مليشيا الحوثي تعلن توجيه رسالة تطمين للسعودية وتكشف مصير المفاوضات
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أعلنت مليشيا الحوثي الإهابية، عن رسالة تطمين وجهها زعيمها إلى السعودية، مؤكدة استمرار المفاوضات الإيجابية مع المملكة.
جاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي للمليشيات الحوثية علي القحوم، في تصريحات لصحيفة "عربي21"، أكد خلالها أن التغييرات الجذرية التي أعلن عنها زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، الأربعاء الماضي، هي "رسالة سلام" على المستوى المحلي والخارجي.
واعتبر القحوم أن هذه التغييرات بمثابة "رسائل إيجابية ورسالة سلام وتطمين وإزالة مخاوف للجوار والإقليم" وأنها "تمهيد لتكوين نواة صلبة للدولة اليمنية وبشراكة سياسية وطنية جامعة لتحقيق السلام وإقامة علاقات طيبة ومتكافئة مع المحيط العربي والإسلامي والدولي ولدول الجوار والإقليم"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن المحادثات مع السعودية مستمرة وأن التفاؤل قائم، متابعا بالقول: "نحن مع السلام العادل والمستدام".
اقرأ أيضاً الحوثيون.. والفرصة الأخيرة أنباء عن وصول وفد المليشيات الحوثية إلى السعودية خبير عسكري يعبر عن إعجابه بمليشيات الحوثي: ”هي من تحفر قبرها بنفسها وما علينا إلا دفنها” الإيرانيون يرمون ”تمثال قاسم سليماني” بالنفايات والحوثيون يترحمون عليه والعرب يفتخرون بالاتحاد السعودي الحوثيون يحولون قبر ”الإمام المطهر” الذي قطع أيدي وأرجل اليمنيين إلى مزار لتقديس السلالة اسطوانة غاز تالفة أعادتها المليشيا الحوثية للعمل بصنعاء تحول منزل مواطنين إلى مأتم ”صور” تعرف على أسباب منع الحوثيين للناشطة ”رضية المتوكل” من السفر للخارج سفارة السعودية في إيران تكرّم بعثة نادي الاتحاد بعد رفضه دخول الملعب لوجود تمثال سليماني ”فيديو” محلل سياسي: جماعة الحوثي تنتهج استراتيجية ضرب النقاط الحساسة وتسعى للسيطرة على كامل اليمن الكشف عن السبب الحقيقي لاحتجاز الحوثيين طائرة اليمنية بمطار صنعاء والاتفاقية التي وقعوها مع إيران! خبير عسكري يوجه رسالة هامة لقبائل الحداء بعد أن أشعلت مليشيات الحوثي بينها الصراع والثارات ”فيديو” صحيفة لبنانية: دولة عربية تحاول إفشال التقارب بين السعودية والحوثيينوأضاف عضو المكتب السياسي للحوثيين أن زعيم جماعته، قدم في خطابه بمناسبة المولد النبوي "رسالة تطمين تجاه السعودية ونصحها للمضي قدما وبجسارة لصناعة السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار وحسن الجوار ورعاية المصالح المشتركة وصناعة العلاقات الطيبة والمتكافئة، لما فيه مصلحة للمملكة ولليمن والمنطقة برمتها".
وقال إن التغييرات "مطلب شعبي ملح وضروري في هذه المرحلة لتكوين نواة صلبة للدولة اليمنية لكل اليمنيين تتخطى كل الأطر المذهبية والمناطقية والعنصرية، وترتكز على الهوية الإيمانية والوطنية وتؤسس الشراكة السياسية الوطنية الحقيقية وتجسيدها في الواقع برؤية جامعة ومشتركة وبشراكة سياسية وطنية جامعة يشارك فيها كل اليمنيين ودولة لكل اليمنيين"، في الوقت الذي يرى مراقبون أن تلك التغييرات مقدمة للاستحواذ على ما تبقى من السلطة وإزاحة شركائها في الانقلاب، على رأسهم حزب المؤتمر المتحالف معها.
وزعم القحوم أن التغييرات تلك، تنطلق أيضا، "من رؤية وطنية قائمة على النظام الجمهوري والدستور للجمهورية والحفاظ على الوحدة اليمنية والسيادة والاستقلال والشورى والديمقراطية وإعادة اللحمة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية، وتبدد المخاوف وتقدم التطمينات على المستوى المحلي والخارجي والدولي ومع دول الجوار والالتزام بالاتفاقات الدولية على مستوى الحدود البرية والبحرية وتأمين الملاحة البحرية الدولية ومكافحة الإرهاب والعمل على النشاط السياسي والدبلوماسي في العلاقات الخارجية".
وكان زعيم المليشيات الحوثية، قد أعلن في كلمة له، الأربعاء الماضي، أن المرحلة الأولى من التغيير الجذري تضمنت "إقالة الحكومة الحالية والبدء بتشكيل حكومة كفاءات"، وإصلاح القضاء.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
اليمن: العملة الحوثية المزورة «جريمة» تهدد الاقتصاد
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
اعتبرت الحكومة اليمنية أن العملة الحوثية المزورة تمثل جريمة اقتصادية تهدد الاقتصاد اليمني وتتطلب تحركاً داخلياً ودولياً، جاء ذلك فيما اعتبر خبراء ومحللون في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الميليشيات تتجه إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير مشروعة.
وحذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من تداعيات ضخ ميليشيات الحوثي، كميات من العملة المزورة في الأسواق، مؤكداً أن هذه الخطوة تشكل جريمة اقتصادية تهدف إلى نهب مدخرات اليمنيين وتقويض الثقة بالعملة الوطنية، وتمثل تهديداً مباشراً للاقتصاد اليمني.
وأوضح الإرياني في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن ما كشفه السكان في مناطق سيطرة الميليشيات من رداءة هذه العملة، وسهولة إزالة ما يروج له كـ«شريط أمان» بمجرد المسح باليد، يؤكد أن ما يتم تداوله في السوق ليس سوى «أوراق ملونة» مطبوعة بطريقة بدائية، لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به.
وأضاف الإرياني «أن تزوير ميليشيات الحوثي للعملة يمثل جزءاً من عملية نهب منظم تستهدف مدخرات اليمنيين، ومئات الملايين من الدولارات التي يتم تحويلها من المغتربين في الخارج، الذين بلغت تحويلاتهم خلال العام الماضي نحو 3.2 مليار دولار، فضلاً عن التحويلات القادمة من المحافظات المحررة إلى مناطق سيطرة الميليشيات».
وأشار الإرياني إلى أن «ميليشيات الحوثي لا تكتفي بمصادرة فوارق صرف هذه التحويلات، بل تقوم بمبادلتها لأسر المغتربين داخل اليمن بأوراق مزيفة، مطبوعة في أقبية مظلمة، لا تستند إلى أي غطاء نقدي أو اعتراف قانوني، ولا تحمل أي قيمة شرائية حقيقية، في واحدة من أخطر صور التزوير والانتهاك للاقتصاد الوطني».
وأكد الوزير اليمني أن «استمرار ضخ هذه الأوراق في الأسواق يهدد بمخاطر كارثية على الاقتصاد الوطني والعملة المحلية، ويدفع نحو سحب العملة الصعبة من السوق، ويعمق أزمة السيولة النقدية، ويزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين، كما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية».
ودان محللون وخبراء يمنيون محاولات ميليشيات الحوثي إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير مشروعة، ومنها استغلال المساجد عبر تأجيرها لشركات تجارية تقدم خدمات الإنترنت، بهدف توفير مصادر لتمويل العمليات العسكرية، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة دور العبادة، يتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية.
وأكد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ما يحدث يمثل تصعيداً خطيراً يُفاقم حالة الاحتقان المجتمعي، ويزيد من عزلة الميليشيات الانقلابية عن المجتمع اليمني.
واعتبر الخبير الأمني، ياسر أبو عمار، أن محاولات ميليشيات الحوثي استغلال المساجد تعكس تطوراً جديداً في آليات تمويل الجماعة، والتي تتجه إلى تنويع مصادر تمويلها بطرق غير قانونية، موضحاً أن المساجد التي يُفترض أن تكون مراكز للعبادة والخشوع أصبحت اليوم تحت سيطرة ميليشيات مسلحة توظفها لأغراض تجارية واستخباراتية، وهو تطور يبعث على القلق.
وشدد أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن الخطورة لا تتوقف عند حدود استغلال الممتلكات الوقفية، وإنما في استخدام هذه المواقع في شبكات اتصالات غير خاضعة للرقابة، مما يفتح الباب أمام استخدامها في أعمال تجسسية أو في التنسيق الميداني لعمليات عسكرية، خاصة في ظل اعتماد الحوثيين على شبكات داخلية يصعب تتبعها.
وأوضح أن الحوثيين يعملون على خلق بنية تحتية خاصة بهم في قطاع الاتصالات، بمعزل عن الدولة اليمنية أو أي إشراف دولي، مما يعزز من قبضتهم الأمنية والاستخباراتية داخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لافتاً إلى أن وجود هذه الأجهزة في مآذن وأسطح المساجد يمنحها تغطية واسعة، ويجعل تعقب مصادر البث أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة.
أزمة مالية
أوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن الممارسات المشبوهة تكشف عن حجم الأزمة المالية التي تعانيها الجماعة الانقلابية، والتي دفعتها إلى استغلال كل ما هو متاح لتأمين مصادر دخل جديدة، لافتاً إلى أن الجماعة تدير العاصمة اليمنية بعقلية غير سوية، ولا تتورع عن تحويل المساجد إلى مشاريع ربحية، من دون النظر إلى التبعات الاجتماعية والدينية لهذه الممارسات الخطيرة.
وشدد الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن هناك حالة من الغضب تسود مختلف الأوساط في صنعاء بسبب الممارسات الحوثية، لكن القبضة الأمنية التي تفرضها الجماعة تحول دون أي اعتراض فعلي، خاصة بعد أن أزاحت خطباء وأئمة المساجد المستقلين، وعينت بدلاً منهم عناصر موالية لها.