نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «يونيسف»: مليون طفل خارج المدرسة في بوركينا فاسو بسبب انعدام الأمن الإمارات.. رائدة الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ

حثت دولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي على التكاتف وتكثيف الجهود للتصدي لتأثيرات التغير المناخي وتعزيز العمل المشترك باتجاه تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول الأكثر تضرراً بفعل تلك الكوارث.


وقالت الإمارات في بيان ألقته نوف عبدالله الظنحاني من البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة خلال الإحاطة غير الرسمية للجمعية العامة حول تعزيز الإغاثة الطارئة وإعادة الإصلاح والإعمار والوقاية في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان: «تتعاقب الكوارث الطبيعية التي تصيب العالم، لتشكل تهديداً حقيقياً يرتبط بشكل وثيق بآثار التغير المناخي التي عانت الشعوب حول العالم من أشد تداعياتها، تماماً مثل ما حل بالشعب الباكستاني الصديق نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد العام الماضي، ونجدد تضامننا مع جمهورية باكستان الإسلامية بالإضافة إلى الأشقاء في المملكة المغربية ودولة ليبيا». 
وحث البيان، المجتمع الدولي على التكاتف وتكثيف الجهود للتصدي لتأثيرات التغير المناخي، وتعزيز العمل المشترك،  باتجاه تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للدول الأكثر تضرراً بفعل تلك الكوارث.
وقال: «ما زالت جمهورية باكستان الإسلامية تكافح للتعافي من آثار الفيضانات، وانطلاقاً من إيمان دولة الإمارات بأهمية تكثيف الجهود الدولية للاستجابة العاجلة للأوضاع والأزمات والكوارث الإنسانية التي تلم بشعوب العالم، قدمت بلادي مساهمات إنسانية للشعب الباكستاني بلغت قيمتها أكثر من 76 مليون دولار أمريكي في عام 2022، والتي استفاد منها حوالي أكثر من 6 ملايين شخص، شملت مواد الإيواء، والطرود الغذائية والدوائية، والاحتياجات اليومية، وكذلك بناء مستشفى ميداني وعيادتين متنقلتين لمعالجة المتضررين».
وأشار البيان إلى عزم الإمارات إطلاق منصة رقمية تساهم في تنسيق الاستجابة الإنسانية على نحو فعال وعاجل، عبر إبلاغ المجتمع الدولي بالاحتياجات الإنسانية للدول المتضررة فور وقوع الكوارث الطبيعية فيها.  وقال البيان: «أعلنت بلادي عن حيثيات المنصة في بيانها أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، تأكيداً على مواصلتها دعم الشعوب المنكوبة والتخفيف من معاناتها».
وأردف: «في غضون شهرين من الآن، ستستضيف بلادي مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP28، حيث ستركز بلادي على العمل مع جميع الشركاء لإيجاد حلول مبتكرة، تسهم في الحد من الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعة، وبشكل خاص في الدول النامية، كما سنعمل على مناقشة السبل التي تمكن هذه الدول من خلق سياسيات استباقية لمواجهة الكوارث الطبيعية بأقل خسائر ممكنة».
وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات على تضامنها مع الشعب الباكستاني، مشددةً على مواصلة دعمها لجهود إعادة التأهيل والإعمار للشعوب المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية.   كما جدد البيان التزام الدولة بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة عمل أديس أبابا الصادرة عن المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية، واتفاق باريس المناخي، وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ الإمارات التغير المناخي تغير المناخ الأمم المتحدة الکوارث الطبیعیة

إقرأ أيضاً:

موجات الحر في أوروبا.. الشرارة الخفية التي تُشعل أزمة اقتصادية مدوية!

تتصاعد حرارة أوروبا عاماً بعد عام، لكن ما يجري اليوم لم يعد مجرد صيف حار، بل تحوّل إلى كابوس اقتصادي صامت يهدد استقرار واحدة من أقوى الكتل الاقتصادية في العالم: منطقة اليورو.

الحرارة المرتفعة، التي تضرب جنوب القارة بشراسة وتخترق قلبها الاقتصادي، بدأت تُترجم إلى أرقام تضخم متصاعدة، وتراجع في النمو، واضطراب في سلاسل الإنتاج، وضغوط غير مسبوقة على البنوك والسياسات النقدية. فهل تُعيد موجات الحر كتابة معادلة الاقتصاد الأوروبي؟

موجات حر تُشعل الأسعار.. والبنك المركزي يدق ناقوس الخطر

تحذير غير مسبوق أطلقه البنك المركزي الأوروبي هذا الشهر: موجات الحر والتغير المناخي لم تعد تحدياً بيئياً، بل تهديداً هيكلياً لاستقرار الأسعار والنمو الاقتصادي.

بحسب البنك، فإن موجة حر صيف 2022 وحدها رفعت تضخم أسعار الغذاء في منطقة اليورو ما بين 0.4 و0.9 نقطة مئوية، وأثرت مباشرة على الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا. أما صيف 2023، فقد شهدت فيه أسعار الخضروات قفزة بأكثر من 13% خلال شهر واحد، وارتفعت أسعار الكهرباء في بعض المدن الأوروبية بنسبة 7%، بحسب تقرير اطلعت عليه سكاي نيوز عربية.

عضو المجلس التنفيذي للبنك، فرانك إلدرسون، حذر من أن التغيرات المناخية أصبحت عاملاً دائماً في قرارات السياسة النقدية، وأكد أن البنك بدأ يُدخل “تدهور الطبيعة” ضمن حساباته الاقتصادية.

من التضخم إلى الركود.. الاقتصاد الأوروبي في فخ مناخي

يصف عامر الشوبكي، مستشار الاقتصاد والطاقة، لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية، موجات الحر بأنها “الشرارة الخفية” التي تُشعل نار التضخم وتُضعف محركات النمو.

وأكد أن ما يحدث ليس مجرد طقس سيئ، بل “تحول هيكلي” يضرب البنية الاقتصادية، موضحاً أن: القطاعات الحيوية مثل الزراعة والبناء والنقل تتراجع إنتاجيتها، مما يقلّص العرض ويرفع الأسعار، الاستهلاك الأسري يتقلص نتيجة ارتفاع فواتير الطاقة والتبريد والرعاية الصحية، الاعتماد على الطاقة المستوردة يعمّق الأزمة التضخمية، نظراً لأن أوروبا تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة.

أوروبا الشمالية تتأقلم.. والجنوبية تدفع الثمن

بحسب الشوبكي، التغير المناخي لا يضرب القارة بالتساوي. دول الجنوب – كإيطاليا وإسبانيا واليونان – تتحمل العبء الأكبر، مما يُعمق الفجوة التنموية مع الشمال الأكثر ثراء وتأقلماً.

وحذر من أن هذا الخلل المناخي-الاقتصادي يُهدد تماسك الاتحاد الأوروبي نفسه، ويزيد من الضغوط على الحكومات التي تجد نفسها مضطرة لرفع الإنفاق العام، مما يفاقم العجز والدين العام.

البنك المركزي الأوروبي يتمرد على “مدرسة باول”

في مشهد دولي متباين، يظهر البنك المركزي الأوروبي أكثر حدة في مواقفه من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فرغم إقرار جيروم باول، رئيس الفيدرالي، بخطر المناخ، إلا أنه يؤكد مراراً أن البنك ليس معنياً بدعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بل تدخل الفيدرالي مؤخراً لتقليص المعايير المناخية العالمية.

بالمقابل، يُصر البنك الأوروبي، بقيادة كريستين لاغارد، على أن المناخ أصبح جزءاً لا يتجزأ من السياسة النقدية، وأن من يتجاهله يخاطر بانهيار أدوات الاستقرار الاقتصادي.

أزمة غير تقليدية”.. والاقتصاد الأوروبي على صفيح ساخن

الدكتور محمد جميل الشبشيري، الخبير الاقتصادي، وصف لموقع اقتصاد سكاي نيوز عربية التغير المناخي بأنه “التهديد الجديد غير التقليدي” الذي يضرب قلب الاقتصاد الأوروبي.

وقال إن موجات الحر المتكررة: تُربك الإنتاج الزراعي: إسبانيا سجلت تراجعاً في إنتاج القمح بنسبة 27% عام 2023، تُقلل الإنتاجية البشرية: كل درجة حرارة إضافية تُخفض إنتاجية العمل بنسبة 1.2%، تُكلف النمو: مؤسسة Bruegel قدّرت خسائر النمو في منطقة اليورو بـ0.3 نقطة مئوية سنوياً بسبب الحر.

الزراعة أول الضحايا.. وأسواق الشرق الأوسط تتأثر

التأثير لم يبقَ أوروبياً، فدول الشرق الأوسط والخليج التي تعتمد على الواردات الغذائية الأوروبية، بدأت تشعر بوطأة هذه الموجات المناخية: أسعار الحبوب والخضروات المستوردة ارتفعت، الاضطرابات في سلاسل التوريد الأوروبية أثرت على السلع الطبية والصناعية في المنطقة.

أوروبا في سباق مع الزمن.. إما التكيف أو الانهيار

الخلاصة جاءت من الشوبكي: “هذه ليست أزمة طقس، بل إعادة تشكيل لنموذج النمو الأوروبي برمته، وما لم يُدمج المناخ في السياسات النقدية والمالية بذكاء، فإن منطقة اليورو ستدفع ثمناً تصاعدياً لعجزها عن التكيف”.

ورأى أن الاقتصاد الأوروبي أمام مفترق طرق: إما التحول الذكي نحو اقتصاد مرن ومتأقلم مع تغير المناخ، أو الانزلاق في دوامة من التضخم والركود والعجز الهيكلي.

أوروبا تشتعل.. والحر القادم أخطر!

بينما تُعلن 16 مدينة فرنسية حالة الطوارئ بسبب موجات الحر، وتُسجل درجات حرارة تقترب من 40 درجة مئوية، تتكشّف ملامح تهديد أكبر: الحرارة تقتل، لكن التضخم يخنق.

الحرارة لم تعد فقط تهدد البيئة والصحة العامة، بل بدأت تسحب خيوط الاستقرار الاقتصادي في أوروبا، ومن لا يرى في الشمس المتقدة سوى فصلاً صيفياً، يغفل عن زلزال مالي ومناخي صامت يتشكل في أروقة البنوك والمزارع ومصانع القرار.

مقالات مشابهة

  • حضور لافت للشركات المتخصصة بالصناعات التجميلية الطبيعية في المعرض الدولي للصناعات التجميلية
  • «المركزي الأوروبي» يحذر من تكلفة الكوارث المناخية على القارة
  • صقر غباش: رفع اسم الإمارات من الدول عالية المخاطر في غسل الأموال ثمرة جهود دبلوماسية بقيادة عبدالله بن زايد
  • مقال للرئيس الكولومبي: لا بد من التصدي لتدمير إسرائيل لغزة وللقانون الدولي
  • تغير المناخ وزيادة درجات الحرارة.. لماذا أصبح واقي الشمس سلاحًا لا غنى عنه؟
  • تغير المناخ يخفض إنتاج الحليب عالميًا.. ارتفاع درجات الحرارة السبب.. تفاصيل
  • دوجاريك: فرق الأمم المتحدة موجودة في سوريا لدعم جهود الاستجابة الإنسانية جراء الحرائق في اللاذقية
  • موجات الحر في أوروبا.. الشرارة الخفية التي تُشعل أزمة اقتصادية مدوية!
  • العاصفة الإلكترونية.. "حسابات نفطية" تقود حملة معلومات مضللة عن تغير المناخ
  • السفير «الواصل» يؤكد ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للشعب الأفغاني