتعمل الصين على توظيف التكنولوجيا، لتحويل البيانات إلى كنز قومي، في عصر أصبح فيه الاقتصاد الرقمي يزدهر بالإبداع التكنولوجي والابتكار. وتحولت المنافسة الاقتصادية إلى حرب جواسيس وسرقة معلومات وصراع على امتلاك وابتكار التكنولوجيا الرقمية، التي أصبحت مصدرا أساسيا للثروة الوطنية في الدول الكبرى، تقودها الولايات المتحدة وتزاحمها الصين منفردة دون دول تأمل أن تصبح أحد أقطاب النظام العالمي الجديد.

فعلى سبيل المثال، روسيا، التي تمتلك قوة عسكرية وثروات طبيعة أفضل من الصين، ليست لديها الوسائل التي يمكن أن تحولها إلى قطب دولي في حقبة الاقتصاد الرقمي، إذ تعتمد على أنظمة بكين وواشنطن في إدارة منشآتها الاقتصادية والصناعية، بما جعلها تخضع للعقوبات الأميركية بسهولة.

 

صحوة واشنطن

لم يأت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجديد، عندما قال مؤخرا إن "العالم يعيش حقبة جديدة، تشهد منافسة حادة بين الولايات المتحدة والصين"، مذكرا بكلمته التي أطلقها من قبل أمام قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في إندونيسيا، نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بشأن ضرورة تشكيل تحالف أوسع وحشد أقوى فعالية لمواجهة التفوق الصيني في إدارة العالم والاقتصاد الرقمي. أطلق بلينكن دعوة مغلفة بعدم التزام النظام الشيوعي بمبادئ حقوق الإنسان وحرية تداول المعلومات، وحماية البيانات الشخصية، وولعه بالقوة والسيطرة على المعلومات ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهي أمور لم تتوقف الصين عن سحقها بقوة طوال السنوات الماضية، ولم تتحرك الولايات المتحدة لمواجهتها إلا مؤخرا.

أدركت أجهزة الاستخبارات والإدارة الأميركية أن الاقتصاد الرقمي يؤهل الصين لإزاحة الولايات المتحدة عن مقعد قيادة العالم، بإنشاء نظام متكامل يمكنه الانفصال التام عن الغرب، والتحكم فيما لديه وما تملكه من أموال وأدوات ومعلومات وتحويلها بمزيد من الإبداع والابتكار إلى ثروة قومية، وقوة نافذة قادرة على تخطي القدرات الأميركية خلال فترة زمنية قصيرة.

موت الأفكار الكبرى

تصعد الصين نحو القمة عبر مبادرة صغيرة، وظفتها في الحشد الشعبي للقوميين الهان المتعطشين للثأر وإزالة العار الوطني الذي ألحقه الغرب باحتلاله بلدهم خلال القرن الـ19، وعبر تجهيز حلفاء على استعداد لدعم قيادتها، نكاية في واشنطن وحلفائها. ويكمن الخطر الأكبر على المشروع الصيني من الداخل؛ فالصين التي نعرفها لعقود لم تفكر في صراع مع الغرب، منذ زيارة الرئيس الأميركي نيكسون لبكين سرا عام 1972، وارتضت مشاركته حرية السوق، وتعطيل نظامها الشيوعي من أجل إنقاذ شعبها من المجاعات ورفع مستوى المعيشة.

أجج شي مشاعر القومية وفكرة قيادة العالم، وفي دولة استبدادية كالصين، تموت الأفكار برحيل أصحابها، ويتقاتل القادة الأسلاف في صراعهم على السلطة. ويشهد الاقتصاد الصيني محنة عميقة مع تباطؤ اقتصادي وارتفاع بمعدلات البطالة بين الشباب وتدهور الدخل ومستوى الرعاية الصحية، وفقاعة عقارية تلتهم المدخرات والدخول، وحرب غير مفهومة ضد شركات التكنولوجيا والمستثمرين الذين أسسوا الاقتصاد الرقمي أدت إلى تراجع الاستثمار الأجنبي بمعدلات هائلة، وهروب الأموال المحلية للخارج.

يحتاج الابتكار إلى حرية إنسانية وأكاديمية ومشاركة المجتمع في صناعة القرار، بما يضع الحزب الشيوعي في "مفترق طرق"، وهو مصطلح يعني لدى الصينيين البسطاء أن المستقبل ضبابي قاتم، فلا خيار لدى المجتمع للاتجاه نحو أي طريق يختاره، وما عليه إلا انتظار ما ستسفر عنه المنافسة الحادة بين النظام وأعدائه في الداخل والخارج.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الاقتصاد الرقمی الحزام والطریق الصین إلى

إقرأ أيضاً:

استقرار سعر النفط مع توقعات بارتفاع الطلب وخفض أسعار الفائدة

استقرت أسعار النفط اليوم الثلاثاء الموافق 2 يوليو، حيث لم يطرأ على أسعارها تغير واضح، لتظل قرب أعلى مستوياتها في شهرين التي بلغتها في الجلسة السابقة، بسبب توقعات بارتفاع الطلب على الوقود خلال موسم السفر الصيفي وخفض محتمل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة والذي يعزز النمو الاقتصادي.

ووفق لوكالة "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا إلى 86.80 دولار للبرميل بحلول الساعة 0142 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفعت 1.9 % في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى إغلاق منذ 30 أبريل.

فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتا إلى 83.51 دولار للبرميل، بعد أن صعد 2.3% إلى أعلى مستوياته منذ 26 أبريل.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، مع انتعاش موسم السفر الصيفي مع عطلة يوم الاستقلال هذا الأسبوع.

كما توقعت جمعية السيارات الأمريكية أن يكون السفر خلال فترة العطلة أعلى بنسبة 5.2% مقارنة بعام 2023، مع ارتفاع السفر بالسيارات وحدها بنسبة 4.8% عن العام السابق.

وكتب محللون في بنك ANZ في مذكرة قالوا فيها: "قد يساعد هذا في تعافي الطلب على البنزين بعد النصف الأول الضعيف من العام الجاري 2024".

اضطرابات بمصافي النفط الأميركية والإنتاج البحري بسبب إعصار بيريل

وعلى جانب العرض، كانت الأسواق تخطط لاحتمال حدوث اضطرابات في مصافي النفط الأميركية والإنتاج البحري بسبب إعصار بيريل، ومع ذلك، تشير التوقعات حالياً إلى أنه من المرجح أن تتحرك العاصفة إلى خليج كامبيتشي بالمكسيك وتتسبب في مشاكل لإنتاج النفط هناك.

يذكر أن الإعصار بيريل ضرب منطقة البحر الكاريبي كعاصفة من الفئة الرابعة أمس الاثنين مع تحذيرات من المركز الوطني الأمريكي للأعاصير من الوضع بعد أن قفز من عاصفة من الفئة الأولى في غضون 10 ساعات.

 تراجع التضخم في الولايات المتحدة مع توقعات بخفض أسعار الفائدة

وعلى صعيد أخر اظهرت المؤشرات تراجع التضخم في الولايات المتحدة مع تجدد الأمل في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وأظهر تقرير صدر أمس، انكماش نشاط التصنيع في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي، كما انخفضت الأسعار التي يدفعها المصنعون مقابل بعض المدخلات إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، بالإضافة إلى تقرير وزارة التجارة الصادر يوم الجمعة والذي أظهر أن بيانات التضخم في الولايات المتحدة ظلت دون تغيير في مايو، فإن ذلك قد يعزز من الحجة لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهي خطوة من شأنها أن تعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط، ولكن أدت المؤشرات على قلة الطلب بشكل غير متوقع إلى الحد من المكاسب في أسعار النفط.

وتشير بعض البيانات إلى أن واردات الخام إلى آسيا ، أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم، في النصف الأول من عام 2024، كانت أقل من العام الماضي، ويرجع هذا في الأساس إلى انخفاض الواردات إلى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلك له.

مقالات مشابهة

  • انفجار يهز أكبر مصنع للأسلحة في الولايات المتحدة
  • واشنطن تدين اختطاف «الحوثي» طائرات «اليمنية»
  • تحجيم الصين: المقاربة الأمريكية “الجديدة” لإدارة العلاقة مع الحلفاء الأفارقة
  • مجلس الأمن يناقش عدالة النظام العالمي ودور المنظمات في الأمن الجماعي
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • أميركا والصين تستعدان لحرب كبرى تستمر لسنوات.. فلمن ستكون الغلبة؟
  • القوة والنفوذ في آسيا: من سيفرض هيمنته؟
  • استقرار سعر النفط مع توقعات بارتفاع الطلب وخفض أسعار الفائدة
  • رغم العقوبات.. استئناف الحوار الأميركي الفنزويلي