التحري الشديد في اختيار المسؤولين والموظفين في المالية والبنك المركزي من حيث الخبرة والأمانة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية للشعب بما يمنع استئثار الأغنياء بالانتفاع بموارد الدولة. انخفاض الدخل القومي بمقدار 7.8%، وتراجع متوسط الناتج المحلى بنحو 22.6% عما كان عليه قبل العدوان العدوان والحصار كان لهما أثر كبير على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في اليمن التنمية الاقتصادية كانت وما تزال محور اهتمام الكثير من الدراسات في الاقتصاد الإسلامي.
.تتطلب عملية التنمية الاقتصادية تغييرات في السياسات والاستراتيجيات لتتواكب مع الأحداث والاتجاهات الجديدة والمتطورة ، كما أن تصميم السياسات يحتاج أيضا إلى أن تؤخذ في الاعتبار العوامل، والاعتبارات الاجتماعية , والثقافية, والسياسية, والمؤسسية، والتي تتغير باستمرار على مر الزمن في أي بلد ، قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أكد في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف عن التغييرات الجذرية، أن السياسة الاقتصادية يجب أن تعتمد على تنمية الموارد لتنمية الإيرادات، بدلاً عن الاعتماد كلياً على جباية المال المرهقة للمواطنين ، وهو الأمر الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار، خلال التعيينات الجارية لحكومة الكفاءات، وبما يخدم تنمية الموارد الذاتية لليمن بعيداً عن التوجه نحو فرض الجبايات التي ترهق الشعب المتطلع للحرية والاستقلال والخروج من عباءة التبعية الاقتصادية والتنموية الأمريكية الغربية.
الثورة / أحمد المالكي
كانت ولا تزال التنمية الاقتصادية محور اهتمام الكثير من الدراسات في الاقتصاد الإسلامي، وفي حين أبرزت هذه الدراسات الطبيعة الشاملة لمفهوم التنمية من منظوره الإسلامي، واقترحت إحداث تغيير في سياسات التنمية الاقتصادية من هذا المنظور، ووضحت دراسات اقتصادية الأهداف العامة للسياسة التنموية في الاقتصاد الإسلامي، إذ تشمل تنمية الموارد البشرية والتوسع في الإنتاج النافع وتحسين نوعية الحياة وإقامة التنمية المتوازنة وغيرها. ويرتبط نجاح هذه السياسات وبلوغ أهدافها بمدى تمسكها بالتشريع الإسلامي وقيامها على أساس الدين الإسلامي الحنيف المستمدة من الهوية القرآنية الإيمانية ، كما أن نجاحها كفيل بتحقيق التنمية الاقتصادية لأي دولة إسلامية وتخلصها من قيود التبعية، وعليه فالبحث في سياسات التنمية الاقتصادية في الاقتصاد الإسلامي ضرورة يمليها الواقع الاقتصادي الذي تعيشه اليمن، والتي تعتبر جزءا من المحيط العربي والإسلامي الذي يحتاج إلى تغيير الكثير من سياساته الاقتصادية بعيدا عن الهيمنة الرأسمالية الغربية التي أنهكت اقتصاداتها وعرقلت جهود التنمية الوطنية فيها ، بل وأصبحت ثروات ومقدرات دولنا العربية والإسلامية عرضة للنهب الأمريكي الغربي المباح مع الأسف الشديد.
تنمية الموارد
ووفقا لاقتصاديين فإن التغييرات الجذرية التي أعلنت عنها القيادة الثورية في اليمن والتي تهدف إلى انعاش التنمية الاقتصادية الحقيقية من خلال الاهتمام بتطوير العمل على تشجيع المنتج المحلي ، واستغلال الموارد والثروات الطبيعية التي تساهم في التخفيف من الأعباء على المواطنين، تتطلب أهمية التحري الشديد في اختيار وتعيين المسؤولين والموظفين في وزارة المالية والبنك المركزي من حيث الخبرة والأمانة، وضرورة الرفق بالأشخاص سواء الطبيعية أو المعنوية في استيفاء ما عليهم من تكاليف، أو واجبات، أو التزامات من ضرائب وغيرها، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية بما يمنع استئثار الأغنياء بالانتفاع بموارد الدولة، وأيضا وجوب صرف النفقات وجباية الأموال بطريقة سليمة وعادلة، وإعداد الموازنات العامة طبقا للمبادئ والأسس والمعايير التي ينظمها القانون وتحكمها الشريعة الإسلامية السمحاء.
دراسات اقتصادية تؤكد أن العدوان والحصار كان لها أثر كبير على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في اليمن، حيث تظهر نتائج هذه الدراسات انخفاض الدخل القومي بمقدار 7.8 % عما كان عليه قبل الحرب ، وكذلك تراجع متوسط الناتج المحلى بنسبة 22.6 % عما كان عليه قبل العدوان ، إضافة إلى الانخفاض الحاد في متوسط قيمة الصادرات بمقدار 6.8 مليار دولار، كما يظهر التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار بنسبة 76 % الأمر الذي أدى إلى تزايد معدلات الفقر بصورة كبيرة وانهيار شبكات الضمان الاجتماعي الرسمية للأسر الفقيرة، وأن أكثر من 40 % من الأسر اليمنية فقدت مصدر دخلها الأساسي، وكذلك تراجع الخدمات المقدمة للسكان وبالتالي زيادة معدل الوفيات للأطفال دون الخمس سنوات، وأيضا ضعف نسبة التشغيل عما كان عليه قبل الحرب والحصار ، ناهيك عن انخفاض نسبة المساحة المزروعة إلى 38 %، وبالتالي فقد انخفض الإنتاج الكلي من المحاصيل الزراعية إلى 42 % وتظهر تلك الآثار في تراجع إنتاج الحبوب بمقدار416 ألف طن تمثل حوالي 50 % من إنتاج الحبوب قبل الحرب، وأيضا تراجع مجموع إيرادات الموارد الطبيعية بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي بمقدار90 % عما كانت عليه قبل 2015م.
وتوصي الدراسات بضرورة تضافر كل الجهود من أجل إيقاف الصراع الحالي في اليمن، وإعطاء الملف الاقتصادي الأولوية التي يستحقها وإنقاذ الوضع الاقتصاد، كما يجب العمل على تحسين وسائل تحصيل الإيرادات مع تقنين النفقات بما يتواءم مع الوضع الاقتصادي المتردي الذي فرضته دول العدوان من خلال الحصار الجائر على بلادنا براً وبحراً وجواً، في ظل سكوت عربي وعالمي على تلك الممارسات، كما أوصت الدراسات بانتهاج سياسات إنتاجية محلية وتقليل الاعتماد على الخارج من خلال دعم وتشجيع الإنتاج المحلي لا سيما في المجال الزراعي والصناعي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غرفة شمال الباطنة تنظم ملتقى المال والتأمين لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة
نظمت غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة ملتقى المال والتأمين في نسخته الثانية تحت شعار "شراكة وتكامل" وذلك برعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد وحضور عدد من المسؤولين بالقطاعين العام والخاص.
وأكد زاهر بن خصيف الحراصي، رئيس لجنة المال والتأمين بغرفة شمال الباطنة أن سلطنة عمان تولي القطاع الخاص أهمية بالغة وذلك للدور الذي يضطلع به في تعزيز الاقتصاد وتحقيق أهداف رؤية عمان 2040 حيث تسعى الحكومة إلى توفير بيئة مواتية تمكّن الشركات والمؤسسات التجارية من النمو والابتكار وتؤدي غرفة تجارة وصناعة عمان دورا محوريا في تعزيز حضور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني حيث تعمل بشكل مستمر على تطوير الخدمات التي تقدمها لأعضائها من الشركات والمؤسسات التجارية بما يتماشى مع احتياجات السوق والتطورات الاقتصادية العالمية، كما تساهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص بما يحقق تضافر الجهود لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأضاف الحراصي أن اللجان القطاعية في الغرفة تقوم بدور أساسي في تنفيذ التوجهات الاستراتيجية للغرفة الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال من حيث تعزيز التواصل والشراكة بين القطاعين العام والخاص والإسهام في بلورة مرئيات القطاع الخاص الرامية إلى تطوير الجانب الاقتصادي والتجاري ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يصب في تمكين القطاع الخاص من دوره في قيادة اقتصاد تنافسي وفق مستهدفات رؤية عمان 2040.
وتضمن برنامج اليوم الأول من الملتقى ثلاث جلسات حوارية سبقتها كلمة المتحدث الرئيسي للملتقى بعنوان "نحو مقاربات جديدة.. القطاع المصرفي والتنمية والقطاع الخاص" قدمها الدكتور يوسف بن حمد البلوشي، مؤسس البوابة الذكية للاستثمار والاستشارات. فيما جاءت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان "البيئة التشريعية للنظام المالي ودورها في تمكين مؤسسات القطاع الخاص" تناول المتحدثون فيها عددا من المحاور ومنها السياسات المالية في سلطنة عمان ودورها في تحسين الخدمات المالية ودور الخدمات المالية في جلب الاستثمارات الخارجية التي تدعم القطاع الخاص والتحديات التي تواجه البنوك في تمويل المؤسسات التجارية والحلول المالية المبتكرة لتمكين قطاع المؤسسات والأعمال.
ترأس الجلسة الشيخ خليل بن أحمد الحارثي، الرئيس التنفيذي لكريدت عمان وتحدث فيها كل من سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان وسعادة محمود بن عبدالله العويني، أمين عام وزارة المالية وهيثم بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط وأحمد علي المعمري، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات المالية وعبدالواحد بن محمد المرشدي، الرئيس التنفيذي بالوكالة - صحار الدولي.
أما الجلسة الحوارية الثانية فجاءت بعنوان "آفاق التحول الرقمي في قطاع التأمين.. الفرص والتحديات" ترأس الجلسة أحمد بن سالم الحراصي، مدير عام قطاع تنظيم وتطوير الأسواق بهيئة الخدمات المالية وشارك فيها محمد بن هلال الهنائي، عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للتأمين وسعيد بن ناصر الراشدي، الرئيس التنفيذي لشركة بيمة وبدر بن سالم المرزوقي، رئيس توزيع منتجات التأمين الشخصي بشركة ليفا وعادل بن حسن اللواتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ارام اس وحاتم بن داود اللواتي، مسؤول إدارة منصة ضماني الإلكترونية بهيئة الخدمات المالية، وتناولت الجلسة عددا من المحاور أبرزها الجاهزية التشريعية لتطوير التأمين الرقمي وواقع سوق التأمين الرقمي في سلطنة عمان ودور التأمين الرقمي في توسيع المنتجات التأمينية وتحديات وفرص التأمين الرقمي في سلطنة عمان.
وجاءت الجلسة الحوارية الثالثة بعنوان "دور التمويل المبتكر في دعم الشركات الناشئة" حيث ترأست الجلسة ماجدة بنت سعيد بن خلفان الهنائية، خبيرة ريادة أعمال وعضوة في فريق البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي، وتحدث في الجلسة سيف بن ماجد الزعابي، مدير مساعد إدارة التمويل والاستثمار بهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأحمد بن راشد المعمري، القائم بأعمال مدير فرع بنك التنمية بصحار ومصطفى أحمد سلمان، عضو مجلس إدارة الغرفة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمتحدة للأوراق المالية وصالح بن سعود التمامي، الرئيس التنفيذي وشريك مؤسس - مأمون ومحمد بن علي الملا، خبير مالي.
ويواصل الملتقى أعماله غداً من خلال تقديم عدد من حلقات العمل وذلك من خلال ثلاث حلقات عمل تخصصية؛ الحلقة الأولى بعنوان "البرامج التمويلية لهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (محفظة العزم)، والحلقة الثانية حول خدمات وأنظمة المدفوعات الإلكترونية بالبنك المركزي العماني، والحلقة الثالثة حول البرنامج التحفيزي لسوق المال (هيئة الخدمات المالية).