تراث اليمن المسروق: قطع أثرية منهوبة في مزادات دولية
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
تداولت وسائل الإعلام مؤخراً توقيع سفير اليمن في واشنطن اتفاقية حماية التراث وحظر بيع الآثار اليمنية المسـروقة في المزادات الأمريكية، سبق ذلك قرارٌ أمريكي يحظر استيراد ونقل الممتلكات والآثار الثقافية اليمنية إليها، لتعيد إلى الأذهان سلسلة من التقارير والوقائع التي وثَّقت نهب وتخريب وتهريب الآثار اليمنية إلى الخارج.
قصة التهريب
تعرضت الآثار اليمنية لموجاتٍ أو سلسلةٍ من عمليات التهريب إلى خارج الوطن، يحدث هذا نتيجة أمرين هامين، هما: الحملات شبه المنظمة كحملات المستشـرقين في قرونٍ سابقة، أو عمليات التهريب التي تقوم بها عصابات اﻵثار، والتي ازدهرت واشتهرت مؤخراً بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة والحرب اﻷهلية، التي تدور رحاها منذ تسعة أعوام، لتصبح تلك الآثار سلعاً معروضةً في مزاداتٍ عالمية، حيث نظمت مزاداتٍ لشـراء تـمثالٍ سبئي، أو رأس حيوانٍ حميري، أو لوحةٍ حجرية كُتِبَتْ بالخط المسماري (المُسند).
ولعل تقريراً أصدره مركز الهدهد للدراسات الأثرية تحت عنوان: (ذاكرة اليمن الأثرية بين التهريب والتغريب)؛ قد كشف الحقيقة التي تعانيها آثار اليمن وقصة سـرقتها من الداخل وتهريبها إلى الخارج، حيث رصد التقرير عدد الآثار اليمنية التي عرضت في أبرز صالات المزادات العالمية خلال الفترة 1991 – 2022 وبيع خلالها نحو 4,265 قطعة أثريةً يمنية في 6 دول غربية، عن طريق 16 مزاداً عالمياً أمريكياً وأوروبياً، كما وضَّح التقرير عملية ازدياد نشاط وتيرة بيع الآثار اليمنية خلال فترة الحرب، حيث بلغت 2,610 قطعة، منها 2,167 قطعة في الولايات المتحدة لوحدها، تجاوزت قيمتها (12) مليون دولار، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وضَّح التقرير احتواء 7 متاحف عالمية على 1,384 قطعةً أثريةً يمنيةً مهربةً ومسـروقة.
من المسؤول؟
نجد من خلال متابعة وسائل الإعلام والتي تركز على موضوع سـرقة وبيع الآثار اليمنية بأن العديد من الباحثين والصحافيين يحملون أطراف الصـراع في اليمن؛ سواءً الأطراف اليمنية، أو القوى الإقليمية، كـ(السعودية، والإمارات، وقطر)، وغيرها، مسؤولية تهريب وسـرقة ومن ثم بيع الآثار اليمنية في تلك المزادات العالمية؛ الأمر الذي تحاول تلك الأطراف والقوى التهرب منه عن طريق تبادل الاتهامات وتحميل المسؤولية للطرف الآخر. وصل الأمر إلى استغلال بعض منظمات المجتمع المدني التي تقع في مناطق سيطرة هذه القوى، وإلى إعداد التقارير التلفزيونية في القنوات المحلية، والقنوات العربية والغربية، كالقناة الفرنسية الثانية، وقناة الجزيرة القطرية، وقناة العربية السعودية، وقناة سكاي نيوز الإماراتية، وقناة DW الألمانية، بهدف تغييب الحقائق واتهام الأطراف الأخرى بضلوعها في سـرقة الآثار اليمنية وتهريبها وبيعها في المزادات العالمية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت المواقع الإخبارية والمتخصصة بالآثار والعلوم وأبرزها موقع لايف ساينس الأمريكي، تعجُّ بمئات الأخبار بشأن هذا الأمر، ليتساءل اليمنيون والمهتمون بالتاريخ والحضارة اليمنية عن دور الحكومة والمنظمات الدولية في حماية الآثار اليمنية، ولماذا لم أو لا يتم تجريم الجهة أو الجهات التي تقوم بهذا العمل الذي يسلب اليمن حقوقه الثقافية والتاريخية، إذ يعتبر اليمنيون سـرقة تاريخ شعبٍ يُعادل تـماماً سـرقة حاضـره ومستقبله.
مطالب بحماية الآثار
يذهب ناشطون وباحثون إلى لوم الحكومة اليمنية بشأن استمرار عمليات تهريب الآثار وسرقتها، على رأس هؤلاء الباحث الآثاري عبدالله محسن، والذي تعج صفحاته في التواصل الاجتماعي بأخبار بيع الآثار اليمنية في المزادات العالمية، والصحفي أحمد عاشور، الذي أعدَّ تحقيقاً استقصائياً بعنوان: (أثرٌ بعد عين) وثَّق سـرقة قطع أثرية ثمينة من اليمن وتهريبها عبر الحدود وبيعها عبر مواقع تسويق الآثار وفي مزاداتٍ أوروبية، كانت الحكومة اليمنية طيلة فترة الحرب الطويلة مغيبةً تـماماً عن موضوع الآثار؛ ربما بمحض إرادتها أو بفعل تدخل قوى خارجية مؤثرة عليها، إذ تبادر إلى اتخاذ إجراءاتٍ حازمة في هذا الشأن، إلا بعد حملة شعبية لمطالبتها بالتدخل العاجل لإنقاذ الآثار اليمنية واتخاذ خطواتٍ أكثر حسماً لمنع تهريبها، وبفرض العقوبات على مرتكب هذه الجرائم. حينها بادرت الحكومة اليمنية إلى دعوة الدول الأوروبية إلى وقف إجراءات بيع الآثار اليمنية، كما رحبت بالقرار الأمريكي الآنف الذكر، وأعلنت استعادتها 77 قطعة أثرية ومخطوطة قرآنية مهربة من أمريكا، ليتوج ذلك توقيع الاتفاقية مؤخراً مع الولايات المتحدة الأمريكية. في هذا السياق، يأمل اليمنيون بأن مثل هذه الإجراءات وغيرها قد تؤتي أُكلها في المستقبل القريب وتُعاد معظم القطع والآثار اليمنية المهربة إلى وطنها.
المصدر: محمد علي ثامر، (صدى، مركز ديل كارنيجي للدراسات)
يمن مونيتور3 أكتوبر، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام (مركز دراسات) تصعيد الحدود.. تآكل وقف إطلاق النار باليمن يلقي بظلال سيئة على أفق الحل السياسي مقالات ذات صلة
(مركز دراسات) تصعيد الحدود.. تآكل وقف إطلاق النار باليمن يلقي بظلال سيئة على أفق الحل السياسي 3 أكتوبر، 2023
الجالية اليمنية في ولاية ألاباما الأمريكية تحتفل بأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر 2 أكتوبر، 2023
الرئيس المصري السيسي يؤكد ترشحه لانتخابات الرئاسة في ديسمبر 2 أكتوبر، 2023
الحكومية اليمنية: الحوثيون اتفقوا مع شركة طيران تابعة للحرس الثوري 2 أكتوبر، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...
الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...
مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: بیع الآثار الیمنیة الحکومة الیمنیة تصعید الحدود مرکز دراسات الیمنیة فی فی مزادات فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مواعيد عرض مسلسل "حكيم باشا" لمصطفى شعبان
مع انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني لعام 2025، يترقب عشاق الدراما المصرية موعد عرض مسلسل "حكيم باشا"، الذي يخوض به النجم مصطفى شعبان تجربة مختلفة، حيث يتعمق في أجواء الدراما الصعيدية لأول مرة.
ويعد المسلسل أحد أبرز الأعمال المنتظرة، خاصة أنه يجمع بين الإثارة والصراعات العائلية في عالم تجارة الآثار، مما يجعله محط اهتمام الجمهور والنقاد. مواعيد عرض مسلسل "حكيم باشا"يُعرض المسلسل على عدة قنوات ومنصات، مما يتيح للجمهور فرصة مشاهدته في توقيتات مختلفة:
- قناة الشارقة: 11:30 مساءً بتوقيت الإمارات.
- قناة CBC: العرض الأول 7:15 مساءً بتوقيت مصر (9:15 مساءً بتوقيت الإمارات)، مع إعادة في 12:15 صباحاً و3:00 مساءً.
- قناة الحياة: العرض الأول 9:30 مساءً بتوقيت مصر، مع ثلاث إعادات في 2:30 صباحاً، 9:30 صباحاً، و1:15 مساءً.
قناة الرشيد: 10:30 مساءً بتوقيت العراق.
قناة رؤيا: 10:30 مساءً بتوقيت الأردن.
قناة SBC السعودية: 10:30 مساءً بتوقيت الرياض.
منصتا WATCH IT وShahid: توفران المسلسل للمشاهدة الرقمية يومياً في أي وقت.
تدور أحداث العمل في قرية خيالية تُدعى "نجع الباشا" بمحافظة قنا، حيث يسيطر حكيم باشا، الذي يجسد شخصيته مصطفى شعبان، على تجارة الآثار بعد أن ورث نفوذ العائلة من عمه. لكن هذا النفوذ يثير صراعات بينه وبين أبناء عمه الطامعين في الثروة، مما يجعله يخوض معارك متواصلة للحفاظ على إرث العائلة.
ورغم تورطه في عمليات التنقيب عن الآثار، يرفض حكيم باشا بيع المومياوات والبرديات، معتبراً أنها جزء من تراث الأجداد الذي لا يجب التفريط فيه. ولحمايتها من اللصوص والمنافسين، يخفي الكنوز في مغارة محصنة بالمتفجرات، مما يضيف مزيداً من التشويق إلى الأحداث.
يشارك في المسلسل نخبة من النجوم إلى جانب مصطفى شعبان، من بينهم دينا فؤاد، سهر الصايغ، رياض الخولي، أحمد صيام، منذر رياحنة، أحمد فؤاد سليم، محمد نجاتي، هاجر الشرنوبي، وميدو عادل، الذي يخوض تعاونه الأول مع شعبان. المسلسل من تأليف محمد الشواف وإخراج أحمد خالد أمين.