ألقى عالم الفضاء المتخصص في علوم الأرض والكواكب الدكتور عصام حجي باللوم في زيادة الكوارث الطبيعية في الدول العربية، من زلازل وفيضانات، على غياب الوعي بالتغيرات المناخية وندرة الأبحاث والمراصد المختصة، علاوة على سوء التخطيط العمراني.

وسلط برنامج "للقصة بقية" -في حلقته بتاريخ (2023/10/2)- الضوء على الكوارث الأخيرة التي طالت المنطقة، كالزلزالين المدمرين اللذين ضربا جنوبي تركيا وطالت آثارهما الشرق الأوسط في فبراير/شباط 2023، وزلزال الحوز في المغرب في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، وكذلك سيول ليبيا التي خلفت دمارا كبيرا بمدينة درنة الساحلية بعد أيام قليلة من زلزال المغرب.

وقال حجي إن كارثة سيول درنة ليست الأسوأ، بل تعد إنذارا لما هو أسوأ، وأشار إلى أن ما حدث فيها نسخة مما جرى عام 1925 في منطقة الخليج حين دمرت عاصفة السفن البحرية الموجودة هناك، وأدت إلى مجاعة وأوقعت عدد ضحايا مشابها تقريبا.

ونشر حجي خرائط خاصة بدرنة بعد إعصار دانيال، مستعرضا معدلات سقوط الأمطار، وكشف عن أن العاصفة لم تدخل بالعمق، لكنها تسببت في كمية تحركات كبيرة للأتربة من الداخل إلى الشريط الساحلي، مؤكدا أن الخطورة البيئية تكمن في إعادة الإعمار بإزالة ملايين الأمتار المكعبة من الطين.

وكشف عن أن مدنا ساحلية عربية كالإسكندرية المصرية، وطنجة المغربية، والمنامة البحرينية، تخسر معركتها في ظل زيادة التغيرات المناخية وتكرارها على فترات زمنية قريبة خلال العقود الأخيرة في منطقة حوض المتوسط على سبيل المثال، إلى جانب نقص الوعي العام بهذه المخاطر، وزيادة عدد السكان بالمناطق المهددة.

وتوقف العالم المصري كثيرا عند الإسكندرية، التي قال إنها تحولت من مدينة صامدة تاريخيا ضد الكوارث إلى منطقة معرضة للخطر في آخر 20 عاما، متطرقا إلى خطورة البناء في مناطق الفيضانات، مما أدى إلى تدهور المشهد العمراني في المدينة الساحلية.

مخاطر الكثافة السكانية

ويشير حجي في حديثه إلى أن غالبية سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (92%) يستوطنون في 3% من المساحة الكلية بالوطن العربي، قبل أن يؤكد حدوث تدهور كبير في المعرفة المناخية والعلمية، مما تسبب في الجزء الأكبر من الكوارث.

وفي السياق ذاته، تشير دراسات إلى أن نحو 30 مليونا من سكان العالم العربي معرضون لمخاطر زيادة احتمالات حدوث زلازل مدمرة في المستقبل.

وبث البرنامج صورا بتقنية الذكاء الاصطناعي وخرائط بالأقمار الصناعي لما قد يسببه التغير المناخي من دمار كبير بالبنية التحتية، مثل دخول العواصف إلى الشريط الساحلي متسببة في سيول تجرف كل ما في طريقها.

وأكد حجي أن الحلول لمواجهة التغير المناخي موجودة، "فهو ليس نهاية الكون والبشرية، وإنما الخطورة في عدم التعامل معه"، وأشار إلى برنامج تطوير بين جامعات ميونخ وكاليفورنيا وجامعة حمد بن خليفة في قطر ووكالة ناسا لتطوير الشريط الساحلي بالمنطقة العربية، "لكي يكون مقاوما للتغيرات المناخية".

وأعطى حجي بعضا من الحلول لمواجهة هذا التحول المناخي، ومنها التشجير ووضع ما سماها الحواجز الرملية ومعالجة الشريط الساحلي "بطريقة علمية".

فيلم وثائقي

وبث البرنامج فيلما وثائقيا قصيرا استعرض تاريخ المنطقة العربية مع الكوارث الطبيعية، وتوقف كثيرا مع خبراء عرب وأجانب للتعرف على أحزمة الزلازل التي تطوق الدول العربية. كما رصد الفيلم تجربتي تشيلي واليابان في مواجهة الزلازل المتكررة، خاصة البلد الآسيوي الذي يتعرض إلى ألفي زلزال سنويا من دون أن تحدث أثرا يذكر.

وتضمن الفيلم آراء علمية لخبراء بارزين من البلدين، تناولت كيفية رصد الزلازل، والتطورات في معايير البناء الإلزامية المقاومة للزلازل ومرونة البناء الهيكلي، بما يضمن امتصاص المباني للهزات الأرضية.

وأشار الخبراء -الذين تحدثوا خلال الفيلم الذي عرضه البرنامج- إلى وجود أجهزة استشعار زلازل في اليابان تسهل البدء بعمليات الإخلاء مبكرا، كما أن طوكيو طورت أكواد البناء إلى 3 مستويات: الأول يتعلق بالدعامات الفولاذية، والثاني بالمخمدات التي تمتص طاقة الزلزال، وصولا إلى المستوى الثالث الخاص بعزل هيكل المبنى عن الأرض.

أما عربيا، فتطرق خبراء الزلازل إلى مناطق التصادم وتصنيفاتها، فضلا عن أكثر الدول العربية المهددة بخطر الزلازل، حيث تمر بالمنطقة أو بالقرب منها 3 أحزمة رئيسية للزلازل، وهي حزام شرق أفريقيا، والحزام الألبي، وصدع البحر الميت، ويعد الأخير الأكثر نشاطا، ويخص دول سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

وكشف الخبراء عن أن الكود الزلزالي موجود في الدول العربية لكنه غير ملزم، إضافة إلى بطء التطوير بالمنطقة العربية، وهو ما يشكل تحديا جديا خاصا في المدن ذات الكثافة السكانية العالية "لأن سقوط المنازل يعد السبب الأول لزيادة عدد الضحايا".

وأشاروا إلى أهمية التوزع السكاني، والاهتمام بخطط إدارة الكوارث والأخذ بالخطورة الزلزالية وضعف المباني وعدم الموثوقية فيها، خاصة مع غياب شبكة عربية لرصد الزلازل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له

(CNN)-- في مارس/آذار الماضي، أهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دونالد ترامب لوحةً غامضةً للرئيس الأمريكي.

سلّم اللوحة إلى ترامب مبعوثه، ستيف ويتكوف، الذي وصفها في مقابلة مع مُقدّم البودكاست تاكر كارلسون، بأنها "لوحةٌ جميلة" بريشة "فنان روسيّ رائد".
 

وأضاف أن ترامب "تأثر بها بشكلٍ واضح".، لكنه لم يُكشف عن اللوحة نفسها علنًا.

والآن، منح الفنان الذي رسم العمل الفنيّ الذي كُلّف الكرملين برسمه شبكة CNN نظرةً حصريةً على اللوحة.

أكّد الكرملين لشبكة CNN أن اللوحة المُهداة للرئيس الأمريكي تُظهر ترامب رافعًا قبضته على المنصة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة في تجمعٍ انتخابيّ له في بتلر، بنسلفانيا، في يوليو/تموز 2024، وهي من عمل نيكاس سافرونوف، أحد أشهر الفنانين الروس.

وقال الفنان لشبكة CNN في موسكو: "كان من المهم بالنسبة لي أن أُظهر الدم والندبة وشجاعته خلال محاولة اغتياله. لم ينهار أو يخف، بل رفع ذراعه ليُظهر تضامنه مع أمريكا وعودته لها".

يُظهر العمل الفني، الذي كُلّف نيكاس سافرونوف به من قبل الكرملين، ترامب وهو يرفع قبضته على المنصة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في تجمعه الانتخابي في بتلر، بنسلفانيا، في يوليو/تموز 2024.Credit: Press-service of Nikas Safronov

يُعرف سافرونوف برسمه لصور قادة العالم، فقد رسم عشرات الشخصيات العالمية، بما في ذلك البابا فرنسيس الراحل، والرئيس الهندي ناريندرا مودي، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

قال سافرونوف إنه بالنسبة لصورة ترامب، "زارني بعض الأشخاص الذين قالوا إنهم يريدون مني أن أرسم ترامب كما أراه". وأضاف أنه لم يكن يعرف في البداية من هم "زواره"، موضحًا أنه كفنان بارز، "هناك عملاء لا يخوضون في التفاصيل" - لكنه شك في أنهم من الكرملين.

وقال الفنان: "عندما بدأتُ برسم اللوحة، أدركتُ أن ذلك قد يُقرّب بين بلدينا، وقررتُ عدم طلب أي مبلغ مالي لأنني شككت في الغرض من هذه اللوحة".

لكنه يقول إنه اتصل به لاحقًا بوتين نفسه، الذي أخبره أن لوحة ترامب المُلفتة تُمثّل خطوة مهمة في تحسين علاقة روسيا بالولايات المتحدة.

ولم يرد الكرملين فورًا على طلب التعليق.

الصورة التي أهداها بوتين لترامب تشبه لوحةً معلقةً الآن في البهو الرئيسي للبيت الأبيض، بعد نقل صورة رسمية للرئيس السابق باراك أوباما من مكانها.

أصبحت الصورة الدرامية لترامب وهو يرفع قبضته اليمنى، ووجهه ملطخ بالدماء، رمزًا للقوة في حملته الرئاسية.

أمريكاروسيادونالد ترامبفلاديمير بوتيننشر الثلاثاء، 22 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • حسام هزاع: مشاركة مصر في سوق السفر العربية بدبي يسهم في زيادة التدفقات السياحية
  • غرفة جدة تستضيف أعضاء المحكمة الاستثمارية العربية
  • ما حدث يُعد إنذار للفوضى التي قد تحدث عند وقوع الزلزال الكبير المتوقع في إسطنبول
  • تحذير عاجل من إدارة الكوارث والطوارئ التركية
  • فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له
  •  جهاز المباحث الجنائية يستقبل وفدًا من مسؤولي الأدلة الجنائية بالدول العربية
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • 70 شهيدا في منزل واحد.. أبو حمدي يروي فاجعة مجزرة حي الزيتون
  • طبيب يكشف أسباب الصداع في الصيف وطرق الوقاية