مسئول تشادي يتحدث ضرر شديد بسبب زيادة عدد اللاجئين السودانيين
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
اعتبر أحمد جدة، المستشار في المجلس الوطني الانتقالي والإطار الوطني التشاوري للأحزاب السياسية في تشاد، أن بلاده تعاني بشكل رئيسي في الجانب الاقتصادي بسبب استيراد أغلب احتياجاتها من الخارج، لأنها «دولة حبيسة» وتحيط بها دول تعاني من صراعات سياسية وعسكرية، لاسيما السودان.
وقال المسؤول التشادي في تصريحات لـ «الاتحاد» إن بلاده تعمل وفق استراتيجية تهدف إلى حل الصراعات في الدول المحيطة من خلال الدبلوماسية، وهو ما تقوم به داخلياً لحل الخلافات بين القبائل والتي أثرت لسنوات عدة على مسيرة التنمية.
وأشار إلى أن المنطقة لا تتحمل المزيد من النزاعات التي تُخلِّف عدداً كبيراً من الضحايا، وتؤدي إلى تعقيد الوضع السياسي في البلدان الأفريقية، وبالتالي تعرض هذه الدول للتقسيم مع الوقت، الأمر الذي تعمل تشاد من خلال مؤسساتها الدبلوماسية المتمرسة على منعه، ووضع حلول سياسية لمختلف النزاعات.
وكشف أحمد جدة، عن أن تشاد اقترحت حلاً دبلوماسياً يقضي بفترة انتقالية في الدول المحطية التي تواجه النزاعات، وتحديداً في السودان والنيجر، مع قصر الفترة الانتقالية والعودة بشكل سريع للنظام الدستوري الديمقراطي.
وقال: «الأمر نفسه ينطبق على التجربة التشادية، والتي لجأت لفترة انتقالية بهدف التحول الكامل للنظام الدستوري في أسرع وقت».
وأشار إلى أن «الحلول السياسية ساهمت في استقرار تشاد نفسها، وتم الأخذ بتوصيات المجلس الوطني الانتقالي المستقل عن السلطة التنفيذية، بتشكيل حكومة انتقالية وحل المجلس العسكري الانتقالي وتنصيب رئيس جمهورية انتقالي وتوسيع صلاحيات المجلس الوطني، وكل هذه التوصيات تم تنفيذها بالفعل».
وقال المستشار بالمجلس الانتقالي إن «الخطوة المقبلة في تشاد تتمثل في دستور وطني جامع يتم تقديمه للاستفتاء العام عليه من الشعب للتصويت عليه ليكون حاكماً ل للأمور السياسية كافة وحلها بالشكل القانوني والدستوري، إلى جانب تفعيل نظام انتخاب رئيس الجمهورية خلال الفترة المقبلة من خلال مؤسسة مشرفة مستقلة».
وطالب أحمد جدة بضرورة المضي قدماً بالمبادرة التشادية في حل الأزمة السودانية، بالتعاون مع الدول المحيطة، خاصة مع التضرر الشديد بسبب زيادة عدد اللاجئين خلال الشهور الماضية، محذراً من أن استمرار الوضع المتأزم في السودان يلقي بظلاله بشكل مباشر على تشاد ودول المنطقة.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: تشادي شديد ضرر مسئول يتحدث
إقرأ أيضاً:
البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
البلاد – الخرطوم
واصلت ميليشيا الدعم السريع تصعيد هجماتها بالطائرات المسيرة ضد منشآت حيوية تخدم المدنيين، مستهدفة محطات كهرباء ومصافي نفط في شمال السودان، في وقت يتحرك فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين، لحشد دعم إقليمي لإنهاء الحرة وإعادة إعمار البلاد واستعادة الاستقرار.
فجر الأحد، تعرضت محطة كهرباء بربر التحويلية شمالي السودان لقصف بطائرة مسيرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وتدمير المحول الرئيسي بالمحطة. وتقع المحطة، التي تمد مدينة بربر ومرافقها الحيوية ومشاريعها الزراعية والصناعية بالطاقة، في منطقة الشقلة قرب مدينة عطبرة.
جاء القصف بعد أقل من 24 ساعة على استهداف محطة كهرباء عطبرة، التي تسببت خسائرها في خروج ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر عن الخدمة.
المصادر المحلية أكدت أن طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع كثفت هجماتها على مدن عطبرة والدامر وبربر خلال الأيام الأخيرة، رغم تصدي المضادات الأرضية للجيش. ورغم هذه المقاومة، تمكنت إحدى الطائرات من إصابة محطة كهرباء بربر إصابة مباشرة. الهجمات أدت إلى شلل واسع في القطاعات الخدمية، وفاقمت معاناة المدنيين الذين يواجهون انقطاعات مستمرة للكهرباء والمياه، ما أثر مباشرة على القطاعات الصحية والاقتصادية.
الهجمات لم تقتصر على ولاية نهر النيل؛ فقد سبق أن استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء سد مروي الرئيسية في الولاية الشمالية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، منها أحياء في أم درمان التي تحتضن مقر حكومة ولاية الخرطوم المؤقتة. استمرار استهداف المنشآت الحيوية يكشف استراتيجية الدعم السريع في استخدام سلاح المسيرات لضرب مقومات الحياة المدنية، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وبالتوازي مع ضربات الكهرباء، تعرضت مصفاة الجيلي شمال بحري أمس الأحد لهجوم بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، في تصعيد لافت للهجمات على المنشآت الاقتصادية الحيوية. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضربات التي تنفذها الميليشيا بالطائرات المسيرة ضد أهداف عسكرية ومدنية، شملت القاعدة الجوية للجيش في وادي سيدنا ومركز إيواء في عطبرة.
في الفاشر غرب السودان، أعلن الجيش السوداني عن مقتل أسرة كاملة مكونة من سبعة أفراد بينهم طفلة، جراء قصف مدفعي شنته ميليشيا الدعم السريع على الأحياء السكنية، في استمرار لنهج الميليشيا المعتمد على قصف المناطق المأهولة. وأكدت الفرقة السادسة مشاة ضبط أسلحة وذخائر تابعة للدعم السريع خلال عمليات تمشيط نفذتها القوات المسلحة، متهمة الميليشيا بانتهاك قواعد الاشتباك والقوانين الدولية.
في هذا السياق، تكتسب زيارة البرهان إلى القاهرة اليوم الاثنين أهمية خاصة، حيث يتوقع أن تتصدر الحرب في السودان جهود المباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن تشمل النقاشات دعم إعادة إعمار البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء والجسور، إضافة إلى تعزيز العمل المشترك بين البلدين لضمان استقرار السودان ووحدة أراضيه.
وسيشهد البرهان كذلك افتتاح مقر سفارة السودان الجديدة في ضاحية التجمع الخامس، في خطوة تعزز الحضور الدبلوماسي السوداني في الخارج وتؤكد أهمية القاهرة كحليف رئيسي للسودان خلال أزمته الحالية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الدبلوماسية تمثل جزءًا من مسعى أوسع لإعادة ترتيب أوراق السودان داخليًا وخارجيًا، بالتوازي مع التصعيد العسكري الهادف لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد.
بينما تتزايد التحديات أمام السودان، يبقى الرهان على الصمود العسكري، والدعم الإقليمي، والتحرك الدبلوماسي الفعال، كمسارات متوازية للخروج من نفق الحرب، وإعادة بناء الدولة على أسس الاستقرار والتنمية.