اتحاد الشغل يخرج عن صمته.. هل يحرك مياه السياسة الراكدة في تونس؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
يبدو أن حالة إمساك العصا من المنتصف التي التزمها الاتحاد التونسي للشغل، إزاء الصراع الدائر بين الرئيس قيس سعيد ومعارضيه، لم تجعله بمنأى عن جرافة السلطة التي تستهدف الكيانات والمنظمات كافة بلا استثناء، حسبما يقول خبراء.
فرغم حالة الصمت التي انتهجها الاتحاد مؤخرا، فإن أمينه العام نور الدين الطبوبي خرج معلنا رفضه قرار الحكومة تجميد الحوار الاجتماعي بشأن زيادة أجور العمال، وقال إن هذه الإجراءات لن توقف نضال النقابيين والعمال.
ولم يقف الطبوبي عند الحديث عن أزمة العمال، بل ذهب إلى ما هو أبعد بقوله إن على السلطات أن توقف سياسية الاستهداف وانتهاج مبدأ التشاركية المجتمعية، وذلك بالتزامن مع حركة إضراب عن الطعام بدأها سياسيون معتقلون بارزون، بينهم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي والقيادي في جبهة الخلاص المعارضة جوهر بن مبارك.
ودأب الاتحاد الذي يمثل أقوى منظمة مدنية تونسية على إبقاء باب التفاهم مواربا مع النظام رغم حالة الجفاف السياسي التي تعيشها البلاد منذ أطاح سعيد بالحكومة والبرلمان قبل نحو عامين وبسط سيطرته على كل شيء، مما جلب عليه انتقادات محلية ودولية واسعة.
ما الذي استجد؟من جهته، يرى المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة -خلال مشاركته في حلقة (2-10-2023) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الرئيس كان واضحا منذ بدء إجراءاته الاستثنائية بشأن عدم اكتراثه بالأجسام الوسيطة، بما فيها الاتحاد التونسي للشغل، مضيفا أن ما حدث هو أن الاتحاد أدرك حاليا أن جرافة قيس سعيد قد وصلت إليه.
ليس هذا فحسب، يضيف بوعجيلة، بل سبق أن لوحت الحكومة بفتح ملفات الاتحاد عندما حاول إعلاء نبرته بشأن انفراد الرئيس بكل السلطات، وهو ما رد عليه الطبوبي بالقول إن الصمت طريقة من طرق النضال.
ومن ثم، فإن ما يحدث اليوم من وجهة نظر بوعجيلة ليس سوى تأكيد لحقيقة أن الرئيس التونسي غير معني بمختلف مكونات المجتمع المدني من منظمات وأحزاب، وعلى رأسها الاتحاد التونسي، التي يراها سعيد سببا في ما يسميها "العشرية السوداء".
في المقابل، يقول المحامي والباحث القانوني قيصر الصياح إن عودة الاتحاد إلى التراشق السياسي مع الرئيس مرده إلى سببين: أحدهما موضوعي، وهو تراجع الحكومة عن تنفيذ اتفاقات سابقة، والآخر شخصي بحت، وهو قلق الاتحاد مما يصفه بانفراد سعيد بالسلطة وعدم الحوار مع المكونات الأخرى بما فيها الاتحاد.
ويرى الصياح أن حديث الاتحاد عن انفراد الرئيس التونسي بالسلطة وعدم رغبته في الحوار ليس صحيحا، لأن سعيد دعا مرارا للحوار السياسي خلال السنوات الماضية، لكن محاولاته باءت بالفشل حتى قبل إجراءات 25 يوليو/تموز 2021.
وللتأكيد على فرضية أن الاتحاد يتحرك من منطلقات شخصية، أشار الصياح إلى اللقاءات الكثيرة التي جمعت الطبوبي بالرئيس سعيد في قصر قرطاج بعد إجراءات 25 يوليو/تموز 2021، بل وإعلان الطبوبي تثمين ما قام به سعيد من إجراءات.
لذلك، فإن ما يقوم به الطبوبي حاليا هو محاولة إعادة تموضع سياسي، لإجبار الرئيس على صياغة الجغرافيا السياسية للبلاد وفق الطريقة التي تعود عليها اتحاد الشغل، والتي أوصلت البلاد إلى أزمتها الاقتصادية الحالية.
بيد أن بوعجيلة يختلف مع رأي الصياح، لأنه يجزم بأن الاتحاد يعلم حاليا أنه لم يعد كما كان قبل 10 سنوات، لأن سمعته في الشارع أصبحت مثل سمعة بقية المكونات السياسية، ومن ثم فإن التونسيين لن يقبلوا بأن يمارس طريقته القديمة في فرض ما يريد على أي نظام.
إلى جانب ذلك، فإن التونسيين ينظرون للاتحاد بوصفه أحد الأسباب التي أوصلت تونس إلى ما هي عليه الآن، لأنه كان يفرض ما يريد على كل حكومة، ثم يأتي ليطالب بأن يكون جزءا من مسار التصحيح، حسبما يقول بوعجيلة.
كما أن الرعاة الدوليين -يضيف بوعجيلة- يحمّلون الاتحاد مسؤولية جزء كبير مما تعيشه تونس، لأنه تسبب في كثير من التصعيد والتعطيل مع الأحزاب والحكومات المختلفة التي تداولت الحكم خلال السنوات الماضية، وهو ما عطل عملية الإصلاح ووصل بالبلاد إلى 25 يوليو/تموز.
وخلص بوعجيلة إلى أن الاتحاد اتخذ موقفا خاطئا يوم 25 يوليو/تموز 2021، ولم ينحز للديمقراطية، بل إلى الانقلاب، وهو ما أوصله إلى ما هو فيه الآن، وجعله طرفا ضعيفا في المعادلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الاتحاد یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
اتحاد جدة يثير قلق الجمهور بسبب تذاكر "الكلاسيكو"
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن الاثارة بدأت مبكراً بشأن قمة مباريات الدوري المحلي في الشهر الجاري.
قالت الصحيفة إنه في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلن نادي الاتحاد طرح تذاكر "الكلاسيكو" المنتظر أمام الهلال يوم 22 فبراير (شباط) على دفعتين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين أنصار الفريقين.خطوة الاتحاد في تذاكر الكلاسيكو... تثير الجماهير https://t.co/MffVT4J0Uw
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) February 10, 2025وأضافت: "يستضيف الاتحاد نظيره فريق الهلال على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، في مواجهة تنافسية على صدارة لائحة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين".
وتابعت: "نادي الاتحاد قام بطرح التذاكر للمشجعين على دفعتين حتى اللحظة في خطوة يقوم بها النادي للمرة الأولى، حيث طُرحت التذاكر في الدفعة الأولى للأعضاء حاملي عضويات النادي المختلفة، وبعدها بـ48 ساعة قام النادي بطرح التذاكر للمشجعين الذين سبق لهم الحضور في مباريات الاتحاد هذا الموسم بجدة؛ حيث نفدت التذاكر للفئات الموحدة والبريميوم في الطرح الثاني بشكل كامل، مع تبقي عدد محدود من تذاكر المنصة الفضية والذهبية".
وواصلت: "سيكون هناك طرح ثالث أخير لمشجعي الاتحاد بتذاكر محدودة في أماكن مختلفة من الملعب".
وزادت: "أسعار التذاكر شهدت تداولاً كبيراً بين المشجعين، حيث خصص الاتحاديون أسعاراً مختلفة عن تلك للفريق الضيف والتي لم تطرح بعد ومن المنتظر أن يتم طرحها في الأسبوع الذي يسبق المواجهة، وحدد الاتحاديون سعر التذاكر على 7 مستويات تبدأ من 30 ريالاً مروراً بـ60 ريالاً وصولاً إلى 2000 - 3000 ريال تذاكر المنصتين الفضية والذهبية، في حين حددت واجهة الملعب بـ100 ريال، ولم تحدد إدارة الاتحاد بعد أسعار التذاكر الخاصة بمدرج الهلال، حيث اعتمدت سعر 30 ريالاً لمنطقة الدور الثالث كسعر موحد للفريقين في ذات المنطقة، بينما ستكون منطقة الدورين الأول والثاني بأسعار مرتفعة".