نظرة إلى المشهد التعليمي في الأردن
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
صراحة نيوز- ا.د سناء عبابنه
جامعة البلقاء التطبيقيه
تشهد هذه الفترة حوارات حول مستجدات التعليم في الأردن و الجهود المبذولة نحو معالجة آثار جائحة كورونا في مجال التعليم، و كأكاديميةٍ متابعةٍ لوضع التعليم منذ بداية عملي كمعلمةٍ سابقًا وأستاذةٍ جامعيةٍ في مناهج وأساليب التدريس حاليًا، فإنه لدي جملة من الملاحظات التي أرى أنه من المناسب طرحها في هذا السياق سيّما وأن التعليم يعد من أهم ركائز تطور المجتمعات وأحد أهم المؤشرات الحقيقية لتنمية الموارد البشرية.
وفي هذا الإطار فإنه من الجدير بالذكر أن الأردن يعتبر من الدول السبّاقة في إيلاء التعليم أهمية كبيرة وأن نسب التعليم فيه متقدمة جدًا، حيث وصلت النسبة العامة للأُميّة في نهاية عام 2022 إلى 4.9% بواقع 2.4% بين الذكور و 7.3% بين الإناث حسب دائرة الإحصاءات العامة.
ووفقًا لهذه القراءات فإن الأردن خطى خطواتٍ نوعيةً في قطاع التعليم من حيث مواكبة المستجدات واستخدامات التكنولوجيا ورقمنة التعليم والتعليم الإلكتروني والمدمج.
ووقوفًا على الآثار التي خلّفتها جائحة كورونا على قطاع التعليم، نجد أن الأردن كان في صفوف الدول الأولى التي استجابت لتطوير وسائل التعليم بما يخدم العملية التعليمية واستمراريتها أثناء الجائحة من خلال إيجاد بدائل للتعليم الوجاهي مثل المنصّات الإلكترونية للتعليم عن بعد و التعليم المدمج وتصميم برامج لتعويض الفاقد التعليمي أثناء الجائحة. ومن المُلاحظ أن هناك ترجمةً لهذه الجهود من قبل المؤسسات المعنية بالتعليم والتي تسعى لتطوير منظومة تعليمية تتفق واحتياجات المجتمع الأردني بخصوصيته وبما ينسجم مع المعايير العالميّة وذلك من خلال وضع معيارٍ يراعي العالميّة بكل ما فيها من مستجداتٍ يمكن تطويعها وفقًا لخصوصية مجتمعنا، و معياراً آخر محليًّا يقوم على المقارنة والتقييم لمخرجات التعليم السنوية لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات سواء ما يتعلق منها بالطالب أو المعلم أو المنهاج أو البيئة التعليمية وطرق التدريس و أدوات التقويم والتقييم أو الكوادر الإدارية.
وتجدر الإشارة إلى أن هنالك جهوداً جادّةً من المعنيين بالتعليم نحو التوّجه إلى التعليم المهنيّ والتقنيّ وذلك لسدّ احتياجات سوق العمل وخلق فرص عملٍ جديدةً وبالتالي التقليل من نسب البطالة، وهذا يعتبر جانباً إيجابيًا فيما يتعلق بنشر ثقافة الاهتمام بتأهيلٍ مهنيٍّ يكتسب المهنة بالتعليم ويصقلها بالخبرة العلمية مما يوفر مهنيين محترفين ومطّلعين على أحدث المستجدات في مجال مهنتهم من خلال الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات الصناعة محليًا وعالميًا.
وكون التعليم عملية مستدامة فإن هذا يحتاج إلى جهود مستمرة لمواكبة المستجدات واستيعابها ضمن معايير تتفق وثقافة المجتمع واحتياجاته ومواكبة التطورات على مستوى العالم لضمان جودة التعليم ومخرجاته.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
نظرة إسرائيل إلى جبهات المقاومة وإيران
د. عبدالله الأشعل **
نظرة إسرائيل إلى إيران وجبهات المقاومة التى تدعمها إيران نظرة جدية؛ فهي ترى أن هذا المعسكر يمثل خطرًا وجوديًا على بقائها؛ سواء كان هذا المعسكر أجنحة لإيران أو حلفاء لإيران، وسواء كان لاعتبارات جزئية- وفق جبهة المقاومة- أو كان ضمن المشروع الإيرانى الذي تعتقد إسرائيل أنه يهدف إلى دعم استقلالها، وهي بالفعل الدولة الوحيدة المستقلة عن النفوذ الأمريكي، كما إن إسرائيل تنظر إلى إيران وتسليحها على أنه مُهدِّد للنفوذ الأمريكي والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج والعالم.
لكن إسرائيل تنظر بالتفصيل لكل جبهة على حدة؛ أولًا: جبهة إيران تنظر إسرائيل إلى إيران على أنها قادرة على هزيمة إسرائيل وتفكيكها، وتأخذ إسرائيل بجدية تصريحات المسؤولين الإيرانيين في هذا الباب، وتريد إسرائيل بشكل مؤقت أن تُجرِّد إيران من مظاهر القوة المادية والمالية عن طريق قسوة العقوبات الأمريكية. كما إنَّ إسرائيل تعتقد أن إيرادات النفط الإيراني موجههٌ إلى تمويل برامج التسليح، فضلًا عن أن إسرائيل تريد أن تحتكر القوة النووية حتى تستخدمها ضد إيران وضد روسيا إذا قامت حرب عالمية، خاصة وأن الرئيس الروسي هدد بتغيير العقيدة النووية لروسيا، وأصبح في الإمكان أن تستخدم روسيا السلاح النووي، إذا هدد الغرب وجودها بشكل جدي.
ويترتب على ذلك أن إسرائيل تحارب المشروع النووي الإيراني، ولا تصدق إيران حين تقول إنه مشروع سلمي، كما لا تصدق فتوى الإمام الخُميني بأن حيازة السلاح النووي مخالفة للشريعة الإسلامية، وتعتقد أن كل هذه الدعاوى غطاء، لكي تصرف أنظار الآخرين عن المشروع النووي الإيراني. ولذلك فإن أحد مَوَاطِن الخصومة بين إسرائيل والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أنه وقَّع الاتفاق النووي مع إيران في فيينا عام 2015، واعتبر أن هذا التوقيع أفضل ما قدمته إدارته في السنوات الثمانية التي قضاها في الحكم. لكن إسرائيل لا تريد أن تثق الولايات المتحدة فى إيران، وتريد أن تخرب العلاقات بينهما، ويسهل على إسرائيل ذلك، خاصة وأن الثورة الإيرانية قامت ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وأن واشنطن خسرت خسارة استراتيجية كبرى بسبب هذا العداء، وأن إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يتفقان على ضرورة عودة نظام الشاه إلى إيران، وأن معالجة الثورة الإسلامية في إيران تتم عبر القضاء عليها.
وليس ترامب وحده وإسرائيل في المنطقة التي تتمنى ذلك، وإنما بعض الدول العربية تتمنى ذلك مجاملةً للولايات المتحدة. وتعول أمريكا وإسرائيل على تأليب الشعب الإيراني ضد ثورته، وتنتهز الفرص للتدخل في الشأن الإيراني، كما إن إسرائيل لا تدخر جهدًا فى إثارة الأقليات العرقية والدينية الانفصالية في إيران، كما ركزت إسرائيل على سياسة الاغتيالات السياسية لعلماء الطاقة الذرية الإيرانيين، وامتدت جرائمها إلى السياسيين الإيرانيين، كما لم يفلت منها إسماعيل هنية زعيم حركة حماس، الذي كان ضيفًا على الحكومة الإيرانية للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد في إيران. وهذه الحادثة بالذات أضافت مزيدًا من التوتر والانتقام في العلاقات الإيرانية والأمريكية والإسرائيلية، كما إن أمريكا اغتالت قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومساعديه، في مطار بغداد، وكان هذا القرار قد تم التشاور بشأنه بين الرئيس ترامب والمخابرات الأمريكية، وما تزال واشنطن تفخر بهذا الإنجاز!
ثانيًا: الجبهة اللبنانية. تعمل إسرائيل في هذه الجبهة على تدمير البنية الأساسية لحزب الله وقدراته الصاروخية، كما تعمل فى نفس الوقت على إثارة الشعب اللبناني ضد حزب الله، خاصة وأنه بعد غزو إسرائيل لبيروت وقعت الحرب الأهلية اللبنانية بسبب إسرائيل، ويستحيل أن توافق إسرائيل على هذا الاتفاق، إلّا إذا كان يسمح بحرية إسرائيل تجاه حزب الله، ووضع ضمانات منها أن الجيش اللبناني يتصادم مع حزب الله، ويمنعه من مهاجمة إسرائيل. وهذه النقطة يمكن أن تكون محل خلاف حاد بين الفرقاء اللبنانيين.
ثالثًا: الجبهة العراقية (المقاومة الإسلامية في العراق). تعتقد إسرائيل أنها موجهة من إيران ولذلك فإن هذه المقاومة هي التي تهاجم القواعد الأمريكية في العراق، ويبدو أن إسرائيل ستركز في المرحلة المقبلة على ضرب هذه المقاومة.
رابعًا: جماعة أنصار الله في اليمن، ورغم تركيزهم على السفن في باب المندب والبحر الأحمر إلّا أن بعض الهجمات تنطلق من اليمن نحو إسرائيل، خصوصًا إيلات؛ ولذلك تتفق إسرائيل مع بعض الأطراف على أنه يجب ضرب الحوثيين، وإخماد جبهة اليمن. وتعتقد إسرائيل أن اتفاقها مع الحكومة اللبنانية- كما تريده إسرائيل- يُنهي "وحدة الساحات" المُناهِضة لإسرائيل!
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر