لا بوادر تلوح في الأفق حول خفض أسعار الفائدة خلال الفترة القليلة القادمة فرص بالمملكة المتحدة في قطاع البنى التحتية أمام المستثمرين الأجانب السفير البريطاني: لا عقبات جدية في طريق اتفاق التجارة الحرة مع دول الخليج
أكد عمدة الحي المالي في العاصمة البريطانية لندن اللورد نيكولاس لوينز أهمية تنمية الشراكة الاستراتيجية مع مملكة البحرين عبر تعزيز الاستثمارات الاستراتيجية في مجالات ذات الاهتمام المشترك لدى البلدين، مشددًا على أن البحرين تتمتع ببيئة صديقة للأعمال.

ونوّه اللورد لوينز خلال لقاء صحفي عقده صباح أمس بحضور سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين الاستر لون بمذكرات التفاهم التي وقعت مع الجانب البحريني خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء إلى المملكة المتحدة في يونيو التي تغطي مجالات حيوية عديدة، مشددًا على أن البلدين يتطلعان نحو تعزيز النمو الاقتصادي، والشراكات في قطاعات عدة من أبرزها التكنولوجيا المالية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الحيوية. وأشار اللورد لوينز إلى أن المجال التعليمي هو أحد المجالات التي تحظى باهتمام كبير لاسيما ان بلاده لديها أربع جامعات مصنفة ضمن أفضل 10 جامعات على المستوى العالمي، لافتًا أيضًا إلى الفرص التي يطرحها قطاع البنى التحتية في بلاده امام المستثمرين الأجانب. وقال اللورد لوينز: «بلا شك كنا متحمسين جدًا خلال زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى المملكة المتحدة والوفد المرافق له، وقد تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم التي تغطي مجالات تحظى باهتمام البلدين كجزء من شراكة الاستثمار الاستراتيجي. بالطبع المملكة المتحدة تمر حاليا بفترة مثيرة للغاية، واعتقد اننا نفكر في تعزيز النمو، والاقتصاد والشركات والقطاعات الحيوية، وابرزه التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا النظيفة والمتجددة، والتكنولوجيا الحيوية، كما لدينا عدد كبير من الشركات العاملة في مجالات مثيرة للاهتمام». وتابع «كذلك المجال التعليمي، حيث يوجد لدينا أربعة جامعات مصنفة ضمن أفضل 10 جامعات في العالم. لذلك نتوقع أن يتم توجيه الكثير من الاستثمارات البحرينية نحو هذه المجالات. كذلك هناك اهتمام خاص بتكنولوجيا الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء، وهي موضع اهتمام المستثمرين دوت ان نستثني أيضًا مجالات البنى التحتية التي تطرح فرص كبيرة أمام المستثمرين». وأضاف: «أعتقد أن أبرز عوامل جذب الاستثمارات للمملكة المتحدة بشكل خاص هو البيئة الاستثمارية المناسبة فلدينا نظام ديمقراطي، وبرلمان عريق، ومفهوم راسخ حول سيادة القانون وسلطة قضائية مستقلة، ومؤسسات الدولة منظمة جدًا، لذا أعتقد ان هذه المزايا تمنح المستثمرين الأجانب، وأصحاب الأصول راحة كبيرة في استثمار أموالهم في المملكة المتحدة. كذلك عقدت اجتماعات مع شركات بريطانية تنظر الى البحرين بعين الاهتمام الكبير عندما نتحدث عن مجالات التكنولوجيا المالية، والمصارف الكبرى، وشركات المحاماة، وشركات المحاسبة حيث تتمتع البحرين ببيئة صديقة للأعمال بشكل كبير، ومنظمة بشكل جيد لاسيما في مجالات الخدمات المالية وهذا ما يمثل فرصة كبيرة امام الشركات في مراحله المبكرة، كذلك ما تتمتع به البحرين من مرونة مما يضع امام هذه الشركات البريطانية فرصة جيدة حيث ان البحرين مكان محتمل لبناء أعمالها».

وفي رد على سؤال، اعتبر اللورد لوينز ان بلاده تسير بوتيرة قوية للغاية لاسيما عبر الدخول في اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول عدة حول العالم، وقال اللورد لوينز«لقد شهدنا اتفاقية للتجارة الحرة مع اليابان وشهدنا ايضا توقيع اتفاقية مع أستراليا. كذلك انضمت المملكة المتحدة إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ. وأعتقد أننا في الجولة التاسعة من المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع الهند. وبطبيعة الحال، وصلت المناقشات مع اللجنة التنسيقية الدائمة حول اتفاقية التجارة الحرة أيضًا إلى مرحلة متطورة جدًا. وأعتقد أن هذا يوضح الكثير عن الموقف الخارجي للحكومة البريطانية. لقد قمت بزيارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي وهناك اهتمام رفيع المستوى للوصول إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع المملكة المتحدة. وفي ذات السياق، هنّأ السفير البريطاني لدى المملكة دول مجلس التعاون الخليجي بالتوصل الى اتفاقية للتجارة الحرة مع باكستان. مشددًا على حرص بلاده على العمل من اجل تحرير التجارة العالمية. مستبعدًا وجود عقبات جدية في طريق التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال السفير البريطاني: «نحن حريصون جدًا على تحرير التجارة حول العالم. لذا فهذه خطوة جيدة ولكنها تعني أيضًا أن دول مجلس التعاون الخليجي تولي اهتمامًا كبيرًا نحو تحرير التجارة، بالطبع ستعقد الجولة التالية من المفاوضات في نوفمبر القادم بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، ولا يمكننا أن نتوقع كيف ستسير تلك المفاوضات. ولا أعتقد أن هناك عقبات جدية بين الطرفين. حيث هناك طموح قوي من الجميع للتوصل إلى اتفاقية تجارية، ونأمل ان نحصل على اخبار جيدة في المستقبل القريب لاسيما ان دول الخليج تشكل رابع اكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة. كما ان هناك علاقة طويلة وودية للغاية مع المملكة المتحدة، وهناك الكثير من الأعمال البريطانية هنا في الخليج. وأعتقد أنه لا يزال هناك تقدير كبير للسلع والخدمات البريطانية في هذا الجزء من العالم، وبالتالي فإن الوصول بشكل أكبر وغير مقيد إلى اتفاقية للتجارة الحرة سيكون بمثابة ميزة لدول مجلس التعاون الخليجي. وشدّد اللورد لوينز على الاهتمام العالمي الكبير بالتغير المناخي، معتبرًا ان الاستثمارات في الطاقة النظيفة تستقطب اليوم رؤوس الأموال بالقول: «أعتقد أنه عندما يتم بناء الاقتصاد، فإنه يتم التطلع نحو التخلص التدريجي من الهيدروكربونات. لكن في ذات الوقت هناك فرص متاحة ستبقى امام منتجي النفط والغاز حيث ستبقى مزيج من الطاقة حول العالم، وهذا لا يتعلق بمنطقة الخليج بل بدول مختلفة حول العالم، فمثلا الصين التي تعتبر اكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في العالم، لكنها ايضا تعتبر اكبر مستثمر في الطاقة المتجددة وأكبر منتج للطاقة النظيفة. لذا اعتقد ان هناك فرصًا حقيقية لدول الخليج لبناء هذه القدرة أيضًا. وفي رد على سؤال لـ«الأيام» حول تداعيات حرب أوكرانيا على بريطانيا التي تقدم دعم سخي ل أوكرانيا لاسيما على الاقتصاد البريطاني قبيل فصل الشتاء، قال اللورد لوين: «بلا شك ما زلنا نرى التأثير لاسيما ان أوكرانيا تشكل مصدر هام للحبوب والمنتجات الزراعية، انها سلة الخبز بالنسبة لأوروبا، وهذه الحرب شكلت احد أسباب التضخم الذي شهدناه في أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى أزمة تكلفة المعيشة». وما بدأ كتضخم في جانب العرض، الا انه استمر لفترة أطول مما كان يعتقده الناس، لقد شهدنا الكثير من تسويات الأجور وما زلنا نشهد بعض القطاعات التي تبحث عن زيادة في مستويات الأجور، وإذا استمر التضخم في المملكة المتحدة لفترة أطول، ستظل أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول. أعتقد أن الأمر سيستمر على هذا النحو. لا أعتقد أننا نقترب تماما من قمة دورة رفع أسعار الفائدة. لكنني لا أرى أننا سنرى أي فرصة معينة لخفض أسعار الفائدة لمدة ستة أو تسعة أشهر أخرى. أعتقد أنه بمجرد أن نبدأ برؤية أسعار الفائدة تنخفض مرة أخرى، فأننا سنرى ارتفاعات كبيرة في أسواق الأسهم في تلك المرحلة. لكن بطبيعة الحال، لا توجد بوادر تلوح في الأفق حول اقتراب نهاية الحرب في أوكرانيا. لذا نحن على وشك الدخول في شتاء قاس آخر، حيث سيعمل الجانبان على تحصين أنفسهما.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا دول مجلس التعاون الخلیجی اتفاقیة للتجارة الحرة للتجارة الحرة مع المملکة المتحدة أسعار الفائدة إلى اتفاقیة حول العالم اهتمام ا أعتقد أن

إقرأ أيضاً:

نائب أمير منطقة الرياض يشرّف حفل سفارة المملكة المتحدة

شرّف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض اليوم، حفل سفارة المملكة المتحدة لدى المملكة، وذلك بحي السفارات في الرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل سفير المملكة المتحدة لدى المملكة نيل كرومبتون ، وعدد من منسوبي السفارة.
حضر الحفل وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم عبدالمجيد السماري, وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة.

مقالات مشابهة

  • الصومال تنضم إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية
  • محتجون يجبرون المدير المالي لـأرامكو على مغادرة قمة في الولايات المتحدة
  • وفد اقتصادي إماراتي يبحث في فنلندا سبل تعزيز الاستثمارات
  • المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يبحث مع شركة Lazard Freres SAS العاملة في الاستشارات الاستثمارية فرص تعزيز التعاون
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • لندن.. المملكة تستعرض جهودها ومشاريعها ومبادراتها لتطوير النقل البحري
  • البنك المركزي اليمني و”عدن الأول” يناقشان تعزيز الاستثمارات الإسلامية ودعم الاقتصاد الوطني
  • تعزيز الاستثمارات بإزالة المعوقات ودعم القطاع الخاص| ماذا تفعل الحكومة لتوطين الصناعات؟
  • نائب أمير منطقة الرياض يشرّف حفل سفارة المملكة المتحدة