الخبر:
2024-09-08@09:44:25 GMT

دريانكور يصر على القطيعة بين الجزائر وباريس

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

دريانكور يصر على القطيعة بين الجزائر وباريس

من جديد، وجّه السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور سهامه بعنجهية نحو الجزائر، وهذه المرة عبر موضوع تراجع المبادلات التجارية، وحظر البرامج الدراسية الفرنسية في المؤسسات التربوية، كما انتقد خيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومراهنته على التقرب من الجزائر. وتأتي تصريحات الدبلوماسي السابق، في وقت تعرف فيه العلاقات الثنائية بين البلدين حركية جديدة وتقارب بعد فترة من الفتور، حيث يختار دريانكور جيدا توقيت خرجاته للتشويش على أي ديناميكية في العلاقات بين فرنسا والجزائر.

ادعى السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، الذي تحوّل إلى متحدث باسم تيار متنامي في فرنسا يدعو لسياسة أكثر تشددا تجاه الجزائر، أن الفرنسيين الذين احتلوا الجزائر لـ 132 عاما لم يعودوا قادرين على تفكيك شفرتها (استيعاب تحولات وتعقيد الواقع الجزائري)، وقال في حوار لصحفية (Var matin ) صدر يوم الخميس الأخير، اعتقد الفرنسيون أنه بحكم استعمارهم للجزائر لهذه السنوات، أنهم يفهمونها ولكن ذلك ليس واقعيا، فهي تظل دولة غامضة ومبهمة ونحن (الفرنسيون) نفتقد لأدوات الاستشعار (فهم الوضع)، بالعكس منهم، هم يفهمونا بشكل أفضل لأن لديهم جالية كبيرة مقيمة على الأراضي الفرنسية، مسجلا في السياق ذاته تراجع النفوذ الاقتصادي لبلاده، إذ زحزحت الصين فرنسا عن قائمة أهم مورّدي الجزائر وأن مستوى المبادلات البينية الجزائرية الفرنسية هو على قدم المساواة مع إيطاليا وإسبانيا وألمانيا.

وشبّه السفير السابق الذي عمل في الجزائر لفترتين متقطعتين، العلاقات الثنائية ببورصة كاك 40، تتناوب ظاهرة ارتفاع الأسهم ثم انخفاضها، مسجلا حالة التحول إلى الانخفاض (أي التدهور)، وبيانه في ذلك قرار السلطات الجزائرية حظر استعمال البرامج واللغة الفرنسية بالمدارس الخاصة، ولعبها دور في الإضرابات التي شهدتها أحياء باريس على إثر مقتل شاب فرنسي من أصل جزائري على يد الشرطة. في إشارة إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية عقب الحادثة، ثم إعادة إدراج مقطع في القسم الوطني أي (يا فرنسا). وحسب رأيه، فإنه لأجل تغيير هذا الوضع الذي ليس في صالح بلاده، يتطلب إقامة علاقات قوة جديدة مع الجزائر.

وجدد الدعوة لسياسة تشدد في مجال الهجرة ويكون ذلك عبر إلغاء اتفاقية 1968، وهو مطلب تتبناه كل تيارات اليمين، وأعاد كزافيي دريانكور في رده على أسئلة الصحيفة، انتقاد ما وصفه بترجيح كفة الجزائر على حساب المغرب، على ما كان معمول به في عهد الرؤساء السابقين في فرنسا. وأنه منذ انتخاب إيمانويل ماكرون، راهن كليا على الجزائر، وهذا الرهان يتحول إلى فخ. وحسب رأيه، فانه يجب انتظار سنة 2025 أي بعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر لرصد الخطوة الجزائرية المقبلة واحتمال تحولها نحو الغرب بعد تعثر مسار انضمامها إلى تحالف "بريكس".

وفي فقرات الحوار، تحدث السفير الفرنسي الأسبق بعنجهية وبعقلية الوصاية أحيانا، داعيا إلى بناء علاقات قوة جديدة مع الجزائر، منتقدا ما أسماه التقارب بين البلدين على حساب المغرب وسمح لنفسه بالتعليق وانتقاد قرارات سيادية جزائرية بخصوص ضبط برامج المدارس الخاصة التي تتبع النظام التعليمي الفرنسي أو استعمال مقطع من النشيد الوطني والتلميح لمشاركة جزائرية في ضرب المصالح الفرنسية. في الوقت ذاته، يرفض كزافيي دريانكور موقف الجزائر بخصوص تعاملها مع أحداث إساءة معاملة الرعايا ذوي الأصول الجزائرية على يد السلطات في بلاده.

ويأتي الظهور الإعلامي الجديد للسفير السابق، ككل مرة، في وقت تعرف فيه العلاقات الثنائية حركية، مع استئناف تبادل الزيارات الثنائية واعتماد السفير الفرنسي الجديد. وتعوّد دريونكور على الظهور كل مرة نزلت فيه العلاقات إلى الحضيض، لإحداث مزيد من الضرر فيها وقيادة جوق شحن الأجواء، أو مع ظهور بوادر تحسن وانقشاع الضباب. وتوفر أفكار وتحاليل السفير الفرنسي صورة عن ما يفكر فيه بصوت مرتفع تيار في منظومة القرار بفرنسا، يقود حملة مهيكلة لضرب أي تقارب في العلاقات بين فرنسا وباريس.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: السفیر الفرنسی

إقرأ أيضاً:

الرئاسيات الجزائرية.. هل حسمت فعلا لتبون قبل التصويت؟

يستعد أكثر من 24 مليون ناخب جزائري للإدلاء بأصواتهم، السبت، في انتخابات رئاسية ينظر إليها على نطاق واسع كسباق محسوم لصالح الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون.

ومع ترجيح فوز تبون بولاية ثانية، تثار تساؤلات بشأن مدى تنافسية هذه الانتخابات، وما إذا كانت نتيجتها قد حسمت فعليا قبل أن يدلي الناخبون بأصواتهم، كما تطرح أسئلة عن العوامل وراء ما يراه منتقدون "غياب منافسة جدية" للرئيس الحالي.

ويتصدر السباق الانتخابي الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون (78 عاما)، الذي يحظى بدعم الأحزاب المشكلة للأغلبية البرلمانية، وهي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء، بالإضافة إلى النواب المستقلين.

وانتخب تبون في نهاية 2019 في اقتراع جرى في ذروة الحراك الشعبي وشهد نسبة امتناع عالية عن التصويت، مما وضع أمامه تحديا كبيرا لمواجهة هذه الحركة الاحتجاجية والاستجابة لمطالب الجزائريين.

وخلال حملته الانتخابية، أكد تبون أنه نجح بالفعل خلال ولايته الأولى في تصحيح أخطاء الماضي في البلاد وإعادة الجزائر، ثالث أكبر اقتصاد في أفريقيا حاليا، إلى المسار الصحيح بالرغم من "الحرب ضد جائحة كورونا والفساد"، في العامين الأولين.

وينافس تبون، عبد العالي حساني شريف (57 عاما)، وهو رئيس "حركة مجتمع السلم الإسلامية"، ومهندس في الأشغال العمومية، وعضو سابق في البرلمان.

إضافة إلى، يوسف أوشيش (41 عاما)، وهو صحفي وبرلماني سابق، يمثل حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، الذي يقاطع الرئاسيات منذ عام 1999.

وتشير التوقعات إلى أن الرئيس الحالي يبقى "الأوفر حظا" للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، في ظل الدعم المؤسساتي الكبير الذي يتمتع به، وما يراه مؤيدوه "إنجازات" خلال فترته الأولى.

وفي المقابل، يشير معارضوه إلى أن "إخلاء" الساحة السياسية و"قمع" الأصوات المعارضة القادرة على منافسته بشكل جدي" عززت  فرص فوزه في الانتخابات.

المحلل السياسي الجزائري، حسام حمزة، يقول إن الحديث عن "قمع المعارضة" أو أن "الانتخابات محسومة سلفا" لتبون "فاقد للمعنى".

ويضيف حمزة في تصريح لموقع "الحرة"، أن المترشحين حساني وأوشيش قدما نفسيهما كمعارضين، وعرضا برنامجيهما "فرصة" و"رؤية للغد" على هذا الأساس.

في المقابل، يصف علي آيت جودي، المعارض الجزائري المقيم في فرنسا، الاستحقاقات الانتخابية الجديدة بأنها "مجرد عملية إدارية لترتيب شؤون النظام"، مؤكدا "غياب الاختيار الحقيقي للشعب".

وفي تصريح لموقع "الحرة"، اعتبر رئيس منظمة "ريبوست انترناشيونال" الحقوقية، أن إجراء انتخابات نزيهة في الجزائر "أمر غير ممكن" في ظل المناخ السياسي والحقوقي الراهن.

الجزائر.. المغتربون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة فتحت، الإثنين، مراكز الاقتراع في الخارج أبوابها أمام المغتربين الجزائريين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المبكرة، والتي سوف تشهدها البلاد في السابع من سبتمبر الحالي.

وتعهد منافسا تبون بمنح الجزائريين المزيد من الحريات. وأعلن أوشيش التزامه "بالإفراج عن سجناء الرأي من خلال عفو رئاسي ومراجعة القوانين الجائرة". أما حساني شريف فقد دافع عن "الحريات التي تم تقليصها إلى حد كبير في السنوات الأخيرة".

في هذا الجانب، يقول حمزة، إن "خطاب المرشحين طيلة الحملة الانتخابية ينادي بالتغيير، موضحا "رأينا تعبئة كبيرة وقوية لأنصار منافسي الرئيس المترشح طيلة فترة الحملة الانتخابية، وهو ما يؤكد إيمانهم بإمكانية الفوز".

وأشار إلى أنه لو كان المترشحان يظنان أن "النتائج محسومة لما بذلا كل هذا الجهد. وهذا أيضا دليل على أن القول بأن النتائج محسومة، هو نوع من ضرب لمصداقية العملية الانتخابية لا أكثر".

وفيما يتعلق بـ"التفوق الظاهر" للرئيس المترشح، يوضح حمزة، أنه يمكن تفسيره أساسا بالكتلة السياسية وكتلة المجتمع المدني المؤيدة له، ثم الوعاء الانتخابي غير المتحزب وخارج الأطر السياسية التقليدية الذي نجح في تكوينه داخل الهيئة الناخبة في الجزائر في السنوات الخمس الماضية، معتبرا أنها "عوامل تفسر تفوقه على منافسيه في التوقعات"، وفقا للمتحدث ذاته.

ويرجع حسام تفوق تبون أيضا في السباق الرئاسي إلى "القاعدة التي تحكم الانتخابات الرئاسية التي يترشح فيها رئيس انتهت عهدته، إذ ثبت بالتجربة، وفي كل الدول، أن هذا النوع من الانتخابات يفضي في الغالب إلى فوز الرئيس المترشح".

تبون بين الإنجازات والانتقادات

ويعتبر الرئيس الجزائري أنه "أعاد البلاد إلى المسار الصحيح استجابة لاحتياجات الشعب ولجعل الجزائر قوة اقتصادية".

ولا يفوت فرصة للتذكير بآخر ولايتين لبوتفليقة (الذي توفي في سبتمبر 2021) واللتين وصفهما بـ"عشرية العصابة"، في إشارة إلى المحيطين بالرئيس الراحل الذي أضعفه المرض منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013.

وبعد سقوط بوتفليقة، أصدرت بعض المحاكم أحكاما ثقيلة في حق وزراء سابقين، ومديرين في شركات عامة، وأفراد من محيط الرئيس الراحل.

ويشيد تبون خلال حملته الانتخابية بالنتائج الاقتصادية الإيجابية التي حققتها الجزائر خلال ولايته، ويقول  إن "المؤشرات تثبت قوة الاقتصاد الوطني حاليا"، مشيرا إلى "ارتفاع مداخيل الدولة وتوقف نزيف الخزينة العمومية، واسترجاع مليارات الدولارات من الأموال المنهوبة".

الرئاسيات الجزائرية.. بين الوعود الطموحة والقلق بشأن الحريات دعي أكثر من 24 مليون ناخب في الجزائر للتوجه إلى صناديق الاقتراع، السبت، في انتخابات رئاسية يعتبر الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، الأوفر حظا للفوز فيها بولاية ثانية.

ويتوقع تبون نموا بنسبة 4.2 في المئة لهذا العام (بعد أكثر من 4 في المئة في العام السابق)، وناتجا محليا إجماليا قدره 260 مليار دولار واحتياطيا بالعملات الأجنبية يقدر بـ 70 مليار دولار، وفقا لفرانس برس.

وفي مقابل النتائج الاقتصادية الجيدة، واجهت السلطات الجزائرية، خلال فترة ولاية تبون، انتقادات حادة من منظمات حقوقية دولية، بشأن الوضع الحقوقي في البلاد.

وفي تقرير حديث، أعربت منظمة العفو الدولية غير الحكومية في بيان في الثاني من سبتمبر عن قلقها من الوضع، مشيرة إلى أن البلاد "شهدت في السنوات الأخيرة تدهورا مطردا لوضع حقوق الإنسان"، معتبرة أن "الوضع لا يزال قاتما مع اقتراب موعد الانتخابات".

واتهمت المنظمة السلطات بمواصلة "قمع حقوق الإنسان" التي تراجعت بشدة "من خلال حل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني و غلق وسائل الإعلام المستقلة".

كما دانت "الاعتقالات التعسفية" التي طالت نشطاء سياسيين، ما يدل على سلوك "نهج عدم التسامح نهائيا مع بروز آراء معارضة".

في هذا السياق، يقول آيت جودي، إن انتخابات السبت تأتي في ظل "غياب حرية التعبير في وسائل الإعلام وعدم وجود صدى لأي آراء مخالفة للرواية الرسمية في الإعلام العمومي".

ويلفت في هذا الجانب إلى ما اعتبره "صمت منافسي تبون"، و"عدم توجيههما أي انتقادات للرئيس أو لحصيلة فترة حكمه الأولى"، مما يعكس أن هذه الانتخابات مجرد "سيناريو سيئ الإخراج"، وعبارة عن "احتفالية لتجديد ولاء النظام القائم"، على حد تعبيره.

ويتوقع المتحدث ذاته، أن تشهد الانتخابات مقاطعة من الجزائريين الذي شاركوا في أكثر من 30 جولة انتخابية منذ الاستقلال "دون أي تغيير ملموس"، لافتا لـ"المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات الرئاسية والدستورية والتشريعية الأخيرة"، والتي "تقوض أصلا شرعية النظام الحالي".

في المقابل، يتوقع المحلل السياسي، حسام حمزة، أن تتجاوز نسبة المشاركة في انتخابات السبت، نسبة 50 في المئة.

مقالات مشابهة

  • رغم تمديد التصويت..نسبة المشاركة في الانتخابات الجزائرية لاتتجاوز 50%
  • 26.45 % نسبة المشاركة في الانتخابات الجزائرية في الداخل و18.31% بالخارج
  • السفير المصري يلتقي برئيس مجلس إدارة رابطة التجارة الدولية الكورية
  • وزير الاستثمار يستعرض الفرص الاستثمارية خلال لقاءه السفير الفرنسي
  • بن زيمة يجدد تمسكه بأصوله الجزائرية
  • نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية تصل لـ 4.56%
  • السفير الإيراني:بلادي ستحصل على (100) مليار دولار من العراق من خلال التوقيع على (30) إتفاقية
  • السفير المصري ببوليفيا يبحث تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • الرئاسيات الجزائرية.. هل حسمت فعلا لتبون قبل التصويت؟
  • الرئيس الفرنسي يكلف ميشال بارنييه بتشكيل الحكومة الفرنسية