ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عن بيان الأفضلية في الإحرام بالعمرة الثانية من التنعيم أو الجعرانة، ويقول السائل: أيهما أفضل الإحرام للعمرة الثانية من التنعيم أم الجعرانة؟، حيث هناك رجلٌ ذاهبٌ لأداء العمرة، فما هو الموضِعُ الذي يُسَنُّ الإحرام منه، هل هو التنعيم أو الجِعرانة، حيث نَصحه بعضُ المُصاحِبين له في الفوج بالإحرام من التنعيم، ونَصحه البعضُ الآخر بالإحرام من الجِعرانة؟.

هل الخطأ في تكبيرة الإحرام يبطل الصلاة.. اعرف الشروط والضوابط ليست من محظورات الإحرام.. السعودية تبعث برسالة مهمة لـ المعتمرين

وأجابت دار الإفتاء، على السؤال، بأن السُّنَّة في الإحرام بالعمرة لمَن كان في الحَرم أن يُحرِم مِن أدنى الحِلِّ، سواءٌ كان ذلك مِن التنعيم أو الِجعرانة، فيُحرِم مِن أيِّهما شاء بحسب ما يَتَيَسَّرُ له، والأمر في ذلك واسِع، وخِلافُ الفقهاء بينهما إنما هو في الأفضَلِيَّة، وإلا فإنهم مُتَّفِقون على جواز الإحرام بالعمرة لمَن كان بمكة مِن أيِّ موضِعٍ في طرف الحِلِّ بلا حرج عليه في ذلك، وقد التزم النبيُّ- صلى الله عليه وآله وسلم- التيسيرَ في هذه المسألة، فاختار الأَيْسَرَ للإحرام فيما ورد عنه مِن قولٍ وفِعل.

وقالت دار الإفتاء، إن الموضِعُ الذي يُسَنُّ كَوْنُ الإحرام بالعُمرة منه لمَن كان داخل الحرم هو التنعيم أو الجِعرانة، فيُحرم مُريدُ العمرة حال كونه داخل حُدود الحَرَم مِن أيِّهما شاء بحسب ما يَتَيَسَّرُ له، ولا حرج عليه في ذلك.

مسجد التنعيم

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن مسجد التنعيم هو موضعٌ بمكة في الحِلِّ، وسمي بذلك لوقوع جبل عن يمينه يقال له: نعيم، وآخر عن شماله يقال له: ناعم، وهو مسجد منه يحرم المكِّيُّون بالعمرة، وهو أقرب الحل إلى المسجد الحرام، فهو يقع على قرابة ستة أميال شمالًا من المسجد الحرام على طريق المدينة.

وأضاف مركز الأزهر للفتوى، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل “فيس بوك”، أن مسجد التنعيم هو الحِلُّ الذي أحرمت منه السيدة عائشة رضي الله عنها؛ فقد دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: «مَا لَكِ تَبْكِينَ؟»، قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّ النَّاسَ أَحَلُّوا، وَلَمْ أَحْلِلْ، وَطَافُوا بِالْبَيْتِ، وَلَمْ أَطُفْ -تقصد لحيضها- وَهَذَا الْحَجُّ قَدْ حَضَرَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاغْتَسِلِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَحُجِّي»، قَالَتْ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَلَمَّا طَهُرْتُ، قَالَ: «طُوفِي بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَدْ أَحْلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ، وَمِنْ عُمْرَتِكِ»، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ عُمْرَتِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ طُفْتُ حَتَّى حَجَجْتُ، قَالَ: «فَاذْهَبْ بِهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ». [أخرجه أحمد في مسنده].

مسجد الجعرانة

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف إن الجعرَّانة وادٍ بين الطائف ومكة، وهو إلى مكة أقرب، وهو الآنَ مدينة مستقلة.

وأوضح مركز الأزهر، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نزل هذا الوادي لمَّا قسم غنائم هوازن، وأحرم منه، وله فيه مسجد، وبه آبار متقاربة، يُضرَب بمائها المَثَل في العذوبة.

وأضاف الأزهر العالمي للفتوى، أن الجعرانة الآن مدينة كبيرة معروفة، بها المسجد الذى يعتمر منه أهل مكة المكرمة، وتربطها بمكة طريق ممهَّدة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- قد اعتمر منها بعد غزوة الطائف، وخرج منها ليلًا وعاد من ليلته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإحرام دار الإفتاء العمرة مرکز الأزهر دار الإفتاء الله ع

إقرأ أيضاً:

أذهب لأداء حج النافلة أم أسدد ديني؟ .. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل سداد الدين مقدم أم حج النافلة؟ وهل يجوز لي الحج النفل وأنا علي دين؟).

حكم الحج لمريض الزهايمر.. الأزهر للفتوى يوضحهل يجوز لمن لا يصلي مطلقًا أداء فريضة الحج؟.. الإفتاء تجيب

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن سدادُ الدَّيْنِ أوْلى من التَّنَفُّل بالحج، خاصةً لو كان الدائن في حاجة إلى الدين أي إن سداد الدين مقدم على حج النافلة.

حج النافلة أم الصدقة؟

أكد الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن تكرار الحج جائز، لكن في بعض الحالات يعد التصدق بنفقاته أولى.

وقال أمين الفتوى، في بيان حكم “الصدقة أم تكرار الحج أي حج النافلة”، إن كل نَفْسٍ تشتاق لتكرار الحَجِّ والعمرة لري ظمأ النَّفْس بمشاهد الإيمان في الأماكن المقدسة -البيت العتيق والمقام الشريف-، ومع ذلك فالعلماء يُقرِّرون: أَنَّ "العبادة المتعدية أفضل مِن العبادة القاصرة".

وتابع: وهذا معناه: أنَّ عبادتَكَ المتعدية نفعها للغير أفضل من عبادة تكرار الحج أو العمرة التي تعود نفعها عليكَ فقط.

وأشار إلى أن أفضل العبادات المتعدية الآن لـمَنْ هم في هذه الحالة "التَّبرُّع لأهلنا في فلسطين"، فلنجعلها شعارًا لنا قائمًا على الود والتراحم والترابط.

حكم تكرار الحج

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، أيضا، سؤال يقول (أيهما أفضل تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين؟).

استشهدت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، بقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ [البقرة: 125]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رواه أحمد، وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ» متفق عليه.

ذكرت دار الإفتاء، أن معنى الآية الكريمة السابقة: أن الله تعالى جعل البيت الحرام مثابة للناس يعودون إليه شوقًا بعد الذهاب عنه أي أن الله جعله محلًّا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطرًا ولو ترددت إليه كل عام؛ استجابة من الله تعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام في قوله: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37]، إلى أن قال: ﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]. فهناك تطمئن الأفئدة وترتاح النفوس وتزول الهموم وتتنزل الرحمات وتغفر الزلات.

أوضحت، أن معنى الحديث الأول: أن الحج فرض على القادر المستطيع مرة واحدة في العمر، فمن زاد فتطوع ونافلة في التقرب إلى الله، وكذلك العمرة مطلوبة في العمر مرة وتسمى الحج الأصغر وهي في رمضان أفضل لمن أرادها دون حج، ولا يكره تكرارها بل يندب ويستحب تكرارها للحديث الثاني: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ.. إلخ» متفق عليه. لأنها كما ورد تمحو الذنوب والخطايا. وقد أداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع مرات.

أما بشأن التصدق على الفقراء والبائسين: فقد روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

طباعة شارك دار الإفتاء حج النافلة تكرار الحج فتاوى الحج الحج أم سداد الدين حكم تكرار الحج

مقالات مشابهة

  • أذهب لأداء حج النافلة أم أسدد ديني؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • الأزهر للفتوى يحدد القدر المجزئ في الوقوف بعرفة لكبار السن
  • أفضل وقت لـ صلاة الضحى.. لا تفوت ثوابها العظيم
  • الأزهر يُدين «قتـ.ل» مصلٍّ مسلم بخمسين طعنة في هجوم إرهابي على مسجد بفرنسا
  • كيفية اختيار الأصدقاء .. الأزهر للفتوى يوضح
  • كيف أقضى الصلاة الفائتة ؟.. الأزهر للفتوى يوضح
  • هل يجوز أن يخص الوالد أحد أبنائه بالهبة دون إخوته؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • أبي لا يريد صلتي له فهل أعد قاطعًا للرحم إن قاطعته؟ الأزهر يجيب
  • هل صلاة ركعتين سنة الوضوء مستحبة أم بدعة .. الإفتاء توضح
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب