أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي، عن قلقه إزاء ظهور مبادرات أحادية الجانب ومتضاربة من قبل مختلف الأطراف والمؤسسات الليبية بشأن إعادة إعمار درنة وغيرها من المناطق المتضررة من الفيضانات.

ونقل بيان لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن باتيلي قوله، إن من شأن هذه الجهود الأحادية أن تعطيَ نتائج عكسية، وتُعمق الانقسامات القائمة في البلاد، وتُعرقل جهود إعادة الإعمار، فضلا عن كونها تتعارض مع هبَّة التضامن والدعم والوحدة الوطنية التي أظهرها الشعب الليبي من جميع أنحاء البلاد استجابةً للأزمة.

وأشار المبعوث الأممي إلى وجود حاجة ماسة إلى إرساء آلية وطنية موحدة من أجل المضي قدماً بجهود إعادة الإعمار بفعالية وكفاءة في المناطق المتضررة من الفيضانات.

وأضاف: “ينبغي أن تمضي عملية إعادة الإعمار على نحو سريع، وأن تتم استناداً إلى تقييم موثوق ومستقل وموضوعي للأضرار والاحتياجات، وإلى تقديرات للتكلفة تُحدد بمهنية، مع ضمان شفافية عمليات التعاقد والصفقات”.

وتابع باتيلي: “لقد أعرب الشعب الليبي عن مخاوفه إزاء تقديرات التكلفة التعسفية، ومبادرات إعادة الإعمار أحادية الجانب التي أعلن عنها دون شفافية ومن دون تأييد جميع السلطات المعنية وأصحاب الشأن”.

هذا وناشدت البعثة الأممية جميع السلطات الوطنية والمحلية الليبية المعنية، وشركاء ليبيا الدوليين، إلى تيسير الاتفاق على آلية وطنية ليبية موحدة ومنسقة تقود جهود التعافي وإعادة الإعمار وضمان الشفافية والمساءلة، على أساس تقييم موضوعي للوضع والاحتياجات على الأرض.

ووفقاً لبيان البعثة، فإن اللجنة المالية العليا تُظهر مثالاً أن القادة الليبيين والمؤسسات الوطنية بإمكانهم أن يتوحدوا من أجل اتخاذ قرارات مهمة، ومعالجة قضايا ذات أهمية وطنية، بما في ذلك من خلال المنصات القائمة.

كما حث المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، قادة ليبيا على الترفع عن انقساماتهم والاجتماع معًا للاتفاق على استجابة موحدة لاحتياجات إعادة الإعمار، مؤكداً أن تأثير العاصفة دانيال إنما هو تذكير بضرورة تسريع المفاوضات بشأن كسر الجمود السياسي.

وأعرب باتيلي عن تطلعه إلى استلام مشاريع القوانين الانتخابية المنقحة، وتيسير حوار عاجل بين الأطراف الرئيسية في ليبيا للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن جميع القضايا الخلافية، والاتفاق على مسار يفضي إلى الانتخابات تلبيةً لتطلعات الشعب الليبي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

شذى صافي مديرة مؤسسة رواق لحماية الموروث الثقافي بفلسطين في حوارها لـ"البوابة": رممنا أكثر من 140 مبنى تاريخيًا في الضفة والقدس.. ونحتفظ بخرائط المباني وآثار غزة لإعادة الإعمار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الجهات المانحة تشترط علينا التوقيع على لائحة الإرهاب لترميم آثارنا 

كتابنا التراث المعمارى فى غزة أصبح شاهدا ومعينا فى إعادة الإعمار 

أكدت شذى صافى، مديرة مؤسسة رواق لحماية الموروث الثقافى بفلسطين، أن مؤسسة رواق تعمل على ترميم المبانى وأحيائها بمنطقة الضفة الغربية والقدس وغزة.

وأضافت فى حوارها لـ«البوابة» أن هذا العمل يعد توثيقا لما هدمه الاحتلال للاستفادة منه فى عملية إعادة الأعمار؛ كاشفة عن خفايا حرب إسرائيل للحجر فى فلسطين، تلك الحرب المنسية ودور المجتمع المدنى فى التصدى لها، وإلى نص الحوار.. 

■ ما أهم أنشطتكم؟

قمنا بترميم أكثر من ١٤٠ مبنى تاريخيًا فى بلدات مختلفة فى منطقة الضفة الغربية والقدس وغزة، وتحولت جميعها إلى مؤسسات ثقافية مكتبات أطفال جمعيات نسوية ونوادٍ شبابية، وأيضا قمنا بتوثيق أكثر من خمسين ألف مبنى تراثى وتاريخى فى منطقة القدس والضفة وغزة.

وموجودة هذه السجلات على ويب سايت بشكل عام مفتوحة للجميع، فيها تسجيل بكل مبنى من هذه المبانى توثيقها وأهميتها التاريخية وما تحتويه من آثار، ونعمل على إصدار كتب عن الموروث الثقافى والتاريخى لفلسطين، مثل كتاب المناظر، كتاب تاريخ المعمارى بغزة، كتاب رام الله تاريخ وحضارة، وفلسطين الحديثة؛ والسرايا العثمانية.

التاريخ المعمارى لغزة هل هذا أصبح شاهدا الآن على ما يحدث وعلى ما تم تدميره؟

الكتاب أصبح جزءا من التوثيق، صدر فى ٢٠٠٧ موجود فيه توثيقات لكثير من المبانى التى تم تدميرها، فى بعض الأحيان هى التوثيقات الوحيدة الموجودة عن هذه المباني.

■ أصبح هذا الكتاب مرجعا لفكرة إعادة الأعمار، لأن أى توثيق للمبانى نستطيع من خلاله إعادة إعمارها فمن المهم إذن أن نتعرف على الكتاب ومنهجيته؟

رغم امتداد تاريخها وعمق انتمائها إلى الحقب التاريخية المختلفة تبدو مدينة غزة عند النظر إليها نظرة عمومية، وكأنها مدينة جديدة خالية من نواة قديمة تحتفظ بالطابع العمرانى القديم، ولكن عند المرور فى جنباتها، نجد أن هناك عددًا لا بأس به من شواهد الحضارة الصامتة، فلا تزال بعض مناطق البلدة القديمة تحتفظ بطابعها وتعبر عن أصالة انتمائها، ولا تزال كذلك تحتفظ ببعض المبانى التاريخية هنا وهناك شاهدة على أنماط معمارية مختلفة، والمتتبع لواقع التطور العمرانى فى المدينة وواقع السياسات الخاصة بتلك المباني، وكذلك الواقع الاجتماعى والاقتصادى يستنتج أن المبانى الأثرية والتاريخية تتعرض يوميا إلى التخريب والهدم والاندثار، ولن يمضى وقت طويل حتى تخسر المدينة هذا الإرث الحضارى أن استمر هذا الحال دون التدخل السريع لوقف تدهوره، ومن هنا تأتى أهمية هذا الكتاب فى التعريف بالعمارة التقليدية فى مدينة غزة، وتوثيق بعض الأبنية والعناصر التقليدية التى ما زالت (كانت) قائمة ومحاولة إبراز مميزاتها وخصائصها والعوامل التى أثرت فيها، كذلك فإن التعريف بخصائص ومميزات وعناصر العمارة التقليدية، قد يساعد أولا فى حماية ما تبقى منها، وكذلك قد يساعد فى الجهود التى ستبذل مستقبلًا لمحاولة إحياء هذه العناصر وإعادة إحياء الثقافة المعمارية التقليدية بشكل يتناسب ويتناغم مع روح العصر، وتمتاز المدن الفلسطينية بصفة عامة ومدينة غزة على وجه الخصوص، بعراقة وتنوع تاريخها المديد، وعلى مدار هذا التاريخ بنيت أبنية تتلاءم والواقع السياسى والمادى والاجتماعى والاقتصادى للسكان الذين عبروا من خلالها عن آمالهم وتطلعاتهم وانتماءاتهم واستخدموا مواد البناء المتوافرة لديهم لبناء ما يعرف بـ«العمارة التقليدية»، وكما هو معروف فى تاريخ العمارة، فإن طرز العمارة والبناء تتشابه فى مراحل تطورها من حيث تأثرها بعدد من العوامل التى تساعد على تكوين شخصية وطابع وملامح البناء، وقد ساهم فى تطور العمارة التقليدية فى غزة عدة عوامل طبيعية واجتماعية واقتصادية، فعلى سبيل المثال أثرت الظروف الاجتماعية على شكل المنزل وتصميمه وتوجيهه ناحية دخول الفناء الداخلى وذلك لتحقيق الخصوصية، وتعددت غرف البيت الواحد وبناء أكثر من طابق أحيانًا ليفى باحتياجات الأسرة الممتدة، وتمت مراعاة الظروف المناخية فى توجيه معظم المبانى السكنية والعامة نحو فناء داخلي، وسقفت الأسواق وأجزاء من الطرقات مراعاة للأجواء الحارة، كما استخدمت مواد البناء المحلية مثل الحجر الرملى والطين فى معظم المباني، وتمثل العامل الاقتصادى فى تعدد الأسواق والمرافق التجارية فى المدينة وفى الفوارق الملحوظة بين الأبنية التى تعكس الفوارق الطبقية بين السكان، ويمكن القول أن العوامل المذكورة تكاد تكون متشابهة فى معظم المدن والأقطار المتشابهة، وهذا ما جعل العمارة التقليدية فى غزة على الرغم من احتفاظها بطابع محلى مميز تتشابه فى العديد من عناصرها مع العمارة فى المدن والمناطق المجاورة وخاصة فى مبادئ التصميم والإنشاء وفى تخطيط المدينة وشكلها، ويقدر عدد المبانى التقليدية التى ما زالت موجودة فى قطاع غزة، حسب المسح الذى أنجزه رواق - مركز المعمار الشعبى فى العام ١٩٩٨ بـ ٤٥٠ بناية يتركز معظمها (٤٢٠) بناية فى مدينة غزة القديمة والباقى يتوزع على أنحاء القطاع، وكذلك يوضح المسح ذاته أن أبنية غزة فى حالة إنشائية جيدة نسبيا، حيث لم تسجل سوى ٢٤ بناية بحالة سيئة (٥.٧)، فى حين أن حوالى نصف تلك الأبنية بحالة جيدة والربع بحالة جيدة جدًا، وتتكون حوالى ثلاثة أرباع المبانى التقليدية من طابق واحد (٧٥) والخمسة من طابقين (٢٠.٧)، والباقى غير ذلك، كما وجد من خلال المسح بأن غالبية المبانى ما زالت مستخدمة إما بشكل كلى (٧٠) أو جزئى (١٢)، وأن المهجور منها هو ٧٤ بناية (٪١٧.٦)، ويتسبب غياب الوعى بالأهمية الثقافية والتاريخية والاقتصادية والفنية لهذا الرصيد الحضارى بالإضافة إلى الحروب فى فقدان العديد من الأبنية أو سوء العناية بها وتغيير معالمها، هذا بالإضافة إلى تأثر المجتمع بالثقافة الغربية ومواد البناء الحديثة والتى تسببت فى العزوف عن نظم البناء التقليدية، واقتباس نظم جديدة وغريبة إلا من محاولات خجولة وبسيطة لاقتباس بعض العناصر التقليدية هنا وهناك. 

■ على أرض الواقع تحتاجون لتصاريح لترميم الأماكن، كيف تجرى هذه التصاريح مع سلطات الاحتلال؟ 

- أغلب المناطق موجودة فى مناطق "أ" و"ب" وفى مناطق الضفة الغربية وأيضا فى غزة والريف المقدسي، وفى بعض الحالات فى المنطقة "ج"، لكن ما يصير فى تنسيق مع سلطات الاحتلال نهائيا، وما يتم توقيفنا ولا مرة حتى فى مناطق حدودية اشتغلنا فيها، فالحدود مع المحتل، اللى تسمى إسرائيل، مناطق ٤٨، هناك تم توقيفنا فى بعض المواقع ليس من خلال سلطات الاحتلال، بل من خلال عصابات المستوطنين المسلحين، اقتحموا المكان، كانوا مسلحين، فاضطررنا نخلى عمالنا حفاظا على سلامتهم.

■ عندما فكرت فى إجراء الحوار تبادر لذهنى أهمية الحديث عن المعمار فى ظل آلاف الشهداء، كيف ترين ذلك؟

ـ الموروث الثقافى ليس على سلم أولويات القضية الفلسطينية، الأهمية الأكثرية لحياة الناس والتعليم والصحة والأشياء الإغاثية أكثر، لكننا نقول إن التراث فى جوهر القضية الفلسطينية لأنه بدون هذه المبانى التى هى دليل حى على وجود الفلسطينيين ومعيشتهم المستمرة بهذه الأرض منذ آلاف السنين، نفقد دليلا حيا على وجودنا فهى جزء أساسى من قضيتنا أن نحمى هذه المباني، ودائما نقول للناس إن ما عندنا كتير حماية لهذه المبانى المرات بتصير فيها، مبانى حديثة بتنبى إلى آخره، احنا ممكن نوصل لمرحلة إن لو هدمنا هذه المبانى أن المستوطنات الإسرائيلية تكون أقدم من مبانينا، فهى المبانى مهمة جدا دليل على الاستمرار الفلسطينى من العصور البيزنطية والرومانية والكنعانية ولاحقا فى العصور الإسلامية مثل العثمانى والمملوكي، وهى تشكل استمرارا لحياة الإنسان الفلسطينى علاقته بأراضيه الزراعية فى أنواع معينة من المبانى والمطاحن ومساجد وكنائس كلها هى دليل حى على وجود الفلسطينى فى أرضه منذ آلاف السنين.

■ هل يمكن اعتبار الحفاظ على التراث جزءا من الحرب؟ 

- طبعا هى جزء أساسى من الحرب لأنه محور من محور الهوية الفلسطينية التى يحاول الإسرائيلى أنه يهودها، إذا ننتبه على غزة مثلا صار فى استهداف مباشر وممنهج لهدم غزة هدم المبانى التاريخية فى غزة لمحو هوية المدينة، وفى أيضا استهداف مباشر لما يسمى غزة الإسلامية بمنطقة غزة، فصار استهدافا للجوامع القديمة للمبانى العثمانية للمبانى المملوكية فى محاولة لمحو هذا التاريخ.

أيضا فى الإسرائيلية بيصير فى استحواذ للمبانى الأثرية، وبيصير حفريات معينة اللى بتحاول تقصى طبقات معينة وتركز على طبقات أخرى، لأن فلسطين هى عبارة عن طبقات متعددة منذ آلاف السنين فى طبقات وحتى صار إعادة تدوير لما فات، بتلاقى كتير من المبانى العثمانية أو المبانى البيزنطية مستخدمة حجارة من مواقع أثرية أقدم من العهد الحديدى أو الأزمنة الأخرى، لأن الناس ما كان عندهم مفهوم الحماية والحفاظ كان عندهم موارد بيستخدموه يرجعوا يبنوا فوق بعضها، فهذه جزء أساسي.

والإسرائيلية عندهم محاولة تهويد ماهو موجود دائما للأرض، ولكل شيء وليس للتراث الملموس والمادى مثل المبانى والمواقع الأثرية لكن أيضا من خلال مثلا محاولة الاستيلاء على الكوفية والحطة والحمص.

■ كيف يتم الاستيلاء على الكوفية كرمز فلسطيني؟

- يقومون بإعادة استخدام النقاط بطرق ألوان مختلفة مرات بتكون ألوان أزرق وأبيض بيدخلوها فى الفاشون "الموضة" تبعهم، أيضا التطريز نفس الشيء، جزء من الهوية المعاصرة للشعب الإسرائيلى هو أنه يدخل هذه الأشياء فى تراثه، لأنه ما عنده هو تراث بالآخر هو شعب قادم من بلاد أوروبية مختلفة من بولندا من روسيا من أمريكا من هنا ليس عنده هذا الرابط المشترك الهوية الجمعية وليس عنده ثقافة جمعية غير الدين، أما ثقافيا فهو شعب غير مترابط، فلما يجوا على هذه الأرض هو بيحاول يستولى أو ياخد الموجود مادى ومعنوى، هو استعمار إحلالى بيحاول يحتل الأشياء تبعك ويحل مكانك، وعشان يقدر يحل مكانك وأنت عندك غنى فى الثقافة بيحاول ياخد هذه الثقافة وينسبها إليه.

■ هل وزارة الثقافة الفلسطينية تدعمكم؟

- نحن نخضع لوزارة السياحة والآثار، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، لأن وزارة الثقافة مسئولة عما يسمى التراث غير مادى المتعلق بالفلكلور والأزياء والأكل، بالصابون النابولسى، أما وزارة السياحة والآثار لها علاقة بالتراث المبنى سواء تراثا حيا مثل المبانى القديمة من الفترة العثمانية أو البلدات القديمة وأيضا المواقع الأثرية. والمتاحف. هذه تقع تحت وزارة السياحة والآثار.

■ أين هذه المواقع؟ 

- فى غزة سانت هلاريون، القديس هلاريون، أو تل عامر، موقع أثرى فى غزة، وضع على قائمة التراث المهدد خلال شهرين، تم عمل الملف جهزته وطلعته، بعد الحرب، فى محاولة أن يكون فى حماية معززة لهذا، هذه واحدة من الإنجازات.

■ ماذا يضم الموقع؟

- هو موقع أثرى يتضمن مجموعة قواعد كان أصلا مكانها كنيسة فى فسيفساء فى مجموعات حجرية فى موقع مهدم جزئيا لكن موجود ورغم الحرب تم وضعه فى قائمة التراث المهدد، وأعلن ذلك فى مؤتمر بنيودلهى فى الهند قبل كام شهر، هذا واحد من الإنجازات المهمة.

■ هل الجهات المانحة الغربية تتحكم فى أعمالكم أى لها توجهات سياسية؟ 

- نحن فى العادة نقدم لتمويلات معينة ويكون كل تمويل يسمى إعلان ضمن معايير محددة فمثلا يكون فى تركيز على مناطق محددة وتركيز على سمات محددة يكون له علاقة بالبيئة أو له علاقة بالمواقع التاريخية أو له علاقة بالتماسك الاجتماعى مع التراث فأنت تقدم وبتهيكل مشروعك بما يتناسب مع أولوياتك، نحن نشتغل ضمن أولوياتنا لكن هناك بعض المشاكل فيما يتعلق بالتمويل والجهات المانحة لها علاقة فيما يسمى بالشروط وخاصة مع الحرب والتضييقات وتعريفات الإرهاب فيقومون بوضع تمويلات مشروطة فأنت علشان تقدر تاخد التمويل لابد من التوقيع على لائحة الإرهاب ولائحة الإرهاب تتضمن جزءا كبيرا من الفصائل الفلسطينية موضوعة فيها، وخاصة جهات بالتحديد USAID يعنى التمويلات الأمريكية تشترط أننا نوقع أن فصيل ما لا نتعامل معه وتمويلاتنا لا تذهب للفصائل وهو إقرار منا أن هذه الفصائل إرهابية، فنحن نتجاهل هذه المنح ما بنقدم لها ولا نقدر ناخدها وبنقدم فى أقل عدد من منح نقدر نوافق على شروطها، لأن الاتحاد الأوروبى أيضا أدرج شروطا إضافية فصار لنا خمس سنين لا نستطيع التقديم للاتحادالأوروبى وهنا لا بد يكون هناك فى مفاوضات للجهات الفلسطينية ونرجع على فكرة الحكومة أنه السلطة الفلسطينية ووزارة السياحة والآثار لازم يلعبوا هذا الدور انهم يعملوا ترويج لفكرة أن هذا التضييق على المجتمعات الفلسطينية لن يفيد أحد، ومع الحرب بتزداد هذه الشروط فى قنصليات ما كان عندهم هذه الشروط سابقا، وهناك بعض المؤسسات ليس عندها مشكلة أنها توقع على هذه الشروط لتحصل على هذا التمويل، لكن سياستنا الداخلية فى مؤسسة رواق نرفض ذلك وبقى عندنا أقل مصادر للتمويل.

■ هذا يجعلنا نسأل هل موارد وزارة السياحة عندكم قليلة بسبب قلة السياح بالأساس؟

- لا بل بسبب قلة الوعى برأيى أنه لا بد أن يكون فى ضغط ضمن السلطة.

■ لكن هذا لا يمنع أن السياحة قليلة؟

- لدينا نوعان من السياحة القوية، عندنا السياحة الدينية لأننا بلد لها قيمة دينية عندنا بيت لحم مهد السيد المسيح، عندنا كمان القدس، عندنا مدينة الخليل اللى فيها سيدنا إبراهيم، عندنا مجموعة من المقامات والقديسين الموجودين فى مناطق مختلفة فعندنا، وطبعا المسيحية واليهودية والإسلامية حتى الصوفية.

وعندنا السياحة السياسية، كثير من الناس عندهم فضول تجاه فلسطين أنهم يجيوا يتعرفوا عليها سواء من ناحية التضامن أو من ناحية اكتشاف ما يحدث على الأرض بشكل واقعي، فبيجيوا علشان يشوفوا الجدار يشوفوا ما يصير ويستكشفوا مناطق السلطة الفلسطينية أو يروحوا على المناطق الإسرائيلية أو المناطق الفلسطينية أو عندهم دوافع حقيقية أو دوافع تضامنية.

عندنا هذا النوع من أنواع السياحة، بالإضافة إلى أن فلسطين غنية ثقافيا أنت لما تروح بيصير الناس بيشجعوا بعض بيجيوا بدهم يجيوا ياكلوا أكل زكى يشوفوا محلات جميلة يستمتعوا بالثقافة، عندنا نشاط ثقافى غنى جدا.

■ هناك من يعتبر أن زيارة القدس نوع من التطبيع، فهل صحيح هذا؟

- صحيح؛ لكن أنت تتحدث عن المنطقة العربية، أنا أتحدث عن كل أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، مناطق تانية، يعنى أغلب اللى بيجوا عندنا أجانب.

■ أنتِ مع ولا ضد؟

- أنا لست مع التطبيع، ولكن يوجد من الأجانب من يريد الزيارة والتعاون، ينام فى أوتيل فى تل أبيب وياكل فى مطاعم إسرائيلية ويشترى من محلات إسرائيلية، بيفرق عن آخر يأتى للعمل فى بيت المقدس واضطر أنه يعمل، أنا لا أمانع ما عندى مشكلة أن حدا عنده جواز أجنبى أنه ينتهز الفرصة يزور فلسطين، وأكتر من مجرد زيارة فلسطين نوع من أنواع التضامن، لكن هناك عرب كل تعاملاتهم مع الجهات الاسرائيلية فهذا يعتبر تطبيع.

■ ما مشروعكم الحالى فى رواق؟

- نعمل على أكثر من مشروع لأننا نتطلع على الموروث الثقافى بشمولية أكثر، لأنك لا تستطيع أنك ترمم مبانى بدون ما تكون شغال أيضا مع المجتمع والإنتاج المعرفى وعندنا قصة كتيرة بالإنتاج المعرفى لهذه الكتابات خاصة أن كتابات كثيرة كتبت عن فلسطين بأيدى مستعمرين أو مستشرقين، وقليل من كتب عن فلسطين بأيدى مفكرين فلسطينيين أو ثوريين فلسطينيين أو باحثين فلسطينيين.

وهذا فى الأساس أن تكون المعرفة التى ننتجها من فلسطين إلى فلسطين واحنا اللى بنطلع عليها، وتعرف إن اللى بيكتب عنده سلطة عنده قرار عنده توجيه لسياسات معينة، عندنا أكثر من مشروع والمشروع الأول هو ترميم المبانى التاريخية لتكون قاعدة بنسميها بنية تحتية ثقافية بديلة للريف الفلسطيني، بدل أنك تستثمر مئات أو ملايين الدولارات فى بناء قصر ثقافى إلى آخره، يكون عندك مراكز ثقافية متعددة فى الريف الفلسطينى بتشكل مع بعض شبكة بنية تحتية ثقافية بديلة.

والأمر الثانى أنه هو هذا المشروع يشكل ما نسميه خلق فرص عمل من خلال الترميم لأن الترميم عنده خاصية أنه بحاجة إلى عمال كتير والمواد الى حد ما رخيصة لانها موجودة عند ف الحجر موجود فى البيئة وأنت بحاجة إلى مصنعية عالية فمثلا أنك تبنى جدار أسمنتى جديد، ثمانين بالمائة انا بعمل بس مقاربات أو ستين بالمائة من المبلغ بيروح للمواد الغالية مثل الحديد والباطون فقط؛ عشرين أو ثلاثين الأسمنت تذهب للعامل، بينما فى البنى القديمة بتروح عشرين بالمائة تذهب للموارد الموجودة فى البيئة وثمانين بالمائة للعامل، ففكرة إعادة تشغيل المواطنين الفلسطينيين فى وظائف لها علاقة بالترميم تخلق فرص عمل وتتحدى فكرة ربطنا مع السوق الإسرائيلى سوق العمل الإسرائيلى فى كتير من الفلسطينيين بيروحوا يشتغلوا فى سوق العمل الإسرائيلى عمال لبناء المستوطنات، وهذا للأسف بيبنوا فى المستوطنات،لأجل أكل عيش بالذل هناك خطورة وإذلال وأن تشتغل كمان مع عدوك.

ففكرة إن عندنا فرص بديلة للعمال الفلسطينيين يشتغلوا فى أراضيهم وهى جدا موجودة.

وعندنا مشروع آخر مهم جدا عن السجل الوطنى اللى سجلنا فيه أكثر من خمسة آلاف مبنى، عمرها حوالى ١٥٠ تقريبا.

فهذا المشروع يستهدف مبانى موجودة فى ٥٠ قرية أو بلدة تاريخية فى فلسطين موجود بها عدد كبير من المبانى ونشتغل عليها بمقياس القرية بشكل كامل، وليس مبنى واحد، وقلنا إذا حمينا هذه ال ٥٠ قرية نكون حمينا ٥٠ بالمائة بالمواد الثقافية الفلسطينية، وهذا المشروع يسمى مشروع القرى ٥٠، واليوم احنا فى القرية رقم ٢٨ بلجنا من ٢٠٠٦، بمشروع إحدى القرى اسمها بير الزين، والآن نحن فى القرية ٢٨ وهذا المشروع بيطلع على القرية بشكل عام، كيف بيطلعنا هنا على السطح بس بشكل أكثر عندك بنية تحتية عندك مرحلة السكن عندك حدائق الأطفال عندك مؤسسات يعنى مشروع متكامل انت بتفوت على بلدة قديمة بكليتها مرممة وهدفها الأساسى هو إعادة الاحياء، بنؤمن أن إذا أعدنا الحياة لهذه المناطق فإذا فى أحد فى المبنى بيتنفس فيه وبيتعمل له صيانة دورية وبيعيش فيه وحاسس أنه جزء من مستقبله وتنميته الاقتصادية الاجتماعية ما بدنا نحمى وليس لنا حاجة أننا نروح المبانى هذه محمية بوجود الأشخاص فيها بالبشر، فهذا المشروع وعندنا ضمن هذا المشروع مشروع استحدثناه فى عام ٢٠١٧ بيركز أكثر على التجمعات وبدل ما بنطلع على قرية واحدة بنطلع على مجموعة من القرى وبهذا نكون بنتحدى التشرذم الجغرافى اللى فرضه الاحتلال احنا الاحتلال الإسرائيلى شرذمنا عملنا جزئيات جزئيات عمل تقطيع فى المناطق فبنحاول استهداف تجمع القرى يكون فى ربط لهذه الدول أو إعادة ربط لهذه التجمعات المشرذمة من خلال تمركز اجتماعى مشترك نرجع الزراعة نرجع الحرف إلى آخره، وهذا المشروع بيركز على الريف المقدسى بيركز على قرى شمال شرق وشمال غرب القدس واسم المشروع طوق النجاة. ليه اسمه طوق النجاة لأن هذه القرى هى شكلت الحاضنة المجتمعية لمدينتها الأصلية دائما هى كانت هى فى مواجهة حماية القدس وانقطعت عنها فهؤلاء القرى إعادة تشكيلهم أو الشغل عليهم بطريقة قوية هما بيشكلوا طوق النجاة لمدينتهم الحاضنة القدس من خلال عمل علاقات اجتماعية مليحة يكون فى زراعة قوية ويكون فى مجتمع متماسك مجتمع واعٍ،، ومن خلال خطتنا الأساسية هى خطتنا المشتركة اللى نشتغل فيها مع حفظ التراث ومع باقى المؤسسات إلى إعادة اعمال غزة.

■ لكن نحن نرى غزة دمرت تماما كيف تأملون إعادة البناء لتراثها؟

- هذه ليست أول مرة تدمر فيها غزة؛ فقد دمرت من قبل بالكامل، دمرت فى الحرب العالمية الأولى ودمرت أكثر من مرة، بشكل يعنى قريب جدا مما هو عليه الآن فى توثيقات عندنا لصور دمرت بشكل كامل، أول شيء عندنا توثيقات لهذه المبانى وعندنا شركاء أقوياء منهم بلدية غزة موجودة هناك، ثانيا عندنا خبرة طويلة فى فكرة إعادة البناء أو إعادة الإعمار، لأن أغلب المبانى التى نتعامل معها فى الضفة الغربية وفى مناطق مختلفة حتى فى غزة سابقا كانت يا إما متهالكة أو جزئيا أفضل، فنحن عندنا خبرة عملية قوية فى فكرة إعادة الإعمار فهذا إذا الحجر موجودة نرجع نبنى منه وعندنا توثيق مثل كتابنا التراث المعمارى الذى حدثتك عنه نرجع نبنى منه فإذا عندك توثيق وما عندك حجر فترجع تعمل استبدال.

مقالات مشابهة

  • بالتفاصيل.. تركيا وضعت خطة لمشروعات إعادة الإعمار في سوريا
  • شذى صافي مديرة مؤسسة رواق لحماية الموروث الثقافي بفلسطين في حوارها لـ"البوابة": رممنا أكثر من 140 مبنى تاريخيًا في الضفة والقدس.. ونحتفظ بخرائط المباني وآثار غزة لإعادة الإعمار
  • البنك الدولي يوافق على تمويل إضافي بـ450 مليون دولار لدعم إعادة الإعمار في باكستان
  • شنيب: انعقاد البرلمان في درنة لأول مرة يكرّس الوحدة الوطنية
  • أردوغان: وقفنا على الجانب الصحيح من التاريخ.. هذا مصير PKK في سوريا
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: لبنان يحتاج 5 مليارات دولار لإعادة الإعمار
  • 34 قطاعًا صناعيًا: مصر تدعم إعادة إعمار ليبيا بمبادرات إقليمية
  • مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يهنئ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ 73 لاستقلال ليبيا
  • بشأن إعادة الإعمار.. بيان من حزب الله
  • مناقشة فتح كافة المنافذ الحدودية السعودية اليمنية