فشلت كل محاولات قطر،عبر موفدها جاسم بن فهد آل ثاني، في التوصل إلى إقناع القوى السياسية بمقاربتها لحل الازمة الرئاسية وسحب فتيل الصدام السياسي بين "الثنائي الشيعي" من جهة  والمعارضة من جهة أخرى قبل الزيارة المرتقبة  للوزير القطري محمد الخليفي.
وأمام ذلك تقول مصادر مطلعة إن وصول ال ثاني إلى حائط مسدود سواء مع حزب الله المتمسك بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية أو المعارضة الرافضة بالمطلق لاسم فرنجية ويدعم بعض أطرافها قائد الجيش العماد جوزاف عون في مقابل وضع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل فيتو على فرنجية وعون، لا يعني سوى أن زيارة الخليفي إلى لبنان لن تحصل في القريب المنتظر، مرجحة أن يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت قبل الوزير القطري الذي سيبني طرحه أو تسويته للأزمة اللبنانية بعد عودة لودريان.


 وإلى ذلك الحين، يبدي المطلعون على الحراك الفرنسي والقطري أن الأمور لا تزال عالقة وان الوقت لم يحن بعد لدى الدول المؤثرة لإنتاج حل في لبنان، سواء عبر "دوحة 2 " أو أي حوار آخر في لبنان، وبالتالي يمكن القول إن قطر على غرار فرنسا لا يمكن أن تكون لاعبا فاعلا في لبنان إن لم تكن مدعومة من واشنطن والرياض. ولذلك يمكن القول إن الحديث ايضا عن "المرشح الثالث" لا يزال دونه عقبات ويكتنفه الغموض، خصوصا وأن الكلمة الأميركية لم تُقل بعد، رغم أن العائدين من واشنطن ينقلون اجواء  مفادها أن لا اهتمام اميركيا حتى الساعة بانتخابات الرئاسة الاولى في لبنان، رغم تأكيدهم في الوقت نفسه أن قائد الجيش ليس مرشح واشنطن ولا يحظى بدعمها، علما أن هذا الكلام  الذي يتردد بين الحين والاخر لم تنفه قط السفيرة الأميركية دوروثي شيا.  
ويقول العائدون من الولايات المتحدة أنهم سمعوا من مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى كلاما فرنسيا يؤكد أن ورقة فرنجية قد سقطت.
وكان لافتا في السياق ذاته ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس من أن "هناك فرصة وهي بالحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري للتحاور لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسي، والمبادرة الفرنسية يجب ان نستطلع اين اصبحت، والموفد القطري يبذل جهودا يومية لكن لا يوجد وضوح او جديد في القريب العاجل".
على خط اخر التأمت امس لجنة المال والموازنة النيابية، في حضور وزير المالية يوسف الخليل وممثل عن مصرف لبنان لمتابعة موضوع إنفاق اموال حقوق السحب الخاصة ومناقشة السند القانوني الذي إتبعته الحكومة لهذا الإنفاق.
وذكر بعض النواب التغييريين  أنهم كانوا أقرب إلى مقرر لجنة المال والموازنة النائب علي فياض، منهم إلى رئيس اللجنة، في السجال الحاد الذي دار بينهما حين حاول رئيس اللجنة حصر النقاش في عدم استناد  الحكومة إلى مسوغ قانوني في إنفاقها الأموال الموجودة في حساب حقوق السحب الخاصة،  بينما حاول فياض أن يستند إلى مقاربة أشمل تركز على أولوية إقرار التشريعات التي تتصل بخطة التعافي المالي والاقتصادي، وعلى خطورة مرحلة ما بعد نفاد أموال حقوق السحب الخاصة التي تهدد قدرة الدولة في الأشهر المقبلة في القيام بمسؤولياتها لناحية رواتب القطاع العام وتأمين أدوية الأمراض المستعصية وتوفير حاجات المواطنين من القمح، وإلى ضرورة  الفصل بين ملفات معالجة الوضع الاقتصادي والمالي من ناحية والملفات السياسية الخلافية العالقة من ناحية أخرى.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

عقبات على الطريق.. ماذا بعد اتفاق قسد والشرع؟

ثمانية بنود كانت عنوان الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة السورية الجديدة، الذي يقضي بدمج القوات الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، ضمن مؤسسات الدولة.

جاء التوقيع في اجتماع بين رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، وتضمن الاتفاق ضرورة وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، ودعم “قسد” لإدارة المرحلة الانتقالية في مواجهتها لما سمتها “فلول الأسد”.

وكان أول بنود الاتفاق “ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولية بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية”.

هذا الاتفاق وفق محللين، بمثابة لحظة سياسية جديدة وفرصة لتجنيب البلاد خطر الانزلاق نحو موجة عنف جديدة، لكنه يواجه عددا من التحديات التي قد تعيق تنفيذه.

وأكد عبدي على حسابه بمنصة “إكس”، بعد التوقيع، التزامه بالعمل على تحقيق مرحلة انتقالية تعكس تطلعات الشعب السوري نحو العدالة والاستقرار.

وقال إن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه يشكل فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها، وتضمن حسن الجوار”.

ويرى المحلل السوري فاضل خانجي، أن الاتفاق “فرصة حقيقية لتجنيب سوريا خطر حدوث موجات عنف جديدة”، مضيفا في حديثه لموقع الحرة أنه “يأتي في ظل مساعي لتشكيل آلية اقليمية بين دول جوار سوريا مع دمشق لمكافحة خطر داعش، وإدارة معضلة السجون ذات الصلة، وهو ما اتضح جليا البارحة في قمة عمان”.

واستضافت العاصمة الأردنية عمّان، الأحد، اجتماعا لمسؤولين من سوريا ودول الجوار الأردن والعراق ولبنان وتركيا، حذّر المشاركون في ختامه من خطر عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأكدوا اتفاقهم على التعاون والتنسيق للتصدي للتنظيم المتطرف.

مدير قسم تحليل السياسات في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله، قال في حديث لموقع الحرة، إنه “منذ سقوط نظام الأسد، بدأت المفاوضات بين قسد والحكومة الجديدة في دمشق بوساطة أميركية وفرنسية، وكان سقف الطلبات من جانب الطرفين عاليا جدا، لذلك لم يتم التوصل لاتفاق”.

وتابع العبد الله: “لكن مع وصول (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب للسلطة، ووعده بالانسحاب من سوريا، شكل ذلك قلقاً وعامل ضغط على قسد للقبول بشروط الحكومة الجديدة”.

ولم يستبعد أيضا أن “الوساطة الغربية والدعم العربي والإقليمي للحكومة الجديدة ساهما في إنضاج الاتفاق”.
تحديات ومخاوف

أصدر مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لـ(قسد) بيانا، الاثنين، اعتبر فيه أن الاتفاق “كخطوة نحو الحلّ السياسي، نجاحه مرهون بمدى التزام جميع الأطراف بروح التغيير الحقيقي، والعمل على بناء دولة ديمقراطية حديثة تحترم إرادة شعبها، وتحقق طموحاته، وتكون جزءًا من العالم الحر الذي يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان”.

خانجي أشار إلى أن الاتفاق يمثل “حدثا مفصليا ومهما على المستوى السياسي، لكن لا شك أنه سوف يواجه العديد من التحديات”.

وأوضح أن أبرزها تتمثل في “مقاومة الكوادر الأجانب لحزب العمال الكردستاني لتنفيذ الاتفاق، بجانب التفاصيل التقنية المتعلقة بشكل دمج قسد ومؤسساتها المدنية بالحكومة السورية، ككتلة واحدة أو بإعادة هيكلة أو بشكل هجين”.

من جانبه قال العبد الله، إن الاتفاق “بخطوطه العامة جيد، ويلبي طلبات الطرفين، لكن المشكلة أن بنوده خطوط عامة، ولم يتم الإعلان عن التفاصيل بعد، أو عن الآليات التي يتم من خلالها الاندماج وعودة الحكومة السورية لمنطقة الجزيرة السورية”.

ونصت بنود الاتفاق على أن “المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية”.

وإلى جانب وقف إطلاق النار، ينص على “ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية”.

وبموجب الاتفاق، تدعم “قسد” إدارة المرحلة الانتقالية في مواجهتها لما سمتها “فلول الأسد” و”كافة التهديدات التي تهدد أمنها (الدولة) ووحدتها”.

وينص الاتفاق أيضا على “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري”.

وأسند البند الأخير للاتفاق مهمة تطبيقه في أجل لا يتجاوز نهاية العام الحالي.

كشف تقرير الشهر الماضي، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعمل على وضع خطط لسحب القوات الأميركية من سوريا.

وقال مسؤولان في وزارة الدفاع لشبكة “إن بي سي” الأميركية، إن الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين مقربين منه أعربوا مؤخرا عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في إعداد خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوما.

والشهر الماضي، قال ترامب خلال مؤتمر صحفي، إن واشنطن ستتخذ قررا بشأن سوريا فيما يتعلق ببقاء القوات الأميركية هناك، من دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

وأكد أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في سوريا، قائلا إن “لديها مشاكلها الخاصة وما يكفي من الفوضى، وأن لا حاجة إلى تدخل بلاده هناك”.

يرى العبد الله أن الموقف الأميركي سيلعب دورا كبيرا في دفع الأمور نحو تنفيذ الاتفاق بين قسد والإدارة السورية.

وقال إن الاتفاق يواجه “مجموعة من التحديات على رأسها مواقف بعض المعارضين للاتفاق وعلى رأسهم بعض القيادات القنديلية (من حزب العمال الكردستاني) المتواجدة مع قسد، وكذلك إيران وبعض الدول الراغبة في إثارة المشكلات للحكومة الجديدة، بجانب آليات التطبيق وتشابك الملفات وتعقيدها”.

لكنه لفت إلى أن “تجاوز هذه التحديات متوقف على الموقف الأميركي ومدى رغبته بإنجاح هذا الاتفاق، والتنسيق مع تركيا اللاعب المهم بهذا الملف”.

أما خانجي فاعتبر أن قسد لا تمتلك “خيارا أفضل، في ظل تنامي الشرعية الدولية للحكومة السورية، والانسحاب المحتمل للقوات الأميركية”.

وفي ديسمبر، أعلن البنتاغون أن حوالي ألفي جندي أميركي ينتشرون في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد المعلن لسنوات، الذي كان حوالي 900 جندي.

ووصف متحدث باسم البنتاغون القوات الإضافية البالغ عددها 1100 جندي في ذلك الوقت بأنها “قوات دورية مؤقتة” لفترات تتراوح بين 30 و90 يوما، في حين أن الـ900 جندي الآخرين كانوا “قوات أساسية” يتم نشرهم هناك لمدة تصل إلى عام تقريبا.

ويؤكد البنتاغون أن المهمة العسكرية الأميركية في سوريا تهدف إلى إضعاف تنظيم داعش ودعم الشركاء المحليين هناك، وأبرزهم قوات سوريا الديمقراطية.

محمد الصباغ – الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجهني: لليوم الثالث على التوالي نشاط للسحب شرق المرتفعات
  • عقبات على الطريق.. ماذا بعد اتفاق قسد والشرع؟
  • انطلاق محاكمة رئيس جهة مراكش السابق بتهم تبديد واختلاس المال العام
  • تفاصيل اجتماع لجنة بطولتي السوبر وأبطال الكئوس الإفريقيتين لكرة اليد بالأهلي
  • بعد اتفاق وقف النار... حزب الله فَقدَ 115 هُم صفُّه القيادي الثالث
  • فرنجية بهجوم لاذع على سلام: ما بيدملك إلا الداخل
  • جولة لمستشاري رئيس الجمهورية ومحافظ الجيزة لمتابعة تطوير المنطقة الأثرية لأهرامات الجيزة
  • رئيس الوزراء: الدولة المصرية لم ولن تحيد عن ثوابتها الخاصة بالقضية الفلسطينية
  • استعراض المبادرات والمشاريع الحيوية لتطوير المناطق الاقتصادية والحرة
  • وزارة المال تسترد مشروع قرض البنك الدولي للإدارة المالية لتعديله