وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين على إرسال بعثة أمنية أجنبية إلى هايتي، بعد عام من طلب الدولة الكاريبية المساعدة في مكافحة العصابات العنيفة التي اجتاحت إلى حد كبير عاصمتها بورت أو برنس.

وقال وزير خارجية هايتي جان فيكتور جينيوس للمجلس 'إنه أكثر من مجرد تصويت بسيط، إنه في الواقع تعبير عن التضامن مع السكان المنكوبين'.

'إنه بصيص أمل للأشخاص الذين يعانون منذ فترة طويلة.'

وتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوا قرارا صاغته الولايات المتحدة والإكوادور يسمح لما يسمى بمهمة الدعم الأمني ​​المتعددة الجنسيات 'باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية' وهو رمز لاستخدام القوة.

وامتنعت الصين وروسيا عن التصويت خوفا من السماح بالاستخدام الشامل للقوة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي. وصوت الأعضاء الـ 13 الباقون لصالح القرار.

وقال الدبلوماسي الأمريكي الكبير جيفري ديلورنتس: 'لقد كثفنا جهودنا لإيجاد طريقة جديدة للحفاظ على السلام والأمن العالميين، استجابة للدعوات المتكررة لدولة عضو تواجه أزمة متعددة الأبعاد وسط عنف العصابات المتصاعد المثير للقلق'.

ووسع مجلس الأمن أيضا حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة ليشمل كل العصابات وهو إجراء أرادته الصين. وقال مسؤولون هايتيون إن الأسلحة التي تستخدمها العصابات يعتقد أن معظمها مستورد من الولايات المتحدة. وكان الحظر في السابق ينطبق فقط على أفراد محددين.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون للمجلس بعد التصويت 'هذا قرار مهم للغاية. لو اتخذ المجلس هذه الخطوة في وقت سابق، لما كان الوضع الأمني ​​في هايتي قد تدهور إلى ما هو عليه اليوم'.

تأخرت الاستجابة لطلب هايتي للمساعدة بسبب صعوبة العثور على دولة مستعدة لقيادة مهمة مساعدة أمنية. وتقدمت كينيا في يوليو/تموز بتعهدها بنشر 1000 شرطي. ثم التزمت جزر البهاما باستقبال 150 شخصًا، في حين أبدت جامايكا وأنتيغوا وبربودا أيضًا استعدادًا للمساعدة.

وبعد موافقة المجلس يوم الاثنين، لم يتضح على الفور مدى سرعة نشر القوة.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في بيان 'تصويت اليوم ليس سوى خطوة أولى، والآن يبدأ العمل على إطلاق المهمة'.

ورغم عدم إرسال أي قوات، تأمل الحكومة الأمريكية في تقديم 100 مليون دولار لدعم المهمة المتعددة الجنسيات بالمساعدة اللوجستية والمالية، التي يمكن أن تشمل الاستخبارات والجسر الجوي والاتصالات والدعم الطبي.

وكانت الدول حذرة من دعم الإدارة غير المنتخبة لرئيس الوزراء أرييل هنري، الذي قال إنه لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة في ظل انعدام الأمن الحالي. ظلت هايتي بدون أي ممثلين منتخبين منذ يناير.

وشدد مجلس الأمن على 'الحاجة الملحة' لأن تحرز هايتي تقدما نحو 'عمليات انتخابية شفافة وشاملة وذات مصداقية وانتخابات حرة ونزيهة'.

ومهمة المساعدة الأمنية، رغم موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عليها، ليست عملية تابعة للأمم المتحدة.

وتم نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي عام 2004 بعد أن أدى التمرد إلى الإطاحة بالرئيس السابق جان برتران أريستيد ونفيه. وغادرت قوات حفظ السلام في عام 2017 وحلت محلها شرطة الأمم المتحدة التي غادرت في عام 2019.

ويشعر الهايتيون بالقلق من الوجود المسلح للأمم المتحدة. وكانت هذه الدولة الكاريبية خالية من الكوليرا حتى عام 2010، عندما قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بإلقاء مياه الصرف الصحي الملوثة في النهر. 

وتوفي أكثر من 9000 شخص بسبب المرض، وأصيب حوالي 800000 آخرين.

ويطلب قرار المجلس الذي تم تبنيه يوم الاثنين من الدول المشاركة في المهمة الأمنية 'اعتماد الإدارة المناسبة لمياه الصرف الصحي وغيرها من الضوابط البيئية للحماية من دخول وانتشار الأمراض التي تنقلها المياه'.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين وروسيا الولايات المتحدة جزر البهاما حفظ السلام قوات حفظ السلام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للأمم المتحدة الأمم المتحدة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

قلقون جداً.. هكذا تحدثت الأمم المتحدة عن لبنان!

أصدرت الأمم المتحدة بياناً، اليوم الجمعة، أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء تزايد حدّة تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، معتبرة أن هذا الأمر يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة. ودعت الأمم المحدة إلى "تجنب التصعيد"، مؤكدة أنَّ "خطر سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب مفاجئة وأوسع نطاقاً هو خطر حقيقي"، مشددة على أنَّ "الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً". وأشار البيان إلى أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني زارت قوات "اليونيفيل" للتعبير عن دعمها للأخيرة وللقرار 1701، وأضاف: "كذلك، التقى منسقة الأمم المتحدة الخاص بلبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالأمس أيضاً بمسؤولين لبنانيين، بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد شدّدت أمامهم على ضرورة خفض التصعيد عبر الخط الأزرق". وختم البيان: "نحنُ نردّد نداءات مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان وقوات اليونيفيل التي تحث الطرفين على العودة فوراً إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006".    

مقالات مشابهة

  • الكبير: اجتماع الرباط محاولة أخرى لقطع الطريق على أي مبادرة تقودها بعثة الأمم المتحدة
  • المشاط تستقبل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية
  • الولايات المتحدة ترسل العشرات من الطائرات المقاتلة الجديدة إلى قواعد اليابان في إطار تحديث القوة بقيمة 10 مليارات دولار
  • قلقون جداً.. هكذا تحدثت الأمم المتحدة عن لبنان!
  • تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة تخصص 4 ملايين دولار للاستجابة لإعصار بيريل فى الكاريبى
  • أمين عام الأمم المتحدة يدعو إلى تعاون الدول في إصلاحات معالجة أزمة المناخ
  • الجامعة العربية "تضطلع بمسؤولياتها" وتخطط لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • تحرك من الجامعة العربية لتجميد مشاركة إسرائيل بالجمعية العامة للأمم المتحدة
  • الوزير المنجد يبحث مع رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعزيز التعاون المشترك