مدير عام النقل المتكامل لـ«الاتحاد»: مشاريع «مرتقبة» لإرساء بيئة نقل ذكية تعزز جودة الحياة
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أكد عبدالله محمد المرزوقي مدير عام مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي، التابع لدائرة البلديات والنقل، أن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ مشاريع لتعزيز استخدام وسائل النقل الجماعي، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، ودعم تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة في مجالات النقل.
وأوضح المرزوقي، في حوار مع «الاتحاد»، أن المشاريع ستركز على التكنولوجيا الحديثة والاستدامة البيئية، حيث يتم العمل على تطوير حلول نقل مبتكرة تساهم في تحقيق تنقل أكثر كفاءة وسلاسة، وبناء مستقبل يتيح للمجتمع الاستفادة من خدمات النقل بأمان وراحة، وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
النقل المستدام
وكثّف المركز جهوده خلال النصف الأول من العام الجاري لدعم حلول النقل المستدام، والتوجه أكثر نحو النقل الذكي والصديق للبيئة، تزامناً مع عام الاستدامة في الدولة، والتزاما بتبني المبادرات المبتكرة التي تنسجم مع رؤى القيادة الحكيمة والأجندة الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز جودة الحياة في الإمارة.
وفي إطار تبني المركز الحلول الذكية والمستدامة والآمنة للنقل، كشف المرزوقي عن مشروع المنصة المتكاملة لإدارة الحركة المرورية بالذكاء الاصطناعي، والتي تأتي في إطار تعزيز التعاون بين مركز النقل المتكامل والشركاء الاستراتيجيين للاستفادة من البيانات وتقنيات أنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع النقل. أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى تكثيف جهود التصدي لتأثيرات تغير المناخ الإمارات تؤكد أهمية توفير التمويل اللازم للبعثات السياسية
وفي هذا الجانب، وقع المركز اتفاقيتين مع «جوجل» لتعزيز أولويات الذكاء الاصطناعي الرئيسية في مجالات البحث والاستدامة. وأعلن عن مبادرتين، الأولى هي مشروع «غرين لايت»، وهي عبارة عن مشروع تحليلي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على جمع بيانات مرورية عند التقاطعات وتحليلها، وتوفير مقترحات تحسينية من شأنها تحسين كفاءة عمل إشارات المرور في الإمارة، والمساعدة في الحد من الازدحام، وبالتالي التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أما المبادرة الثانية، فتتمثل في استخدام منصة «جوجل» للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة الناتجة من منظومة خرائط «جوجل» لتوقعات حركة المرور والازدحامات المتوقعة، ووضع خطط استباقية للتقليل منها. كما سيستفيد مركز النقل المتكامل من معلومات آنية ودقيقة في حالات الحوادث ومواقع الازدحام المروري من منصة خرائط «جوجل» في إطار هذه المبادرة.
معاملات
وفيما يخص الإنجازات المحققة خلال النصف الأول من العام الجاري، أكد المرزوقي أن النتائج نصف السنوية شهدت نمواً عن الفترة ذاتها من السنة الماضية، حيث بلغت المعاملات المنجزة حتى النصف الأول ما يقارب الـ 10 ملايين معاملة منجزة، بزيادة بلغت 32% عن الفترة المماثلة من العام الماضي تمت جميعها إلكترونياً بنسبة 100% عبر القنوات الرقمية للمركز، وقد بلغ مؤشر رضا وسعادة المتعاملين 95%.
التنقل الآمن
وبهدف تحسين انسيابية الحركة المرورية وتعزيز السلامة على الطرق، بين المرزوقي أن النصف الأول من العام شهد تفعيل 23 إشارة مرور جديدة، إضافة إلى تحسين توقيت عمل الإشارات الضوئية على 43 تقاطعاً بما ساهم في تقليل زمن الرحلة عبر تلك التقاطعات بنسبة 8%. كما تم خلال النصف الأول من عام 2023 افتتاح نفق «المارية» للحركة المرورية، مما ساهم بشكل مباشر في انسيابية الحركة المرورية، وتخفيف الازدحام المروري، وتعزيز السلامة المرورية في المناطق المحيطة.
رحلات الركاب
وبلغ عدد رحلات الركاب الذين استخدموا حافلات النقل العام خلال النصف الأول من العام الجاري 39 مليون رحلة، بزيادة بلغت 19% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
وبلغ عدد المستفيدين من خدمة «حافلة عند الطلب» خلال الفترة نفسها 151 ألف رحلة راكب، توزعت على مدينة الشهامة وجزيرة ياس وجزيرة السعديات ومدينة خليفة. وعدد رحلات الركاب الذين استخدموا حافلات خدمة «أبوظبي إكسبرس» أكثر من 206 آلاف رحلة راكب، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مركز النقل المتكامل والقطاع الخاص لتطوير خدمات النقل العام، والارتقاء بجودة الخدمات المتوافرة لسكان إمارة أبوظبي وروادها.
مركبات الأجرة
بلغ عدد الركاب الذين استخدموا مركبات الأجرة في النصف الأول من العام الجاري 44 مليون راكب، من خلال 24 مليون رحلة بزيادة بلغت 24% عن عدد الرحلات في الفترة المماثلة من العام الماضي.
وشكلت المركبات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة نحو 80% من أسطول مركبات الأجرة العاملة في الإمارة. وشهد النصف الأول من العام تدشين مركبات «تسلا» الكهربائية ضمن أسطول مركبات الأجرة.
وخصص المركز مسارات جديدة للدراجات الهوائية والمشي تمت إضافتها خلال النصف الأول من العام، ليبلغ طول شبكة المسارات المخصصة للدراجات الهوائية والمشي في إمارة أبوظبي أكثر من ألف كم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات مركز النقل المتكامل النقل الذكي النصف الأول من العام الجاری خلال النصف الأول من العام مرکز النقل المتکامل فی إطار
إقرأ أيضاً:
الازدحامات المرورية في بغداد: أزمة خانقة أم فشل حكومي في توفير حلول مستدامة؟
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة /-تعيش العاصمة العراقية بغداد منذ صباح اليوم الأحد، 22 كانون الأول 2024، حالة من الازدحام المروري الخانق على مختلف شوارعها الرئيسية، ما يشكل تحدياً جديداً للسكان والسلطات المحلية. ازدحام الطرق السريعة، الجسور، والتقاطعات المختلفة بات يشكل جزءاً من حياة يومية للمواطنين، دون أفق قريب لحل هذه الأزمة المستمرة منذ سنوات.
خارطة الازدحامات لهذا اليوم تكشف عن أزمة خانقة في مناطق متعددة من بغداد، أبرزها جسر الرستمية، شارع المشتل، جسر الطابقين، وسريع بغداد الجنوبي. فالشوارع الرئيسية من شارع موسى بن نصير إلى جسر السنك، مروراً بشوارع الكيلاني والرشيد، باتت مناطق غير صالحة للحركة المرورية السريعة. كما سجلت تقارير المرور ازدحامات على الطرق السريعة مثل طريق بغداد – كربلاء، وتقاطعات حيوية مثل ساحة النسور، التي لم تكن لتشهد هذه الحالة لولا غياب التنسيق بين الهيئات الحكومية المختلفة.
المواطنون يتساءلون عن السبب وراء تكرار هذه الازدحامات على الرغم من الوعود المتكررة بتطوير البنية التحتية. فقد أصبحت هذه الأزمة مؤشراً على ضعف التنسيق بين الجهات المعنية، وأحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تدهور الحياة اليومية للمدينة. الأزمات المرورية تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، حيث يعاني الموظفون من تأخيرات في الوصول إلى أماكن عملهم، بينما يضطر الطلاب للتأخر عن مدارسهم وجامعاتهم.
هل فشل المسؤولون في حل الأزمة؟
في الوقت الذي ينشغل فيه الكثير من المواطنين في المعاناة من الازدحامات، تزداد التساؤلات حول قدرة الحكومة المحلية على تقديم حلول حقيقية لهذه الأزمة المتفاقمة. على الرغم من المشاريع التي أعلنت عنها الحكومة لتحسين حركة المرور وإنشاء جسور جديدة، فإن النتائج على الأرض تتحدث عن فشل حكومي في تطبيق هذه الحلول بشكل فعال. الاستثمارات في مشاريع النقل العام والمرافق الحضرية لا تزال في مراحلها الأولية، بينما يواصل المواطنون يومياً قضاء ساعات طويلة في الاختناقات المرورية.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن الحلول تحتاج إلى تدخل جاد، يشمل زيادة تعزيز وسائل النقل العامة وتوسيع شبكة الطرق لتشمل طرقاً بديلة تساهم في تخفيف الأعباء عن الجسور الحالية. ورغم الوعود بتطوير قطاع النقل، فإن الواقع يؤكد أن المسافات بين الخطط والمشاريع التي يتم إطلاقها على الورق وبين التنفيذ الفعلي تبقى واسعة جداً.
في ظل هذه الازدحامات المستمرة، تتجدد دعوات المواطنين للمسؤولين بضرورة الإسراع في حل مشكلة المرور التي أصبحت أكثر من مجرد أزمة يومية، بل قضية تؤثر في مستوى حياة الناس، وصورة بغداد في نظر العالم الخارجي.